فضائية صفا في دائرة الضوء
نشاهد هذه الأيام الكثير ممن يتجلببون جلباب العلم ويلبسون زي العلماء على شاشات الفضائيات ذات النفس التكفيري, اذ لا هم لهم سوى ايجاد الفوارق ودق اسافين التشتيت في جسم الامة الاسلامية, ومن غريب ما سمعته من احدهم انه يستدل على حقانية الدين اليهودي والمسيحي بالقرآن وقد قال ممازحاً مقدم البرنامج, بان القرآن يصلح للاحتجاج من قبل اليهودي والمسيحي بل والمجوسي على حقانية معتقده، بينما في المقابل من هذا الطرح يفتح هذا الشخص الباب في التحدي مع الشيعة لسنوات مطالباً باثبات حقانية اصول دينهم في امامة ائمة اهل البيت عليهم السلام والإمام المهدي عليه السلام. ويجيب هو نفسه بأن القرآن لا يصلح حجة على ذلك!
وطبيعي ان هؤلاء مهما كثرت شبهاتهم وتعددت اشكال واساليب ما يطرحون, الا انه ليس لهم شغل شاغل إلا اصل الامامة, بل وامامة المهدي عليه السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الزمان وقد سمعت متحدثهم من فضائية(صفا) يتحدى شيعة اهل البيت عليهم السلام في أن يأتوا لاثبات حقانية اعتقادهم بالإمامة, وانها من اصول الدين بآية محكمة من القرآن الكريم, اذ يقول هذا المتحدث: اذا كان الشيعة الامامية على حق في عقيدتهم بامامة الائمة الاثني عشر من اهل البيت عليهم السلام فيجب عليهم ان يأتوا بآية محكمة من القرآن الكريم لان القرآن قد تناول اصول الدين والايمان بآيات محكمات واذا كان هناك اصل لم يتم تناوله بآية محكمة فهو ليس من اصول الدين.
وهنا يجدر التنبيه الى أن هذا المتحدث من فضائية صفا يفتح باب التحدي مع اتباع شيعة اهل البيت عليهم السلام لسنة كاملة ليصور للآخرين ان اتباع هذه المدرسة المباركة عاجزون عن الاتيان بما يطلب من دليل قرآني في اثبات الامامة. وسيأتيك اثبات بطلان هذا القول ودحض هذا التحدي.
وفي الحقيقة ان كلام هؤلاء يتفرع الى نقطتين:
1. ان المنهج المتبع في اثبات مسائل اصول الدين هو المحكم من آيات القرآن فقط.
2. ان اصول الدين لابد ان تثبت عندنا وعند من يتحدانا بالآيات القرآنية المحكمة فقط.
وفي مقام الجواب عن هذه الشبهة نقول:
اولا: نحن نطالب هذا المتحدث بان يأتينا بالدليل على دعواه لانه عندما يتحدث ويقول اريد من الشيعة ان يأتوا بآية قرآنية محكمة ثم يقول ان اصول الدين لابد ان تثبت بالآيات القرآنية المحكمة فنحن بدورنا نطالب بان يأتينا بدليل على كلامه هذا, اذ ليس من المعقول ان يطلب منا الدليل على اصولنا وبالآيات المحكمة فقط دون غيرها ولا نطالبه بالدليل على كلامه, فالمطلوب منه اذن ان يأتي بدليل قرآني محكم صريح على لسان القرآن يحصر فيه الخطاب القرآني تحصيل اصول الدين بالآيات القرآنية المحكمة فقط دون غيرها.
بعبارة اخرى نحن نطلب من المتحدث ان يأتينا بآية قرآنية محكمة تقول ان اصول الدين يجب ان تحصل من خلال الآيات القرآنية المحكمة فقط, وان أي اصل من اصول الدين لا تنص عليه آية قرآنية محكمة فليس هو من اصول الدين فاذا جاء هذا المتحدث بهذه الآية القرآنية المحكمة, فاننا حينئذ نكون على اتم الاستعداد لتلبية طلبه.
ثانيا: يقول المتحدث ان عقيدته لا يأخذها بالعقل وانما يأخذها من القرآن بل من المحكمات القرآنية فقط, وحيث انه لا خلاف في ان الاصل الاول في اصول الاديان جميعاً دون استثناء هو التوحيد باقسامه الثلاثة التوحيد في الذات والتوحيد في الصفات والتوحيد في الافعال ( بل ان عبد العزيز بن باز يذكر بالتوحيد قسما رابعا بعد اجابته على سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام حيث قال ما نصه بان العلماء لما استقرأوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ظهر لهم هذا وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة, وهذا كله بالاستقراء ثم يقول كما يجد آيات اخرى تدل على ان له الاسماء الحسنى والصفات العلى وانه لا شبيه له ولا كفأ له وهذا هو توحيد الاسماء والصفات الذي انكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة ومن سلك سبيلهم ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورفض ما خالف شرعه وهذا هو توحيد المتابعة, مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السادس) فنحن نطلب من المتحدث ان يثبت لنا ما يعتقده في صفات الله سبحانه وتعالى بالآيات القرآنية المحكمة, اذ نطلب منه ان يأتينا بآيات محكمات على هذه الصفات:
1. أن لله عينين كما نص على ذلك المفتي محمد بن صالح العثيمين في جوابه على نص سؤالٍ في هذا الخصوص اخذناه من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الاول باب الاسماء والصفات حيث قال ما نصهان لله تعالى عينين, فهذا هو المعروف عند اهل السنة والجماعة ولم يصرح احد منهم بخلافه فيما اعلم)
2. أن لله أصابعاً, حيث يقول عبد العزيز بن عبد الله بن باز في مقال له منشور في موقعه تحت عنوان إملاءات الشيخ ((تنبيهات عامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل)), يقول ابن باز واليك ايها القاريء المؤمن التفصيل في ذلك: اما الوجه واليدان والعينان والساق والاصابع فقد ثبتت في النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة وقال بها اهل السنة والجماعة واثبتوها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه وهكذا النزول والهرولة جاءت بها الاحاديث الصحيحة ونطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم واثبتها لربه
3. ان الله تعالى يهرول حيث قال ابن باز في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الجزء الثالث ص196: (سؤال: هل لله صفة الهرولة؟ الجواب: نعم, على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى اذا تقرب الي العبد شبرا تقربت اليه ذراعا الى ان يقول واذا اتاني ماشيا اتيته هرولة. رواه البخاري ومسلم) وفي فتاوى محمد ناصر الدين الالباني الصفحة 506 ما نصه سؤال: هل انكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى؟.
الجواب: الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها.
4. أن الله تعالى ينزل من السماء الى الارض كما قال محمد بن صالح العثيمين في موقعه الرسمي ,في المكتبة المقروءة,التوحيد,شرح العقيدة الواسطية, فصل في احاديث الصفات الحديث (في اثبات نزول الله الى سماء الدنيا), يقول ان المراد بالنزول هنا نزول الله نفسه.
ثم يقول :اذا نزل اين الاستواء على العرش؟وهل يخلو منه العرش؟.
ولعلماء السنة ثلاثة اقوال :
القول الاول : شيخ الاسلام ابن تيمية في(الرسالة العرشية) يقول :انه لايخلو منه العرش,لان ادلة الاستواء على العرش محكمة, والحديث هذا محكم, فيجب علينا ان نبقي نصوص الاستواء على احكامها, ونص النزول على احكامه, ونقول:هو مستو على عرشه,نازل الى السماء الدنيا ...,.
القول الثاني: التوقف, يقولون: لا نقول يخلو ولا نقول لا يخلو.
القول الثالث: انه يخلو منه العرش.
ثم يقول: واورد المتاخرون الذين عرفوا أن الارض كروية وأن الشمس تدور على الارض اشكالا, قالوا: كيف ينزل في ثلث الليل ؟ وثلث الليل اذا انتقل عن المملكة العربية السعودية ,ذهب الى اوربا وما قاربها,أفيكون نازلا دائما ؟
فنقول:آمن اولا بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين, واذا آمنت,ليس عليك شئ وراء ذلك, لا تقل كيف ؟ وكيف؟. بل قل : اذا كان ثلث الليل في السعودية, فالله نازل ,واذا كان في أمريكا ثلث الليل يكون نزول الله ايضا ,وأذا طلع الفجر ,انتهى وقت النزول في كل مكان بحسبه.
5. ان كلام الله قديم و(غير مخلوق), حيث قال الذهبي في سير اعلام النبلاء الجزء 11 ص510فجمهور الائمة والسلف على ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق, وبهذا ندين الله تعالى ونقل عن السلف انهم كفروا من قال بخلق القرآن وبدعوا من قال بحدوثه).
ثالثا: حيث ان المتحدث يقصي العقل تماماً من البحث في اصول الدين ويتهجم على الشيعة اذ يقول مستهجناً مقالتهم بان الاصول بالعقول فلابد انه يعتمد في اثبات اصول دينه على الآيات المحكمات دون المتشابهات ودون السنة النبوية ونحن نطالبه هنا بالدليل القرآني المحكم على عدم حجية العقل في اصول الدين وعدم حجية الآيات المتشابهة اذا فسرت بالسنة في اصول الدين وعدم حجية السنة النبوية اذا توافرت وتواترت في اصول الدين وعدم حجية خبر الواحد اذا عضد بالقرائن وارتقى الى العلم في اصول الدين والايمان.
فنحن نطالبه باثبات عدم حجية هذه الوجوه الاربعة من الادلة في اصول الدين وقصر الدليل لاثبات اصول الدين بمحكم القرآن وبآية قرآنية محكمة.
رابعا: هل يلتزم المتحدث بان كل اصل من اصول الدين لم يذكره القرآن بآية محكمة حتى وان ذكر بغيره من الادلة الآنفة الذكر هو ليس من اصول الدين؟
ان قال نعم نريد منه ان يذكر لنا ادلة ذلك اولا واقوال علمائهم في هذه المسألة ثانياً.
وان قال لا اي انه لا يلتزم بذلك فنقول له: لماذا تلزمنا بشيء لا تلتزم به انت أصلاً.
خامسا: نريد من هذا المتحدث ان يأتي لنا باقوال علمائه المعتمدين في مسائل اصول الدين والايمان التي تنص على عدم حجية غير الآيات المحكمة في اصول الدين حتى نفهم انه سلفي ويتبع سلفه, ام انه مبتدع يروج لدين جديد.
سادسا: حيث ان كل امة لها منهج في اثبات حقانية ما تعتقد وتؤمن به فانا نطالب هذا المتحدث بان يأتي لنا بادلة من اقوال علمائنا او نصوص من كتبنا تنص على ان أي اصل من اصول الدين لا يثبت الا بمحكم الآيات.
سابعا: ان الآيات القرآنية الكثيرة والتي لا شك في أن اغلبها من المحكمات نصت على اتباع العلم واقتفاء اثره ولم تنص على اتباع علم معين, وحيث ان الله سبحانه وتعالى يعلم ما يريد ويحسن الحديث والبيان ولا يحتاج الى ان ينصب من يتحدث عنه بالنيابة, فلو كان سبحانه وتعالى يريد منا في اصول الدين ان نتبع منهجاً علميا معينا كأن يكون الآيات القرآنية المحكمة فقط لنص على ذلك, وحيث ان الآيات القرآنية المحكمة أمرتنا باتباع العلم وحثتنا وارشدتنا على تحصيله واقتفاء اثره فانها نصت على ذلك مطلقاً ولم تحدده بجهة دون اخ
منقول للفائدة
نشاهد هذه الأيام الكثير ممن يتجلببون جلباب العلم ويلبسون زي العلماء على شاشات الفضائيات ذات النفس التكفيري, اذ لا هم لهم سوى ايجاد الفوارق ودق اسافين التشتيت في جسم الامة الاسلامية, ومن غريب ما سمعته من احدهم انه يستدل على حقانية الدين اليهودي والمسيحي بالقرآن وقد قال ممازحاً مقدم البرنامج, بان القرآن يصلح للاحتجاج من قبل اليهودي والمسيحي بل والمجوسي على حقانية معتقده، بينما في المقابل من هذا الطرح يفتح هذا الشخص الباب في التحدي مع الشيعة لسنوات مطالباً باثبات حقانية اصول دينهم في امامة ائمة اهل البيت عليهم السلام والإمام المهدي عليه السلام. ويجيب هو نفسه بأن القرآن لا يصلح حجة على ذلك!
وطبيعي ان هؤلاء مهما كثرت شبهاتهم وتعددت اشكال واساليب ما يطرحون, الا انه ليس لهم شغل شاغل إلا اصل الامامة, بل وامامة المهدي عليه السلام من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الزمان وقد سمعت متحدثهم من فضائية(صفا) يتحدى شيعة اهل البيت عليهم السلام في أن يأتوا لاثبات حقانية اعتقادهم بالإمامة, وانها من اصول الدين بآية محكمة من القرآن الكريم, اذ يقول هذا المتحدث: اذا كان الشيعة الامامية على حق في عقيدتهم بامامة الائمة الاثني عشر من اهل البيت عليهم السلام فيجب عليهم ان يأتوا بآية محكمة من القرآن الكريم لان القرآن قد تناول اصول الدين والايمان بآيات محكمات واذا كان هناك اصل لم يتم تناوله بآية محكمة فهو ليس من اصول الدين.
وهنا يجدر التنبيه الى أن هذا المتحدث من فضائية صفا يفتح باب التحدي مع اتباع شيعة اهل البيت عليهم السلام لسنة كاملة ليصور للآخرين ان اتباع هذه المدرسة المباركة عاجزون عن الاتيان بما يطلب من دليل قرآني في اثبات الامامة. وسيأتيك اثبات بطلان هذا القول ودحض هذا التحدي.
وفي الحقيقة ان كلام هؤلاء يتفرع الى نقطتين:
1. ان المنهج المتبع في اثبات مسائل اصول الدين هو المحكم من آيات القرآن فقط.
2. ان اصول الدين لابد ان تثبت عندنا وعند من يتحدانا بالآيات القرآنية المحكمة فقط.
وفي مقام الجواب عن هذه الشبهة نقول:
اولا: نحن نطالب هذا المتحدث بان يأتينا بالدليل على دعواه لانه عندما يتحدث ويقول اريد من الشيعة ان يأتوا بآية قرآنية محكمة ثم يقول ان اصول الدين لابد ان تثبت بالآيات القرآنية المحكمة فنحن بدورنا نطالب بان يأتينا بدليل على كلامه هذا, اذ ليس من المعقول ان يطلب منا الدليل على اصولنا وبالآيات المحكمة فقط دون غيرها ولا نطالبه بالدليل على كلامه, فالمطلوب منه اذن ان يأتي بدليل قرآني محكم صريح على لسان القرآن يحصر فيه الخطاب القرآني تحصيل اصول الدين بالآيات القرآنية المحكمة فقط دون غيرها.
بعبارة اخرى نحن نطلب من المتحدث ان يأتينا بآية قرآنية محكمة تقول ان اصول الدين يجب ان تحصل من خلال الآيات القرآنية المحكمة فقط, وان أي اصل من اصول الدين لا تنص عليه آية قرآنية محكمة فليس هو من اصول الدين فاذا جاء هذا المتحدث بهذه الآية القرآنية المحكمة, فاننا حينئذ نكون على اتم الاستعداد لتلبية طلبه.
ثانيا: يقول المتحدث ان عقيدته لا يأخذها بالعقل وانما يأخذها من القرآن بل من المحكمات القرآنية فقط, وحيث انه لا خلاف في ان الاصل الاول في اصول الاديان جميعاً دون استثناء هو التوحيد باقسامه الثلاثة التوحيد في الذات والتوحيد في الصفات والتوحيد في الافعال ( بل ان عبد العزيز بن باز يذكر بالتوحيد قسما رابعا بعد اجابته على سؤال يتعلق بتقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام حيث قال ما نصه بان العلماء لما استقرأوا ما جاءت به النصوص من كتاب الله وسنة رسوله ظهر لهم هذا وزاد بعضهم نوعا رابعا هو توحيد المتابعة, وهذا كله بالاستقراء ثم يقول كما يجد آيات اخرى تدل على ان له الاسماء الحسنى والصفات العلى وانه لا شبيه له ولا كفأ له وهذا هو توحيد الاسماء والصفات الذي انكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والمشبهة ومن سلك سبيلهم ويجد آيات تدل على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورفض ما خالف شرعه وهذا هو توحيد المتابعة, مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السادس) فنحن نطلب من المتحدث ان يثبت لنا ما يعتقده في صفات الله سبحانه وتعالى بالآيات القرآنية المحكمة, اذ نطلب منه ان يأتينا بآيات محكمات على هذه الصفات:
1. أن لله عينين كما نص على ذلك المفتي محمد بن صالح العثيمين في جوابه على نص سؤالٍ في هذا الخصوص اخذناه من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الاول باب الاسماء والصفات حيث قال ما نصهان لله تعالى عينين, فهذا هو المعروف عند اهل السنة والجماعة ولم يصرح احد منهم بخلافه فيما اعلم)
2. أن لله أصابعاً, حيث يقول عبد العزيز بن عبد الله بن باز في مقال له منشور في موقعه تحت عنوان إملاءات الشيخ ((تنبيهات عامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عز وجل)), يقول ابن باز واليك ايها القاريء المؤمن التفصيل في ذلك: اما الوجه واليدان والعينان والساق والاصابع فقد ثبتت في النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة وقال بها اهل السنة والجماعة واثبتوها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه وهكذا النزول والهرولة جاءت بها الاحاديث الصحيحة ونطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم واثبتها لربه
3. ان الله تعالى يهرول حيث قال ابن باز في فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الجزء الثالث ص196: (سؤال: هل لله صفة الهرولة؟ الجواب: نعم, على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى اذا تقرب الي العبد شبرا تقربت اليه ذراعا الى ان يقول واذا اتاني ماشيا اتيته هرولة. رواه البخاري ومسلم) وفي فتاوى محمد ناصر الدين الالباني الصفحة 506 ما نصه سؤال: هل انكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى؟.
الجواب: الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها.
4. أن الله تعالى ينزل من السماء الى الارض كما قال محمد بن صالح العثيمين في موقعه الرسمي ,في المكتبة المقروءة,التوحيد,شرح العقيدة الواسطية, فصل في احاديث الصفات الحديث (في اثبات نزول الله الى سماء الدنيا), يقول ان المراد بالنزول هنا نزول الله نفسه.
ثم يقول :اذا نزل اين الاستواء على العرش؟وهل يخلو منه العرش؟.
ولعلماء السنة ثلاثة اقوال :
القول الاول : شيخ الاسلام ابن تيمية في(الرسالة العرشية) يقول :انه لايخلو منه العرش,لان ادلة الاستواء على العرش محكمة, والحديث هذا محكم, فيجب علينا ان نبقي نصوص الاستواء على احكامها, ونص النزول على احكامه, ونقول:هو مستو على عرشه,نازل الى السماء الدنيا ...,.
القول الثاني: التوقف, يقولون: لا نقول يخلو ولا نقول لا يخلو.
القول الثالث: انه يخلو منه العرش.
ثم يقول: واورد المتاخرون الذين عرفوا أن الارض كروية وأن الشمس تدور على الارض اشكالا, قالوا: كيف ينزل في ثلث الليل ؟ وثلث الليل اذا انتقل عن المملكة العربية السعودية ,ذهب الى اوربا وما قاربها,أفيكون نازلا دائما ؟
فنقول:آمن اولا بأن الله ينزل في هذا الوقت المعين, واذا آمنت,ليس عليك شئ وراء ذلك, لا تقل كيف ؟ وكيف؟. بل قل : اذا كان ثلث الليل في السعودية, فالله نازل ,واذا كان في أمريكا ثلث الليل يكون نزول الله ايضا ,وأذا طلع الفجر ,انتهى وقت النزول في كل مكان بحسبه.
5. ان كلام الله قديم و(غير مخلوق), حيث قال الذهبي في سير اعلام النبلاء الجزء 11 ص510فجمهور الائمة والسلف على ان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق, وبهذا ندين الله تعالى ونقل عن السلف انهم كفروا من قال بخلق القرآن وبدعوا من قال بحدوثه).
ثالثا: حيث ان المتحدث يقصي العقل تماماً من البحث في اصول الدين ويتهجم على الشيعة اذ يقول مستهجناً مقالتهم بان الاصول بالعقول فلابد انه يعتمد في اثبات اصول دينه على الآيات المحكمات دون المتشابهات ودون السنة النبوية ونحن نطالبه هنا بالدليل القرآني المحكم على عدم حجية العقل في اصول الدين وعدم حجية الآيات المتشابهة اذا فسرت بالسنة في اصول الدين وعدم حجية السنة النبوية اذا توافرت وتواترت في اصول الدين وعدم حجية خبر الواحد اذا عضد بالقرائن وارتقى الى العلم في اصول الدين والايمان.
فنحن نطالبه باثبات عدم حجية هذه الوجوه الاربعة من الادلة في اصول الدين وقصر الدليل لاثبات اصول الدين بمحكم القرآن وبآية قرآنية محكمة.
رابعا: هل يلتزم المتحدث بان كل اصل من اصول الدين لم يذكره القرآن بآية محكمة حتى وان ذكر بغيره من الادلة الآنفة الذكر هو ليس من اصول الدين؟
ان قال نعم نريد منه ان يذكر لنا ادلة ذلك اولا واقوال علمائهم في هذه المسألة ثانياً.
وان قال لا اي انه لا يلتزم بذلك فنقول له: لماذا تلزمنا بشيء لا تلتزم به انت أصلاً.
خامسا: نريد من هذا المتحدث ان يأتي لنا باقوال علمائه المعتمدين في مسائل اصول الدين والايمان التي تنص على عدم حجية غير الآيات المحكمة في اصول الدين حتى نفهم انه سلفي ويتبع سلفه, ام انه مبتدع يروج لدين جديد.
سادسا: حيث ان كل امة لها منهج في اثبات حقانية ما تعتقد وتؤمن به فانا نطالب هذا المتحدث بان يأتي لنا بادلة من اقوال علمائنا او نصوص من كتبنا تنص على ان أي اصل من اصول الدين لا يثبت الا بمحكم الآيات.
سابعا: ان الآيات القرآنية الكثيرة والتي لا شك في أن اغلبها من المحكمات نصت على اتباع العلم واقتفاء اثره ولم تنص على اتباع علم معين, وحيث ان الله سبحانه وتعالى يعلم ما يريد ويحسن الحديث والبيان ولا يحتاج الى ان ينصب من يتحدث عنه بالنيابة, فلو كان سبحانه وتعالى يريد منا في اصول الدين ان نتبع منهجاً علميا معينا كأن يكون الآيات القرآنية المحكمة فقط لنص على ذلك, وحيث ان الآيات القرآنية المحكمة أمرتنا باتباع العلم وحثتنا وارشدتنا على تحصيله واقتفاء اثره فانها نصت على ذلك مطلقاً ولم تحدده بجهة دون اخ
منقول للفائدة
تعليق