إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شئ من عاشوراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شئ من عاشوراء

    : شيء عن عاشوراء
    إن المحرم هو أحد الشهور الأربعة الحرم وهي (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب) أي المحترمة منذ القدم عند العرب، حيث كانوا يتركون فيها القتل والقتال وينصرفون لشؤونهم التجارية والزراعية والأدبية وغيرها.
    وأما عاشوراء فهو يوم العاشر منه، كانوا يعتبرونه أقدس أيام السنة وأكثرها خيراً وبركة يطعمون فيه الفقراء ويتفقدون فيه المساكين والأرامل واليتامى، ويعملون فيه الخير.
    هذا موجز مفهوم المحرم ومفهوم عاشوراء من قديم الزمان إلى أن جاء الأمويون، فهتكوا حرمة الأشهر الحرم في جملة ما هتكوا من الحرمات وارتكبوا في الشهر المحرم وفي يوم عاشوراء أبشع جريمة عرفها التاريخ، فسفكوا فيه أقدس الدماء وقتلوا فيه أفضل وأشرف الذوات الإنسانية وذبحوا فيه الأطفال وقتلوا النساء ومثلوا بالشهداء وأحرقوا الخيام على آل رسول الله(ص)، ورضوا جثث أهل البيت بحوافر الخيول. فتبدل بفعلهم هذا معنى المحرم وعاشوراء وتحوّل مفهومها عند المسلمين إلى أيام حداد وأسى، وصار المحرم موسماً خاصاً للاحتفال بذكرى أولئك الأبطال الذين أقدموا على تحمل المآسي العظام دفاعاً عن الحق والعدل والفضيلة، ففي الاحتفال بذكرى شهداء كربلاء وأبطال العاشر من المحرم سنة 61 هـ يترك أحسن الأثر في نفوس النشء الجديد والشباب الواعي لأن ذكراهم ومواقفهم تلقن الشباب دروس العزة والكرامة والشعور بالشرف الإنساني، وتقوي في نفوسهم روح التضحية والفداء في سبيل الحق والعدل. فنشر أنباء أولئك الأبطال هو في رأي الخبراء أكبر خدمة اجتماعية وتربوية تقدم للمجتمع. ألا ترى العادة الجارية والتقليد السائد عند كافة الشعوب والأمم حيث يحتفلون بين حين وآخر بذكرى ثوراتهم الوطنية وأبطالهم الثائرين وقادتهم المحررين ويقيمون لهم التماثيل ويرفعون صورهم في الشوارع والساحات العامة تخليداً لذكراهم. لماذا؟
    يعللون ذلك بأنه أداء لحقهم وتقدير لصنيعهم أولاً، ثم تشجيع وترغيب للشباب والنشء الجديد نحو الاقتداء بهم، والسير على مبدئهم وفي طريقهم والقيام بمثل أعمالهم.
    ويقول الخبراء لولا هذه الذكريات لماتت روح التضحية في نفوس الناس وسادت روح الأنانية والفردية.
    فإذا كان الأمر كذلك، أليس يجدر بثورة الحسين (عليه السلام) وموقفه يوم عاشوراء أن يشاد بذكراها في كل زمان ومكان؟ أي ثورة إنسانية ووطنية في العالم بلغت عمقها وشمولها ونبل أهدافها وبركة نتائجها مبلغ ثورة الحسين (عليه السلام)؟.
    إنها لم تخدم الشيعة فحسب ولا المسلمين فقط، بل خدمت الإنسانية والحق العالمي.
    إن مدرسة الحسين (عليه السلام) يجب أن تفتح في كل مكان، وذكراه يجب أن تقام في كل زمان، تماماً كما صورها هذا الأديب القائل:
    كأن كـــــــل مكان كربلاء لدى عيني وكل زمان يوم عاشورا
    ولقد حاول مخالفو الشعائر الحسينية ولا زالوا يحاولون، أن يخلقوا بعض المبررات لكي يتخذوا من أيام المحرم أعياداً ومناسبات فرح لا أساس لها من الواقع فمن ذلك مثلاً زعمهم أن هجرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنورة كانت في أول يوم من المحرم فهم لذلك يتخذون من ذلك اليوم عيداً وأسموه عيد الهجرة. مع العلم أن هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله) كانت أوائل شهر ربيع الأول حسب إجماع المؤرخين.
    وعلى كل حال لا يوجد أي مبرر لاتخاذ أيام المحرم أو بعضها أعياداً أبداً بعد أن وقعت فيه تلك المأساة الخالدة والكارثة الإنسانية العظمى التي راح ضحيتها العشرات من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين في تلك المجزرة الرهيبة التي لم يسبق لها نظير. ففي حديث الإمام الرضا (عليه السلام) قال: إن شهر المحرم كان أهل الجاهلية فيما مضى يعظمونه ويحترمونه ويحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، لكن هذه الأمة ما عرفت حرمة شهرها ولا حرمة نبيها فقتلوا فيه ذريته وسبوا فيه نساءه من بلد إلى بلد..
    وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) قال: إن يوم عاشوراء تبركت به وفرحت فيه بنو أمية وآل مروان لقتلهم الحسين (عليه السلام) وأهل بيته فمن اتخذه يوم فرح وسرور جعل الله له يوم القيامة يوم حزن وخوف وكآبة، ومن اتخذه يوم حزن ومصيبة جعل الله له يوم القيامة يوم فرح وسرور وقرت بنا في الجنان عينه.
    ومنه نعرف أسباب حرص المسلمين عامة والشيعة منهم خاصة على إحياء ذكرى الحسين (عليه السلام) ونشرها ولفت الأنظار إليها بكل الوسائل والشعائر، لأن الحسين (عليه السلام) أعظم داعية للجهاد في سبيل الله واظهر مثل للثبات والاستقامة على المبدأ، وأرفع منار على طريق الشعور بالمسؤولية وأدائها. ولولا حرمة النحت والتماثيل في الإسلام لكان من المفيد جداً بالإضافة إلى ذلك، إن نقيم التماثيل للحسين (عليه السلام) في كل الساحات والشوارع بل في كل بيت لأننا كلما تذكرنا الحسين (عليه السلام) تذكرنا الله والدين والحق والعدل والإنسانية والمثالية بل في كل بيت لأننا كلما نسينا أو تغافلنا عن الحسين (عليه السلام) التبس علينا وجه الحق وفقدنا الموازين الإنسانية والمقاييس التي تفرق وتشخص الحق عن الباطل.. وعند ذلك الويل والشقاء حسب ما ورد في الحديث الشريف (... كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً) ، ولقد أحسن من قال:
    لقد تحمل من أرزائها محـــناً لم يحتملها نبي أو وصي نبي
    وقال الآخر:
    أحســـين فيما أنت قد حملته أشغلت فكر العالمين جميعاً
    ولا يضر بإحياء عاشوراء مرور الزمان وقدم الحادثة، لأنه ليس كل حادثة، تتأثر بطول العهد ومرور الزمان عليها فتفقد أهميتها وأثرها في النفوس أو يطويها الزمن في ملف المهملات.. كلا. فإلى مزيد من تذكّر الحسين (عليه السلام) والى مزيد من إحياء ذكرى ثورته المقدسة بشتى الوسائل والأساليب
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    احسنت كثيرا وبارك الله فيك وجعلنا الله واياكم من انصار صاحب هذا الامر (عج)

    تعليق


    • #3
      أحسن الله اليك أخي البيضاني وشكراً لمرورك الكريم


      ياسيد الشهداء الغرّ معذرةً--- فدون مقدارك الاقوالُ والكلمُ

      وأنت ياقدوة الأحرار مدرسةً--- للمكرمات ومنها تأخذُ الأممُ

      صلّى عليك مليكُ العرشِ ماطلعت--- شمسُ وماهطلت في روضها الديمُ
      قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

      تعليق

      يعمل...
      X