إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثورة الحسينية والدولة المهدويه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثورة الحسينية والدولة المهدويه


    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الامين واله الطاهرين
    يرد في أذهان الكثير السؤال عن مشروعية اقامة مجالس العزاء الحسيني وذكر الحسين ( عليه السلام ) والبكاء عليه ، والسؤال عن أهمية ذلك ، وعن الهدف والغاية المرجوة منه ؟؟
    وللأجابة على تلك التساؤلات أذكر عدة نقاط غير ملتزم بتسلسل الأجابة ، وأرجو أن تكون مناسبة ووافية ، ومبينة بصورة جلية ، أن الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الامام الحسين ( عليه السلام ) كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة ، بل أن طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم الى يوم الدين ، في الأرض والسماء ، عند أهل الأرض وعند سكان السماء ، وأن الامام الحسين ( عليه السلام ) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار في جميع تلك العوالم ، وبعد أثبات ذلك يصبح الأمر واضحا أن حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والامام المنتظر ( عليه السلام ) ودولته الألهية العادلة ، كلها جزء من الحركة الحسينية وأمتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها ( عليه السلام ) والحركة المهدوية وقائدها ( عليه السلام ) هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من أجلها ، والتي ننال بها القرب والرضا الألهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى ( جلت قدرته ) مع الأنبياء والأئمة والصالحين ( صلوات الله عليهم أجمعين )



    الحزن والبكاء في الشرع


    أن البكاء والحزن على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والأجتماعية المترتبة على البكاء وتشير الروايات الى أستحباب الحزن والبكاء والتباكي وأن فيه أجر شهيد بل مئة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسف ( عليهما السلام ) ، ولا يخفى أن المراد في المقام ليس الجزع على المصاب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى ، واليك بعض ما يشهد لهذا المعنى :


    آدم ( عليه السلام ) يبكي ويحزن على هابيل ( عليه السلام )

    عن الامام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( أنه لما سولت لقابيل نفسه قتل أخيه .......فلما قتله.......فحفر له حفيرة ودفنه فيها ، فرجع قابيل الى أبيه ( عليه السلام ) .......فانصرف آدم ( عليه السلام ) وبكى على هابيل أربعين يوما وليلة ......)
    وعن الامام الصادق ( عليه السلام : ( .....وأن آدم أتى الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه فبكى هناك أربعين صباحا )
    وعن الامام الصادق ( عليه السلام ): ( .....الى أن قتل هابيل فجزع آدم عليه جزعا قطعه عن أيتان النساء خمسمائة عام )


    يعقوب النبي ( عليه السلام ) يحزن ويبكي

    بالرغم من أن الروايات تشير الى أن يعقوب ( عليه السلام ) يعلم بوجود يوسف على قيد الحياة لكنه ( عليه السلام ) لم يتحمل فراقه وحزنه عليه وبكى لمدة عشرين أو أربعين أو ثمانين عاما حتى ألتقى به ، وقد أشار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن بكاء يعقوب ( عليه السلام ) على أبنه له فيه أجر مئة شهيد وأليك ما يشير الى هذا المعنى :
    أـ عن الامام الباقر ( عليه السلام ) عندما سأل عن يعقوب ( عليه السلام ) هل كان يعلم بحياة يوسف وذهب عينيه عليه من البكاء ، أجاب ( عليه السلام ) : ( نعم علم يعقوب ( عليه السلام ) أنه حي .....فكتب الى ( عزيز مصر ) يعقوب ( عليه السلام ): بسم الله الرحمن الرحيم ، من يعقوب اسرائيل الله ابن أسحاق ابن ابراهيم خليل الله اما بعد :.....ثم رجعوا ألي وزعموا أن الذئب أكله ، فأحدودب لذلك ظهري وذهب من كثرة البكاء عليه بصري ....)
    ب ـ ورد في تفسير الكشاف عند قوله تعالى (( واأسفاه على يوسف وأبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )).....قيل : ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف الى حين لقائه ، ثمانين عاما ، وما على وجه الأرض أكرم على الله تعالى منه ...
    ج ـ نفس المصدر السابق ( الكشاف ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سأل جبرائيل ( عليه السلام )،
    ما بلغ وجد يعقوب على يوسف ؟
    قال جبرائيل : وجد سبعين ثكلى
    قال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    فما كان له من الأجر ؟
    قال جبرائيل : أجر مئة شهيد


    يوسف ( عليه السلام ) يحزن ويبكي على يعقوب ( عليه السلام )

    بكى يوسف ( عليه السلام ) على فراق أبيه حتى تأذى أهل السجن من ذلك ، فصالحهم على أن يبكي في الليل فقط او في النهار فقط ويشهد لهذا :
    عن الامام الصادق ( عليه السلام ) : ( البكاؤون خمسة : آدم ويعقوب ويوسف ( عليهم السلام ) وفاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي بن الحسين ( عليه السلام )

    (1) أما آدم ، فبكي على الجنة حتى صار خديه أمثال الأوديه

    (2) أما يعقوب ، فبكي على يوسف حتى ذهب بصره

    (3) أما يوسف ، فبكي على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن ، فقالوا له : أما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار ، وأما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم ( عليهم السلام ) على واحدة منهما

    (4) وأما فاطمة ( عليها السلام ) ، فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى تأذى بها أهل المدينة ، فقالوا لها قد آذيتينا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج الى مقابر الشهداء ، فتبكي ، حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف

    (5) وأما علي بن الحسين (عليهما السلام ) فبكى على الحسين ( عليه السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ، ما وضع بين يديه طعام الا بكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك اني اخاف ان تكون من الهالكين ؟
    قال ( عليه السلام ) : انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم ما لا تعلمون ، اني ما ذكرت مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة )



    قول وفعل واقرار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )


    لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) على عمه ابي طالب ( عليه السلام ) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد ابن الحارث وعبد الله بن رواحة وعلى ولده ابراهيم وعلى امه آمنة عندما كان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وعلى سعد ابن عبادة 0
    وقد أقر ( صللى الله عليه وآله وسلم ) بكاء البكائين وكذلك نراه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حث على البكاء كما حث وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة ( عليهما السلام ) 0 وقد تصدى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمنع وزجر من يمنع البكاء كما حصل مع عمر بن الخطاب عندما كان يمنع وينهي الناس عن البكاء فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يزجر عمر وينهاه عن مثل ذلك التصرف
    أ ـ عن ابي داوود والنسائي ...عن علي ( عليه السلام ) لما مات ابو طالب ( عليه السلام ) فعندما اخبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بكى وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( اذهب فأغسله وكفنه ووراه غفر الله له ورحمه )
    ب ـ في سيرة الحلبي والدحلاني ....عن ابن مسعود : ( ما رأينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باكيا اشد من بكائه على حمزة ، وضعه في القبلة ، ثم وقف على جنازته وأنتحب أي شهق حتى بلغ به الغشي يقول : يا عم رسول الله يا حمزة ، يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة ، يا فاعل الخيرات يا حمزة ، يا كاشف الكربات يا حمزة ، يا ذاب عن وجه رسول الله ....)
    ج ـ البخاري في صحيحه ( ان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نعى جعفرا وزيدا وابن رواحة ، وان عينيه لتذرفان )
    ء ـ مسلم في صحيحه ( يوم زار ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبر أمه آمنة ، فبكى وأبكى من حوله )
    هـ ـ مسلم والبخاري ....يوم مات صبي لأحدى بناته ،اذ فاضت عيناه يومئذ ، فقال سعد : ما هذا يا رسول الله ؟
    قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وانما يرحم الله من عباده الرحماء )
    و ـ مسلم والبخاري ...يوم اشتكى سعد بن عبادة فأتاه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعوده ومعه بعض اصحابه فوجده في غاشية أهله ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قضى
    قالوا : لا يا رسول الله ،
    فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلما رأى القوم بكاؤه بكوا
    فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( أن الله لا يعذب بدمع العين ولا يحزن القلب )
    زـ ابن عبد البر في الأستيعاب ....يوم أستشهد جعفر الطيار ، اذ جاءت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرأته اسماء بنت عميس فعزاها ، ودخلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي وتقول : واعماه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( على مثل جعفر فلتبكي البواكي )
    ح ـ احمد في مسنده عن ابي هريرة ، يوم مرت جنازة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعها بواكي ، فنهرهن عمر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( دعهن يا عمر فأن النفس مصابة والعين دامعة )وهكذا سيرة الأنبياء والمرسلين والصالحين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، ومن عارض ذلك فقد خرج عن الدين وخرج عن العقلاء وخرج عن الأنسانية الى صنف السباع والوحوش الحيوانية .

  • #2
    طرح جميل وموفق بارك الله بك اختنا الغالية حبيبت الزهراء
    ياابا صالح ادركنا

    تعليق


    • #3
      الأخت حبيبة الزهراء إن ما تفضلتي به مشكورة صحيح وهو بحث قيم ولكن نصيحتي أن لا يخرجنا أي شيء من الحق إلى الباطل فالبكاء عند المصيبة مع الرضا بقضاء الله لا بأس به وقد يكون في موارد ممدوحا وكما تفضلتي ولكن الذي ينكر ذلك لا يمكننا أن نقول بحقه إنه خارج من الدين فهذا ديدن السلفية وغيرهم أعاذكم الله من كل سوء ووفقكم لنصرة وليه
      ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

      تعليق

      يعمل...
      X