من كلام لاهل العراق في رسائلهم التي بعثوا بها الى الامام الحسين(ع)(( أن اقدم فقد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجنده )) عند القاء نظره على هذه الكلمات نرى فيها شيء من الحكمة فقد تكون بدراَ من البدرات التي بذرها أمير المؤمنين (ع) في ارض العراقيين أي( في انفسهم) والواضح من الكلام انهم ربطوا بين الارض والنفس فهم في كلامهم يؤكدون للامام الحسين (ع) ان انفسهم صالحة وان البذرة التي بذرها اميرالمؤمنين قد نبتت وان ثمارها اصبحت يانعة أي انهم قد صلحت انفسهم وان ايمانهم بمبادئهم (عقيدتهم) اصبح عالياَ وانهم على استعداد للنصرة، لكن بعد الذي جرى اصبح واضحاَ ان هذه انفس هي غير صالحة وان ثمارها غير يانعة كما توهموا او حاولوا ايهام انفسهم لكن كانت ثمارهم كما عبرعنها الامام الحسين (ع)((كنتم اخبث ثمرشجي للناظر واكلة للغاصب وشجت على ذلك اصولكم وتأثرت فروعكم )) .
فهذه الحقيقة يجب ان يعيها كل انسان مؤمن بأن النفس تشبه الارض، فلتهيئة الارض للزراعة وللحصول على ناتج جيد ووفير يجب ان نستصلح الارض لغسلها وازالة الاملاح منها وقد تطول فترة الغسل او تقصر حسب نوعية التربة، ايضاَ من عمليات التهيئة هي الحراثة وازالة ادغال من الارض والادغال بعضها صعب الازالة وبعضه سطحي تتم ازالته بسرعة ومنها من يحتاج الى حرق وازالته من جذورة المتعمقة في الارض وذلك لتخليص التربة من كل ضار وبقاء ما ينفع فقط وذلك لكي تكون الزراعة ناجحة والانتاج عالي الجودة ، فكذلك النفس يجب على المؤمن ان يغسلها بالتوبه والانابة وبذكرالله تعالى ويعودها على كل عمل صالح ويجنبها المفاسد وان يسيطر على اهوائها لكي يجعل منها خصبة ويقضي على ما فيها من الامراض مثل الغيبة والنميمة والحسد والحقد وحب الشهوات من النساء والاموال بشكل مفرط والتفاة الى دنيا ونسيان الاخرة، فعليه ان يصلحها بأزالة ادغالها (امراضها) التي ذكرت وان يجعل من نفسه رقيباَ على نفسه لكي ينجح في ازالتها تماماَ وان يكثر الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فهو ماءه الذي يسقي به ارضه ( نفسه) وبذلك تكون ثماره يانعة وان جنابة مخضراَ فلو ان انفس هؤلاء القوم كانت خصبة كما هي نفس حبيب ابن مظاهر وبريرومسلم ابن عوسجه... وغيرهم من اصحاب(رضوان الله تعالى عليهم)، لما نقضوا العهد ولما قتلوا امامهم ووصلوا الى ماهم فيه من العار والنار ولنمت بذرات امير المؤمنين عليه السلام في ارضهم ( نفسهم) كما نمت في ارض اصحاب عليهم السلام فهؤلاء الاصحاب جعلوا من انفسهم ارضاَ خصبةَ صالحةَ( نفساَ طاهرة نقية همها في الله وجهادها في طاعة) ، فاذا هو الفوز والفلاح فعلينا جميعاَ الانتباه الى انفسنا
نحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الله)
تعالوا نقف ونتفحص هذا العالم وما يدور فيه من اضطرابات وتداخلات ومتشابهات كثيره وهل هذا الذي يجري الان هومحض صدفه اوضمن تخطيط رباني وخطوات اخبر عنها الائمه عليهم السلام بل انها تشير الى افراز تحديات واحداث تدل على قرب امر الله ( فأذا جاء وعدالاخره ليسؤو وجوهكم )0دعونا الان نتوجه الى الائمه (ع) حيث يقول امير المؤمنين (ع) في نهج البلاغه في ذكر الملاحم ( الاتتوقعوا ما يكون من ادبار اموركم وانقطاع وصلكم واستعمال صغاركم ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن من الدرهم من حله 0فلنقف هنا ونقلب ارزاقنا ومصادر معيشتنا هل فيها شيأ من الحرام ؟ وهل فيها شيأ من الظلم ؟ فلنحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الله جل وعلا فأنه يمهل ولايهمل 000ماهذا التكالب على الدرهم ؟ ماهذا النهب الذي نراه تحت شعارات ومشاريع كاذبه ونحن نتألم في دواخلنا فقط وما هذه الاموال التي تغدقها علينا المسميات الغربيه لماذا نقبل ؟انكون أذلاء؟والله سبحانه وتعالى يقول (لاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ويقول سبحانه ( لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء ) كيف هذا يحدث ؟ وكيف ننسى كل شى حتى ديننا من اجل دراهم معدوده وايام قليله 000سلام الله عليك ياأبا الحسن فأن ضربة السيف على المؤمن اهون من الدرهم من حله ثم يقول (ع) انما مثلي بينكم كمثل السراج في الظلمه , أفلا نتبع امير المؤمنين لنخلص انفسنا واهلينا من نار وقودها النار والحجاره حيث يدلنا باب النجات (عليه السلام )
فيقول ايها الناس القوا هذه الازمه التي تحمل ظهورها الاثقال من ايديكم ولاتصدعوا على سلطانكم فتذموامحب افعالكم ولاتقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنه وانيطوا عن سننها وخلوا قصد السبيل 0فهل نستطيع اتباع ما ارشدنا اليه امير المؤمنين (ع) ؟ ونترك هذا الجريان اللا متناهي وراء الاموال ( انما اموالكم واولادكم فتنه ) ونحن نعرف ان الدجال والسفياني يشتري الناس بدولاراته كما اشترى يزيد ظمائر الناس وهذا التأريخ يعيد نفسه 0هل نستطيع ترك المناصب والكراسي البراقه ؟ هل نستطيع ان نبتعد عن الفتنه لننجوا؟ اذا علينا مجاهدة النفس وعدم اتباع الهوى خوفا من ان نظل ونخزا0 لابد من تربية جديده نستمد فيها اخلاقنا من المعصوم لكي نكون مؤهلين للسير مع محمد وأل محمد (ع) 0
تعليق