بسم الله الرحمن الرحيم
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) سورة البقرة
الحمد لله الذي فضل بعض عباده على بعض في الرزق، وحض الجميع على الإنفاق في سبيل الحق، وجعل ذلك من أسمى القربات وأعظم الطاعات، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، فيا عباد الله اتقوا الله، وسارعوا إلى ما أمركم الله تعالى به من الخير، وأنفقوا من طيبات أموالكم طيبة به نفوسكم، واعلموا أن ذلك من أعظم القربات؛ فإن الله تبارك وتعالى جعل الإنفاق في سبيله من دواعي التعاطف والتراحم، كما جعل ذلك من أسباب التماسك والتلاحم، فمن هنا كان الإنفاق ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية، ومطلبا إسلاميا مهما ساميا يدعو إليه القرآن، وتدعو إليه سنة النبي محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، كيف والله تبارك وتعالى يذكر الإنفاق في آية البر ضمن ذكره العقيدة الصحيحة التي يُطالب بها عباده؛ إذ يقول سبحانه: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ (البقرة/177)، بل نجد أن الله سبحانه وتعالى يذكر الإنفاق في سبيله قبل ذكره العقيدة في قوله عز وجل: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (الليل/5ـ 10)، فناهيكم أن الله سبحانه وتعالى في المقامين مقام الوعد والوعيد ذكر إيتاء المال أولا، وذكر الكفر به أيضا في مقام الوعيد ثانيا، وما ذلك إلا لأهمية الإنفاق، وشد النفوس إليه، والله سبحانه في معرض التذكير باليوم الآخر، اليوم الذي يتخلى عن الإنسان فيه كل ما خُوِّله في هذه الحياة الدنيا؛ يحض الله سبحانه وتعالى على الإنفاق؛ إذ يقول عز من قائل خطابا لعباده المؤمنين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (البقرة/254)، كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى في مقام التذكير بالموت واليوم الذي يندم الإنسان فيه على عدم تقديمه ما ينفعه فيما بعده؛ بحيث يتمنى أن لو ينسأ له في أجله ولو مدة قصيرة؛ يحض الله سبحانه وتعالى كذلك على الإنفاق؛ إذ يقول عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقون/ 9 ـ 11)، وقد بين سبحانه ما هي الدرجات التي يصل إليها المنفقون من خلال مضاعفة الله سبحانه وتعالى لأجورهم؛ إذ يقول سبحانه: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة/261)، بل يبين سبحانه وتعالى عاقبة الإنفاق، وأن صاحبه يتبوأ جنة عرضها السماوات والأرض، وذلك عندما قال عز من قائل حثا لعباده على المسارعة إلى تلك الجنة: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران/133 ـ 135).
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) سورة البقرة
الحمد لله الذي فضل بعض عباده على بعض في الرزق، وحض الجميع على الإنفاق في سبيل الحق، وجعل ذلك من أسمى القربات وأعظم الطاعات، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، فيا عباد الله اتقوا الله، وسارعوا إلى ما أمركم الله تعالى به من الخير، وأنفقوا من طيبات أموالكم طيبة به نفوسكم، واعلموا أن ذلك من أعظم القربات؛ فإن الله تبارك وتعالى جعل الإنفاق في سبيله من دواعي التعاطف والتراحم، كما جعل ذلك من أسباب التماسك والتلاحم، فمن هنا كان الإنفاق ضرورة من ضرورات الحياة الإنسانية، ومطلبا إسلاميا مهما ساميا يدعو إليه القرآن، وتدعو إليه سنة النبي محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، كيف والله تبارك وتعالى يذكر الإنفاق في آية البر ضمن ذكره العقيدة الصحيحة التي يُطالب بها عباده؛ إذ يقول سبحانه: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ (البقرة/177)، بل نجد أن الله سبحانه وتعالى يذكر الإنفاق في سبيله قبل ذكره العقيدة في قوله عز وجل: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (الليل/5ـ 10)، فناهيكم أن الله سبحانه وتعالى في المقامين مقام الوعد والوعيد ذكر إيتاء المال أولا، وذكر الكفر به أيضا في مقام الوعيد ثانيا، وما ذلك إلا لأهمية الإنفاق، وشد النفوس إليه، والله سبحانه في معرض التذكير باليوم الآخر، اليوم الذي يتخلى عن الإنسان فيه كل ما خُوِّله في هذه الحياة الدنيا؛ يحض الله سبحانه وتعالى على الإنفاق؛ إذ يقول عز من قائل خطابا لعباده المؤمنين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (البقرة/254)، كذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى في مقام التذكير بالموت واليوم الذي يندم الإنسان فيه على عدم تقديمه ما ينفعه فيما بعده؛ بحيث يتمنى أن لو ينسأ له في أجله ولو مدة قصيرة؛ يحض الله سبحانه وتعالى كذلك على الإنفاق؛ إذ يقول عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقون/ 9 ـ 11)، وقد بين سبحانه ما هي الدرجات التي يصل إليها المنفقون من خلال مضاعفة الله سبحانه وتعالى لأجورهم؛ إذ يقول سبحانه: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة/261)، بل يبين سبحانه وتعالى عاقبة الإنفاق، وأن صاحبه يتبوأ جنة عرضها السماوات والأرض، وذلك عندما قال عز من قائل حثا لعباده على المسارعة إلى تلك الجنة: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران/133 ـ 135).
تعليق