خطبة الامام ابو محمد الحسن المجتبى عند الصلح مع معاوية اللعين

[سعد عباس علوان الحرباوي]

عن سليم بن قيس ,قال :
قام الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام ) على المنبر حين اجتمع مع معاوية فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
ايها الناس ,ان معاوية زعم اني رايته للخلافة اهلا ولم ار نفسي لها اهلا ,وكذب معاوية ,انا اولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله .
فاقسم بالله ,لو ان الناس بايعوني واطاعوني ونصروني لاعطتهم السماء قطرها والارض بركتها ,ولما طمعت فيها يا معاوية , وقد قال رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم ) :ما ولت امة امرها رجلا قط وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا الى ملة عبدة العجل .
وقد ترك بنو اسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون ان هارون خليفة موسى .
وقد تركت الامة عليا وقد سمعوا رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم )يقول لعلي (عليه السلام ):انت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي .
وقد هرب رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم ) من قومه وهو يدعوهم الى الله حتى فر الى الغار ,ولو وجد عليهم اعوانا ما هرب منهم ,ولو وجدت اعوانا ما بايعتك يا معاوية .
وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه ,وكادوا يقتلونه ولم يجد عليهم اعوانا ,وقد جعل الله النبي في سعة حين فر من قومه لما لم يجد اعوانا عليهم ,وكذلك انا وابي في سعة من الله حين تركتنا الامة وبايعت غيرنا ولم نجد اعوانا , وانما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعض .
ايها الناس ,انكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب لم تجدوا رجلا من ولد النبي غيري وغير اخي .
انتهى
لله درك يا ابا محمد الحسن
والله لانك رابع مظلوم
ظلمتك شيعتك ومواليك في حياتك وفي مماتك

[المؤمن]

جزاكم الله كل خير
وبارك الله لكم هذا الطرح الولائي