بحلول عام 1924 كانت الخلافة العثمانية قد زالت نهائيا،
وتم اقتسام العراق والشام بين فرنسا وانكلترا،
لتبقى فلسطين تحت الانتداب البريطاني،
وبينما كانوا يعرضون اليهود لاضطهاد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية،
اتُّخِذَ ذلك مبررا كافيا لإقامة الدولة العبرية على أرض فلسطين بمساعدة انكلترا.
لكن هل دولة الصهاينة هدف في حد ذاتها؟ ولم لا يسكنها إلا الحالمون من اليهود؟
بينما يبقى أثرياءهم في نيويورك وباريس وغيرها بعيدا عن كل تهديد.
بكل بساطة اليهود أشد الناس عداوة للإسلام فهم الأولى بمحاربته لذا استحسنوا جمعهم في قلب بلاد المسلمين
ونصروهم في كل حروبهم حتى جعلوهم يقولون '' نحن الجيش الذي لا يقهر''
ثم زودوهم بأكثر مما يكفي من أسلحة الدمار الشامل.
والغريب أن الشاه كان حليف أمريكا وفرنسا،
ومع ذلك احتضنت فرنسا الخميني
الذي أسس جمهورية إسلامية شعارها معاداة أمريكا وإسرائيل
وتركوا هذه الدولة تطور ترسانة من الصواريخ البعيدة المدى
بينما زجوا بالإسرائيليين في حرب مع حليفها في جنوب لبنان
ومكنوا (حزب الله) من التزود من إيران بصواريخ روسية لدحر دبابات الميركافا
إنهم يقولون للإسرائيليين المهزومين: لن تفيدكم إلا حرب نووية فتاكة
ثم إن اليهود أحرص البشر على جمع المال فهم أخطر المنافسين عليه فالأولى القضاء عليهم
فإن هم أشعلوا حربا نووية فلن تتركهم الإشعاعات أسعد من موتى جيرانهم.
وهاك (رابين) الذي تفطن للمصير الرهيب، سارع للسلام مع العرب فكان جزاؤه الاغتيال.
ألم يقل (نيكولاس روكفيلر) لصديقه المخرج السنمائي (آرون روسو): نفكر في نقل الإسرائيليين إلى صحراء نيفادا "إن أَضَرَّ بهم الفلسطينيون"؟
طبعا هذه نهاية كل محارب أدى مهمته ولم تعد حاجة إلى وجوده.
وحتى يوهموا الإسرائيليين السذج بأن الغرب إلى جانبهم عمدوا إلى دمار العراق
باعتبارها بابل التي يرتجف اليهود خوفا من عودتها - كما تنص توراتهم-
بل وسورة الإسراء المباركة خير مبشر بذلك.
ولكن الهدف الأكبر من السيطرة على العراق ليس أمن إسرائيل، ولا المطامع النفطية،
وإنما هو الخوف من المهدي المنتظر (إذ تنبأ المنجم اليهودي الفرنسي نوستراداموس بمجيئه)
وبشرت أخبار المسلمين بأن جيشه سيتخذ من الكوفة قاعدة له.
ألا ترى أنهم دمروا أفغانستان موطن قبيلة البشتو السنية
أليس (خراسان) مَخرَج الرايات السود التي لن يقف في وجهها شيء حتى تنصب بإيليا،
ولم يكتفوا بذلك بل نقلوا الحرب إلى جارتها باكستان،
لأن باكستان تحتضن النسبة الأكبر من تلك القبيلة العدو التي هي أول ما سيتألف منه جيش المهدي المنتظر،
فعمدوا إلى تقتيل الأبرياء بطالبان التكفيريين أو حتى بالقصف ''الخطأ''
ليلتحق أكبر عدد من المظلومين بعدو العدو،
وليصير مبرر بقاء النيتو قائما إلى أجل مجهول
ولما كانت إيران وسوريا وربما حتى لبنان معبرا للرايات السود
فالحرب ضدهم لن يصعب إيجاد مبرراتها...
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون صدق الله العلي العظيم
منقول