ويلات وحروب ونزوح وتطهير عرقي في انتظار الشرق الاوسط
مجلة "روسكي ريبورتيور" تنشر مقالة للمحلل السياسي يفغيني ساتانوفسكي، يعبر فيها عن رؤية متشائمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط.
يرى ساتانوفسكي أن المتغيرات التي تشهدها تلك المنطقة، سوف تطيح بأنظمة، ظلت تحكم المنطقة على مدى ستة عقود. ومن المؤكد أن هذه الاضطرابات، سوف تستمر لسنوات طوال، وسوف تودي بحياة الملايين من البشر. ففي ظل الفوضى، التي أوجدها الغرب في إطار سعيه لإعادة تقسيم العالم العربي، من المؤكد أن حروبا ضروسا سوف تنشب، تتخللُها حركات نزوح واسعةٍ، وجرائم تطهير عرقي، تكون الأقليات المسيحية من أبرز ضحاياها، خاصة وأن بلدانَ تلك المنطقة أصبحت خالية من اليهود.
ومن الملاحظ أن الغرب توصل إلى قناعة بأن تـَوجيه ضربةٍ لإيران، سوف يكلفه ثمنا باهظا. لهذا نرى اليوم مؤشراتٍ توحي بأن أوباما، بدأ يتقبل فكرة حيازة طهران للسلاح نووي، لدرجة أنه لم يعد يُعر اهتماما لتهديدات السعودية، بأنها سوف تمتلك القنبلة النووية فور حصول إيران عليها.
وفي ما يتعلق بليبيا فإنها ستصبح مسرحا لحرب أهلية، ولتصفية حسابات بين القبائل. ولن يكون الوضع في تونس مستقرا، لأن الإسلاميين الذين فازوا لتوهم في الانتخابات، بدأوا يطلقون شعارات من قبيل: "إلى الأمام للدفاع عن الشعب الفلسطيني". والوضع في مصر ـ حاليا ـ كارثي، ومن المستبعد أن يتحسن في المستقبل المنظور. لأن الإسلاميين هناك حصدوا أكثر من سبعين بالمائة من الأصوات. علما بأن ثلث تلك الأصوات من نصيب السلفيين الراديكاليين. وأما سورية، فالأمر ميئوس منه في كل الأحوال. ومن المؤكد أن الدماء التي ستسيل في سورية، ستكون أكثر من تلك التي سالت في العراق. ومن المعروف أن الأسد حليف نظام الملالي في إيران. لهذا فإن الإطاحة بنظامه قبل الدخول في نزاع مع طهران، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للسعوديين والقطريين.
وتركيا بقيادة رجب طيب اردوغان، بدأت تتحول إلى دولة عظمى. وقد تستعيد بالتدريج أمجاد الامبراطورية العثمانية. علما بأن الحكومة لا تخفي توجهها لعودة الإسلام كديانة رسمية للدولة. وهنا لا يجدر التعامي عن التضارب في السياسة التركية. فقد كانت أنقرة على علاقة ممتازة بكل من النظامين الليبي والسوري. لكنها لم تترد في الانقلاب على النظام الليبي، والمساهمة في القضاء على القذافي. والأمر نفسه ينطبق على الحالة السورية، حيث تحولت أنقره في لمح البصر، من صديقة للنظام السوري، إلى أكثر وأشد الأطراف الدولية نقدا لبشار الأسد ونظامه. وراحت تحتضن المعارضين السوريين على أراضيها، بمن فيهم المسلحين.
ولا بد من التساؤل: ما الذي سنفعله عندما تبدأ "الاحتكاكات" بين روسيا وتركيا. علما بأن الخلافات وحتى الاحتكاكات، لا بد أن تظهر في يوم من الأيام. لأن سواحل البحر الأسود الروسية ابتداء من مدينتي "سوتشي" و "أنابا" وما بعدهما، كانت في ما مضى تحت السيادة التركية. ومن السذاجة الاعتقاد بأن تركيا نسيت ذلك.
وفي ما يتعلق بإسرائيل، فإنها تتخذ مواقع دفاعية، وبدأت تعد العدة للحرب على كل الجبهات؛ بما في ذلك: المصرية والتركية، وبالدرجة الأولى مع ممالك وإمارات شبه الجزيرة العربية. أي أن المنطقة تدور في دوامة سياسية، تدفع بها تدريجيا إلى القاع. وهذه الحالة لن تنتهي قريبا، بل إنها قد تمتد لثلاثة أجيال على الأقل. وباختصار شديد؛ فإن ما ينتظر الشرق الأوسط ويلات وحروب ونزوح وتطهير عرقي.
مجلة "روسكي ريبورتيور" تنشر مقالة للمحلل السياسي يفغيني ساتانوفسكي، يعبر فيها عن رؤية متشائمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط.
يرى ساتانوفسكي أن المتغيرات التي تشهدها تلك المنطقة، سوف تطيح بأنظمة، ظلت تحكم المنطقة على مدى ستة عقود. ومن المؤكد أن هذه الاضطرابات، سوف تستمر لسنوات طوال، وسوف تودي بحياة الملايين من البشر. ففي ظل الفوضى، التي أوجدها الغرب في إطار سعيه لإعادة تقسيم العالم العربي، من المؤكد أن حروبا ضروسا سوف تنشب، تتخللُها حركات نزوح واسعةٍ، وجرائم تطهير عرقي، تكون الأقليات المسيحية من أبرز ضحاياها، خاصة وأن بلدانَ تلك المنطقة أصبحت خالية من اليهود.
ومن الملاحظ أن الغرب توصل إلى قناعة بأن تـَوجيه ضربةٍ لإيران، سوف يكلفه ثمنا باهظا. لهذا نرى اليوم مؤشراتٍ توحي بأن أوباما، بدأ يتقبل فكرة حيازة طهران للسلاح نووي، لدرجة أنه لم يعد يُعر اهتماما لتهديدات السعودية، بأنها سوف تمتلك القنبلة النووية فور حصول إيران عليها.
وفي ما يتعلق بليبيا فإنها ستصبح مسرحا لحرب أهلية، ولتصفية حسابات بين القبائل. ولن يكون الوضع في تونس مستقرا، لأن الإسلاميين الذين فازوا لتوهم في الانتخابات، بدأوا يطلقون شعارات من قبيل: "إلى الأمام للدفاع عن الشعب الفلسطيني". والوضع في مصر ـ حاليا ـ كارثي، ومن المستبعد أن يتحسن في المستقبل المنظور. لأن الإسلاميين هناك حصدوا أكثر من سبعين بالمائة من الأصوات. علما بأن ثلث تلك الأصوات من نصيب السلفيين الراديكاليين. وأما سورية، فالأمر ميئوس منه في كل الأحوال. ومن المؤكد أن الدماء التي ستسيل في سورية، ستكون أكثر من تلك التي سالت في العراق. ومن المعروف أن الأسد حليف نظام الملالي في إيران. لهذا فإن الإطاحة بنظامه قبل الدخول في نزاع مع طهران، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للسعوديين والقطريين.
وتركيا بقيادة رجب طيب اردوغان، بدأت تتحول إلى دولة عظمى. وقد تستعيد بالتدريج أمجاد الامبراطورية العثمانية. علما بأن الحكومة لا تخفي توجهها لعودة الإسلام كديانة رسمية للدولة. وهنا لا يجدر التعامي عن التضارب في السياسة التركية. فقد كانت أنقرة على علاقة ممتازة بكل من النظامين الليبي والسوري. لكنها لم تترد في الانقلاب على النظام الليبي، والمساهمة في القضاء على القذافي. والأمر نفسه ينطبق على الحالة السورية، حيث تحولت أنقره في لمح البصر، من صديقة للنظام السوري، إلى أكثر وأشد الأطراف الدولية نقدا لبشار الأسد ونظامه. وراحت تحتضن المعارضين السوريين على أراضيها، بمن فيهم المسلحين.
ولا بد من التساؤل: ما الذي سنفعله عندما تبدأ "الاحتكاكات" بين روسيا وتركيا. علما بأن الخلافات وحتى الاحتكاكات، لا بد أن تظهر في يوم من الأيام. لأن سواحل البحر الأسود الروسية ابتداء من مدينتي "سوتشي" و "أنابا" وما بعدهما، كانت في ما مضى تحت السيادة التركية. ومن السذاجة الاعتقاد بأن تركيا نسيت ذلك.
وفي ما يتعلق بإسرائيل، فإنها تتخذ مواقع دفاعية، وبدأت تعد العدة للحرب على كل الجبهات؛ بما في ذلك: المصرية والتركية، وبالدرجة الأولى مع ممالك وإمارات شبه الجزيرة العربية. أي أن المنطقة تدور في دوامة سياسية، تدفع بها تدريجيا إلى القاع. وهذه الحالة لن تنتهي قريبا، بل إنها قد تمتد لثلاثة أجيال على الأقل. وباختصار شديد؛ فإن ما ينتظر الشرق الأوسط ويلات وحروب ونزوح وتطهير عرقي.
تعليق