إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانتظار وبناء الانسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانتظار وبناء الانسان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    الانتظار وبناء الانسان

    رَوَى زُرَارَةَ عَنْ الإمَامِ الصَادِق (ع) أَنَّهُ قَال ?إِنَّ لِلْغُلامِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ. قَالَ؛ قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: يَخَافُ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ. ثُمَّ قَالَ يَا

    زُرَارَةُ: وَهُوَ الْمُنْتَظَرُ، وَهُوَ الَّذِي يُشَكُّ فِي وِلادَتِهِ! مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَاتَ أَبُوهُ بِلا خَلَفٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَمْلٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيهِ بِسَنَتَيْنِ وَهُوَ الْمُنْتَظَرُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يَمْتَحِنَ الشِّيعَةَ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ يَا زُرَارَةُ. قَالَ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ أَيَّ شَيْ‏ءٍ أَعْمَلُ؟ قَالَ (ع) يَا زُرَارَةُ: إِذَا أَدْرَكْتَ هَذَا الزَّمَانَ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي?(1)
    اشتغل الفلاسفة والمفكرون وكذلك الساسة بتحديد الأولوية في البناء الحضاري، هل هو الإنسان؟ أم الدولة ومرافقها الحيوية؟ وخلصوا منذ القدم إلى أن للإنسان الأولوية في عملية البناء الحضاري وعليه فإن الجهود والإمكانات ينبغي أن تتوجه إلى بنائه باعتباره المحور والمرتكز في النهوض والوجود الحضاري بل وديمومتهما أيضا.
    ومن هذا المنطلق أصبح هذا المفهوم شعارًا يرفعه الجميع (مصلحون ومصلحيون)ويعمل من أجله الجميع ولكن وفقًا للمنطلقات والأهداف واستنادًا إلى الخلفية الفلسفية والعقدية في تحديد هوية الإنسان والدور المناط به.
    *المصلحيون
    فمثلا حينما يقتل المحتل والمستعمر الناس، ويظلمهم الظالم والمستبد، فإنهم يعتقدون بأفضليتهم على سائر البشر استنادا على رؤية فلسفية خاطئة، وتلتقي هذه الرؤية الخاطئة مع أطماعهم في التسلط والتوسع فتبتلي البشرية بقبيح أعمالهم من سفك الدماء وظلم العباد وهتك الأعراض وسرقة خيرات الشعوب.
    وفرعون موسى (ع) هو واحد من هؤلاء الذين تفننوا في الظلم والقهر والعدوان بدم بارد ( كما هو حاصل اليوم من جرائم الصهاينة والغرب).
    قَالَ تَعَالَى ?إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)?سورة القصص
    مع أن أمثال هؤلاء العابثين يزعمون من فعلتهم تلك الإصلاح والبناء ولكن ساء ما كانو يفعلون.
    قَالَ تَعَالَى ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12)? سورة البقرة
    ويكشف القرآن الكريم الخلفية التي يستند عليها هؤلاء الطغاة حيث يشعرون بالرفعة في المكانة والمنزلة والرتبة على سائر البشر، فهم المالكون للأرض وما فيها ومن عليها، وسواهم ما هم إلا عبيد عليهم أن ينضبطوا وفقا لإرادة الحاكم والسير معه وإن قادهم ذلك إلى الهاوية في الدنيا والآخرة.
    قَالَ تَعَالَى ?قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)? سورة الشعراء
    وكانت النتيجة:قَالَ تَعَالَى ?وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67)? سورة الشعراء
    *المصلحون
    والنموذج الآخر هم المصلحون وفي طليعتهم الأنبياء والرسل والأئمة والأوصياء والعلماء وأصحاب الدعوات المخلصة والهادفة إلى بناء الإنسان وتحريره من الأغلال والقيود.
    والرؤية التي يستند عليها هؤلاء تبتني على المساواة بين بني البشر وعدم الولاية لأحد على أحد ذاتا إلا بإذن الله.
    قَالَ تَعَالَى ?قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)? سورة الكهف
    وقال رسول الله (ص) في خطبة حجة الوداع ?أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلا بِالتَّقْوَى؛ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ (ص): فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِب‏?.(2)
    ويهدفون من عملهم رفع القيود النفسية والخارجية عن الإنسان والسير به في مسيرة تصاعدية نحو السعادة والأمن والطمأنينة والحياة الكريمة في الدنيا، والفوز برضوان الله في جنات النعيم.
    قَالَ تَعَالَى ?الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)? سورة الأعراف

  • #2
    احسنت موفق الى كل الخير موضوع مميز سلمت يمينك
    مدد يا صاحب الزمان...~
    قسماً يا مهدي سنشق درب الأنتصار وإن كان محفوف بالمصاعب والأخطار

    تعليق


    • #3
      ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

      تعليق


      • #4
        أحسنت وبارك الله فيك
        في ميزان حسناتك
        إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

        تعليق

        يعمل...
        X