إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحرية والانسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحرية والانسان

    ان الحرية هي حق الانسان وفطرته التي فطره لله عليها والحرية في الامر تبعث الانسان على خصلتان
    الاولى كل حر مسؤول عن عمله و له جزاء يوافقه
    الثانية كل حر الا ولهو همة في الخير او في الشر
    ولما كان الحر مسؤولا عن عمله فجزاؤه من جنس فيعمل خيرا يجزى خيرا ويعمل شرا يجزى ششرا لقوله تعالى الا تزر وازرة وزر اخرى وان للانسان ما سعى وانى سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى.وهذا يعلم الانسان عدم الاتكال على الغير والبحث بجد عن الحق والعلم المؤدي للفهم الصحيح للطريق التي اختارها الله لعباده في الدنيا والاخرة والذي يبحث عن هذا يتكون لديه حس اجتماعي وسياسي كبير ويرتبط بشكل فعال مع القضايا التي يعيشها مجتمعه الذي ينتمي اليه بل ويرتبط حتى تاريخيا بالفكر الذي ينتمي عليه بصفته عنصرا اخر في سلسلة النقل الحضاري للفكر الذي يحمله .وبالتالي فان شخصية التدافع الحسن تتكون لدى شخص فيكون اما قائدا او منقدا بما يرضى ويحب.
    اما الهمة فهي نتيجة احساس المرء بوجوده في العالم وفعاليته وحاجة الناس الى وجوده وعمله وثقتهم فيه فيتكون لديه احساس بوجوب بناء الحضارة واستقرارها وبمشاركة الناس له في عمله الاجتماعي والسياسي يصبح يفرد يتغذى على روح الجماعة وبالتالي تقع عليه واجبات ولديه حقوق ومن هذا المنطلق يحس الانسان بوجوده ويصبح قادرا على تقديم افضل ما يملك او على الاقل يحاول ان يجاري رياح التغيير ويسعى جاهدا ليكون عنصرا يعتمد عليه في الحياة كلها ولكن بغياب الحرية فان الانسان يحس بعدم فعاليته ويحس بوحشة وغربة وسط الملايين مما يسبب له رغبة في الانعزال الفكري عن الناس والاهتمام بالشوؤن المادية البسيطة والعلاقة الروحية الفردية فقط ويدخل في متاهة التفويض السياسي والاتكال المطلق على الغير في اتخاذ القرار بدلا عنه وهذا تحت ذريعة الخوف او عدم القدرة على التغيير وفي كل الحالات فهذا تبرير لعجز في التغيير لواقع افضل واكثر اشتراكا بسبب فقدانهم حرية الاختيار تحت سوط الترهيب او فرش الترغيب وبهذا يخسرون جانبا مهما من شخصية الانسان التي تتمثل في الانسان الهمام الذي يبحث عن حلول لمشاكله ومشاكل من يهمه امره وتنحصر حياته في ما يحتاج من بعض النشاطات الفردية التي اغلبها مادية مرتبطة بقوت العيش وبعض العبادات ان كان متدين كالصلاة والصلاة.ومع مرور الوقت ينطلق المجتمع رويدا رويدا نحو المادية ليمروا بجميع مراحلها ليصلوا الى الجاهلية والتي نهاية ملك القرى ودمارهم.ولهذا فان مصادرة الانسان حقه في ان يكون انسانا مشاركا فعالا في مجتمعه على الصعيد السياسي وغيره هي وأد للروح الانسانية الموجودة بداخله والتي تسعى للتغير والتحسين وفي حالة ما اذا دفنت هذه الروح فان المجتمع سيفقد التغير والتصحيح فاي خطأ يظهر اثر طول الزمن والامل فان المجتمع يقابله سلبا لكن لا يقوم بتغيره وبمرور الوقت اكثر يصبح الخطأ نفسه مقابلا بالموجب ومرحبا به وهذه هي بوابة الشر التي يفتحها كل ملك او جبار ينزع الناس حقوقهم في تقرير مصيرهم
    لانه بهذه الطريقة يقلل من قيمتهم الانسانية ويصنفهم في خانة الحيوان المنقاد.
    وكختام نقول ان المجتمعات المنقادة ومن ترضى بمن يختار لها ويحدد مصيرها ليست مجتمعات بشرية بل هي مجتمعة حيوانية تعيش من اجل سلوكها الحيواني وغرائزها فقط
    ولن يقيم الله لهم وزنا حتي يغيروا ما بانفسهم من علل عقلية وافات نفسية جعلتهم قادرين على تقبل فكرة الاستعباد ومصادرة حق منهم اعطاه الله للبشر.
    والقطعان التي تسمح لغيرها بالاختيار عنها هي قطعان لم تنضج ولا يحق لها ان ترعى في ارض الله لانها لا تصلح لتحكمها بعد ولهذا فان الله لا يقدس لقوم باعوا حريتهم من اجل بخس ضئيل من بعض المال وخافوا من ثلة قليل .فالذي سلب حريته فقد سلبت منه نفسه وان رضي بهذا فلا حاجة لله فيه ابدا وكما هي سنة الله في الافراد فهي سنته في الجماعات
    فالقوم المستعبدون فكريا وعقائديا لن يرثوا الارض التي اعطاها الله لعباده الصالحين.
    ومن هذا فان الحرية لا تعني ان تكون انسانا تملك ارجلا وايدي وتجري في الارض مرحا والحرية لا تعني ان تقول كل ما تريد والحرية لا تعني ان تشرب وتفعل ما يحلو لك
    بل الحرية تعني ان تختار الطريق التي تعتقد ان ستقدم الافضل لك ولمن يحيطون بك من الناس الذين تعيش معهم كل يوم والذين تستفيد من اعمالهم كل يوم
    فليس في المدينة حجر واحد استفدت منه ولم تتعب عليه يد اخيك الانسان فلهذا فان حريتك التي تعتقد بوجدها يجب ان تكون وفق ما يحقق الحق بالنسبة لك ولغيرك ممن يشاركك هذه الحياة لانك وكانسان ضعيف تستفيد من وجودك داخل جماعتك وقومك وحضارتك هذه هي الحرية بالنسبة لي
    وهي ان تجلب الحياة الطيبة والسعادة للناس الذي سهلوا عليك الحياة ودفعوك بعيدا دون ان تشعر بوجودهم مع انك كل يوم تمشي فوق الحجارة التي بنوها وتاكل من الفاكهة التي زروعها وو فعلوا الكثير والتي لم تشعر بعرقهم وتعبهم ومع ذلك فانهم موجودون في حياتك ولديهم اعمال ثبت وجودهم ومشاركتهم احلامهم ومساعدتهم على النهوض من جديد هو الحرية بالنسبة لي ولا بد من التضحية السخيفة من اجل من مجتمع كامل فليس كل ما يريده المرء يصر ويعاند عليه فمجتمعه وقومه اهم من كل غرائزه وشهواته وافكاره فعلى الانسان الحر ان يتحلى بالشجاعة ليتخلى عن رغبته الشخصية في سبيل مجتمعه وقومه حتى وان كان يظن ان فكره لا يخالف شرع الله ولا ينفعه ومع ذلك فمجتمعه يرفض فعليه ان يرضي قومه .لانه وحدة من الوحدات التي تبني المجتمع واذا لم يكتمل هذا الاتحاد بين هذه الوحدات فان جسد الايمان لن يصمد .
    ولو اراد ان يفهم الانسان معنى الحرية عليه ان يفهم ويعرف الطريق التي اختارتها ولما اختارها وماهي نتائجه في اغلب الاحوال واذا استطاع ان يختار ويفهم لما يختار ونتائجها فهو الحر الحقيقي المجبر على الطليق الاسير فهو الانسان كما ترتضي حريته هذا التناقض في نفس الوقت فهو يجلب الرضا والراحة والسكينة ففي جميع الاحوال فانا رغبتنا في العيش مبتورة لا محال فلا بد ليوم نغادر فيه تحن فيه النفوس ويضعف العناد وتنتهي الرغبات ونرغب في المسامحة وننسى ما كنا نعاند من اجله ويبقى غيرنا ينتظر
    هذا الغيرنا هو الذي كنا نعاند تحت ذريعة الحرية ونغضبه ونؤذيه بحريتنا المزعومة ومرحنا على الارض كقطط السطوح
    ان الحياة اقصر مما نظن بكثير وهي اعظم من نختزلها في نريد من رغبات وشهوات بل هي اكبر بكثير هي حريتنا في الحب التي لا حدود لها وحريتنا في التضحية وحريتنا في تقبل طعنات السيوف ومغادرة الحياة وتعلونا ضحكة هذه حريتنا انها اتخاذ القرار الصعب القوي والتضحية من اجل سلام يجمع الناس جميعا .
    اذا استطاع ان يفهم حقيقة هذه الحرية فانه سيبني جيلا متماسكا من الناس يمكنهم المضي قدما نحو العمل الصحيح الذي ارتضاه الله
    فالحرية هي ان تتحرر من عرائزك ورغباتك وتتجه الى شخصيتك الانسانية العميقة التي تستطيع بها ان تدرك الحق والباطل .

  • #2
    مقطع من كقدمة كتاب المادية

    هذا مقطع عن الحرية والمادية اخذته من كتابي الذي انا عازم على اكماله ان شاء الله

    تعليق

    يعمل...
    X