إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علامات صاحب اليقين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علامات صاحب اليقين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و ال محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم الشريف يا كريم



    (منها) إلاّ يلتفت في اموره إلى غير الله سبحانه. ولا يكون اتكاله في مقاصده إلاّ عليه، ولا ثقته في مطالبه إلاّ به. فيتبرّى عن كل حول وقوة سوى حول الله وقوته، ولا يرى لنفسه ولا لابناء جنسه قدرة على شيء ولا منشأية لاثر. ويعلم أن ما يرد عليه منه تعالى وما قدر له وعليه من الخير والشر سيساق اليه. فتستوي عنده حالة الوجود والعدم. والزيادة والنقصان والمدح والذم. والفقر والغنى. والصحة والمرض. والعز والذل. ولم يكن له خوف ورجاء إلاّ منه تعالى. والسر فيه: انه يرى الاشياء كلها من عين واحدة هو مسبب الأسباب. ولا يلتفت إلى الوسائط، بل يراها مسخرة تحت حكمه رُويَّ عن الإمام أبو عبد الله (ع)! " من ضعف يقينه تعلق بالأسباب، ورخص لنفسه بذلك، واتبع العادات وأقاويل الناس بغير حقيقة، والسعي في أمور الدنيا وجمعها وإمساكها، مقراً باللسان انه لا مانع ولا معطي إلا الله، وان العبد لا يصيب إلا ما رزق وقسم له، والجهد لا يزيد في الرزق، وينكر ذلك بفعله وقلبه، قال الله سبحانه:

    " يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون "[2].

    و رُويَّ عنه (ع): " ليس شيء إلاّ وله حد " قيل: فما حد التوكل؟ قال: " اليقين "، قيل: فما حد اليقين؟ قال: " إلاّ تخاف مع الله شيئاً ". وعنه (ع): " من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله فان الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا ترده كراهية كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ".

    (ومنها) ان يكون في جميع الأحوال خاضعاً لله سبحانه. خاشعاً منه، قائماً بوظائف خدمته في السر والعلن، مواظباً على امتثال ما أعطته الشريعة من الفرائض والسنن، متوجهاً بشراشره إليه، متخضعاً متذللاً بين يديه، معرضاً عن جميع ما عداه، مفرغاً قلبه عما سواه، منصرفاً بفكره إلى جناب قدسه، مستغرقاً في لجة حبه وانسه، والسر أن صاحب اليقين عارف بالله وعظمته وقدرته، وبأن الله تعالى مشاهد لاعماله وافعاله، مطلع على خفايا ضميره وهواجس خاطره، وأن:

    " من يعمل مثقال ذرةٍ خيراُ يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره "[3].

    فيكون دائماً في مقام الشهود لديه والحضور بين يديه، فلا ينفك لحظة عن الحياء والخجل والاشتغال بوظائف الأدب والخدمة، ويكون سعيه في تخلية باطنه عن الرذائل وتحليته بالفضائل لعين الله الكالئة اشد من تزيين ظاهره لابناء نوعه.

    وبالجملة: من يقينه بمشاهدته تعالى لاعماله الباطنة والظاهرة وبالجزاء والحساب، يكون أبداً في مقام امتثال أوامره واجتناب نواهيه.

    ومن يقينه بما فعل الله في حقه من أعطاء ضروب النعم والإحسان، يكون دائماً في مقام الانفعال والخجل والشكر لمنعمه الحقيقي.

    ومن يقينه بما يعطيه المؤمنين في الدار الآخرة من البهجة والسرور، وما أعده لخلص عبيده مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد، يكون دائماً في مقام الطمع والرجاء.

    ومن يقينه باستناد جميع الأمور إليه سبحانه، وبأن صدور ما يصدر في العالم أنما يكون بالحكمة والمصلحة والعناية الأزلية الراجعة إلى نظام الخير، يكون أبداً في مقام الصبر والتسليم والرضا بالقضاء من دون عروض تغير وتفاوت في حاله.

    ومن يقينه بكون الموت داهية من الدواهي العظمى وما بعده أشد وأدهى، يكون أبداً محزوناً مهموماً.

    ومن يقينه بخساسة الدنيا وفنائها، لا يركن إليها. رُويَّ عن الصادق (ع) في الكنز الذي قال الله تعالى:

    " وكان تحته كنز لهما "[4]:

    " بسم الله الرحمن الرحيم: عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن أيقن بالدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها ".

    ومن يقينه بعظمة الله الباهرة وقوته القاهرة، يكون دائماً في مقام الهيبة والدهشة. وقد ورد أن سيد الرسل (ص) كان من شدة خضوعه وخشوعه لله تعالى وخشيته منه تعالى بحيث إذا كان يمشي يظن انه يسقط على الأرض.

    ومن يقينه بكمالاته الغير المتناهية وكونه فوق التمام، يكون دائماً في مقام الشوق والوله والحب. وحكايات اصحاب اليقين من الأنبياء والمرسلين والاولياء والكاملين في الخوف والشوق وما يعتريهم من الاضطراب والتغير والتلون وامثال ذلك في الصلاة وغيرها مشهورة، وفي كتب التواريخ والسير مسطورة، وكذا ما يأخذهم من الوله والاستغراق والابتهاج والانبساط بالله سبحانه. وحكاية حصول تكرر الغشيات لمولانا أمير المؤمنين (ع) في أوقات الخلوات والمناجاة وغفلته عن نفسه في الصلوات مما تواتر عند الخاصة والعامة. وكيف يتصور لصاحب اليقين الواقعي بالله وبعظمته وجلاله وباطلاعه تعالى على دقائق أحواله، أن يعصيه في حضوره ولا يحصل له الانفعال والخشية والدهشة وحضور القلب والتوجه التام إليه عند القيام لديه والمثول بين يديه، مع أنا نرى أن الحاضر عند من له أدنى شوكة مجازية من الملوك والامراء مع رذالته وخساسته أولا وآخراً يحصل له من الانفعال والدهشة والتوجه إليه بحيث يغفل عن ذاته.

    (ومنها) أن يكون مستجاب الدعوات، بل له الكرامات وخرق العادات. والسر فيه أن النفس كلما ازدادت يقنيناً ازدادت تجرداً، فتحصل لها ملكة التصرف في موارد الكائنات. رُويَّ عن الإمام أبو عبدالله الصادق (ع): " اليقين يوصل العبد إلى كل حال سني ومقام عجيب، كذلك أخبر رسول الله (ص) من عظم شأن اليقين حين ذكر عنده أن عيسى بن مريم (ع) كان يمشي على الماء، فقال: لو زاد يقينه لمشى في الهوى ". فهذا الخبر دل على أن الكرامات تزداد بازدياد اليقين، وأن الأنبياء مع جلالة محلهم من الله متفاوتون في قوة اليقين وضعفه.(منقول)



    ان اعيشى حلاوة التقرب و التذلل بين يدي الله عز وجل لأرتقي من عالم الظلمات و الفناء الى عالم النورانية و الخلود فانال رضا ربي و شرف
    خدمة سيدي و مولاي صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف و خدمة المؤمنين و المؤمنات

    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

    من أقوال مولاي صاحب العصر و الزمان عجل فرجه الشريف :

    فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يُدنيه من كراهيتنا وسخطنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص324)

  • #2
    إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

    تعليق


    • #3
      دمت في حفظ الله ورعايته موضوع قيم
      حـــــجَّة الله أتبــــــقى غائباً عن كلِّ عـين
      فمتى سيفك يتــــــــلو آية الفتح المبـــــين
      والنداء، في السماء، يا لثارات الحسين

      تعليق

      يعمل...
      X