نحن عشاق الحسين (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام الحسين عليه السلام ترك لنا قيمة حقيقية في الإرث الاسلامي وعطاء لا ينتهي، وإن ملحمة استشهاده منهج متكامل في مفهوم الجهاد والتضحية ضد الظلم والفساد فخلق نماذج الانشداد والذوبان في حبه، حيث خلق هذا الحب في قلوب عشاقه منذ أن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم، وفي شهر محرم فإن عزاء الحسين عليه السلام يتجدد تلقائيا في النفوس وتنجذب القلوب الحزينة نحو المنابر في الحسينيات فتعبر العيون عن حالة الحزن بالبكاء!.
وسرّ هذا الارتباط المعنوي لا يدركه إلا من هو من عشاق الإمام الحسين عليه السلام حتى أن الكثيرين منهم يشاركون في جوانب أخرى مثل تجهيز الحسينيات والتبرع والنذور وإعداد الطعام وإحياء الشعائر الحسينية بالاستماع للمواعظ الحسنة والمشاركة بالمواكب برغبة منهم بل إلى جانب الابتعاد عن الطرب والاستماع للغناء واللهو والفرح.
هذه الأجواء لا مثيل لها في الإرث الاسلامي، ولا قدرة لمخلوق أن يمحو حزن قلوب العاشقين الحسينيين!.
الأفئدة التي لا تعجز عن رؤية مشاهد الطف وتحضر دوما لتعيش لحظات آلام شهداء كربلاء وحيث وقف الحسين مناديا: « ألا من ناصر ينصرنا.. ألا من معين يعيننا» بعد أن قدم طفله الرضيع قربانا لله عز وجل، الأفئدة التي تأثرت في بطولة ومظلومية علي الأكبر والعباس وأهل البيت لا تموت أبدا والعيون التي لا لأجل مثوبة تبكي بل لأجله تبقى باكية لا تعمى أبدا. هذه الأفئدة التي عاشت وتعيش الحزن لمصابه تبقى مفجوعة حزينة وتستلهم التقوى لأنها تعظم شعائر الله.
عشق يشارك نوح زينب والأمهات الثكلى، عشق يشارك بكاء ملائكة السماء، عشق بلغ النجوم ولا حدود له ولا أحد يعرف أين المنتهى لأنه عشق خلقه الله في قلوبنا منذ أن خلق الكون والغسق والشفق.
عن الإمام الحسين عليه السلام قال: «أتيت يوماً جدّي رسول صلى الله عليه وآله فرأيت أُبَيّ بن كعب جالساً عنده، فقال جدّي: مرحباً بك يا زين السماوات والأرض! فقال أُبيّ: يا رسول الله! وهل أحد سواك زين السماوات والأرض؟ فقال النبي صلّى الله عليه وآله يا أُبَي بن كعب والذى بعثني بالحقّ نبياً، إنّ الحسين بن علي في السماوات أعظم مما هو في الأرض، واسمه مكتوب على يمين العرش: «إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة». (منقول)
تعليق