هي الحرب السادسة التي يخوضها ابناء اليمن السعيد ضد طغات العرب الذين ساندهم الغرب في هذه الحروب ضد اناس مستضعفون يسكنون قلل الجبال والكهوف لا لشيء إلا لأنهم لم يرضخوا للباطل فتكالبت عليهم الجيوش والقوات بمختلف الجنسايات فالحكومة اليمنية من جهة والجيش الأمريكي من جهة أخرى والحكومة السعودية الناصبية من جهة بل وشارك في هذه الحروب دول أخرى .
ولم يكن الحوثيين هم المستهدفون الوحدون في دائرة الأحداث بل كان دأب قوى الإستكبار التي تؤمن بأن نهايتها ستكون على يد راية المهدي المهدية بل كانت أمريكا وحلفائها من خونة العرب أو كما سماهم الإمام الصادق (ع) طغات العرب كان هؤلاء بالمرصاد لكل حركة أو جماعة يشكون بأنها هي المعنية بالإمام المهدي أو أصحاب رايته أو من يبدأ بهم الإمام ثورته المباركة فقد قام هؤلاء المستكبرين بقمع عدة حركات في البلاد الإسلامية والغريب في الأمر وهو ليس بغريب على من وعى حقيقة هذا الأمر أن تأتي القوات الكافرة لبلاد المسلمين بقواتها لتقمع ابناء البلد بموافقة رئيس تلك الدولة وهو عين ما حصل ويحصل في كل مرة فالحروب التي مر بها الحوثيين كان يتم التعاون على حربهم من قبل القوات اليمنية وبإسناد سعودي ( النواصب الوهابية ) وبإمداد وتجهيز وقوات أمريكية وغيرها من الدول الحليفة وها هي الحرب السادسة تكون شاهد لمن لم يشهد الحروب الخمسة التي سبقتها وكان الحروب تلك متفاوتة الشدة كان من اشدها الحرب على حسين الحوثي وجماعته الإثناعشرية المذهب والذي ذاع صيته بين الناس والأوساط الإعلامية أنه اليماني الموعود وعندما علمت أمريكا بذلك جن جنونها فما كان منها إلا أن اصدرت أوامرها لكلبها البار علي عبد الله صالح بالقضاء على هذه الحركة وقامت بإرسال قواتها المسنودة بالطائرات وإسناد عسكري سعودي وجهت هذه القوة الكبيرة ضربة قاضية لحسين الحوثي وأنصاره مما أدى إلى إستشهاده وجماعة كبيرة من أنصاره أما ما يجري اليوم فهو تكملة لسيناريو الحرب ضد المهدي لأن هؤلاء الكفرة يريدون أن يبيدوا كل أثر للحركات الإسلامية الشيعية في اليمن ظنا منهم أن اليماني عندما يظهر سوف يظهر من اليمن قطعا وسوف يقضون عليه مباشرة .
وكان من الجماعات التي توجهت إليها يد البطش الكافرة هي جماعة جهيمان العتبي في عام 1979م حيث تحصنت هذه الجماعة في داخل الحرم المكي وكان بينهم محمد بن عبد الله الذي كان يدعي أنه المهدي وكان ظهورهم في مكة بإعتبار أن الإمام يقوم من مكة وما كان من الحكومة السعودية الخائنة إلا أن استعانت بقوات الكامندوز الفرنسي التي تدخلت سريعا وقامت بقمع هذه الجماعة وقتلت منهم اعداد كبيرة وقتل محمد بن عبد الله وسيق باقي الجماعة اسرى .
أما اجتياح أمريكا للعراق فكان من ضمن تكملة ذلك سيناريو ولتكون بذلك قريبة من من مركز حركة الظهور المبارك فتستطيع يدها أن تطول أي دولة قد تظهر فيها بوادر حركة الإمام (عليه السلام) وتكون كذلك قريبة من إيران التي تمثل الخطر الأكبر في الوقت الحالي في المنطقة .
وكان من الشواهد الاخرى على ذلك ما حدث في محافظة النجف منطقة الزرقة حينما ظهر أحد المدعين الدجالين للمهدوية وهو ضياء الكرعاوي في عام 2007م حيث كان يتحصن في تلك المنطقة وقرر الهجود في ليلة العاشر من محرم على النجف لإحتلالها ولكن سرعان من أكتشفت القوات العراقية أمروجود جماعة مسلحة متحصنة في تلك المنطقة فداهمتهم قوات الشرطة والجيش وحدثت مجابهة بين الطرفين.
وبعد أن أطلقت جماعة الكرعاوي النداءات بأن المهدي قد قام وسوف يقتص من كل أعداءه بلغ ذلك الخبر قوات الإحتلال فأوعزت إلى قواتها بسحق هذه الجماعة وفعلا قامت الطائرات القاصفة b52 بقصفهم بالقنابل العنقودية والفسفور والأسلحة الفتاكة فقتل أغلب هؤلاء وقتل الكرعاوي شر قتلة .
إن كل هذه الأحداث التي وقعت تدل على شيء واحد هو إستعداد الغرب وخاصة أمريكا ( القوة العظمى في العالم ) للقضاء على المهدي وحركته في مهدها وما القتال الذي يجري اليوم في صعدة إلا تكملة لذلك المخط الخبيث الذي حاكوه وعتبنا هنا على سكوت المسلمين عامة والشيعة خاصة عن هذا الدمار الذي لحق بهؤلاء الناس المستضعفون الذي اصبحوا مشردين في القفار يفتك به السلاح من جهة والأمراض والجوع من جهة والحسرة التي تتردد في صدورهم من خذلان أخوتهم من المسلمين لهم .
والصمت المطبق الذي اتخذه رجال المرجعيات تجاه اخوتهم اليمانيين قابله مواقف معاكسة من قبل السلفية التكفيريين الذين شنوا من جانبهم حربا من نوع خاص ضد القوات اليمانية المعارضة للظلم والتعسف لعلي عبد الله صالح وحرمه الشمطاء (سجودة) الزوجة السابقة للمقبور صدام وإليكم نص الخبر الذي اباحوا فيه قتل الحوثيين فقد افتى الشيخ الوهابي عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية بتاريخ 22/12/2009، بوجوب قتل الحوثيين ، معتبرا اياهم "مضللين ".وقال آل الشيخ لعناصر في الجيش اليمني استفتوه بشان "قتال الحوثيين" في شمال بلادهم
"الحوثيون مضللون وقتلهم مباح".
واضاف: "ايها الاخوة المجاهدون في سبيل الله، ان الاعداء الذين قمتم بكفاحهم هم مجموعة من منحرفي الفكر ومثيري الفساد في الارض" على حد وصفه، محرضا اياهم على "المثابرة في درب هذا الجهاد واذا ما قتلتم فان الجنة ستكون مأواكم وتصنفون في زمرة الشهداء".
ويذكر ان نحو 40 من علماء الدين السعوديين اصدروا بيانا مطلع الأسبوع الماضي طالبوا فيه بلادهم وجميع اهل السنة في الدول الاخرى بـ "قمعهم الحوثيين وضربهم بيد من حديد والتصدي لهم بكل حزم وقوة والتأهب والاستعداد دائما لذلك وتقوية الجيش بالعدد والعدة والتدريب القوي ليكونوا درعاً منيعاً ضد المد الشيعي في المنطقة" على حد تعبير البيان.
وختاما نقول إن كان هذا الموقف السلبي سببه التقية ومن لا تقية له لا دين له كما ورد في الحديث فنقول إن للتقية حدود حدها الشرع وهي قول المعصوم (عليه السلام ) : ( إذا بلغ الدم فلا تقية ) وسيسأل كل من كان في موضع المسؤول والقيادة الدينية عن موقفه هذا
تعليق