سطوري لا تسع عظمة أم البنين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أعتذر لكم أحبتي وأُعظم لكم الأجر بوفاة أم البنين عليها السلام
اعتذاري لكم على التقصير في سرد ما يُبدي فضائل هذه الطيبة ..
مثلكم يعلم بأن أم البنين لا تسعها صفحة ولا تفيها سطور ولا يستوعبها عقل ولا يُدركها فكر ..
كيف لفكرٍ قاصر أن يُصيغ كلاماً عظيماً في إمرأة نذرت نفسها ونفيسهالله وباعت أولادها لإحياء دين الله طامعة في رضوان الله مع رجلٍ ليس له على الأرض مثيل في ذلك اليوم الحزين الذي انتهى ببكاء السماء ، لتكون مع الزهراء في جنات النعيم ..
أحبتي: كان علي أن أقدم اعتذاري لها على التقصير في حقها ، وكان علي أن ألتمس العفو منها والسماح ، لكن علمي بعظيم صفاتها وكريم أخلاقها جعلني أُمسك عن ذلك ، فهي لن تُبدي الزعل لتقصيري ولن تُظهر الغُبن لحقارة موضوعي ، بل إني لأراها بعين قلبي ، فرحة بتلك السطور وإن كانت حقيرة ، لعلمها بأني ما سطرت حروفي ولا أبديت كلامي إلا في حبها وإظهار ودها وافتخاري بمواقفها الجليلة التي أرضت بها رب العباد وأفرحت بها قلب المختار وأسعدت بها نفس الزهراء
أم البنين كريمة إبنة كرام لذا ستنظر لسطوري بنظرتها الثاقبة التي نظرت بها لثورة سيدها وإمام زمانها الإمام الحسين عليه السلام ، فوجدتها السبيل الموصل لعظيم المقام ، فباعت لها البنين واشترت في المقابل العظمة والبركات من أكرم الأكرمين لتكون بها باباً من أبواب اللهلقضاء الحاجات وتحقيق الآمال ..
لقد رأت بنظرتها تلك أني محتاجٌ لطرق بابها لأدخل من خلاله تائباً من ذنوبي إلى التواب الرحيم ليتوب علي ويغفر لي الذنوب العظام ، وينظر إلي نظرة رحيمة استكمل بها الكرامة عنده ثم لا يصرفها عني ، لأهنأ في حياتي بالإستقرار ، وأتطيب في أُخراي بشفاعتها والدخول بمعيتها لنعيم الجنان ، لذا اكتفيت بالإعتذار منكم فأنتم لا تعلمون ما تعلمه هي ..
عدم إعتذاري لكم قد يتسبب في بُعدكم عني لهزالة حروفي وحقارة سطوري فيمن وهبت نفسها وأولادها الله فكانت له باباً لقضاء الحوائج وسبيلاً للخير المؤدي لمرضاة الرب وطريقاً سريعاً للوصول لأبواب رحمةالرحمن والإستقرار في جنة الملك الجبار.(منقول)
تعليق