حكمة لأمير الكلام
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إذا لم تكن عالماً فكن مستمعاً واعياً
هذه درة لامعة ولؤلؤة براقة وكنزٌ ثمين من كنوز أمير المؤمنين علي عليه السلام ، أمير الكلام وبليغ اللسان وعظيم الفكر والبيان ، أظهرها لنا لنستغني بها عن لغو الكلام ونرتقي بها درجات سلم العُلا بالعلم والمعرفة حيث لا يكون ذلك إلا من خلال حضور مجالس الذكر والإستماع إلى ما فيه الخير والصلاح ..
نعم أحبتي: لسنا كلنا في درجة واحدة من العلم والمعرفة ، فمنا من سهر الليالي وقضى سعاتٍ وأياماً بل سنواتٍ من عمره في طلب العلم وتحصيل المعرفة ، فوفقه الله لأن يصل لدرجة الإجتهاد ، ليُبدى حصيلة علمه لأفراد المجتمع ليستفيدوا من باكورة جهده التي دامت لسنين طوال ، ومنا من لم يوفق لتحصيل العلم لظروفٍ خاصة أو عامة منعته من أن يكون في مصاف العلماء ، وهذا لن يكون معيباً له لكن المُعيب أن يُجمد عقله عن الإستماع إلى ما يُعينه على الإرتقاء فكراً ، فإن لم تُعنه الظروف على التعلم فلن تكون تلك الظروف حاجزاً عن الإستماع ، فهو يملك أذنان تستقبلان جميل الكلام ، ومن خلالهما يتمكن من الإستفادة ممن وفقه الله للعلم والمعرفة والتي بها صار أساذا فاضلاً وعالماً مجتهداً ..
قد يكون ذلك الأُمي الذي لم يُوفق للتعلم ذو لبٍ سليم وفكرٍ مستنير فإذا ما جالس العلماء واستمع إلى حسن قولهم والتمس كريم صفاتهم فإنه بلا شك سيكون مثلهم في منطقه وجميل اسلوبه فالمثل يقول جالس العلماء تكن عالماً..
وأخيراً وليس آخراً أتمثل بذلك القول الجميل والمنطق الحكيم والذي جاء فيهمن استمع إلى خطيباً فقد عبده ، فإن كان ينطق عن الله فقد عبد الله وإن كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان
نسأل الله أن يُنور عقولنا بالعلم والمعرفة ويُزين حياتنا بجميل الصفات وأن يُثبتنا على ولاية من قولهم نور وأمرهم رشد لا سيما سيدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علي عليه السلام.(منقول)
تعليق