إن عليا عند أهل العلم *** أول من سمي بهذا الاسم
قد ناله من ربه في الحكم *** على يدي أخيه وابن العم
وحيا قديم الفضل عد مليا
وهو الذي سمي في التوراة *** عند الأولى هاد من الهداة
بالنص والتصريح في البراة *** برغم من سيئ من العداة
من كل عيب في الورى بريا
وهو الذي يعرف عند الكهنه *** إذ جمعوا التوراة في الممتحنه
فأخذوا من كل شيء حسنه *** وهم لتوراة الكليم الخزنه
ليوردوا الحق لهم بوريا
وهو الذي يعرف في الإنجيل *** برتبة الإعظام والتبجيل
وميزة الغرة والتحجيل *** وفوزة الرقيب للمجيل
وكان يدعى عندهم أليا
وهو الذي يعرف بالزبور*** زبور داود حليف النور
وذي العلا والعلم المنشور*** في اسم الهزبر الأسد الهصور
ليث الوغى أعني به آريّا
وهو الذي تدعوه ما بين الورى*** أكابر الهند وأشياخ القرى
ذوو العلوم منهم بكنكر*** لأنه كان عظيما خطرا
وكنكر كان له سميا
وهو الذي يعرف عند الروم*** ببطرس القوة والعلوم
وصاحب الستر لها المكتوم*** ومالك المنطوق والمفهوم
ومن يكن ذا يدع بطرسيا
وهو الذي يعرف عند الفرس*** لدى التعاليم وعند الدرس
بغرسنا وذاك اسم قدسي *** معناه قابض بكل نفس
كما دعوه عندهم باريا
وهو الذي يعرف عند الترك*** تيرا وذاك مشبه المحك
وإنه يرفع كل شك *** عن كل حاك قوله ومحكي
إذا عرفت المنطق التركيا
وهو الذي يدعونه في الحبش*** بتريك أي مدبر لا يختشي
لقدرة به وبطش مدهش *** وينعتونه بأقوى قرشي
فاسأل به من يعرف الحبشيا
وهو الذي يعرف عند الزنج*** بحنبني أي مهلك ومنج
وقاطع الطريق في المحج *** إلا بإذن في سلوك النهج
فإن أردت فاسأل الزنجيا
وهو فريق بلسان الأرمن *** فاروقه الحق لكل مؤمن
تعرفه أعلامهم في الزمن*** فاسأل به إن كنت ممن يعتني
تحقيقه من كان أرمنيا
وهو الذي سمته تلك الجوهره*** إذ ولدت في الكعبة المطهره
وخرّجت به فقال الجمهره : *** من ذا ؟ فقالت : هو شبلي حيدره
ولدته مطهرا قدسيا
هذا وقد لقبه ظهيرا *** أبوه إذ شاهده صغيرا
يصرع من إخوانه الكبيرا *** مشمرا عن ساعد تشميرا
وكان عبلا فتلا قويا
ولقبته ظئره ميمونا *** إذ رأت السعد به مقرونا
فكان درا عندها مكنونا*** يحمي أخا رضاعه المنونا
ثم يدر ثديها الأبيا
واسم أخيه في بني هلال *** معلق الميمون بالحبال
يذكره في سمر الليالي*** رجالهم فاسمع من الرجال
موهبة خص بها صبيا
والاسم عند الله في العلي علي*** وهو الصحيح والصريح والجلي
اشتقه من اسمه في الأزل *** كمثل ما اشتق لخير الرسل
ومنح النبي والوصيا
واتفقت آراء أهل العلم*** على اسمه من دون معنى الاسم
فاختلفت في قصده والفهم *** له وكل لم يطش بسهم
إذ قد أصاب الغرض المرقيا
فقال قوم : قد علا برازا *** أقرانه وابتزها ابتزازا
فما رآه القرن إلا انحازا*** وكان دونا سافلا فامتازا
فهو علي إذ علا العديا
وقال قوم : قد علا مكانا *** متن النبي ورمى الأوثانا
إذ لم يطق حمل نبي كانا*** من ثقل الوحي حكى ثهلانا
فنال منه المنزل العليا
وقال فرقة : علي الدار*** في جنة الخلد مع المختار
علاه ذو العرش على الأبرار*** في روضة تزهو وفي أنهار
فنال منه المرتضى العلويا
وقال فرقة : علاهم علما*** فكان أقضاهم لذاك حكما
ومن إلى القضاء قد تسمى*** يكون أعلى رفعة وأسمى
فوال ذاك العالم السميا
ودع تآويل الكتاب والخبر*** وخذ بما بان لديك وظهر
قد خاطب الله به خير البشر *** ليفهموا الأحكام في بادي النظر
ويعرفوا النبي والوصيا
فاستمسكن بالعروة الوثقى التي*** لم تنفصم عنه ولم تنفلت
تمش على الصراط لم تلتفت*** في قدم رأس وقلب مثبت
حتى تجوز سالما سويا
إلى جنان الخلد في أعلى الرتب*** إذ ينثني كل امرئ مع من أحب
موهبة ممن له الشكر وجب*** فهو أبر خالق وخير رب
عز وجل ملكا قويا
يا رب عبدك الذي غمرته*** بالفضل والإنعام مذ صيرته
وقد عصى جهلا وقد أمرته*** إن تاب فالذنب له غفرته
قد تبت فاغفر ذنبي العديا
يا رب ما لي عمل سوى الولا*** لأحمد وآله أهل العلا
صنو الرسول والوصي المبتلى*** وفاطم والحسنين في الملا
غرا تزين العرش والكرسيا
ثم علي وابنه محمد*** وجعفر الصدق وموسى المهتدي
ثم علي والجواد الأجود*** محمد ثم علي الأمجد
والحسن الذي جلا المهديا
فأعطني بهم جمال الدنيا*** وراحة القبر زمان البقيا
والأمن والستر بحشر المحيا*** والري من كوثر أهل السقيا
والحشر معهم في العلى سويا
يا طلح إن تختم بهذا في العمل*** لم يدن منك فزع ولا وجل
وأنت طلح الخير إن جاء الأجل*** بالأجر من رب الورى عز وجل
كفى بربي راحما كفيا
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائمهم (مكن الله له في الارض)
تعليق