إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اشترى ميت من ميت دارا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اشترى ميت من ميت دارا


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جاء رجل الى الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وقال: يا إمام لقد اشتريت دارا وارجو ان تكتب لي عقد شراءها بيدك،فنظر الإمام اليه بعين الحكمة فوجد الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه أقطار نفسه فكتب قائلا يريد ان يُذِكّر بالدار الباقية. كتب بعدما حمد الله وأثنى عليه.
    أما بعد:

    فقد اشترى ميت من ميت دارا في بلد المذنبين وسكة الغافلين لها اربعة حدود, الحد الأول ينتهي الى الموت والثاني ينتهي الى القبر والثالث ينتهي الى الحساب والرابع ينتهي إما الى الجنة وإما الى النار. فبكى الرجل بكاءا مرا وعلم ان الإمام اراد ان يكشف الحجب الكثيفة عن قلبه الغافل فقال: يا امير المؤمنين أُشهد الله أني قد تصدقت بداري على أبناء السبيل فقال له الإمام الحكيم هذه القصيدة العصماء:

    النفـس تبكـي على الدنيـا و قد علمـت ...... أن السـعادة فيـها ترك ما فيـها
    لا دار للـمرء بعــد المـوت يسكنـها .......... الا التي كان قبل المـوت بانيـها
    فان بنـاها بخـير طـاب مسـكـنه .............. و ان بنـاهـا بشــــر خـــاب بانيـها
    أمــوالنـا لــذوي المـيراث نجــمعها ........... ودورنـا لخـــراب الــدهر نبنيها
    أين المـــلوك التــي كانــت مســلطنــة ...... حتى ســقاها بكـأس المـوت ساقـيـها
    فـــكم مـــدائن فــي الآفـــاق قد بنيت .....أمست خــرابا و أفنــى المــوت أهليـها
    لاتــركـنن الـى الــدنيـا و مـــا فيــها ........فالـمــوت لاشـك يفـنيـنا و يفـنيـها
    لكــــل نفــس و ان كــانــت علـى وجـل ........ مــن الـمـنـية آمـال تقـويـها
    الــمرء يبـسطها و الــدهر يقبضـــها ...... والنفـس تنشرهــا و المـوت يطويـها
    إن المـــكارم أخــلاق مطــهــرة ........ الديـــن أولـهــا و العــقــل ثانيـها
    و العـــلم ثــالثــها و الحلم رابعها ....... والجود خامسها و الفــضل ساديـها
    والبــر ســــابـعهـا و الشـكـر ثامنها ........ والصبرتاسعــهـا و الليــن باقيـها
    والنــفــس تعـلــــم أنـي لا أصـادقــها ....... ولسـت أرشــد الا حين أعصيـها
    واعمــل لـــــدار غد رضــــوان خازنها ....... والجار أحمــد و الرحمن ناشيـها
    قصــورها ذهــب و المسك طيــنتـها ....... والزعفــران ربيـــع نابــت فيــها
    أنــــهارها لبــن محض و من عـســـل ....... و الخمريجري رحيقــا في مجاريها
    والـــطيـر تجــري على الأغصان عاكـــفة......تسبــح الله جهراً في مغــانيهـا
    مـن يشـتري الدار في الفــردوس يعمرها.....بــركعة في ظــلام الليــل يحييهـــا


    فقال
    الرجل للامام علي عليه السلام : اكتب أنني وهبتها لله و رسوله.(منقول)

  • #2
    قال امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب

    إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللتُ من مخالبك ، وأفلتُّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود . والله لو كنت شخصا مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني ، وأمم ألقيتهم في المهاوي ، وملوك أسلمتهم إلى التلف ، وأوردتهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر . هيهات من وطأ دحْضك زلق ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازْوَرَّ عن حبائلك وُفق ، والسالم منك لايبالي إن ضاق به مناخه ، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه . أُعْزُبي عني ، فوالله لا أذلُّ لك فتستذليني ، ولا أسلس لك فتقوديني .


    السلام على امير البلاغة والبيان
    امير المؤمنين علي بن ابي طالب



    احسن الله اليك اخي ابو تقى وجعلها في ميزان حسناتك
    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد

    تعليق


    • #3
      احسنت اخي ابو تقى وهل من متعظ ؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم تسليما يقول: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر).
      وهذا فيه تنبيه ظاهر لمن تأمل وأحضر للنظر عقلا سليما أن منزلة الدنيا عند المؤمن غير منزلتها عند الكافر، فالكافر غاية آماله ومنتهى متاعه إنما يكون في الدنيا، قال تعالى:
      {قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}.
      لذا فهو يجتهد في بنائها وزخرفتها، يسعى في شهواتها لنيل أعظم ما فيها من الملذات، أما المؤمن فإن الله قد وعده خيرا في الآخرة، وبين له أن إقباله على الدنيا فيه إضرار بخير الآخرة؛ فلذا يعيش مرتقبا حذرا، منتظرا لحظة النجاة والخروج من السجن، لا وقت لديه لأن يسعى في مباهج الحياة الدنيا.
      فهل نرى مثل هذا الفرق بين المسلمين والكافرين اليوم؟.
      للأسف لا نرى ذلك الفرق إلا ما ندر، إلا من رحم الله !!!.

      تعليق

      يعمل...
      X