قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾1.
أ- في كنف الآية:
× نبدأ بالتعرف على المعنى اللغوي ومن خلاله نعبر إلى المقصود.
الأولياء جمع ولي، وهي قد أخذت في الأصل من مادة: ولي يلي، بمعنى عدم وجود واسطة بين شيئين، وتقاربهما وتتابعهما، ولهذا يطلق على كل شيء له نسبة القرابة والقرب من شيء آخر. سواء كان من جهة المكان أو الزمان، أو النسب، أو المقام، بأنه ولي، ومن هنا استعملت هذه الكلمة بمعنى الرئيس والصديق وأمثال ذلك، بناءً على هذا، فإن أولياء اللَّه هم الذين لا يوجد حاجب وحائل بينهم وبين اللَّه، فقد زالت الحجب عن قلوبهم، وهم في سطوع نور المعرفة والإيمان والعمل الخالص يرون بعيون قلوبهم بحيث لا يجد الشك أي طريق إلى تلك القلوب الوالهة وبالنظر لهذه المعرفة باللَّه الذي هو الوجود الأزلي والقدرة اللامحدودة والكمال المطلق، فإن كل شيء سوى اللَّه في نظرهم فانٍ لا أهمية له مثلهم كمن يعرف المحيط فإنه لا قيمة للقطرة في نظره، أو من يرى الشمس فلا يهتم لشمعة لا نور لها وهم المعنيون بقول أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه: "إن أولياء اللَّه هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا، إذا نظر الناس إلى ظاهرها واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها" 2 فاستحقوا مكانة رفيعة عند اللَّه عزّ وجلّ حدثنا عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "إن من عباد اللَّه لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء لمكانهم من اللَّه، فقيل من هم يا رسول اللَّه، قال: الذين يتحابون بروح اللَّه من غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطون بينهم، وإن على وجوههم لنوراً، وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزنوا ثم تلا هذه الآية "ألا إن أولياء اللَّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 3 .
ب- خصال الأولياء:
في الحديث عن مولانا الرضا عليه السلام: "ثلاث خصال من صفة أولياء اللَّه: الثقة باللَّه في كل شيء، والغناء به عن كل شيء، والافتقار إليه في كل شيء "4.
ولنأخذ بشرح هذه الخصال واحدة بعد الأخرى.
أما الخصلة الأولى: فهي نابعة من أنهم لا يرون وجوداً حقيقياً لغير اللَّه سبحانه حتى يركنوا إليه في مواطن ضعفهم أو أوقات أزماتهم ومصائبهم، وحسن ظنهم به وتوكلهم عليه وإدراكهم بأن ما من شيء إلا بأمره سبحانه دعاهم إلى هذا الوثوق اللامحدود والتفويض في كل صغيرة وكبيرة من فصول حياتهم إليه جل وعلا، ذلك نتيجة إدراكهم الصحيح ونظرتهم القلبية وقربهم منه والزهد في كل شيء دونه وعليه يستحيل أن يعتري صفاء نفوسهم وجلاء عقولهم سوء الطن به أو التعويل على شيء غيره.
وأما الخصلة الثانية: فهي عائدة إلى حقيقة: ( ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك ) فإن أولياء وأحباء اللَّه الحقيقيين متحررون من كل أشكال الارتباط والتعلق بعالم المادة لأنهم أغنياء به سبحانه، لذلك لا يجزعون من فقدان الممتلكات الزائلة، ولا يخافون من المستقبل، ولا يشغلون أفكارهم بمثل هذه المسائل، فليس هناك غموم وأخاويف تجعلهم في حال اضطراب وقلق دائم لأنه لا سبيل لها إلى وجود هؤلاء. كما في قوله عز من قائل: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ...﴾ 5 فلم يتعلقوا بذلك اليوم الذي كان يمتلكون فيه، ولا يصيبهم غم في اليوم الذي سيفارقونه، فإن روحهم أكبر، وفكرهم أسمى من أن تؤثر فيهم مثل هذه الحوادث في الماضي والمستقبل.
وأما الخصلة الثالثة: فهي مرتكزة على واقع الإنسان القائم على الاحتياج الدائم والافتقار المستمر إلى الخالق سبحانه، فهم لا يرون لأنفسهم حولاً ولا قوة حيث لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، فلا يقيمون وزناً لعمل صادر منهم وإن بلغ في العظمة محالها العليا على أنه باستقلالٍ وقدرة لهم، بل يرونه صغيراً وإنما كبر بتوفيق اللَّه تعالى وتأييده، والحاصل أن روح الافتقار إليه عزّ وجلّ حيّة في كل سلوكهم ومترجمة لكل أفعالهم وأقوالهم وشاهدة على أنهم لم تدخل إليهم آفة النسبة إلى ذواتهم والاعتماد على مقدراتهم بعين الاستغناء والعياذ باللَّه.
ج- ولايتهم:
إن من شطط الفكر، وضلال الرأي أن يعتقد إنسان أنه يمكن لأحد أن يصبح ولياً من أولياء اللَّه تعالى الذين لا خوف عليهم ولهم الأمن والبشرى وغير ذلك وهو غير متمسك بولاية الأئمة الأطهار عليه وسلم أو معتقد بإمامة غيرهم وأن اللَّه سبحانه يؤتى من غير طريقهم فإن ذلك مستحيل لذلك الأولياء هم أهل الولاية كما جاء في الحديث: "تلا أمير المؤمنين علي عليه السلام الآية: "ألا إن أولياء اللَّه..."ثم سأل أصحابه: أتعلمون من هم أولياء اللَّه؟ فقالوا: أخبرنا بهم يا أمير المؤمنين، فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا، وطوبى لهم... قالوا: ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال: لا إنهم حملوا ما لم تحملوا عليه وأطاقوا ما لم تطيقوا" 6
ومنه يظهر أنهم أهل تحمل العناء والجهاد وليسوا أهل القعود والرخاء.
وفي حديث آخر يرتبط بالانتظار والتمهيد والنصرة عن مولانا الصادق عليه وسلم: "طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء اللَّه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 7 وعليه يكون أنصار المهدي القائم عليه السلام هم أولياء اللَّه سبحانه.
د- آثارهم:
يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: ".. إن أولياء اللَّه سكتوا، فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب وشوقاً إلى الثواب" 8.
وفي بعض المضامين أنهم أوتاد الأرض وبركة لأهلها، فالواجب إكرامهم وخفض الجناح لهم والقيام بخدمتهم ذلك أن من القربات الإلهية التي رتب اللَّه عزّ وجلّ عليها الثواب، وفي المقابل فإن من يتعرض لهم بالإهانة والتوهين يكتب في عداد من بارز اللَّه تعالى بالمحاربة والعصيان يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "عن جبرئيل عن قوله تعالى: "... من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة" 9 لذلك واجب الاحترام عام كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام : "إن اللَّه تبارك وتعالى.. أخفى وليّه في عباده، فلا تستصغرنّ عبداً من عبيد اللَّه، فربما يكون وليّه وأنت لا تعلم".(منقول)
أ- في كنف الآية:
× نبدأ بالتعرف على المعنى اللغوي ومن خلاله نعبر إلى المقصود.
الأولياء جمع ولي، وهي قد أخذت في الأصل من مادة: ولي يلي، بمعنى عدم وجود واسطة بين شيئين، وتقاربهما وتتابعهما، ولهذا يطلق على كل شيء له نسبة القرابة والقرب من شيء آخر. سواء كان من جهة المكان أو الزمان، أو النسب، أو المقام، بأنه ولي، ومن هنا استعملت هذه الكلمة بمعنى الرئيس والصديق وأمثال ذلك، بناءً على هذا، فإن أولياء اللَّه هم الذين لا يوجد حاجب وحائل بينهم وبين اللَّه، فقد زالت الحجب عن قلوبهم، وهم في سطوع نور المعرفة والإيمان والعمل الخالص يرون بعيون قلوبهم بحيث لا يجد الشك أي طريق إلى تلك القلوب الوالهة وبالنظر لهذه المعرفة باللَّه الذي هو الوجود الأزلي والقدرة اللامحدودة والكمال المطلق، فإن كل شيء سوى اللَّه في نظرهم فانٍ لا أهمية له مثلهم كمن يعرف المحيط فإنه لا قيمة للقطرة في نظره، أو من يرى الشمس فلا يهتم لشمعة لا نور لها وهم المعنيون بقول أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه: "إن أولياء اللَّه هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا، إذا نظر الناس إلى ظاهرها واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها" 2 فاستحقوا مكانة رفيعة عند اللَّه عزّ وجلّ حدثنا عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "إن من عباد اللَّه لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء لمكانهم من اللَّه، فقيل من هم يا رسول اللَّه، قال: الذين يتحابون بروح اللَّه من غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطون بينهم، وإن على وجوههم لنوراً، وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزنوا ثم تلا هذه الآية "ألا إن أولياء اللَّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 3 .
ب- خصال الأولياء:
في الحديث عن مولانا الرضا عليه السلام: "ثلاث خصال من صفة أولياء اللَّه: الثقة باللَّه في كل شيء، والغناء به عن كل شيء، والافتقار إليه في كل شيء "4.
ولنأخذ بشرح هذه الخصال واحدة بعد الأخرى.
أما الخصلة الأولى: فهي نابعة من أنهم لا يرون وجوداً حقيقياً لغير اللَّه سبحانه حتى يركنوا إليه في مواطن ضعفهم أو أوقات أزماتهم ومصائبهم، وحسن ظنهم به وتوكلهم عليه وإدراكهم بأن ما من شيء إلا بأمره سبحانه دعاهم إلى هذا الوثوق اللامحدود والتفويض في كل صغيرة وكبيرة من فصول حياتهم إليه جل وعلا، ذلك نتيجة إدراكهم الصحيح ونظرتهم القلبية وقربهم منه والزهد في كل شيء دونه وعليه يستحيل أن يعتري صفاء نفوسهم وجلاء عقولهم سوء الطن به أو التعويل على شيء غيره.
وأما الخصلة الثانية: فهي عائدة إلى حقيقة: ( ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك ) فإن أولياء وأحباء اللَّه الحقيقيين متحررون من كل أشكال الارتباط والتعلق بعالم المادة لأنهم أغنياء به سبحانه، لذلك لا يجزعون من فقدان الممتلكات الزائلة، ولا يخافون من المستقبل، ولا يشغلون أفكارهم بمثل هذه المسائل، فليس هناك غموم وأخاويف تجعلهم في حال اضطراب وقلق دائم لأنه لا سبيل لها إلى وجود هؤلاء. كما في قوله عز من قائل: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ...﴾ 5 فلم يتعلقوا بذلك اليوم الذي كان يمتلكون فيه، ولا يصيبهم غم في اليوم الذي سيفارقونه، فإن روحهم أكبر، وفكرهم أسمى من أن تؤثر فيهم مثل هذه الحوادث في الماضي والمستقبل.
وأما الخصلة الثالثة: فهي مرتكزة على واقع الإنسان القائم على الاحتياج الدائم والافتقار المستمر إلى الخالق سبحانه، فهم لا يرون لأنفسهم حولاً ولا قوة حيث لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم، فلا يقيمون وزناً لعمل صادر منهم وإن بلغ في العظمة محالها العليا على أنه باستقلالٍ وقدرة لهم، بل يرونه صغيراً وإنما كبر بتوفيق اللَّه تعالى وتأييده، والحاصل أن روح الافتقار إليه عزّ وجلّ حيّة في كل سلوكهم ومترجمة لكل أفعالهم وأقوالهم وشاهدة على أنهم لم تدخل إليهم آفة النسبة إلى ذواتهم والاعتماد على مقدراتهم بعين الاستغناء والعياذ باللَّه.
ج- ولايتهم:
إن من شطط الفكر، وضلال الرأي أن يعتقد إنسان أنه يمكن لأحد أن يصبح ولياً من أولياء اللَّه تعالى الذين لا خوف عليهم ولهم الأمن والبشرى وغير ذلك وهو غير متمسك بولاية الأئمة الأطهار عليه وسلم أو معتقد بإمامة غيرهم وأن اللَّه سبحانه يؤتى من غير طريقهم فإن ذلك مستحيل لذلك الأولياء هم أهل الولاية كما جاء في الحديث: "تلا أمير المؤمنين علي عليه السلام الآية: "ألا إن أولياء اللَّه..."ثم سأل أصحابه: أتعلمون من هم أولياء اللَّه؟ فقالوا: أخبرنا بهم يا أمير المؤمنين، فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا، وطوبى لهم... قالوا: ألسنا نحن وهم على أمر؟ قال: لا إنهم حملوا ما لم تحملوا عليه وأطاقوا ما لم تطيقوا" 6
ومنه يظهر أنهم أهل تحمل العناء والجهاد وليسوا أهل القعود والرخاء.
وفي حديث آخر يرتبط بالانتظار والتمهيد والنصرة عن مولانا الصادق عليه وسلم: "طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء اللَّه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 7 وعليه يكون أنصار المهدي القائم عليه السلام هم أولياء اللَّه سبحانه.
د- آثارهم:
يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: ".. إن أولياء اللَّه سكتوا، فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب وشوقاً إلى الثواب" 8.
وفي بعض المضامين أنهم أوتاد الأرض وبركة لأهلها، فالواجب إكرامهم وخفض الجناح لهم والقيام بخدمتهم ذلك أن من القربات الإلهية التي رتب اللَّه عزّ وجلّ عليها الثواب، وفي المقابل فإن من يتعرض لهم بالإهانة والتوهين يكتب في عداد من بارز اللَّه تعالى بالمحاربة والعصيان يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "عن جبرئيل عن قوله تعالى: "... من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة" 9 لذلك واجب الاحترام عام كما في حديث أمير المؤمنين عليه السلام : "إن اللَّه تبارك وتعالى.. أخفى وليّه في عباده، فلا تستصغرنّ عبداً من عبيد اللَّه، فربما يكون وليّه وأنت لا تعلم".(منقول)
تعليق