اين الحقيقة من كلام الشيخ الكوراني
ان الدين الاسلامي هو دين الانصاف والصدق وقول الحق والحقيقة وهو قائم على العدل وعدم الظلم ، فلا إفتراء ولا كذب ولا بهتان وما الى ذلك من الخلق الطيب في ديننا الحنيف ، إن مباديء ديننا القيم هو الورع وعدم إساءة الظن بالاخرين والتحقق في ما يرد من الانباء وعدم الاخذ بقول أحد او رد قول أحد حتى وإن كان فاسقاً الا بعد التحقق في النبأ الوارد قال تعالى: (( يا أيها الذين أمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)). والحقيقة ام أعلم الناس بهذه الامور هم العلماء وهم من يجب ان تتوفر فيهم هذه الصفات خاصة اذا ما طرح نفسه كمرجع أو او استاذ او مفكراً والا فانه سيكون مصداقاً لقوله تعالى (( يا أيها الذين أمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتاً ان تقولوا ما لا تفعلون)).
الا اننا وللأسف الشديد ولا أقول نتفاجئ فقد أعتدنا على هكذا إساءات منذ ان خرج السيد الشهيد الصدر على الساحة الحوزوية حينما عرض نفسه كمرجع للمسلمين ، أقول اننا وللاسف الشديد نجد ان احد العلماء ومن الذين يعتبرون أنفسهم أساتذة ومفكرين وباحثين في قضية الامام المهدي(ع) وهو سماحة الشيخ علي الكوراني حيث تكلم وأساء بشكل واضح ومن دون أي ورع أو تحقق الى السيد محمود الحسني فقد إفترى عليه وجاء ببهتان كبير وللاسف الشديد ونحن هنا لسنا في مقام الدفاع عن شخص السيد محمود الحسني لأننا لسنا تابعين له او تربطنا به قضية شخصية أو غيرها انما نحن في مقام قول الحق والدفاع عن الحقيقة والنهي عن المنكر ورد البهتان والكذب والافتراء فهذه رسالتنا ان شاء الله ولن نحيد عنها ، فقد قال الشيخ الكوراني في كتابه :
(( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي (عج) )) في الصفحة(1119 ) قال ما هذا نصه : ( وأكثر بؤساً من الجميع شخص كان طالباً عادياً في قم ، وسمع برواية الحسني في أنصار الامام المهدي (عج) التي يطبقها بعضهم على قائد إيران ، وتخيل من بعض رواياتها انه يوجد حسني موعود في العراق ، فبدأ بأدعاء انه سيد هاشمي وانه هو الحسني الموعود ، مع أنه من عشيرة لم يدع أحد منها أنهم من بني هاشم ! جيهات ! وبعد سقوط صدام شكل ( الحسني ) جماعة وانصاراً ودعا الناس الى تقليده لأنه اعلم العلماء ، وزعم انه صدر اليه الامر من الامام المهدي (ع) ان يكون مرجعاً ! وأنه يدعو كبار المراجع والفقهاء الى مناظرته ، لأن العلم ليس بالتعلم ، بل هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء وقد قذفه في قلبه حتى أمتلأ وفاض!. وله قصص وأنصار ، من الجهلة والمشيطنين من الرجال والنساء ، ومن قصصه أنهم طلبوا منه دليلاً ان يجمعهم بالامام المهدي (ع) فقبل وواعدهم ليلاً في الصحراء وذهب معه عشرات الاشخاص ، وانتظروا حتى حان الوقت فلم يروا شيئاً ! فقالوا له : ها قد صارت الساعة الثانية ليلاً وانت وعدتنا الساعة الواحدة ! فقال : ألم تروه ؟ قالوا : لا ، قال : هذا من ذنوبكم ، أما أنا فقد رأيته وكلمته! ومن قصصه التي نقلها كثيرون ولم أتوثق من سندها ، أنه أعلن زواج الامام المهدي (ع) من شقيقته ، ونصب خياماً وذبح ذبائح ، ودعا الناس الى وليمة العرس ! وله مؤلفات ! لعل ِأكبرها كتابه ( الدجال ) وهو يدل على سطحية بالغة ، فأحاديث الدجال عنده كلها صحيحة بما فيها الضد والنقيض ! فهو يقبل دجال تميم الداري المسجون من عهد سليمان (ع) في جزيرة تشبه قبرص وسيبقى محبوسا حتى يخرج ، ويقبل دجال عمر الذي هو عبد الله بن صائد الذي ولد في زمن عمر وسيبقى حياً حتى يخرج ! ويقبل ان الدجال هم بنو امية واعداء اهل البيت(ع) ، ويقبل ان الدجال هو أمريكا واسرائيل ، وهو يركز في كتابه على ان الناس والفقهاء والمراجع هم أنصار الدجال ، لأنهم لم يطيعوه ويقاتلوا الامريكان ، فهم جميعاً أتباع الدجال الامريكي وأعداء الامام المهدي (ع) واعداء سفيره ووكيله الحسني)).
ولنا على هذا الكلام ردود فأقول : أما قول الشيخ (( كان طالباً عادياً في قم )) فيرد عليه لعمري ان كل العلماء بدأوا كطلبة عاديين فمنهم من ادعى الاجتهاد ومنهم من لم يدع فهذا ليس منقصة . أما قوله (( في قم )) فيرد عليه ان السيد الحسني لم يدرس إطلاقاً في قم فقد دخل الى الحوزة العلمية في النجف الاشرف في زمن ظهور مرجعية السيد الشهيد الصدر (قدس) وقد كان أحد طلبته ولم يترك العراق ويهاجر الى قم للدراسة إطلاقاً . فكان الاولى والاصح يا شيخ علي أن تتأكد جيداً من معلوماتك خاصة وإنك تدعي أنك رجل دين وعالم من العلماء . أما قولك : (( فبدأ بدعاء انه سيد هاشمي )) فيرد عليه ليس كل من خفي نسبه ثم ظهر النسب الحقيقي له إنه مدعي باطلاً فالكثير من القبائل قد وقعت فيها هذه الامور وليس هو الوحيد وهذا المعنى معروفاً في جميع البلدان العربية وغيرها وقد اشتهر عن السيد المرعشي في ايران انه كان ينظر الى طالب العلم فيخبره بنسبه ففي كثير من الاحيان امر بعض المشايخ بأن ينزعوا العمة البيضاء ويلبسوا السوداء الا انهم سادة وبالعكس ، كما ان المعروف والمشهور ان السادة الحسنيين أصحاب ثورات ضد الحكومات الظالمة من بني العباس وغيرهم فاضطر الكثير منهم لممارسة التقية وإخفاء نسبهم حتى ضاع نسب الكثير من السادة الحسنية . أما قولك: (( ثم ادعى انه يلتقي بالامام المهدي (عج) ويأخذ منه التوجيهات ! وبعد سقوط صدام شكل (( الحسني )) جماعة وأنصاراً . ودعا الناس الى تقليده لأنه اعلم العلماء ، وزعم انه صدر اليه الامر من الامام المهدي (ع) ان يكون مرجعاً .....الخ )) فيرد عليه ان السيد الحسني لم يدع الاتصال بالامام المهدي (ع) وهذا كذب وافتراء عليه ولم يدع انه يأخذ التوجيهات من الامام بل هو يعمل بالاجتهاد وكما هو معروف عنه ، كما إنه خرج وادعى الاجتهاد وظهر له مقلدين قبل سقوط صدام بل انه سجن هو وأصحابه من قبل حكومة الطاغية صدام ثم خرج عند سقوط النظام الطاغي ، واما مسألة اعلانه عن نفسه انه مرجع للتقليد فذلك كان وفق القواعد التي وضعها المجتهدون لا انه بأمر الامام المهدي كما يدعي الكوراني ، وقد دعا العلماء للمناظرة او الرد على ابحاثه كما فعل السيد الصدر . اما قولك يا شيخ : (( وله قصص وانصار ، من الجهلة والمشيطنين من الرجال والنساء ومن قصصه انهم طلبوا منه دليلاً ان يجمعهم بالامام المهدي (ع) ...الخ كلامه)). فهذا كذب وافتراء واضح وبهتان عظيم ولا أدري كيف يصدر من شخص يدعي انه من العلماء وهذا هو اسلوب التسقيط والاساءة للأخرين الذي استخدموه مع سماحة السيد الشهيد الصدر (قدس) ومع غيره فلا أدري الى متى يستمرون في افتراءاتهم هذه ، أما كفاكم طعناتكم التي وجهتموها الى السيد الصدر ؟ .
أما قولك : (( ومن قصصه التي نقلها كثيرون ولم أتوثق من سندها ، انه اعلن زواج الامام المهدي من شقيقته ، ....الخ كلامه )) . ويرد عليه اذا كانت هذه القصة غير موثوقة كما تدعي فلماذا تذكرها في كتاب قد يتناوله الكثير من المسلمين الا يدل ذلك على انك تريد الاساءة لهذا الشخص بكل الوسائل والسبل حتى لو كانت افتراء وبهتاناً ثم اعلم يا شيخ انه قد أخبرنا أحد المؤمنين الموثوقين من المقربين لسماحة السيد ان السيد محمود الحسني ليس له الا أخت واحدة وهي متزوجة وقد تزوجت في سنة 1992 ، فلماذا هذا الكذب والافتراء والبهتان واذا كنت لا تخاف الله فلماذا لا تستحي من الناس ومن ظهور الحق والحقيقة يوماً كما قد جاءتك الان من كفاً هاشمية ليس لها هم الا قول الحق وفضح الباطل أينما كان ومهما كان.
ولم يكتف سماحة الشيخ بهذا الباطل بل جره ذلك الى اكثر منه فقد راح يضلل الناس من خلال افكاره واراءه البعيدة عن الحق وعن ما اراد الائمة الطاهرين (ع) بيانه ، فقد قال في نفس الكتاب وفي الصفحة (1118) منه قال : (( دخل علي معمم في الثلاثينات من عمره فرحبت به ، قال : أنا أحمل رسالتين ، واحدة لك والثانية للسيد القائد الخامنئي . سألته ممن ؟ قال من صاحب الزمان (عج) سألته بتعجب : هل أنت متأكد ؟ قال : نعم ، قلت : هل تعرف معنى ما تقول وان معناه انك التقيت بولي الله وخليفته في أرضه صلوات الله عليه ، وأعطاك رسالتين وامرك ان توصلهما الى شخصين ؟ قال : نعم . قلت له : إسمع ، أنا لست حاضراً ان استلم منك هذه الرسالة حتى تأتيني بدليل . قال : وما الدليل الذي تريد ؟ قلت : ما دمت متصلاً بالامام (عج) فهو لا ترد له دعوة ، فقل له ان فلاناً رفض ان يستلم الرسالة حتى تدعو له الله تعالى ان يعيد لون شعر لحيته كما كان قبل الشيب . وشرحت له ان الذي يدعي اللقاء بالامام (عج) وانه كلفه بتبيلغ أي شيء لعامة الناس او لشخص ، فهو يدعي السفارة الخاصة ، ولا يجوز تصديقه الا بمعجزة! وشرحت له ان اليماني الذي تدعي أنك هو ، انما هو وزير الامام المهدي (عج) الذي يحكم اليمن ، ويظهر في رجب ، هذه اليمن امامك فأذهب واحكمها! أما هذا الشرح ومطالبته بدليل ، سكت الرجل فانشغلت بالكتابة ، وبعد مدة قال : هل تقبل بالدليل أن ترى الليلة مناماً ؟ قلت له : ولا عشرين مناماً ! إن ديننا ومذهبنا مبني على ادلة قطعية ، فكيف تريدني ان ابني ديني على منامات ؟! فقام وانصرف))!
حيث يرد على كلامك بغض النظر عن هذا الشخص ومن يكون وما هي حقيقة ادعاءه ؟ يرد على قولك : (( قال :أنا أحمل رسالتين واحدة لك والثانية للسيد الخامنئي ...)) . ربما أننا نصدق انه قال أحمل رسالة الى السيد الخامنئي اما لك فاننا لا نصدق ذلك فما انت وما خطرك ولماذا اختارك من دون كل العلماء فأنت لست مقلداً وهناك الكثير من هم أعلم منك وأفضل وليس لك أي منصب اذا كان الامر بالمناصب .
أما قولك (( انا لست حاضراً ان استلم منك هذه الرسالة حتى تأتيني بدليل - الخ قوله - فهو لا ترد له دعوة ، فقل له ان فلاناً رفض ان يستلم الرسالة حتى تدعو له الله تعالى ان يعيد لون شعر لحيته كما كان قبل الشيب )) .
فيرد عليه ان بقولك هذا تطلب المعجزة وهذا يعني على مفهومك ورأيك انه لو جاءنا اليماني يجب ان نطالبه بالمعجزة الا انه لم يرد على كلامك هذا أي دليل شرعي وأتحداك ان تاتي برواية او حديث واحد ينص على وجوب مطالبة اليماني بالمعجزة ، واذا كنت انت الذي تدّعي علماً وفهماً وأختصاصاً في امر الامام المهدي (ع) تطالب بالمعجزة فماذا يقول عامة الناس وماذا يطلبون. وأقول لك أيها الشيخ الكوراني لو كنت حاضراً وموجوداً في زمن الرسول الاكرم محمد (ص) فهل تقف معه حينما قال تعالى حكاية عن نبيه (( وإنما الايات عند الله )) أم انك تقف مع مشركي قريش الذين طلبوا المعجزة لكي يؤمنوا ، إعلم يا شيخ ان النبي نوح (ع) لم يكن له أي معجزة فهل يعني هذا انه لم يكن نبياً وان قلت ان معجزته الطوفان ،فأعلم ان الطوفان كان عذاباً اتى القوم بعد كفرهم وعدم ايمانهم أهلكهم الله بالطوفان ، كما ان هود لم تكن له أي معجزة أيضاً قال تعالى حكاية عن الكافرين (( يا هود ما جئتنا ببينة )) فهل يعني هذا انه لم يكن نبياً ، وان كنت عالماً حقاً فلماذا لم تطالبه بعظائم الامور كما دلت الرواية الواردة في غيبة النعماني التي تقول : ان أدعاها مدع فأسألوه عن العظائم التي لا يجيب عنها الا من كان مثله . أم انك لا تعرف ان الرجعة وغيرها من عظائم الامور ؟ وهذا السيد الخوئي يقول ولماذا تركت العلم وغيره من مختصات الائمة الطاهرين واوليائهم وذهبت تبحث عن معجزة كشفت عن أهوائك ونفسك التي تملي عليك فالظاهر ان لحيتك قد أذتك وأقضت مضجعك من بياضها فاردت أن يستبدلها لك بأخرى سوداء غيرها ، ونحن نقول لك أصبغ لحيتك سوداء بدل امنياتك هذه.
تعليق