إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأملات في بحث الرجعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأملات في بحث الرجعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تأملات في بحث الرجعة
    الرجعتين المادية والروحية بين العموم والخصوص
    مما لا شك إن الرجعة من عظائم الأمور ، ولا نريد أن نخوض في تفاصيلها الآن لأنها بحثت بإسهاب كما هو معروف ، ولكن هناك جزئية مهمة جدا مرتبطة بالموضوع لم يلتفت إليها أحب أن أنوه عليها :
    إن الرجعة في الأمم السابقة – الثابتة دليلها في محلها – هي رجعة مادية ، والرجعة في عصر الظهور المقدس هي رجعة روحية وليست مادية كما هو ثابت بدليلها في محلها ولكن يجب الانتباه إلى العموم والخصوص في هذا الجانب كما سأبينه لكم بالأدلة القطعية إن شاء الله تعالى :
    1. إن عموم الرجعة في الأمم السابقة هي رجعة مادية إلا ما خصصه الدليل فان الرجعة فيه روحية ، بمعنى آخر ليس كل الرجعة في الأمم السابقة هي رجعة مادية على نحو الإطلاق بل توجد رجعة روحية هناك ، فالعموم والخصوص هو الحاكم في الرجعة وليس الإطلاق 0 فنقول إن عموم الرجعة في الأمم السابقة هي رجعة مادية ولكن يوجد مخصص لها بالرجعة الروحية واليك الدليل : فقد ورد في أحد نصوص الإنجيل (( فمن أيام يوحنا المعمدان الى اليوم ، والناس يبذلون جهدهم لدخول ملكوت السماوات ، والمجاهدون يدخلونه ، فالي أن جاء يوحنا كان هناك نبؤات الأنبياء وشريعة موسى ، فإذا شئتم أن تصدقوا ، فاعلموا إن يوحنا هو إيليا المنتظر ، من كان له أذنان فليسمع )) لوقا 7
    إن في هذا النص إشارة واضحة للرجعة الروحية فالمعروف إن إيليا النبي عليه السلام قد سبق ظهوره ظهور نبي الله يحيى بن زكريا إلا إن هذا النص يخبرنا إن يحيى كان مسددا ومؤيدا بروح النبي إيليا 0
    وهناك نص آخر يخبرنا بنفس المضمون (( فقال له الملاك لا تخف يازكريا ، لأن الله سمع دعائك وستلد لك امرأتك اليصابات أبنا تسميه يوحنا ، وستفرح به وتبتهج ويفرح لمولده كثير من الناس ، لأنه سيكون عظيما عند الرب ، ولن يشرب خمرا ولا مسكرا ، ويمتلئ من الروح القدس وهو في بطن أمه ، ويهرب كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ويسير أمام الله بروح إيليا وقوته )) لوقا 1
    من هذا النص نفهم إن النبي يحيى كان مسددا بروح إيليا ، وهذه هي رجعة روحية للنبي إيليا وليست مادية كما هو واضح وهي في الأمم السابقة 0
    وأيضا إن النبي عيسى (عليه السلام) كان يسدد بين الحين والأخرى بروح النبي موسى وإيليا كما يخبرنا النص الأنجيلي التالي (( وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب وأخاه يوحنا ، وانفرد بهم على جبل مرتفع ، وتجلى بمشهد منهم ، فأشرق وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور ، وظهر لهم موسى وإيليا بكلمات يسوع ، فقال بطرس ليسوع (ياسيد ، ما أجمل أن نكون هنا )) مرقص 9 ، لوقا 9
    يتضح من هذا النص إن النبي عيسى (عليه السلام) كان يسدد بين الحين والأخر بروح النبي موسى والنبي إيليا 0
    وكما هو واضح فان الرجعة هنا هي رجعة روحية وليست مادية رغم وقوعها في الأمم السابقة ، لهذا نفهم إن العموم والخصوص هو الحاكم في موضوع الرجعة ، فالرجعة في الأمم السابقة العموم الحاكم فيها هي مادية إلا ماخصصه الدليل بالرجعة الروحية كالأدلة المتقدمة من إن الرجعة فيها روحية على الرغم من وقوعها في الأمم السابقة 0
    2. كما إن الرجعة في عصر الظهور أيضا يحكمها العموم والخصوص وليس الإطلاق ، فان الرجعة في آخر الزمان مما لا شك هي رجعة روحية وليست مادية والأدلة على ذلك واضحة – تطلب في محلها – وهنا يمكن أن نسأل هل إن الرجعة في آخر الزمان هي رجعة روحية على نحو الإطلاق ؟؟ أم على نحو العموم ؟ وإذا كانت على نحو العموم هل يوجد نص مخصص لهذا العموم أم لا ؟؟
    نقول نعم إن الرجعة في آخر الزمان هي رجعة روحية ولكن على نحو العموم وليس الإطلاق ، وهناك الكثير من النصوص الشريفة التي تخصص هذا العموم بالرجعة المادية واليك الأدلة على ذلك :
    • أخبرنا محمد بن همام ، ، قال : حدثنا حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن زائدة بن قدامة ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : " إن القائم إذا قام يقول الناس : أنى ذلك وقد بليت عظامه ؟ ! " (غيبة النعماني ، ص156) 0
    • حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسن بن أيوب ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن محمد بن الفضيل ، عن حماد بن عبد الكريم الجلاب ، قال : " ذكر القائم عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس : أنى يكون هذا وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا ؟ "( غيبة النعماني ص157) 0
    • وروى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن علي بن الحكم ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه ( الغيبة للطوسي ص422) 0
    • الفضل بن شاذان ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن أبي سعيد الخراساني قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : لأي شئ سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم ، يقوم بأمر الله (بحار الأنوار ج51 ص224) 0
    • وروى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد عن علي بن الحكم ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : مثل أمرنا في كتاب الله تعالى مثل صاحب الحمار أماته الله مئة عام ثم بعثه . وعنه ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الكوفي ، عن إسحاق بن محمد ، عن القاسم ابن الربيع ، عن علي بن الخطاب ، عن مؤذن مسجد الأحمر قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام هل في كتاب الله مثل للقائم ؟ فقال : نعم ، آية صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه (بحار الأنوار ج51 ص225) 0
    • حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا عبد الله ابن جعفر الحميري ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء ، سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فأما من موسى فخائف يترقب ، وأما من يوسف فالسجن ، وأما من عيسى فيقال له : إنه مات ولم يمت ، وأما من محمد صلى الله عليه وآله فالسيف (كمال الدين وتمام النعمة ، الصدوق ص153 ) 0
    كما هو واضح من هذه النصوص الشريفة التي تدل على الموت المادي الحقيقي وليس المجازي ثم البعث المادي أو الرجعة المادية كما هو في الأمم السابقة ، وهذا لا يعني نفي الرجعة الروحية على الإطلاق إنما هذه النصوص تخصص العموم للرجعة الروحية في آخر الزمان ولا تنفيها 0
    إذن كما إن الرجعة المادية في الأمم السابقة هي على نحو العموم ووجدنا نصوص تخصص هذا العموم بالرجعة الروحية ، كذلك في عصر الظهور المقدس فان الرجعة فيه رجعة روحية على نحو العموم وهذه النصوص التي نقلناها تخصص هذا العموم بالرجعة المادية كما هو واضح ؟؟
    إذن النصوص الشريفة تؤكد مما لا يدع الشك من إن الرجعة الروحية موجودة في الأمم السابقة على نحو الخصوص ، كذلك فان الرجعة المادية موجودة في عصر الظهور المقدس على نحو الخصوص أيضا فتأمل ذلك جيدا ؟؟


    أبو آية الناصري
    3 ذي القعدة 1434 هـ
    8/9/2013

  • #2
    طبعا وقطعا نحن نثمن هذا الجهد الكبير الذي بذلته اخي الفاضل ابو آية ولكن هذا المعنى الذي اشرت اليه حول الخصوص والعموم في مسالة الرجعة قد تم تضمينه مع المواضيع الخاصة بكتاب الرجعة وتم الاستدلال بالنصوص الانجيلية على ان الرجعة الروحية قد حصلت في ذلك الزمان كمان ان الرجعة المادية لم يتم نفيها قطعا لذلك فإن موضوعك قد اشار الى تمييز هذا الامر بعنوان جديد وإلا فمحتوى الموضوع مطروق في كتب السيد القحطاني وكما قلت لك فالفرق هو انك اعطيت عنوانا لجزء بسيط جدا من احد مواضيع كتاب الرجعة التي لو توسعنا فيها لكتبت منها مجلدات كما اخبرنا السيد القحطاني .
    لذلك فما وضحه السيد القحطاني لم ولن يستطيع احد ان يصححه او يكمله فعظائم الامور تبقى بيد أولياء الله اما نحن العباد الفقراء فليس لنا إلا الإتباع .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق

    يعمل...
    X