قلت للصادق (ع) : فلان من عبادته ودينه وفضله كذا وكذا ، فقال : كيف عقله ؟.. فقلت : لا أدري ، فقال :
إنّ الثواب على قدر العقل ، إنّ رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله عزّ وجلّ في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر طاهرة الماء ، وإنّ ملَكا ًمن الملائكة مرّ به ، فقال :
يا رب !.. أرني ثواب عبدك هذا ، فأراه الله عزّ وجلّ ذلك ، فاستقلّه الملك ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أن اصحبه .
فأتاه الملك في صورة أنسي ، فقال له : مَن أنت ؟.. قال : أنا رجلٌ عابدٌ بلغنا مكانك وعبادتك بهذا المكان ، فجئت لأعبد معك ، فكان معه يومه ذلك ، فلما أصبح قال له الملك : إنّ مكانك لنزهة ، قال :
ليت لربنا بهيمة ، فلو كان لربنا حمار لرعيناه في هذا الموضع ، فإنّ هذا الحشيش يضيع ، فقال له الملك : وما لربك حمار ؟.. فقال : لو كان له حمار ماكان يضيع مثل هذا الحشيش !.. فأوحى الله عزّ وجلّ إلى الملك :
إنما أثيبه على قدر عقله.
تعليق