راية المهدي(ع) يلعنها الناس
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من موسوعة القائم ج3 ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحاني)
راية المهدي(ع) يلعنها الناس
يعتقد البعض إن الناس في أخر الزمان سوف تستقبل الأمام المهدي (عليه السلام) بالورود فرحين مستبشرين ولكن من خلال الرجوع إلى الأخبار الواردة عن أهل البيت (عليه السلام) يتبين لنا العكس، فإن أكثر الناس كما يظهر يحاربون المهدي ويكذبون دعوته ويقفون بوجهه رافضين خروجه وقيامه.
فعن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر، لقي من الناس ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأكثر)( ).
ومن خلال التفكر والتأمل ومراجعة روايات أهل البيت (عليهم السلام) يمكن التوصل إلى الأسباب التي تؤدي إلى ذلك المنزلق الخطير والانحراف الذي لا عودة منه والعياذ بالله .
ومجمل الأسباب ينحصر في حب الدنيا والميل إليها والانخراط قي شهواتها على حساب الدين الحقيقي الذي أراده الله ورسوله والأئمة الطاهرين، وبين الأنقياد وراء علماء سوء منحرفين مضلين يخرجون في أخر الزمان فيتسببون في إضلال الناس وانحرافهم عن جادة الحق والهداية.
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: (شر الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال أئمة مُضلون)( ).
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث ذكر منه راية القائم (عليه السلام) وقال: (فإذا هو قام نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب احد إلا لعنها) (1).
ولا اعرف كيف يمكن لأحد أن يلعن راية الأمام المهدي (عليه السلام) !!! عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب. أتدري لمَ ذلك ؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه)(2) .
وعن قتيبة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب. قلت له: ممَ ذلك ؟ قال مما يلقون من بني هاشم)(3).
فإنه من المعلوم إن الذي ينتظر الأمام المهدي (عليه السلام) هم المسلمون سنة وشيعة، وكلا الفريقين يعتقدون بظهور الأمام المهدي (عليه السلام) وهم منتظرون لأمره ودولته، كما إن أهل البيت (عليه السلام) في رواياتهم وكلامهم يخاطبون المسلمين وغير المسلمين، كما يقولون إن ساحة الأمام المهدي (عليه السلام) عند الظهور الشريف هي المنطقة العربية وخصوصاً الجزيرة العربية والعراق وإيران وبلاد الشام لذا فإننا نرى إن أكثر الروايات التي تتحدث عن أمر الأمام (عليه السلام) تقع أحداثها ومجرياتها في هذه المنطقة بالتحديد.
فيتبين إن لعن راية الأمام سيكون من قبل المسلمين وللأسف الشديد. ويبقى السؤال كيف يكون ذلك يا ترى؟ وقبل الأجابة لا بد لنا أن نعرف ما المقصود من راية الإمام، وما المقصود من لعنها، وغير ذلك.
قال السيد الشهيد محمد صادق الصدر(أعلى الله مقامه) في كتابه موسوعة الأمام المهدي (الجزء الثالث): (والمقصود من(راية الحق) دعوة المهدي(عليه السلام) العامة المتمثلة بأطروحته العادلة الكاملة (ونشرها أو رفعها): إعلانها في العالم كما إن المقصود من لعنها: الغضب عليها والاشمئزاز منها من قبل أهل المشرق والمغرب وهم أكثر سكان العالم. ومن المؤكد أن يكون المقصود من بني هاشم (وأهل بيته) شيئا واحد، سواء ذلك على المستوى الصريح أو الرمزي).
إن هذا الكلام صحيح ووجيه فإن الراية – بما إنها راية- لا يمكن تصور لعنها، إذ يتضح من كلام السيد الشهيد (قدس) إن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة، وان هذه الدعوة تعلن للعالم وتنشر وإنها سوف تُكذَب وتُحارَب بل تُلعن هي وقادتها من قبل المسلمين الذين هم أهل الشرق، وأن يكون اللعن والتكذيب بسبب رجال الدين من بني هاشم كما هو واضح وصريح من كلام السيد الشهيد في نفس الكتاب المذكور.
وإن ثورة اليماني هي التي تمثل دعوة الأمام لأن الدعوة جزء من الحركة المهدية كما يتضح ذلك من خلال اتصال اليماني المباشر بالإمام ولقاءه به، ولا يكون ذلك إلا لكونه ممثلا للإمام المهدي (عليه السلام) في الدعوة.
ولما تبين ذلك، نعود الآن للإجابة عن كيفية لعن دعوة الأمام (عليه السلام) وتكذيبها، علما إن التعجب والاستغراب قد زال بعض الشيء لأن التكذيب سوف يُلاقى به اليماني، وهذا يمكن تصوره وان كان منهيا عنه وقد صرحت الروايات بأن مصير من يُكذبه ويلتوي عليه هو النار والعياذ بالله، والظاهر والمتصور إن الناس سوف لن تصدق دعوته وسيُتَهم بالتكذيب، بل من الواضح انه سوف يُلعن هو ودعوته وأتباعه لأن الناس سوف تعتقد بأن اليماني مُفتري على الأمام كذبا ولا يكون ذلك من تلقاء أنفسهم، فقد صرحت الروايتين الثانية والثالثة بأن اللعن يكون نتيجة ما يلقاه الناس من أهل بيته (في الرواية الثانية) ومن بني هاشم (في الرواية الثالثة) والذين هم شيئاً واحداً كما قال السيد الشهيد (قدس) وهؤلاء حتما ليس لهم أثر في ذلك الفعل إذا كانوا من عامة الناس، لكن المتصور أنهم قادة الناس في أمور دينهم ومن فقهاء أخر الزمان وفقهاء السوء المضلين الذين يكذبون بدعوة الأمام (عليه السلام).
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من موسوعة القائم ج3 ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحاني)
راية المهدي(ع) يلعنها الناس
يعتقد البعض إن الناس في أخر الزمان سوف تستقبل الأمام المهدي (عليه السلام) بالورود فرحين مستبشرين ولكن من خلال الرجوع إلى الأخبار الواردة عن أهل البيت (عليه السلام) يتبين لنا العكس، فإن أكثر الناس كما يظهر يحاربون المهدي ويكذبون دعوته ويقفون بوجهه رافضين خروجه وقيامه.
فعن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (إن صاحب هذا الأمر لو قد ظهر، لقي من الناس ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأكثر)( ).
ومن خلال التفكر والتأمل ومراجعة روايات أهل البيت (عليهم السلام) يمكن التوصل إلى الأسباب التي تؤدي إلى ذلك المنزلق الخطير والانحراف الذي لا عودة منه والعياذ بالله .
ومجمل الأسباب ينحصر في حب الدنيا والميل إليها والانخراط قي شهواتها على حساب الدين الحقيقي الذي أراده الله ورسوله والأئمة الطاهرين، وبين الأنقياد وراء علماء سوء منحرفين مضلين يخرجون في أخر الزمان فيتسببون في إضلال الناس وانحرافهم عن جادة الحق والهداية.
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: (شر الدجال أخوف عندي عليكم من الدجال أئمة مُضلون)( ).
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث ذكر منه راية القائم (عليه السلام) وقال: (فإذا هو قام نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب احد إلا لعنها) (1).
ولا اعرف كيف يمكن لأحد أن يلعن راية الأمام المهدي (عليه السلام) !!! عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب. أتدري لمَ ذلك ؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه)(2) .
وعن قتيبة عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إذا رفعت راية الحق لعنها أهل الشرق والغرب. قلت له: ممَ ذلك ؟ قال مما يلقون من بني هاشم)(3).
فإنه من المعلوم إن الذي ينتظر الأمام المهدي (عليه السلام) هم المسلمون سنة وشيعة، وكلا الفريقين يعتقدون بظهور الأمام المهدي (عليه السلام) وهم منتظرون لأمره ودولته، كما إن أهل البيت (عليه السلام) في رواياتهم وكلامهم يخاطبون المسلمين وغير المسلمين، كما يقولون إن ساحة الأمام المهدي (عليه السلام) عند الظهور الشريف هي المنطقة العربية وخصوصاً الجزيرة العربية والعراق وإيران وبلاد الشام لذا فإننا نرى إن أكثر الروايات التي تتحدث عن أمر الأمام (عليه السلام) تقع أحداثها ومجرياتها في هذه المنطقة بالتحديد.
فيتبين إن لعن راية الأمام سيكون من قبل المسلمين وللأسف الشديد. ويبقى السؤال كيف يكون ذلك يا ترى؟ وقبل الأجابة لا بد لنا أن نعرف ما المقصود من راية الإمام، وما المقصود من لعنها، وغير ذلك.
قال السيد الشهيد محمد صادق الصدر(أعلى الله مقامه) في كتابه موسوعة الأمام المهدي (الجزء الثالث): (والمقصود من(راية الحق) دعوة المهدي(عليه السلام) العامة المتمثلة بأطروحته العادلة الكاملة (ونشرها أو رفعها): إعلانها في العالم كما إن المقصود من لعنها: الغضب عليها والاشمئزاز منها من قبل أهل المشرق والمغرب وهم أكثر سكان العالم. ومن المؤكد أن يكون المقصود من بني هاشم (وأهل بيته) شيئا واحد، سواء ذلك على المستوى الصريح أو الرمزي).
إن هذا الكلام صحيح ووجيه فإن الراية – بما إنها راية- لا يمكن تصور لعنها، إذ يتضح من كلام السيد الشهيد (قدس) إن للإمام المهدي (عليه السلام) دعوة، وان هذه الدعوة تعلن للعالم وتنشر وإنها سوف تُكذَب وتُحارَب بل تُلعن هي وقادتها من قبل المسلمين الذين هم أهل الشرق، وأن يكون اللعن والتكذيب بسبب رجال الدين من بني هاشم كما هو واضح وصريح من كلام السيد الشهيد في نفس الكتاب المذكور.
وإن ثورة اليماني هي التي تمثل دعوة الأمام لأن الدعوة جزء من الحركة المهدية كما يتضح ذلك من خلال اتصال اليماني المباشر بالإمام ولقاءه به، ولا يكون ذلك إلا لكونه ممثلا للإمام المهدي (عليه السلام) في الدعوة.
ولما تبين ذلك، نعود الآن للإجابة عن كيفية لعن دعوة الأمام (عليه السلام) وتكذيبها، علما إن التعجب والاستغراب قد زال بعض الشيء لأن التكذيب سوف يُلاقى به اليماني، وهذا يمكن تصوره وان كان منهيا عنه وقد صرحت الروايات بأن مصير من يُكذبه ويلتوي عليه هو النار والعياذ بالله، والظاهر والمتصور إن الناس سوف لن تصدق دعوته وسيُتَهم بالتكذيب، بل من الواضح انه سوف يُلعن هو ودعوته وأتباعه لأن الناس سوف تعتقد بأن اليماني مُفتري على الأمام كذبا ولا يكون ذلك من تلقاء أنفسهم، فقد صرحت الروايتين الثانية والثالثة بأن اللعن يكون نتيجة ما يلقاه الناس من أهل بيته (في الرواية الثانية) ومن بني هاشم (في الرواية الثالثة) والذين هم شيئاً واحداً كما قال السيد الشهيد (قدس) وهؤلاء حتما ليس لهم أثر في ذلك الفعل إذا كانوا من عامة الناس، لكن المتصور أنهم قادة الناس في أمور دينهم ومن فقهاء أخر الزمان وفقهاء السوء المضلين الذين يكذبون بدعوة الأمام (عليه السلام).
تعليق