إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطباء وموقفهم من الامام المهدي(ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطباء وموقفهم من الامام المهدي(ع)

    الخطباء وموقفهم من الإمام المهدي عليه السلام


    دعما للحق جعل الله الخطابة من شعائر الإسلام وسنة قائمة بين المسلمين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم ، وهي عندنا نحن ( الشيعة الإمامية ) أوسع نطاقا وأكبر دورا وتفاعلا دون غيرنا من المذاهب الإسلامية ، وذلك لحرص المذهب الإمامي على إحياء جميع المناسبات والمواقف التاريخية التي تعرض لها الإسلام والمسلمين عبر مراحل التأريخ . والخطابة بمفهومها العام في الإسلام هي مظهر الحياة المتحركة فيه ، الحياة التي تجعل هذا الدين يزحف من قلب الى قلب ومن فكر الى فكر ويتنقل مع الزمان من جيل الى جيل ومن بلد الى بلد ، ذلك هو سر الإسلام بأنه دين حيّ . ولا جرم إن الخطابة المستمد وحيها من القرآن وآثار النبوة والإمامة وقود نهضة وضياء أمة ، والخطابة الصحيحة هي التي تتفجر ينابيعها من معاني هذا الوحي الإلهي العظيم الذي يتجلى في كل زمان ومكان ، وعلى الخطيب الواعي أن يعرض قبسا منها أو يسير في هديها ليصل امداد هذا الوحي بين الناس حتى لا يضعف صوت السماء ولا ينقطع مع هدير الخطيب الذي يتحدث باسم الله بين عباد الله ، ليقودهم الى الحق المغيب عن ميادين الحياة الذي تحاول شياطين هذا العصر تشويه معالمه واندراس آثاره خدمة لشيطانهم الأغبر ( الثالوث المشئوم ) وعملاءه من أئمة الكفر والإلحاد . وبما أننا نحيى هذه المرحلة الراهنة التي هيمنت على واقعها الكثير من دعاوى الضلالة والتضليل وملأت أجوائها الشبهات والأباطيل مما تمادت في انحراف الناس عن الحق وأهله المتمثل بإمام العصر والزمان الحجة بن الحسن عليه السلام وقضيته العادلة ، وجب على كل خطيب الدفاع عن عقيدته بإمامه المهدي عليه السلام وبيان قضيته والكشف عن مظلوميته في شمول وهيمنة دون المجاملة أو المهادنة لجهة ما ، وعليه وهو يستطرد بحديثه على مسامع الناس أن يحفز في نفوس الجالسين والسامعين عوامل الانتصار لإمامهم المغيب انتصارا عقائديا وفكريا وروحيا ، وان يستشف خبايا الأنفس والعقول فلا يدع شبهة تقع على إمامه المهدي عليه السلام إلا أزاحها ولا بدعة إلا أبطلها ، وأن لا يفرط بقضيته قيد أنملة ، وعلى الخطيب الذي همه هداية الناس الى صراط الله المستقيم المهدي عليه السلام إنما يفعل ذلك على ضوء من إصلاحه لنفسه أولا ، لا أن ينهى الناس عن فعل ويأتي بمثله ، حتى لا يكون مصداقا لقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولون ما لا تفعلون ) بل عليه أن يستأصل من نفسه هذه الطبيعة وان يلجم شرها حتى إذا أدرك عن خبرة خاصة سوف يعرف ما يقوله للناس بصدق وإخلاص وقوة ليصل بكلماته الى صميم نفوسهم ، وتلك هي من واجبات الخطيب الذي تقع على عاتقه هذه المسؤولية باعتباره يمثل المنبر الحق الذي ينصف المظلومين والمشردين والمعتم على قضيتهم ، ذلك هو الخطيب الحق الذي من خلاله يتعرف الناس على أمور دينهم ودنياهم وخصوصا عقيدتهم بالإمام المهدي عليه السلام وقضية ظهوره المقدس ، لا أن يكون الخطيب كما نلحظه عن كثب في خطباء اليوم وفي جميع المناسبات التي نحييها فقلما نرى أو نسمع خطيبا يجأر بصوته ويذكر الإمام المهدي عليه السلام أو يتعرض لقضاياه ومواقفه التاريخية التي تعني الناس ومصائرهم ، فمن أعجب النقائض في دين الله ودنيا الناس أن ترى خطيبا يحدث الناس دون الاكتراث بقضية إمامهم المهدي عليه السلام وهم بأمس الحاجة للإطلاع على معالمها والتعرف على غاياتها ، وهذا ما نراه ونلمسه عند أغلب الخطباء الذين يتوافدون الى القرى والمدن في هذه المناسبات، بيد أننا لا نعلم وجهة وأسباب ذلك سوى أننا ندرك ببيان ووضوح أنهم عاجزون عن الموازنة بين شتى قضايا الإمام المهدي عليه السلام ومواقفه التاريخية ، وذلك أما لشلل في مداركهم يمنعهم عن الاتزان وإحسان الفهم والاقتباس والتوجيه ، أو لنقص في ثرواتهم العلمية ، فهم يحفظون شيئا وتغيب عنهم أشياء هي أهم بكثير مما يلقونه من علم على مسامع الناس ، ولست أدري كيف يتصدر مجالس الناس ووعضهم خطيب قصير الباع في الدراسات الإسلامية وهو مصاب بهذا العوز الفضيع ، وقد نشأت من قصر النظر في علل هؤلاء الخطباء ومجالسهم وقلة زادهم من هدايات إمامهم المهدي عليه السلام مفارقات تستدعي العجب ، كالخطيب الذي إذا سألته عن مرجعيته الدينية أو واجهته الاجتماعية أو السياسية فسرعان ما يندفع بحماس شديد في تعريف فضائله وبيان علومه ومواقفه البطولية والوطنية ، في حين لو سألته عن إمامه المهدي عليه السلام وكيفية ظهوره المقدس فسرعان ما يبهت عن الجواب ، وحقيقة هؤلاء أن ظاهرهم يحملون الإمام عليه السلام بين حناياهم ، والواقع أن الإمام عليه السلام هو الذي يحمل عبئهم ويتحامل على نفسه وهو يسير بهم في دروب هذه الحياة ، وان كان البعض منهم يأتي على ذكر الإمام وقضيته إلا انه يفتقر أشد الفقر الى معرفة ما يجري على إمامه من ظلم وتعسف واضطهاد ، على الرغم مما تشير إليه الأخبار والروايات المتواترة التي تتحدث عن معاناته من جاهلية آخر الزمان وما يلاقيه من فقهاء آخر الزمان، أو كالخطيب الذي يتحدث الى الناس ما تحدث به في مناسبات سابقة دون الإشارة الى الوقائع والحوادث النازلة بالمجتمع الإسلامي والتي تحمل معها كل محدث وجديد ، وهذا وأمثاله من الخطباء تراهم وكأنهم ( أشرطة مسجلة ) أو ( أقراص معبأة ) تدور لبعض الوقت ليستمع الناس إليها وهي تهرف بما لا تعرف ، وهذا هو مصاب الدين في هذا الزمان الذي ابتلي بظهور هؤلاء النفر من الخطباء الذي يحسبون أن ما عندهم من علم إنما هو أمر يخص الجالسين تحت منابرهم فقط ، مما أدى الى تعددية ولائاتهم واختلاف اتجاهاتهم وهذه من مناشئ الظلم الذي يقع على الإمام المهدي عليه السلام ومذهب آل البيت عليهم السلام .
    ومن هذا المنطلق نهيب بالخطيب الذي تمرس على الخطابة واعتاد الناس الجلوس تحت منبره أن لا يكون كهؤلاء الذين استرخصوا ذكر الإمام المهدي عليه السلام على منابرهم لأجل متاع يضر ولا ينفع ، فيتعين عليه أن يذكر إمامه المهدي عليه السلام في كل محفل من محافل الحياة وأن يعرض في كل محفل قبس من آياته وان لا يحرم الناس نوره وضياءه وعدله وأمانه وأن يجاهد في ازاحة هذا الحاجز بين الامام وشيعته، فكما تعود أن يختم مجلسه أو محاضرته بفاجعة الإمام الحسين عليه السلام ، عليه أن يقرن ذلك بفاجعة إمام العصر والزمان المهدي عليه السلام لأنه ثمرة الحسين لهذه الأمة وذخيرته لعدل الله المرتقب وخصوصا مع وجود العوامل المشتركة التي تجمع بين الفاجعتين ، ونذكّر الخطباء على أن شعار ثورة الإمام المهدي عليه السلام هو ( يا لثارات الحسين ) وهذا ما أشار إليه الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف بقوله ( في هذه الأرض مصرعي ومن هنا يكون الفتح ) وعلى الخطيب أن يلتفت الى ذلك ويدقق النظر والفكر بما أراده الإمام الحسين عليه السلام وضحى من أجله ، والخطيب مطالب يوم غد بهذا الأمر ومطالب أيضا بما يلقيه من علم على مسامع الناس ، لأنه يلقيه وهو على منبر الإمام الحسين عليه السلام فإذا كان الخطيب يعمل على إقصاء ولده الإمام المهدي عليه السلام في عدم ذكره أو التعرض لقضيته فليعلم أن خصيمه يوم القيامة الإمام الحسين عليه السلام لأن هذه المنابر شيدت بدمائه سلام الله عليه ودماء أهل بيته وأصحابه ، حتى يكون منبر الخطيب أما حجة له أو حجة عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون
    .
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بارك الله فيك يا أخي (( عارف الحق)) على هذا الطرح الغني بالمعلومات والمهم وخصوصا ونحن نقترب ونعيش في هذه الأشهر الفضيلة والمباركة والتي تحوي الكثير من المناسبات الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام) من ولادات ووفيات والتي على كافة خطباء المنبر الحسيني أن يتداركوا هذا الأمر ويستغلوا هذه المناسبات وذلك بذكر قضية الأمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وهو من واجبهم الديني تجاه امامهم المهدي (عليه السلام) عسى أن تنفعهم هذه الوقفة مع امامهم في يوم لاينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ، والعاقبة للمتقين .
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو زهراء; الساعة 21-06-10, 11:28 PM.

    تعليق


    • #3
      [[b]color="seagreen"][b]شكراً لك أخي أبو زهراء لمرورك الكريم/[/color]
      قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

      تعليق

      يعمل...
      X