إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شيعتنا الأندر فالأندر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شيعتنا الأندر فالأندر

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
    عن الإمام الباقر (ع)، إنه قال: (إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال، فانبذوه إليهم نبذاً، فمن أقرّ به فزيدوه، ومن أنكر فذروه، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا) (غيبة النعماني 210). هذا الحديث ينص على وجود فتنة أو اختبار قبل قيام القائم (ع) تكون نتيجتها سقوط أكثر الناس، حتى من يشق الشعرة بشعرتين (وهذا التعبير كناية عن الدقة والمعرفة بمجاري الأمور)، ولا يبقى بالنتيجة إلا أهل البيت وشيعتهم. السؤال الآن: كم هم شيعة أهل البيت (ع)، أ هم حقاً عشرات الملايين، بل مئات الملايين الذين يدعون أنهم شيعة لأهل البيت (ع)؟ لنقرأ الحديث الآتي، عن أبي عبدالله (ع) إنه قال: (والله لتُكسرنّ تكسر الزجاج، وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان، والله لتُكسرنّ تكسر الفخار، وإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان، ووالله لتُغربلنّ، ووالله لتُميزنّ، والله لتُمحصنّ حتى لا يبقى منكم إلا الأقل، وصعّر كفه) (غيبة النعماني 215). ولنقرأ كذلك هذا الحديث الوارد عن الإمام الرضا (ع): (والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تُمحّصوا وتُميّزوا، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر) (غيبة النعماني 216). أقول واضح إن الأقل، والأندر فالأندر ليسوا ملايين، وليسوا آلافاً، وإذا شئتم الدقة فانظروا في هذا الحديث الوارد عن الصادق (ع)، حين سأله بعض أصحابه قائلاً: (جعلت فداك، إني والله أحبك، وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم. فقال له: اذكرهم. فقال: كثير, فقال: تُحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك. فقال أبو عبدالله (ع): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون... فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال (ع): فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم... الخ) (غيبة النعماني 210- 211). يُفهم من هذا الحديث إنه إذا اكتمل من الشيعة ثلاثمائة وبضعة عشر يتحقق خروج القائم (ع)، وأما الأعداد الغفيرة التي تدّعي التشيع فإن الغربال سيُسقطهم حتماً. وفي حديث آخر يرويه أبو بصير عن الإمام الصادق (ع): (قال أبو عبدالله (ع): لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف...) (غيبة النعماني320). إذن جيش القائم هم هؤلاء الـ(313+10000). قد تقول إن هؤلاء هم صفوة الشيعة وليسوا كل الشيعة، أقول إن الراوي في حديث (لو كملت العدة الموصوفة ... الخ) يسأل الإمام (ع) قائلاً: (فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون) ومعنى ذلك إنه فهم من العدد الذي ذكره الإمام (ع) إن هؤلاء هم كل الشيعة ومن هنا سأله عن الموقف من الأعداد الكبيرة التي تدعي التشيع، ولو عدت الى سياق الحديث يتأكد لك هذا الفهم. فالراوي يبدأ كلامه بإخبار الإمام (ع) بأن شيعته كثيرون، وأن عددهم أكثر من أن يُحصى، وهنا يأتي قول الإمام (ع): (تُحصيهم) والإستفهام هنا استنكاري، أي إنه (ع) يستنكر أن يكون شيعته كثيرون، ويؤكد هذا قوله (ع): (أما لو كملت العدة... الخ) ومعنى كلام الإمام إنه لو وجد في الشيعة هذا العدد، أي ال(313) لتحقق الفرج لهم، ثم إن الإمام (ع) يخبره أن الأعداد الكبيرة سيجري عليها التمييز والتمحيص والتبديل، وغيرها، وبنتيجة هذه الأمور سينكشف زيف ادعاؤهم، وسيخرجون من دائرة التشيع، فالإمام (ع) في كلمته هذه يبين المصير السيئ للمتشيعة، ولو كان مطلبه الإشارة الى صفوة الشيعة، وإنهم أفضل من الآخرين فقط لا إنهم هم الشيعة والآخرون مدعون لاكتفى بمدح هذه الصفوة دون بيان الموقف النهائي (أؤكد على كلمة النهائي) من الآخرين، لأن بيان الموقف النهائي يوجد مقابلة نوعية بين الفريقين، لا مجرد فرق في الدرجة. ولو كان الأمر مجرد فرق في درجة الإيمان، وأن الآخرين هم بالنتيجة شيعة ولكنهم أضعف إيمانا، لكان – وهذا هو المظنون – توجّه بالنصح لهم، ودعوتهم الى مزيد العمل والتكامل، والله أعلم وأحكم.
    ولكي أزيدك ثقة بهذه النتيجة أقترح عليك قراءة هذه الأحاديث الشريفة, عن أبي عبدالله (ع)، إنه قال: (مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) (غيبة النعماني212). وعن أبي جعفر (ع): (لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني214). الحديث الأول يُشبّه التمحيص بالغربال، ونتيجة التمحيص هي بقاء الإنسان على حد الإيمان أو خروجه منه، فالخارجون من الغربال خارجون من حد الإيمان كما هو واضح. ثم أ ليس هذا هو ما ينص عليه الحديث الثاني، اسمع إذن تعليق الشيخ النعماني على الحديث، يقول الشيخ: (أليس هذا دليل الخروج من نظام الإمامة، وترك ما كان يعتقد منها) (الغيبة215). وهذا ينبغي أن يكون واضحاً، فأمرهم (ع) هو الولاية، والخروج من أمرهم خروج منها.

    وما ظنك بقوم يتفل بعضهم في وجوه بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، ويُكفّر الأخ أخاه.. و.. و.. الى آخر ما ستسمعه الآن، أ ترى هؤلاء أمة مرحومة، يجمعها مبدأ التشيع لآل محمد (ع)؟ عن عميرة بنت نفيل، قالت: سمعت الحسين بن علي (ع) يقول: (لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضاً. فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير. فقال الحسين (ع): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله) (غيبة النعماني213). وعن أبي عبدالله (ع): (لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل يعضكم في وجوه بعض، وحتى يلعن بعضكم بعضاً، وحتى يُسمي بعضكم بعضأ كذابين) (غيبة النعماني214). وعن مالك بن ضمرة، قال: قال أمير المؤمنين (ع): (يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك يا مالك، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد) (غيبة النعماني214). وعن أمير المؤمنين (ع) : (كونوا كالنحل في الطير... الى قوله (ع): فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يُسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتى لا يبقى منكم – أو قال من شيعتي – إلا كالكحل في العين، والملح في الطعام...) (غيبة النعماني217-218). أقول لعل هذا الحديث الأخير الوارد عن أمير المؤمنين يكفينا مؤونة توضيح المراد من الأحاديث المتقدمة، إذ يتضح منه بجلاء أن الخلاف بين الشيعة الذي يصل حد اللعن والتكفير جزء من عملية الغربلة التي تسفر كما عرفت قبل قليل عن خروج أكثر الشيعة عن ولاية أهل البيت (ع)، فقوله (ع): (وحتى لا يبقى منكم أومن شيعتي... الخ ) مرتبط بما تقدم – أي الحديث عن الخلاف – بل هو النتيجة التي ترشح عن الخلاف. فمعنى الحديث إنكم يا شيعة لا تزالون في خلافكم حتى لا يبقى منكم إلا كالكحل في العين، والملح في الطعام. أي إن أكثركم يخرج من ولاية أهل البيت (ع)، ويبقى القليل.
    وأود هنا التعقيب بكلمات عسى أن تكون مفيدة، فأقول: هذا الخلاف بين الشيعة من عسى يثيره أو يتسبب به؟ هل أنا وأنت من البشر العاديين الذين لا نملك سلطاناً على غير أنفسنا؟ بالتأكيد لا، فأنا وأنت لا نملك تأثيراً في الغالبية العظمى من الشيعة، ومن يفعل هذا لابد له من سلطان عليهم ، فمن يكون غير فقهاء آخر الزمان ممن يتبعهم الناس باسم التقليد الأعمى؟ قد تقول: ربما كان هذا بسبب بعض المغرضين؟ فأقول لك إن الواقع الشيعي يشهد بما لا يقبل لبساً أن الناس تبع لمراجعهم، فلا يمكن لمغرض أن يحقق مآربه على هذا المستوى الواسع الذي تنص عليه الأحاديث، ثم إن قولك هذا يلقي باللوم على فقهاء آخر الزمان من حيث لا تريد، فلو أن ما تقوله صحيح فأين المراجع الذين يرفعون شعار: نحن حصن الأمة، وأين دورهم في إرشاد الأمة، أم إنها كلمات تقال لخداع الأتباع لا غير؟! الحق إن هذه الأحاديث الشريفة من الخطورة بحيث توجب على كل شيعي أن يعيد التساؤل مراراً وتكراراً، وينظر الى أية هاوية سحيقة يقوده فقهاء آخر الزمان، (أم على قلوب أقفالها)؟
    أختم هذا المبحث بروايتين تعززان الفكرة التي يتمحور حولها، فعن أبي جعفر (ع): (إن قائمنا إذا قام دعا الناس الى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (ص)، وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) (غيبة النعماني336). وعن أبي عبدالله (ع): (الإسلام بدأ غريباً و سيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء. فقلت: إشرح لي ذلك هذا أصلحك الله. فقال: مما يستأنف الداعي منا دعاء جديداً كما دعا رسول الله (ص)) (غبية النعماني336- 337). أقول إن عودة الإسلام غريب كما بدأ تشير بوضوح الى خروج أكثر أهله، أو قل منتحليه عن حوزته حتى لا يبقى إلا الأقل، أو الأندر فالأندر كما عبرت الروايات الشريفة. وليت شعري أين هم حصون الأمة؟ أم لعلهم السبب في خروج الناس من دين الله أفواجاً؟ فإذا كان الإنسان يمسي على شريعة من أمر أهل البيت (ع) ويصبح وقد خرج منها، أو يصبح على شريعة من أمرهم (ع) ويمسي وقد خرج منها، فلابد أن يكون هذا التحول المفاجئ الذي يشبه خروج الكحل من العين، لا يدري صاحبه به، ناتجاً عن فتنة جماعية أوقعهُ بها الكبراء والسادات الذين أسلم لهم قياده. إذن السؤال الآن: ما الذي أخرج الأمة عن دينها، حتى عاد غريباً كما بدأ؟

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

    أحببت أن انقل لكم بعضا من صفات الإمام الحجة لنتأمل بها ..

    قلّة عددهم
    نَوَّهت الرواياتُ الواردة عن الصادق المصدَّق صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته الأطهار عليهم السّلام بأنّ أنصار الحقّ في آخر الزمان قليلون، ووصفتهم إحدى الروايات بأنّهم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر(1)، وجاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: واللهِ لَتُمحَّصُنَّ، واللهِ لَتَطيرُنَّ يَميناً وشمالاً حتّى لا يبقى منكم إلاّ كلّ امرئٍ أخَذَ اللهُ ميثاقَه، وكَتَب الإيمانَ في قلبه، وأيّده برُوح منه(2). وفي رواية أخرى عنهم عليهم السّلام: حتّى لا يبقى منكم على هذا الأمر إلاّ الأندَر فالأندَر(3).
    وروي عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ ( الباقر ) عليه السّلام يقول: واللهِ لَتُميَّزُنّ، والله لَتُمَحَّصُنّ، والله لَتُغربَلُنّ كما يُغَربَل الزُّؤان من القمح(4).
    وروي عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام أنّه قال في تفسير قوله تعالى: الم * أحَسِبَ الناسُ أن يُترَكوا أن يَقولوا آمَنّا وهم لا يُفتَنون (5): يُفتَنون كما يُفتَن الذهبُ. ثمّ قال: يُخَلَّصون كما يُخَلّص الذهب(6).

    أنّهم المستضعَفون في الأرض
    وقد نصّ الوعد الإلهي الذي لا يتخلّف على أنّ الله تبارك سيَمُنّ على المستضعفين في الأرض ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين الذين يَرِثون الأرض. وعلى الرغم من أنّ المصداق الأبرز والأوضح للآية هو الإمام المهدي عليه السّلام الذي سَيَرِث الأرض، إلاّ أنّ أصحابه وأنصاره ينطوون أيضاً ضمن مصداق الآية الكريمة.
    وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: كونوا كالنَّحل في الطَّير، ليس شيءٌ من الطير إلاّ وهو يَستضعفها ـ الحديث(7).

    أنهم البسطاء المجهولون المُتنقّلون
    روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه تطرّق إلى ذِكر الشيعة ( في حديث مفصّل ) فقيل له: جُعلت فِداك، فأين أطلب الموصوفين بهذه الصفة ؟ فقال: اطلبهم في أطراف الأرض، أولئك الخَفيضُ عَيشُهم، المُنتقلةُ دارُهم، الذين إن شَهِدوا لم يُعرَفوا، وإن غابوا لم يُفتَقَدوا، وإن مَرِضوا لم يُعادوا، وإن خَطَبوا لم يُزَوَّجوا، وإن ماتوا لم يُشهَدوا ـ الحديث(.

    أنّهم أصحاب البصيرة لا تضرّهم الفتنة
    روي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: إنّما مَثَل شيعتنا مَثَل أندر ( يعني بيدراً فيه طعام ) فأصابة آكِل فنُقّي، ثمّ أصابه آكل فنقّي، حتّى بقي منه ما لا يضرّه الآكل؛ وكذلك شيعتُنا يُميَّزون ويُمحَّصون حتّى تبقى منهم عصابة لا تضرّها الفتنة(9).
    وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ الله تبارك وتعالى عَلِمَ أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ما أفقدهم حُجّتَه طرفةَ عين(10).

    أنّهم الذين أخذ الله ميثاقهم
    روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: لو قد قام القائم عليه السّلام لأنكره الناس، لأنّه يرجع إليهم شاباً مُوفَّقاً، لا يَثبُت عليه إلاّ مؤمنٌ قد أخذ الله ميثاقَه في الذرّ الأوّل(11).
    وقد ذكرنا آنفاً في رواية عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه لا يبقى إلاّ من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه، وأيّده بروح منه.

    أنّهم الغُرباء الفارّون بدينهم
    روي عن الإمام الجواد عليه السّلام: إذا مات ابني عليّ بدا سراجٌ بعده ثمّ خَفِي، فويلٌ للمرتاب، وطُوبى للغريب الفارّ بدينه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداث تَشيب فيها النواصي، ويُسيَّر الصُّمّ الصِّلاب(12).
    وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال لشيعته: «... خالِطوا الناسَ بأبدانكم، وزايِلواهم بقلوبِكم وأعمالِكم... »(13)، وأنّه قال « لا تَستوحِشوا في طريق الهُدى لقلّةِ أهلِه »(14).

    أنّهم من قبائل شتّى وبلاد شتّى
    روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في ذكر أصحاب الحجّة المنتظر عليه السّلام، قال: «... أولئك قومٌ يأتون في آخر الزمان، قَزَعٌ كقَزَعِ الخريف(15)، والرجُل والرجلان والثلاثة من كلّ قبيلة حتّى يبلغ تسعة؛ أمَا واللهِ إنّي لأعرف أميرَهم واسمه ومُناخَ رِكابِهم ـ الحديث(16).

    أنّهم شباب لا كهول فيهم
    روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: إنّ أصحاب القائم عليه السّلام شبابٌ لا كهول فيهم إلاّ كالكُحل في العَين، أو كالمِلح في الزاد، وأقلُّ الزاد الملح(17).
    وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في صفتهم، قال: بَيْنا شبابُ الشيعة على ظهور سطوحهم نيام، إذ توافَوا [ إلى صاحبهم ] في ليلةٍ واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكّة(18)..

    أنّ الأرض تُسخَّر لهم
    روي عن الإمام الباقر عليه السّلام، قال: كأنّي بأصحاب القائم عليه السّلام وقد أحاطوا بما في الخافقَين، فليس من شيءٍ إلاّ وهو مُطيع لهم، حتّى سِباع الأرض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كلّ شيءٍ، حتّى تفخر الأرضُ على الأرض وتقول: مَرَّ بي اليوم رجلٌ من أصحاب القائم عليه السّلام (19).
    وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في صفة أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام أنّ الرجل منهم لَيُعطى قوّة أربعين رجلاً، وإنّ قلبه لأشدّ من زُبُر الحديد، ولو مرّوا بجبال الحديد لَقلعوها(20).

    1 ـ عيون أخبار الرضا، للصدوق 132:2.
    2 ـ الغَيبة، للنعماني 26، مقدّمة المؤلّف.
    3 ـ الغَيبة، للنعماني 26، مقدّمة المؤلّف.
    4 ـ الغَيبة، للنعماني 205 حديث 8.
    5 ـ العنكبوت: 1 و 2.
    6 ـ الغَيبة، للنعماني 202 حديث 2.
    7 ـ الغَيبة، للنعماني 209 ـ 210 حديث 17.
    8 ـ الغيبة، للنعماني 203 ـ 204 حديث 4.
    9 ـ الغيبة، للنعماني 211 حديث 8، وروي مثله عن أمير المؤمنين عليه السّلام بتفصيل أكبر ( 209 ـ 210 حديث 17)، فراجع.
    10 ـ مكيال المكارم، للموسوي الاصفهاني 407.
    11 ـ الغيبة، للنعماني 211 حديث 20.
    12 ـ الغيبة، للنعماني 186 حديث 37.
    13 ـ الغيبة، للنعماني 26، المقدّمة.
    14 ـ الغيبة، للنعماني 28، المقدّمة.
    15 ـ قَزَع الخريف: قِطَع السحاب المتفرّقة.
    16 ـ الغيبة، للنعماني 312 حديث 1 و 2.
    17 ـ الغيبة، للنعماني 316 حديث 10.
    18 ـ الغيبة، للنعماني 316 حديث 11.
    19 ـ كمال الدين، للصدوق 610:2 حديث 25، نوادر الكتاب.
    20 ـ كمال الدين، للصدوق 611 حديث 26.

    لنتأمل .. علنا نستنتج من هذه الصفات بعض الامور ( خصوصاً أن الكثير يدّعي انه من انصار الإمام و ربما يفعل الحروب و يؤسس أنظمة و دول ) .. و علّنا نصلح ما جنته أنفسنا

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
      باب ما يلحق الشيعة من التمحيص و التفرق و التشتت عند الغيبة حتى لا يبقى على حقيقة الأمر إلا الأقل الذي وصفه الأئمة ع

      1- حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن يعقوب السراج و عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع أنه قال لما بويع لأمير المؤمنين ع بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب خطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه ص و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و الله ما كتمت وسمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم

      2- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني أحمد بن يوسف الجعفي أبو الحسن من كتابه قال حدثنا إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه قال مع القائم ع من العرب شي‏ء يسير فقيل له إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير قال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و سيخرج من الغربال خلق كثير


      3- و أخبرنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن حسان الرازي قال حدثنا محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن محبوب الزراد عن أبي المغراء عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع أنه سمعه يقول ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال شي‏ء يسير فقلت و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير فقال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يخرج من الغربال خلق كثير و حدثنا بذلك أيضا بلفظه محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع و ذكر مثله


      4- و أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن عبد الله المحمدي من كتابه في سنة ثمان و ستين و مائتين قال حدثنا محمد بن منصور الصيقل عن أبيه قال دخلت على أبي جعفر الباقر ع و عنده جماعة فبينا نحن نتحدث و هو على بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا و قال في أي شي‏ء أنتم هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا هيهات و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلا بعد إياس و لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي و يسعد من سعد و حدثنا محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور الصيقل عن أبيه قال كنت أنا و الحارث بن المغيرة و جماعة من أصحابنا جلوسا عند أبي جعفر ع يسمع كلامنا قال و ذكر مثله إلا أنه يقول في كل مرة لا و الله ما يكون ما تمدون إليه أعينكم بيمين


      5- وعن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر: متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا، ثم تغربلوا، ثم تغربلوا -يقولها ثلاثاً- حتى يذهب الكدر، ويبقى الصفو.
      وعن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر: متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا، ثم تغربلوا، ثم تغربلوا -يقولها ثلاثاً- حتى يذهب الكدر، ويبقى الصفو

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
        عن الباقر (ع) ( إذا قام القائم ( ع ) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) .
        هذه النتيجة التي ينتهي إليها أهل الكوفة من قتال الإمام المهدي (ع) لا تأتي مصادفة، دون مقدمات، فالحق إنها مسبوقة بسلسلة طويلة من التحريفات أبطالها بعض فقهاء آخر الزمان الخونة، عن رسول الله (ص)سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (بحار الأنوار / ج52: 190).
        وعن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله (ع) : ( كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين ، فيأزر العلم كما تأزر الحية في جحرها واختلفت الشيعة وسمى بعضهم بعضا كذابين وتفل بعضهم في وجوه بعض ؟ قلت : جعلت فداك ، ما عند ذلك من خير . فقال لي : الخير كله عند ذلك ـ ثلاثا ـ ) أصول الكافي ج1 ص382 .
        نعم الخير كله عند ذلك لأن عندها يظهر القائم (ع) فيقتل من كبار علمائهم ( 70 ) منافق ، ومن صغارهم ( 3000 ) ، عن أمير المؤمنين (ع) في حديثه لمالك بن ضمرة يا مالك بن ضمرة، كيف بك إذا اختلف الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد)
        فالشيعة في هذا الحديث منصوص عليهم، ولاشك في أن السبعين رجلاً هم سبب الفتنة والفرقة ( يقتل بعضهم بعضاً ...الخ ) ولهذا يقتلهم القائم (ع) وبقتلهم تعود الوحدة للشيعة. ومعنى أنهم يكذبون على الله وعلى رسوله، إنهم يشرعون أحكاماً لم ينزل الله فيها من سلطان، شأن علماء اليهود الذين يخطون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله.
        وقد علق الشيخ الكوراني بعد أن أورد هذا الحديث قائلاً أقول يظهر أن هؤلاء أصل الفتنة والإختلاف داخل الشيعة، ولايبعد أن يكونوا من علماء السوء المضلين و السياسيين المنحرفين) (المعجم الموضوعي / الكوراني: 581).
        وعن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر (ع) متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد... الى قوله (ع): ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وسمروا ساماتهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع، لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر الى العشاء... ثم الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى) (المعجم الموضوعي: 568 – 569).
        فعن حذيفة بن اليمان وجابر الأنصاري، عن رسول الله (ص)، إنه قال: (الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسُئل عنهما، فقال: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) (مناقب العترة /ومائتان وخمسون علامة130).
        عن رسول الله (ص)والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لايخطئكم سنة بني إسرائيل) (بحار الأنوار ج52 : 180). ومعلوم أن بني إسرائيل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، كما أخبر عنهم القرآن الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31. ورد عن الإمام الصادق (ع) : ))إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } (التوبة :31) . فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون ((
        وعن الصادق (ع) لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم على عبادة الأوثان) (المصدر نفسه: 392). وبربط هذا الحديث بالحديث المتقدم، يتضح أن المراد من عبادة الأوثان هو إتباع الفقهاء المضلين.
        وعن أبي جعفر (ع)لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه، ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني: 214). هكذا إذن يمسي الرجل على شريعة من أمر أهل البيت ، أي إنه يقول بإمامتهم ويصبح وقد خرج منها .
        ويمكن في هذا الصدد أن نشير الى أن أهم أسباب الغيبة الكبرى هو إعراض الأمة عن الإمام المهدي (ع) ، الذي تجليه قلة التوقيعات الصادرة منه لوكلائه الخاصين ، حتى لقد بلغ الأمر حد أن يصدر توقيع واحد لا غير على يدي الوكيل الرابع ! وإذا علمنا أن التوقيعات تأتي عادة كأجوبة على تساؤلات القاعدة الجماهيرية المرتبطة بالإمام ، فإن قلتها الصارخة تشير بلا شك الى إعراض واضح من الأمة عن قائدها . ولكن الغيبة لم تكن تعني انتفاء أو بطلان عقيدة الإمامة أو عقيدة النص الإلهي على القائد ، وإنما هي بالأحرى عقوبة إصلاحية للأمة لتلتفت الى ما قد فرطت به ، ولكن الأمة وللأسف الشديد وقعت فيما وقعت فيه الأمم السالفة ، ورتبت على انحرافها الأول المزيد المزيد من الإنحرافات حتى باتت عملية الإصلاح تتطلب بتر الأعضاء الفاسدة وتطهير الجسم من وبائها الفتاك ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62 . نعم فالمنتظرون كانوا دائماً يفشلون في انتظارهم وتظهر بينهم البدع والإنحرافات ، هذا ما حدث مع الأمة التي كانت تنتظر نوحاً (ع) ومع الأمة التي انتظرت موسى وعيسى (ع) وحدث للأسف الشديد مع الأمة التي تنتظر المهدي (ع) ، (( إدريس النبي (ع) غاب عن شيعته حتى آل الأمر إلى أن تعذر عليهم القوت ، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ، ثم ظهر ووعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (ع) ثم رفع الله عز وجل إدريس (ع) فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (ع) قرناً بعد قرن وخلفاً عن سلف ، صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح (ع) )) إلزام الناصب ص 252 . فكما هو واضح إن شيعة نوح كانوا موعودين بظهوره وهو القائم الذي ينقذهم من الظلم ، وكان ذلك الوعد من نبي الله إدريس (ع) . ولكن فلننظر عندما ظهر نوح (ع) هل صدقه قومه أم كذبوه وبعبارة أخرى هل نجحوا بالانتظار أم فشلوا ؟

        تعليق


        • #5
          ينقل إلينا صاحب إلزام الناصب نقلا عن إكمال الدين للشيخ الصدوق حكايته مع قومه عند مبعثه : لما اظهر الله نبوة نوح (ع) وأيقن الشيعة بالفرج واشتدت البلوى وعظمت العزيمة ، إلى أن آل الأمر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (ع) في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من بعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ، ويدعوهم سرا فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهّم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة . قال وما هي ؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض . قال : أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى .
          وعاد عليهم فصنع ما كان يصنع ، ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمائة سنة ، ويئس من إيمانهم ، جلس وقت الضحى والنهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوه ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم مثل ما أجاب أولئك إليه .
          وعاد (ع) إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا حتى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى فتمت تسعمائة سنة ، فصارت إليه الشيعة ( القلة التي آمنت به ) وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك . وصلى ودعا فهبط جبرائيل (ع) فقال له : أن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم – أي ينزل العذاب على الكافرين – فحمد الله وأثنى عليه فعرّفهم ذلك فأستبشروا به ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا الى نوح بالتمر وسألوه أن ينجزهم الوعد فسال الله في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلمّا ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث ، وثبت الثلثان . فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذه الثمرة واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاً (ع) فقالوا له لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك ، فصلى نوح (ع) فقال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة واني أخاف عليهم الهلاك أن تأخر عنهم الفرج ، فأوحى عز وجل قد أجبت دعاءك فاصنع الفُلك ، وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة ) إلزام الناصب ص241 كمال الدين ص164 .
          وكان من أخطر هذه الإنحرافات قولهم بالنيابة العامة عن الإمام المهدي (ع) ، وما تفرع عن هذه البدعة من قول بولاية الفقيه ، فالحق إن النيابة أو السفارة الخاصة المعينة بنص من الإمام المهدي (ع) إنقطعت في الغيبة الكبرى ، وزاد الطين بلة أن الفقهاء الذين يحلو لهم السطو على منازل الأنبياء والأوصياء قد أغلقوا الباب تماماً على الناس بمقولة الولاية العامة التي لا يملكون دليلاً شرعياً عليها أبداً ، ثم أعقبوها بمقولة ولاية الفقيه ، فأصبحوا هم محط نظر الناس ، وأضحى ذكر الإمام المهدي (ع) لعقاً على ألسنتهم وكلمات يرددونها دون أن تعني شيئاً محدداً أو موقفاً معيناً ، تماماً كما حدث قبل أيام في زيارة الإمام الحسين (ع) حين حولوها من مناسبة لتجديد العهد مع حاكمية الله تعالى الى مناسبة لبيعة الأصنام البشرية التي يعبدونها من دون الله .
          عن الفضيل بن يسار قال سمعت آبا عبد الله (ع) يقول ( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر ) غيبة النعماني ص159.

          تعليق


          • #6
            صح اللسانك يا بطل

            تعليق


            • #7
              نرحب بالقلوب الصافية التي ابصرت نور الحق فأنار الله بصائرها
              ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

              تعليق


              • #8
                قد أحطتَ بما نعتقد ونؤمن به ياراغب الحق وأجدتَ , جعلك الله من ذوي البصيرة
                والهدى فأهلاً بك بين إخوانك في طريق الحق والانتظار.
                قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولعنة الله على أعداء محمد وآل محمد حتى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
                  الأخوة الكرام لقد أسعدني حضوركم ومروركم وأشكر لكم كلماتكم الطيبة التي تنم عن ذوق رفيع وآجركم الله .

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع مهم في وقتنا الحالي ونحن نعيش عصر ظهور الامام المهدي (عج) وتحقيق العلامات

                    تعليق


                    • #11
                      احسنت موضوع مهم ومفيد

                      تعليق


                      • #12
                        1)عن ابراهيم بن عبدالحميد قال ( اخبرني من سمع ابي عبدالله (ع) يقول : اذا خرج القائم (ع) خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر . (بحار الانوار ج52 ص363) ( بشارة الاسلام ص222 ) ( معجم أحاديث المهدي ج3 \ ص501 )
                        2)عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولده، ولاغيره إلا المولى الذي يلي أمره. (بحار الانوار ج52 ص153)
                        التعديل الأخير تم بواسطة سيد محمد; الساعة 20-05-12, 11:47 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          صدقت اخي بارك الله فيك

                          تعليق


                          • #14
                            عن أبي جعفر (ع): (لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني214) وفقكم الله لكل خير وصلاح
                            يابن الحسن روحي فداك فمتى ترانا ونراك

                            تعليق

                            يعمل...
                            X