بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
هناك بعض النصوص والأخبار التي ذكرت خصائص منتظري الامام المهدي المنتظر الحقيقية، وسماته ومعالم دولته العالمية.
1ـ قال رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم تسليما): أفضل العبادة انتظار الفرج.
2ـ قال الامام علي بن الحسين(عليه السلام) : يا أبا خالد، إن أفضل زمان غيبته، القائلون بامامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره ،، أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله2 ، بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة الى دين الله سرّاً وجهراً».
3ـ وقال علي بن الحسين(عليه السلام) : من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بد وأحد.
4ـ وعن الامام الصادق قال: المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (ص)يذبّ عنه
وفي بعض هذه الاخبار والنصوص عن أهل البيت تصريحات عديدة في انتظار الظهور والثورة العالمية للامام المهدي ، تزامنت مع مراحل خاصته في الجهاد الشامل والواسع. وهذا النوع من الانتظار هو شكل من أشكال المواجهة والتصدي للعدو، وقدوردت في بعض تلك الاخبار والنصوص مفاهيم مثل: اراقة الرماء، والتضحية في سبيل الله، الحرب، الحرب في فسطاط النبي (صل الله عليه وآله) والامام المهدي(عليه السلام) ، واعتبارها من أفضل العبادات والقربات.
أما اذا عرفنا مفهوم الانتظار بمعناه المحرّف، فمعناه: أن كل إنسان ضعيف الايمان، وخائر القوى، سيكون في صفوف المنتظرين، ولم يذكر القرآن الكريم هذا المعنى، بل وصف المنتظرين بمواصفات وخصائص أخرى تختلف تماماً عن هذا المعنى المذكور.
قال الله عزوجل: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا" 00 سورة النور: الآية (55) ، وقد فسّروا هذه الآية بالإمام المهدي
وذكروا خصائص وصفات للإمام المهدي وأنصاره، وصفهم بالمؤمنين، والصالحين وذوي الهمم والعزائم القوية والمرتكزات الثابتة، إن هذا الشخص المنتظر الذي ورد في القرآن والنصوص الروائية يتّسم بالإيمان الراسخ، والإرادة الثابتة، وهؤلاء هم المعصومون الذين يجتنبون ارتكاب المآثم والذنوب، ولا يتجهون نحو الفساد. ونشير هنا إلى بعض المصطلحات المستنبطة من الآيات والنصوص الروائية حول مفهوم «المنتظِر» وهي:
1ـ الصبر وتحمّل الإمام المهدي والوجود المقدس الأحزان، والأكابة المعاناة والآلام، ومشاركة مآسي الأمة الإسلامية والشعوب العالمية.
2ـ الاستعداد والتهيؤ، وتحضير الامكانات التي تجعل الإنسان مستعداً بعد معرفته بظهور الإمام المهدي للالتحاق بركبه ونصرته، والاقتداء به،والامتثال لاوامره ونواهيه.
3ـ ترك اليأس والقنوط في طول المدة وغيبة الإمام المهدي وعدم تحقق ظهوره.
4ـ انتظار أوامر الجهاد التي يصدرها ولي العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لمحاربة أعداء الإسلام، والدفاع عن دين الله، ومكافحة الفساد.
5ـ الاقتداء بالإمام المهدي قبل ظهوره وثورته العالمية، والبراءة من أعدائه. وأظهار المودة لأهل البيت ومحبيّهم
ويسعى الشخص المنتظر الذي أمتلك روحاً إيمانية عالية، وهذه المواصفات كلّما اقترب موعد ظهور الإمام ، إلى مواجهة الظلم وتحدّي الفساد، ومكافحة العنف والارهاب والتبعية، وحالات الضياع والانحطاط، وصيانة نفسه عن التلوث والسقوط، والشوق إلى الطلعة الرشيدة، والغرّة الحميدة الكثير من أي وقت آخر: قال الشاعر:
كلّما وعد وصالكم يقترب، يشتد وهج الحب وعنوان الغرام
روى الشيخ الصدوق عن أبي خالد الكابُلي، قال: دخلتُ على سيّدي عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلتُ له: أخبِرني بالذين فَرَض اللهُ عزّوجلّ طاعتهم ومودّتهم وأوجب على عِباده الاقتداءَ بهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وساق الحديث إلى أن قال: ) يا أبا خالد، إنّ أهلَ زمان غَيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضلُ من أهل كلِّ زمان؛ لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبةُ عندهم بمنزلة المُشاهَدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالسيف، أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتُنا صِدقاً، والدُّعاة إلى دِين الله عزّوجلّ سرّاً وجهراً
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوماً وعنده بعض أصحابه :
اللهمّ لَقِّني إخواني! فقال له واحد: أمَا نحن إخوانك يا رسولَ الله ؟!
فقال: لا، إنّكم أصحابي، وإخواني قومٌ في آخر الزمان آمَنوا بي ولم يَرَوني... لقد عَرَّفَنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم مِن قبل أن يُخرِجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتِهم، لأحَدُهم أشدّ بُقيةً على دِينه من خَرْط القَتاد في الليلة الظلماء، أو كالقابض على جمر الغَضا، أُولئك مصابيحُ الدُّجى، يُنجيهم اللهُ من كلّ فِتنة غَبراء مُظلمة
وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: سيأتي قومٌ من بعدكم، الرَّجُل منهم له أجر خمسينَ منكم. قالوا: يا رسول الله، نحن كنّا معك ببدرٍ وحُنَين وأُحُد ونَزَل فينا القرآن! فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّكم لو تحملون لِما حَمَلوا لم تصبروا صبرَهم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعه وفي كل ساعه يالله وليا وحافضا وقائدا وناصرودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين
تعليق