إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التمحيص وتقوية البصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التمحيص وتقوية البصيرة

    التمحيص وتقوية البصيرة:


    التمحيص وتقوية البصيرة
    قال مولانا الامام موسی بن جعفر الكاظم (ع) ضمن حديث عن الغيبة المهدوية: (إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة، فالله، الله في أديانكم، فانه لابد لصاحب هذا الامر من غيبةٍ يغيبها حتی يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله إمتحن بها خلقه...).
    الحديث الشريف المتقدم رواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، وفي كتاب الغيبة للشيخ النعماني، روي مسنداً عن مولانا الإمام الجواد (ع) أنه قال: (إذا مات إبني علي، بدا سراجٌ بعده، ثم خفي، فويل للمرتاب وطوبی للغريب الفار بدينه، ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي).

    وروی الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بأسناده الی الأصبغ بن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، فوجدته مفكراً ينكتُ في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين! مالي أراك مفكراً تنكتُ في الارض أرغبة فيها؟
    قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، تكون له حيرةً وغيبة يضل فيها أقوامٌ ويهتدي فيها آخرون.
    فقلت: يا أمير المؤمنين، وأنّ هذا لكائن؟
    فقال: نعم، كما أنه مخلوق وأنّي لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع ابرار هذه العترة.
    قلت: وما يكون بعد ذلك؟
    قال (ع): ثم يفعل الله ما يشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات.

    هذه نماذج لطائفةٍ من الأحاديث الشريفة التي مهد فيها أئمة العترة المحمدية لغيبة قائمهم المهدي (عج) وقبل وقوعها بزمنٍ طويل.
    وأحد الأهداف المهمة لإخبارهم المسبق عن هذه الغيبة هو تنبيه المؤمنين - بمختلف أجيالهم - الی أن وقوع الغيبة المهدوية وإن إقتضته في الظاهر حملات الإرهاب العباسي يومذاك وحملات الطواغيت الی اليوم للقضاء علی المهدي الموعود (عج)؛ إلا أن الأمر يرتبط من جهة ثانية بحكمة إلهية كبری في تربية عباده وتمحيصهم وإعداد الصادقين منهم لنيل درجات الكمال السامية بحيث يصفهم الإمام أمير المؤمنين (ع) بأنهم (أخيار هذه الأمة مع ابرار العترة).

    من هنا تتضح، إحدی الخصائص المهمة لعصر الغيبة المهدوية، وهي كونه العصر الذي يتميز باشتماله علی أعلی درجات التمحيص لمدعي الإيمان من جهة، وعصر إيصال الصادقين من المؤمنين الی درجات الإيمان السامية من جهةٍ أخری.
    إذن هو عصر محنةٍ يمتحن الله عزوجل بها خلقه حسب تعبير الإمام الكاظم (ع) في الحديث الأول، إمتحاناً يكشف مدی صدق اعتقادهم بالأصول التي أقرها الكتاب والسنة والتي تثبت وجود إمام زمانهم وقيامه بمهام الإمامة في عصر غيبته وينتفع الخلق منه كما ينتفعون بالشمس إذا غيبها السحاب.

    فالذي ترسخت في قلبه هذه الأصول وصدق إعتقاده بها لا يسمح للشك والريبة بالنفوذ الی قلبه، فيبقی علی إعتقاده الراسخ بأمام زمانه في غيبته وظهوره فلا تؤثر عليه تشكيكات المشككين، كما يشير لذلك قول مولانا الإمام الصادق (ع): (من دخل في هذا الدين بالرجال، أخرجه منه الرجال كما أدخلوه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول).
    وكذلك قول مولانا أمير المؤمنين في وصف حاملي العلم الإلهي ضمن حديثه لكميل، حيث يحذر من أن يكون المؤمن: (منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه لأول عارضٍ من شبهه).

    إذن يتضح مما تقدم أن الهدف من التمحيص في عصر الغيبة هو تمليك المؤمنين البصيرة الإيمانية الثاقبة والراسخة التي تجعلهم قادرين علی الإرتباط بامام زمانهم والتمسك بولايته رغم أوضاع غيبته وصعوبة اللقاء به (عج)، لاحظوا ما رواه الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن محمد بن زياد قال: سألت سيدي موسی بن جعفر (ع) عن قول الله عزوجل: «أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً».
    فقال: النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب.
    فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟
    قال: نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا. ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفی علی الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتی يظهره الله عزوجل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.


    منقول

  • #2
    اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا
    فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا فيها كرامة الدنيا والاخرة برحمتك
    ياأرحم الراحمين
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك
      مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

      تعليق

      يعمل...
      X