من كتاب صفات الشيعــة للشيخ الصدوق (رض)/ الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله الطاهرين قال جعفر محمد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه مؤلف هذا الكتاب رحمه الله عليه قال حدثنى محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال حدثنا محمد بن يحيى العطار الكوفى عن ابيه عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن زيد النوفلي عن على بن سالم عن ابيه عن ابى بصير قال قال الصادق (عليه السلام) شيعتنا أهل الورع وا لاجتهاد وأهل الوفاء والامانة وأهل الزهد والعبادة أصحاب احدى وخمسين ركعه فى اليوم والليلة القائمون بالليل الصائمون بالنهار يزكون اموالهم ويحجون البيت و يجتنبون كل محرم.
حدثنا ابى رضى الله عنه، قال حدثنا على بن إبراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال شيعتنا المسلمون لامرنا الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا فمن يكن كذلك فليس منا حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال حدثنا الحسين بن بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد ابى عمير عن ابان بن عثمان عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال لا دين لمن لا تقيه له ولا إيمان لمن لاورع له حدثنا محمد بن ماجيلويه رحمه الله عليه، قال حدثنى عمى محمد ابى القاسم عن محمد بن على الكوفى عن بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال الصادق (عليه السلام) كذب من زعم انه من شيعتنا وهو متمسك بعروه غيرنا.
ابى رحمه الله قال حدثنى عبد الله بن جعفر عن احمد بن محمد عن ابن ابى نجران، قال سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يقول: من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من احبهم فهو منا ومن ابغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقلبون فى رحمه الله ويفوزون بكرامة الله ما من أحد شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه، ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا اين كان فى شرق الأرض أو غربها و من ترك من شيعتنا دينا فهو علينا، ومن ترك منهم مالا فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاه ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرؤن من أعدائهم، (من اعدائنا - خ ل) اولئك أهل الايمان والتقى، و أهل الورع والتقوى، ومن رد عليهم فقدرد على الله، و من طعن عليهم فقد طعن على لأنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا، والله ان أحدهم ليشفع فى مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله تعالى فيهم لكرامته الله عزوجل.
حدثنا ابى رحمه الله، قال حدثنا سعد بن الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن محمد بن عمران عن ابى عبد الله (عليه السلام) من قال لا اله إلا الله مخلصا دخل الجنة، واخلاصه بها ان يحجبه (أن يحجزه خ ل) لا اله إلا الله عما حرم الله تعالى.
حدثنا ابى رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد والحسن بن على الكوفى وإبراهيم بن هاشم، كلهم عن الحسين بن يوسف عن سليمان بن عمرو عن مهاجر بن الحسين عن زيد بن ارقم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من قال لا اله إلا الله مخلصا دخل الجنة واخلاصه بها أن يحجزه لا اله إلا الله عما حرم الله حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال حدثنا محمد بن جعفر الحميرى، عن أحمد بن محمد على عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن ابى عبيده الحذاء قال سمعت ابا عبد (عليه السلام) يقول لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة قام الصفا فقال يا بنى هاشم يا بنى عبدالمطلب إنى رسول الله اليكم وانى شفيق عليكم لا تقولوا إن محمدا منا فوالله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلا المتقون، ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدينا على رقابكم ويأتى الناس يحملون الآخره، إلا و انى قد أعذرت فيما بينى وبينكم وفيما بين الله عزوجل وبينكم، وان لى عملي و لكم عملكم.
حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر محمد بن على الباقر ابيه عن جده (ع) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام) مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحق الاشرار بالأخيار، و مجالسة الفجار للأبرار تلحق الفجار بالأبرار فمن اشتبه عليكم امره ولم تعرفوا دينه فانظروا الى خلطائه فان كانوا أهل دين الله فهو على دين الله وان كانوا على غير دين الله فلا حظ له فى دين الله إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا
ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد ابن فضال قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عايبا أو أكرم لنا مخالفا فليس منا ولسنا منه حدثنا محمد بن موسى المتوكل، قال حدثنا على بن الحسين السعد آبادى، عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الرضا (عليه السلام) انه قال: من والى اعداء الله فقد عادى اولياء ومن عادى اولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى، و حق على الله عزوجل أن يدخله في نار جهنم. حدثنى محمد بن موسى المتوكل رحمه الله عن أحمد بن عبد الله عن ابى عبد الله (عليه السلام) يقول: و الله ما شيعه على صلوا الله عليه الا من عف بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه .
ابى رحمه الله، قال حدثنى محمد بن احمد عن على بن الصلت عن محمد بن عجلان قال كنت مع ابى عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم فسأله كيف خلفت من اخوانك فاحسن الثناء وزكى واطرى له كيف عياده اغنيائهم لفقرائهم قال قليله قال كيف مواصله أغنيائهم لفقرائهم ذات ايديهم فقال انك تذكر اخلاقا ما هي فيمن عندنا، قال فكيف يزعم هؤلاء انهم لنا شيعة حدثنا محمد بن موسى المتوكل عن الحسن بن على الخزاز قال سمعت الرضا (ع) يقول: ان ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو اشد لعنه على شيعتنا من الدجال فقلت له يا بن رسول الله بما ذا قال بموالاه اعدائنا ومعاداة اوليائنا انه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل و اشتبه الامر فلم يعرف مؤمن من منافق .
حدثنا ابى رحمه الله عن العلاء بن الفضيل عن الصادق (عليه السلام) قال من أحب كافرا فقد ابغض الله و من ابغض كافرا فقد أحب الله ثم قال (عليه السلام) صديق عدوالله عدوالله حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال حدثنى غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال من جالس أهل الريب فهو مريب حدثنا محمد بن على ماجيلويه، قال حدثني عمى عن المعلى بن خنيس، قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد احدا يقول انا أبغض محمدا وآله ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم انكم تتوالونا وتتبرؤن من أعدائنا وقال (عليه السلام): من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا إبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى جميعا عن أحمد بن محمد بن الحسن عن ابى عبد الله (ع) قال ان شيعة على صلوات الله عليه كانوا خمص البطون ذبل الشفاه وأهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية فاعينوا على ما أنتم عليه بالورع و الاجتهاد حدثنى محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنى محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد البرقى عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله عمرو ابن ابى المقدام عن أبيه عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: يا ابا المقدام انما شيعة على صلوات الله عليه الشاحبون الناحلون الذابلون ذابله شفاههم من القيام خميصة بطونهم مصفره ألوانهم متغيرة وجوههم إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشا واستقبلوها بجباههم باكية عيونهم، كثيرة دموعهم، صلاتهم كثيرة، ودعاؤهم كثير، تلاوتهم كتاب الله، يفرحون الناس و هم يحزنون .
ابى رحمه الله، قال حدثنى محمد بن احمد بن على بن الصلت عن احمد بن محمد عن السندي بن محمد قال: قوم تبع أمير المؤمنين (ع) فالتفت إليهم قال ما أنتم عليه قالوا شيعتك أمير المؤمنين قال مالى لاأرى عليكم سيماء الشيعة، قالوا و ما سيماء الشيعة قال صفر الوجوه السهر، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء عليهم غبرة الخاشعين.
حدثنى محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنى على بن الحسين السعد آبادى عن المفضل، قال قال أبو عبد الله (ع) انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه و رجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيت اولئك فأولئك شيعة جعفر.
ابى رحمه الله قال: حدثنى على بن الحسين السعد آبادى، عن جابر الجعفي قال قال أبو جعفر (ع) يا جابر يكتفى من اتخذ التشيع يقول بحبنا اهل البيت، فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله واطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع و التخشع و أداء الأمانة و كثره ذكر الله والصوم والصلاه والبر بالوالدين و التعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الالسن الناس إلا من خير و كانوا امناء عشائرهم فى الاشياء قال جابر: يا بن رسول الله ما نعرف أحدا بهذه الصفة فقال لى يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب أن يقول احب عليا صلوات الله عليه واتولاه فلو قال انى احب رسول الله (ص) ورسول الله خير من على ثم لايتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة احب العباد الى الله واكرمهم اتقاهم له واعملهم بطاعته يا جابر ما يتقرب العبد الى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، ما معنا برائة النار ولا على الله لأحد منكم حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو و لا تنال ولايتنا بالعمل والورع .
تعليق