بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
حسن الخلق من أهم الصفات التي يمتاز بها الإنسان المؤمن , فكلما ازداد الإنسان ايمانا كلما حسُنَ خلقه مع الناس .
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( الخلق الحسن نصف الدين ) . (1) و عن الإمام الباقر عليه السلام : ( إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) (2) . و جاءه رجل من بين يديه فقال : يا رسول الله ما الدين ؟ فقال حسن الخلق , ثم أتاه عن يمينه و شماله ومن ورائه وفي كل ذلك يقول له : حسن الخلق . و الواقع فإن الهدف الأساسي من بعثة الأنبياء و إنزال الكتب هو تعليم الأخلاق للناس . فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) (3) . كما أن من أهداف تشريع العبادات " الأخلاق الحسنة " فأمر الله بالصلاة لتنهى عن الفحشاء و المنكر (( و الزكاة تزكية للنفس و العدل تنسيقا للقلوب )) ــ كما في خطبة الزهراء عليها السلام ــ .
(4) ... ومثال آخر قصة سعد بن معاذ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند موت سعد بحمل سريره و تبع جنازته بلا رداء ولا حذاء و أنزله إلى قبره حتى لحّده و سوّى عليه اللبن ... فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب هنيئا لك الجنة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أم سعد مَه ! لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة . فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجع معه الناس فقالوا : يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد , إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء !
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إن الملائكة كانت بلا حذاء ولا رداء فتأسيت بها قالوا : وكيف تأخذ ما أخذ , فقالوا : أمرت بغسله وصليت على جنازته ولحّدته ثم قلت : إن سعدا أصابته ضمة .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء .
إذن لم تشفع أعمال سعد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهاده وطاعته أمام سوء خلقه مع أهله فليكن في ذلك العبرة الكافية لسيئي الخلق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ميزان الحكمة
(2) تزكية النفس صـ 469
(3) ميزان الحكمة
(4) ميزان الحكمة
تعليق