بسم الله الرحمن الرحيم
فقل أيُنا أقل حياءاً أنا أم أنت ؟؟
روي إنه كان في جبل لبنان رجل من العباد منزوياً
عن الناس , وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الآخر
وكان على ذلك الحال مدة طويلة لاينزل من ذلك الجبل, فأتفق أن أنقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي
فأشتد جوعه وقل هجوعه, فصلى العشائين وبات
في تلك الليلة في إنتظار شيء يدفع به الجوع فلم
يتيسر له شيء, وكان في أسفل ذلك الجبل قرية
سكانها نصارى, فعندما أصبح العابد نزل اليهم
وأستطعم شيخاً منهم فأعطاه رغيفين من الشعير
فاخذهما وتوجه الى الجبل , وكان في دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول فلحق العابد, ونبح عليه
وتعلق بأذياله, فألقى العابد إليه رغيفاً من ذينك
الرغيفين ليشتغل به عنه, فأكل الكلب ذلك الرغيف
ولحق بالعابد مرة أخرى وأخذ بالنباح والهرير,
فألقى فألقى إليه العابد الرغيف الآخر فأكله ولحقه
تارة ثالثة واشتد هريره وتشبث بذيل العابد ومزقه,
فقال العابد:سبحان الله أني لم أر كلباً أقل حياءاً منك
إن صاحبك لم يعطني إلا رغيفين وقد أخذتهما مني,
ماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي؟ فأنطق الله تعالى
الكلب ,فقال: لست أنا قليل الحياء, اعلم إني ربيت
في دار ذلك النصراني أحرس غنمه وأحفظ داره
وأقنع بما يدفع إلي من خبز أو عظام وربما نسيني
فأبقى أياماً لا آكل شيئاً بل ربما تمضي ايام لايجد هو
لنفسه شيئاً ولا لي, ومع ذلك لم أفارق داره منذ
عرفت نفسي ولا توجهت الى باب غيره, بل كان
دأبي أنه إن حصل شيء شكرت ْ وإلا صبرتْ ,
وأما انت فبانقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة لم يكن
صبر ولا كان لك تحمل حتى توجهت من باب رزاق
العباد إلى باب نصراني وطويت كشحك عن الحبيب
وصالحت عدوهُ المريب, فقل أيُنا أقل حياء أنا أم أنت ؟
من يعمل سوءاُ فإن جزاءه الإساءة
ومن المروءة أن تحسن لمن أساء
كشكول البهائي
فقل أيُنا أقل حياءاً أنا أم أنت ؟؟
روي إنه كان في جبل لبنان رجل من العباد منزوياً
عن الناس , وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الآخر
وكان على ذلك الحال مدة طويلة لاينزل من ذلك الجبل, فأتفق أن أنقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي
فأشتد جوعه وقل هجوعه, فصلى العشائين وبات
في تلك الليلة في إنتظار شيء يدفع به الجوع فلم
يتيسر له شيء, وكان في أسفل ذلك الجبل قرية
سكانها نصارى, فعندما أصبح العابد نزل اليهم
وأستطعم شيخاً منهم فأعطاه رغيفين من الشعير
فاخذهما وتوجه الى الجبل , وكان في دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول فلحق العابد, ونبح عليه
وتعلق بأذياله, فألقى العابد إليه رغيفاً من ذينك
الرغيفين ليشتغل به عنه, فأكل الكلب ذلك الرغيف
ولحق بالعابد مرة أخرى وأخذ بالنباح والهرير,
فألقى فألقى إليه العابد الرغيف الآخر فأكله ولحقه
تارة ثالثة واشتد هريره وتشبث بذيل العابد ومزقه,
فقال العابد:سبحان الله أني لم أر كلباً أقل حياءاً منك
إن صاحبك لم يعطني إلا رغيفين وقد أخذتهما مني,
ماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي؟ فأنطق الله تعالى
الكلب ,فقال: لست أنا قليل الحياء, اعلم إني ربيت
في دار ذلك النصراني أحرس غنمه وأحفظ داره
وأقنع بما يدفع إلي من خبز أو عظام وربما نسيني
فأبقى أياماً لا آكل شيئاً بل ربما تمضي ايام لايجد هو
لنفسه شيئاً ولا لي, ومع ذلك لم أفارق داره منذ
عرفت نفسي ولا توجهت الى باب غيره, بل كان
دأبي أنه إن حصل شيء شكرت ْ وإلا صبرتْ ,
وأما انت فبانقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة لم يكن
صبر ولا كان لك تحمل حتى توجهت من باب رزاق
العباد إلى باب نصراني وطويت كشحك عن الحبيب
وصالحت عدوهُ المريب, فقل أيُنا أقل حياء أنا أم أنت ؟
من يعمل سوءاُ فإن جزاءه الإساءة
ومن المروءة أن تحسن لمن أساء
كشكول البهائي
تعليق