إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

واقعة الغدير في التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واقعة الغدير في التاريخ






    غدير خُم هو مكان يقع في منتصف المسافة بين مكة المكرمة و المدينة المنورة. و قد سمي المكان بالغدير لوجود المياه فيه. اِشتُهِر هذا المكان في التاريخ الإسلامي بسبب حادثة مهمة جداً حصلت هناك بعد رجوع النبي محمد (ص) من حِجة الوداع.
    لما وصل النبي محمد (ص) في 18 ذو الحِجة إلى غدير خُم في السنة العاشرة للهجرة في طريق رجوعه من آخر حِجة له نزلت هذه الآية من سورة المائدة الآية 67:
    يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
    عندها حط النبي محمد (ص) رحاله في هذا الموضع ليبلغ الناس و لاسيما الراجعين من الحج و من كان معه بلاغاً مهماً خاصة وأن ذلك المكان يقع على تقاطع الطرق. و هناك شُيد للنبي محمد (ص) منبر من أغصان كما أمر بإرجاع المسلمين الذين مروا من المكان و بانتظار المسلمين القادمين. و هكذا تجمع في غدير خُم ما يُقارب ١٠٠٠٠٠ مسلم امتثالاً لأمر النبي محمد (ص). بعد صلاة الظهر جلس النبي محمد (ص) على المنبر و خطب في الناس آخر خُطبة عامة له قبل وفاته بعد ثلاثة أشهر.
    ذروة الخُطبة كانت لما أمسك يد الإمام علي (ع) و سأل أصحابه: ألست أولى بكل امرئ من نفسه ؟ فقالوا: اللهم بلى.
    فقال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه يقولها ثلاث مرات اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار.....
    و ما لبث أن أنهى النبي محمد (ص) خُطبته حتى نزلت عليه من سورة المائدة في الآية ٣:
    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
    بعد انتهاء بلاغ النبي محمد (ص) إلى الناس الذي أمره الله سبحانه و تعالى به و بعد الذي كان تكملة للدين الإسلامي يدليل الآية المباركة طلب النبي محمد (ص) من الكل أن يبايعوا الإمام علي (ع) على إمامته و ولايته على المسلمين كافة و تهنئته على ذلك. وممن هنأه في مقدم الصحابة أبو بكر وعمر ابن الخطاب الذي قال له : بخ بخ يا علي، أصبحت مولاي و مولى كل مسلم.او في رواية أُخرى قال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت‏ و أمسيت‏ مولى كل مؤمن و مؤمنة .
    هذه الحادثة متفق عليها عند المسلمين بكل مذاهبهم بما فيهم علماء المسلمين السنة قديماً و حديثاُ كالشيخ سليم البشري شيخ الأزهر السابق كما ورد عنه في كتاب المراجعات. و لذلك يكون جُحفاً و جهلاً كبيراً أن يعتبر الإنسان أن هذه حادثة أو رواية شيعية فقط حيث أن مصادر المسلمين السنة التي تروي ذلك باختصار أو بالتفصيل كثيرة جداً. إن حادثة الغدير رُوِيت من 110 صحابي من صحابة النبي محمد (ص) و 84 من أتباع الصحابة و عدة مئات من علماء المسلمين في جميع أنحاء العالم.
    حسب بعض الروايات تدل على أن النبي محمد (ص) بقي في غدير خُم ثلاثة أيام.
    و فيما يلي نبذة قليلة عن بعض المصادر التي تروي حادثة الغدير:

    الحكيم النيسبوري: المُستدرك على الصحيحين، بيروت، الجزء الثالث، الصفحة 109 - 110 و 133 و 148 و533
    سنن الترمذي، القاهرة، الجزء الخامس، الصفحة 633
    سنن ابن ماجة، القاهرة، ١٩٥٢، الجزء الأول، الصفحة 45
    السيوطي: الدر المنثور، الجزء الثاني، الصفحة ٢٥٩ و ٢٩٨
    الراضي: التفسير الكبير، بيروت ١٩٨١، الجزء الحادي عشر، الصفحة 53
    ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، بيروت، الجزء الثاني، الصفحة 14
    ابن الأثير: أُسد الغابة في معرفة الصحابة، القاهرة، الجزء الثالث، الصفحة 92
    ابن كثير: البداية و النهاية، القاهرة 1932، الجزء السابع، الصفحة 430 و الجزء الخامس، الصفحة 213
    مسند أحمد ابن حنبل، الجزء الأول الصفحة 119
    مع أن عدد كبير من علماء المسلمين السنة في كل العصور و الاتجاهات الفكرية يعترفون بما حدث في غدير خُم و ما قاله النبي محمد (ص) هناك فإنهم يصعب عليهم تبرير ما حدث بعد وفاة النبي محمد (ص) فيلجأ البعض إلى تفسير كلمة مولى أو ولي على أنها تدل فقط على صداقة حميمة بين الإمام علي (ع) و بين النبي محمد (ص) و المسلمين.
    بينما يرى المسلمون الشيعة ذروة كثير من الأحاديث و العديد من الآيات التي تنص على أن علي ابن أبي طالب (ع) هو ولي أمر المسلمين و إمامهم بعد وفاة النبي محمد (ص). و نظراً لأهمية حادثة الغدير في الحفاظ على وجود الدين الإسلامي الحنيف و حفظه من الانحراف و التغيير ويعتبر المسلمون الشيعة يوم الغدير في ١٨ ذي الحجة عيداً كبيراً للإسلام و المسلمين.
    كما أنه يمكن القول أن كل الخلافات بين المسلمين الشيعة و المسلمين السنة يمكن إرجاعها إلى موقف الطرفين من شخص الإمام علي (ع).
    السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي تناول هذا الموضوع بالتفصيل في كتابه المراجعات لا سيما المراجعة 54 (شذرة من شُذور الغدير).
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    نشكر الاخ العزيز عارف الحق على حضوره المتميز والفاعل
    امنياتنا لك بالتوفيق والصحة

    تعليق

    يعمل...
    X