كل انسان سوي يحب أن ينعت بانه صاحب صفات حميدة وأخلاق حسنة ، ولكن هل يستطيع كل انسان أن يجمع كل تلك الصفات ؟
في اعتقادي بأن هذا الأمر صعب جدا ولكنه ليس مستحيلاً ، والا لَما رغّب فيه القرآن وحثّ عليه " الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ "[الزمر/18]
ولَما دعا اليه النبي(صلى الله عليه وآله) بقوله : " ألا اخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤن أكنافاً ... " [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 66 / ص 307)]
فمن حاز على حسن الخلق فاز في الدنيا بحب الناس وحسن السيرة ، وسعد في الآخرة بالنعيم والمنزلة الكبيرة .
وفي المقابل فان الآخلاق السيئة تجلب لصاحبها الهم والغم في الدنيا والشقاء والعذاب في الآخرة ، فكم من أناس كانوا مشهورين ظاهراً بالتدين ، ولكن خصلة واحدة ربما تكون في أخلاق أحدهم تظهر في يومٍ ما تفسد أعماله كما يفسد الخل العسل .
وللأسف الشديد فان بعض الناس قد يكون في الظاهر لطيفاً مع الناس ، طيّباً في تعامله معهم ، ولكنه سيء الخلق مع أهله وعياله ، ولا يُكشف ذلك الا من خلال فلتات اللسان عندما نرى بعض هؤلاء يتحدث عن أموره العائلية فنلاحظه قد جعل من نفسه حاكما متكبراً ، وسلطانا متجبرا على أفراد أسرته يسومهم سوء العذاب ويذيقهم ألوان العقاب ، فلا يقيم وزنا للولد الكبير ، وليس عنده رحمة على طفله الصغير ، وليس له هم الا فرض كلمته ، وإمضاء سطوته ، فأين هؤلاء من قول النبي(صلى الله عليه وآله) : " خيركم خيركم لاأهله وأنا خيركم لأهلي "[وسائل الشيعة - الحر العاملي - (ج 20 / ص 171) ]
ولنقرا قصة سعد بن معاذ الذي كان واحداً من صحابة النبي(صلى الله عليه وآله) وهو سيد الأوس وزعيمها وكان من أوائل من أسلموا على يدي رسول رسول الله الى المدينة ( يثرب ) مصعب بن عمير ، وله ـ اي سعد ـ مواقف مشرفة في بدر وأحد ، وكان النبي(صلى الله عليه وآله) قد دعا له في بدر ، ودعا لنساءه ونساء المدينة بعد أن جاء بهن سعد الى بيت النبي(صلى الله عليه وآله) للبكاء على حمزة عم النبي(صلى الله عليه وآله) بعد استشهاده في أحد ، وكان كثير الذكر لله تعالى وقراءةً للقرآن ، فعن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ فقال:
" لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا وفيهم جبرئيل عليه السلام يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما يستحق صلاتكم عليه؟ فقال: بقراء ته قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا "[الكافي الكليني - (ج 2 / ص 623)]
ومع هذا كله فان هذا الصحابي لم ينجُ من عذاب القبر مع ما له من المنزلة الجليلة ، وهذه قصته :
( عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل له:
إن سعد بن معاذ قد مات فقام رسول الله وقام اصحابه فحمل فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب فلما أنحنط وكفن وحمل على سريره، تبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى لحده وسوى عليه اللبن، وجعل يقول: ناولني حجرا، ناولني ترابا رطبا ، يسد به ما بين اللبن. فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" إني لاعلم أنه سبيلى ويصل إليه البلى، ولكن الله عزوجل يحب عبداً إذا عمل عملا فأحكمه "
فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب: هنيئا لك الجنة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" يا أم سعد مه ! لا تجزمي على ربك، فان سعدا قد أصابته ضمة "
قال: فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجع الناس فقالوا: يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء ! فقال (صلى الله عليه وآله):
" إن الملائكة كانت بلا حذاء ولا رداء، فتأسيت بها "
قالوا: وكيف تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة، قال (صلى الله عليه وآله) :
" كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث ما أخذ "
فقالوا: أمرت بغسله وصليت على جنازته، ولحدته، ثم قلت: إن سعدا اصابته ضمة، فقال (صلى الله عليه وآله) :
" نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء " )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 70 / ص 298)
فأقول ما حالنا نحن الذين لا نملك اي رصيد من الثواب ، بل إن صحائفنا مملؤة بالمعاصي ، وظهورنا مثقلة بالذنوب ؟!!
فليس لنا الا اصلاح أمورنا واستغفار ربنا واللجوء اليه سبحانه وطلب العفو منه والتوسل اليه بالنبي(صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين بأن يعيننا على أمور ديننا ودنيانا .
في اعتقادي بأن هذا الأمر صعب جدا ولكنه ليس مستحيلاً ، والا لَما رغّب فيه القرآن وحثّ عليه " الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ "[الزمر/18]
ولَما دعا اليه النبي(صلى الله عليه وآله) بقوله : " ألا اخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلاقا ، الموطؤن أكنافاً ... " [بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 66 / ص 307)]
فمن حاز على حسن الخلق فاز في الدنيا بحب الناس وحسن السيرة ، وسعد في الآخرة بالنعيم والمنزلة الكبيرة .
وفي المقابل فان الآخلاق السيئة تجلب لصاحبها الهم والغم في الدنيا والشقاء والعذاب في الآخرة ، فكم من أناس كانوا مشهورين ظاهراً بالتدين ، ولكن خصلة واحدة ربما تكون في أخلاق أحدهم تظهر في يومٍ ما تفسد أعماله كما يفسد الخل العسل .
وللأسف الشديد فان بعض الناس قد يكون في الظاهر لطيفاً مع الناس ، طيّباً في تعامله معهم ، ولكنه سيء الخلق مع أهله وعياله ، ولا يُكشف ذلك الا من خلال فلتات اللسان عندما نرى بعض هؤلاء يتحدث عن أموره العائلية فنلاحظه قد جعل من نفسه حاكما متكبراً ، وسلطانا متجبرا على أفراد أسرته يسومهم سوء العذاب ويذيقهم ألوان العقاب ، فلا يقيم وزنا للولد الكبير ، وليس عنده رحمة على طفله الصغير ، وليس له هم الا فرض كلمته ، وإمضاء سطوته ، فأين هؤلاء من قول النبي(صلى الله عليه وآله) : " خيركم خيركم لاأهله وأنا خيركم لأهلي "[وسائل الشيعة - الحر العاملي - (ج 20 / ص 171) ]
ولنقرا قصة سعد بن معاذ الذي كان واحداً من صحابة النبي(صلى الله عليه وآله) وهو سيد الأوس وزعيمها وكان من أوائل من أسلموا على يدي رسول رسول الله الى المدينة ( يثرب ) مصعب بن عمير ، وله ـ اي سعد ـ مواقف مشرفة في بدر وأحد ، وكان النبي(صلى الله عليه وآله) قد دعا له في بدر ، ودعا لنساءه ونساء المدينة بعد أن جاء بهن سعد الى بيت النبي(صلى الله عليه وآله) للبكاء على حمزة عم النبي(صلى الله عليه وآله) بعد استشهاده في أحد ، وكان كثير الذكر لله تعالى وقراءةً للقرآن ، فعن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ فقال:
" لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا وفيهم جبرئيل عليه السلام يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما يستحق صلاتكم عليه؟ فقال: بقراء ته قل هو الله أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا "[الكافي الكليني - (ج 2 / ص 623)]
ومع هذا كله فان هذا الصحابي لم ينجُ من عذاب القبر مع ما له من المنزلة الجليلة ، وهذه قصته :
( عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل له:
إن سعد بن معاذ قد مات فقام رسول الله وقام اصحابه فحمل فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب فلما أنحنط وكفن وحمل على سريره، تبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى لحده وسوى عليه اللبن، وجعل يقول: ناولني حجرا، ناولني ترابا رطبا ، يسد به ما بين اللبن. فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" إني لاعلم أنه سبيلى ويصل إليه البلى، ولكن الله عزوجل يحب عبداً إذا عمل عملا فأحكمه "
فلما أن سوى التربة عليه قالت أم سعد من جانب: هنيئا لك الجنة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
" يا أم سعد مه ! لا تجزمي على ربك، فان سعدا قد أصابته ضمة "
قال: فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجع الناس فقالوا: يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء ! فقال (صلى الله عليه وآله):
" إن الملائكة كانت بلا حذاء ولا رداء، فتأسيت بها "
قالوا: وكيف تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة، قال (صلى الله عليه وآله) :
" كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث ما أخذ "
فقالوا: أمرت بغسله وصليت على جنازته، ولحدته، ثم قلت: إن سعدا اصابته ضمة، فقال (صلى الله عليه وآله) :
" نعم إنه كان في خلقه مع أهله سوء " )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 70 / ص 298)
فأقول ما حالنا نحن الذين لا نملك اي رصيد من الثواب ، بل إن صحائفنا مملؤة بالمعاصي ، وظهورنا مثقلة بالذنوب ؟!!
فليس لنا الا اصلاح أمورنا واستغفار ربنا واللجوء اليه سبحانه وطلب العفو منه والتوسل اليه بالنبي(صلى الله عليه وآله) وآله الطاهرين بأن يعيننا على أمور ديننا ودنيانا .
تعليق