في حديث الامام الصادق(عليه السلام): إنّ داود(عليه السلام قد) خرج من جاء المدينة وهو يقرأ (الزبور)، وما من جبل أو حجراً وطير أو حيوان وحشي إلاّ ويقرأ معه، وهو مستمر في طريقه حتى وصل الى جبل، يعيش على قمته نبي عابد اسمه
(حزقيل)، أدرك مجيء داود عندما سمع ترتيل الجبال والطيور والوحوش، وعندما سأل داود النبيَّ: هل تأذن لي بالصعود إليك؟ فأجابَهُ النبي العابد: لا، فبكى داود، فأوحى الله الى (حزقيل) بأن لا يوبّخ داود، وأن يطلب من الله تعالى حسن العاقبة، فقام حزقبل وأخذ بيد داود وجاء به الى محله.
فسأله داود: هل عزمت على الذنب يوماً؟
فاجاب: لا.
ثم سأل: هل حصل عندك الغرور والعجب لكثرة عبادتك؟
أجابه: لا، ثم سأله: هل رغبت في الدنيا وهل أحببت شهواتها ولذاتها؟
أجاب: نعم، نعم قد يخطر هذا في قلبي.
فسأله: ماذا تفعل آنذاك؟ أجاب: أدخل في هذا الوادي واعتبر بالذي فيه.
فدخل داود الوادي، فرأى أريكة من حديد وعليها جمجمة متآكلة وعظاماً
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - يقول البعض انها مشتقة من الاصل الفارسي أي (بوارد شير) او (دهار دشير) وهي احدى المدائن السبعة التي كانت تقع غرب نهر دجلة (معجم البلدان الجزء 1 الصفحة 515).
2 - بحار الانوار الجزء 68 الصفحة 327.
[171]
رميمة ولوحة مكتوبة، فعرف داود: أن ذلك يتعلق بملك مقتدر حكم سنينَ طويلة وبنى مدناً كثيرة. وقد بلغ به الأمر الى ما تراه ... (1).
* * *
آخر الحديث حول التاريخ المعلِّم:
إنَّ ما ذكرناه عن التاريخ كمصدر للمعرفة والعلم مشروط بالمور الآتية:
أولا: أن لا يدرس الانسان التاريخ للتسلية.
ثانياً: أن يدرس العلاقة الحقيقية بين القضايا التاريخية وأعمال الانسان، ولا يحُلل القضايا التاريخية على أساس التبريرات الوهمية كالحظ والصدفة، أو المصير المحتوم أو القضاء والقدر (على التفسير الذي يعتقد به الجاهلون، والذي تُسلب على أساسه قدرة الانسان في الاختيار).
(حزقيل)، أدرك مجيء داود عندما سمع ترتيل الجبال والطيور والوحوش، وعندما سأل داود النبيَّ: هل تأذن لي بالصعود إليك؟ فأجابَهُ النبي العابد: لا، فبكى داود، فأوحى الله الى (حزقيل) بأن لا يوبّخ داود، وأن يطلب من الله تعالى حسن العاقبة، فقام حزقبل وأخذ بيد داود وجاء به الى محله.
فسأله داود: هل عزمت على الذنب يوماً؟
فاجاب: لا.
ثم سأل: هل حصل عندك الغرور والعجب لكثرة عبادتك؟
أجابه: لا، ثم سأله: هل رغبت في الدنيا وهل أحببت شهواتها ولذاتها؟
أجاب: نعم، نعم قد يخطر هذا في قلبي.
فسأله: ماذا تفعل آنذاك؟ أجاب: أدخل في هذا الوادي واعتبر بالذي فيه.
فدخل داود الوادي، فرأى أريكة من حديد وعليها جمجمة متآكلة وعظاماً
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - يقول البعض انها مشتقة من الاصل الفارسي أي (بوارد شير) او (دهار دشير) وهي احدى المدائن السبعة التي كانت تقع غرب نهر دجلة (معجم البلدان الجزء 1 الصفحة 515).
2 - بحار الانوار الجزء 68 الصفحة 327.
[171]
رميمة ولوحة مكتوبة، فعرف داود: أن ذلك يتعلق بملك مقتدر حكم سنينَ طويلة وبنى مدناً كثيرة. وقد بلغ به الأمر الى ما تراه ... (1).
* * *
آخر الحديث حول التاريخ المعلِّم:
إنَّ ما ذكرناه عن التاريخ كمصدر للمعرفة والعلم مشروط بالمور الآتية:
أولا: أن لا يدرس الانسان التاريخ للتسلية.
ثانياً: أن يدرس العلاقة الحقيقية بين القضايا التاريخية وأعمال الانسان، ولا يحُلل القضايا التاريخية على أساس التبريرات الوهمية كالحظ والصدفة، أو المصير المحتوم أو القضاء والقدر (على التفسير الذي يعتقد به الجاهلون، والذي تُسلب على أساسه قدرة الانسان في الاختيار).
تعليق