إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسرار صلاة الآيات في الخسوف والكسوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسرار صلاة الآيات في الخسوف والكسوف

    أسرار صلاة الآيات في الخسوف والكسوف
    إن من الأنوار ما هي محسوسة ظاهرية لها أعيان خارجية في الوجود ترى بعين البصر ولها أثرها الخاص في عالم الإمكان , قال تعالى (( هو الذي جعل الشمس ضياءا والقمر نورا )) يونس , كما أن لهذا النور المحسوس خسوفا وكسوفا وشروقا وغروبا ولهذا الشروق والغروب آثار وفوائد .
    أول ما خلق الله تعالى النور الكسائي الذي لأجله خلق الخلق كما نص على ذلك حديث الكساء فالنور الكسائي الذي به يهدي الله تعالى القلوب والعقول إلى الطريق المستقيم ويوضح لنا المنهاج القويم وبه يبزغ نور الفطرة الإنسانية وينير لنا الدرب في السير إلى الله تعالى فنبصر به ببصائرنا حقائق الوجود كما تنير لنا الشمس والقمر الطرق فنسلك الطريق السهل ونتجنب الطريق الوعر.كما أن للنور الكسائي إشراقات على القلوب المنكسرة الخانعة وعلى النفوس كل حسب إستعداده وقابليته ولهذه الأنوار المباركة توهجا وإحتجابا على وعن الخلق وللتوهج الكسائي وإحتجابه أسباب فمتى ما وصل الإنسان إلى المراحل المطلوبة من السير في التكاملات كلما إزدادت الإشراقات النورانية على قلبه , وكلما تراجع عن الكمالات ونزل بنفسه إلى النفس اللوامة إحتجبت عنه هذه الإشراقات وإنكسفت , وإنكسافها نتيجة تعلق قلبه بالماديات فذكر في الحديث الشريف ( لولا أن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات ) فإن هذه القلوب والنفوس إذا إنكسف عنها النور الإلهي أصبحت ساحة لإبليس عليه لعنة الله . إن من لوازم ظهور النورين المحسوس الظاهري والمعنوي آثارا منها البركة والنماء والسعادة وبعكس ذلك أي بإنكساف النور وإحتجابه تظهر الظلمة والحزن والبعد عن الله تعالى .
    إن نور الشمس والقمر مبدأه من الفيض الكسائي المبارك فالنور الإفاضي للشمس والقمر منفتق من نور الكسائية عليهم السلام وكما جاء في الحديث الشريف مرفوعا إلى سلمان الفارسي ره قال كنت جالسا عند النبي(ص) في المسجد إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلم فرد النبي(ص) ورحب به فقال يا رسول الله بما فضل الله علينا أهل البيت علي بن أبي طالب والمعادن واحدة فقال النبي(ص) إذن أخبرك يا عم إن الله خلقني وخلق عليا ولا سماء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا لوح ولا قلم فلما أراد الله عز وجل بدو خلقنا تكلم بكلمة فكانت نورا ثم تكلم كلمة ثانية فكانت روحا فمزج فيما بينهما واعتدلا فخلقني وعليا منهما ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجل من العرش ثم فتق من نور علي نور السماوات فعلي أجل من السماوات ثم فتق من نور الحسن نور الشمس ومن نور الحسين نور القمر فهما أجل من الشمس والقمر.... بحار الأنوار ج : 43 ص : 18
    إن للشمس والقمر كسوفا وخسوفا , فالكسوف هو حالة توسط القمر بين الأرض والشمس فيحجب ضوء الشمس عن بعض الأماكن على الأرض فنفقد بذلك إنارتها وقد يكون كليا أو جزئيا كما إنه يكون كليا في بلد ما وجزئيا في بلد آخر , أما الخسوف فهو توسط الأرض بين الشمس والقمر وقد يكون كليا أو جزئيا , والعلة التي بسببها يحصل الكسوف والخسوف هو كثرة ذنوب العباد فأراد الله تعالى أن ينذرهم بآية من آياته لعلهم يتذكرون كما جاء في الحديث الشريف ,قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(ع) ((إِنَّ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّاسِ مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ الْبَحْرَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ قَدَّرَ مِنْهَا مَجَارِيَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَقَدَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى الْفَلَكِ ثُمَّ وَكَّلَ بِالْفَلَكِ مَلَكاً مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَهُمْ يُدِيرُونَ الْفَلَكَ فَإِذَا أَدَارُوهُ دَارَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ مَعَهُ فَنَزَلَتْ فِي مَنَازِلِهَا الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِيَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا فَإِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُ الْعِبَادِ وَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَهُمْ بِآيَةٍ مِنْ آيَاتِهِ أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يُزِيلَ الْفَلَكَ عَنْ مَجَارِيهِ قَالَ فَيَأْمُرُ الْمَلَكُ السَّبْعِينَ أَلْفَ الْمَلَكِ أَنْ أَزِيلُوا الْفَلَكَ عَنْ مَجَارِيهِ قَالَ فَيُزِيلُونَهُ فَتَصِيرُ الشَّمْسُ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْفَلَكُ فَيَنْطَمِسُ ضَوْؤُهَا وَيَتَغَيَّرُ لَوْنُهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَظِّمَ الْآيَةَ غُمِسَتْ فِي الْبَحْرِ عَلَى مَا يُحِبُّ أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ بِالْآيَةِ قَالَ وَذَلِكَ عِنْدَ إنْكِسَافِ الشَّمْسِ وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ بِالْقَمَرِ...)) من‏لا يحضره‏الفقيه ج : 1 ص : 540
    صَلَاةِ الْكُسُوفِ وَعِلَّتِهَا
    عَنِ الرِّضَا(ع) قَالَ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ لِلْكُسُوفِ صَلَاةٌ لِأَنَّهُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُدْرَى أَلِرَحْمَةٍ ظَهَرَتْ أَمْ لِعَذَابٍ فَأَحَبَّ النَّبِيُّ(ص) أَنْ تَفْزَعَ أُمَّتُهُ إِلَى خَالِقِهَا وَرَاحِمِهَا عِنْدَ ذَلِكَ لِيَصْرِفَ عَنْهُمْ شَرَّهَا وَيَقِيَهُمْ مَكْرُوهَهَا كَمَا صَرَفَ عَنْ قَوْمِ يُونُسَ(ع) حِينَ تَضَرَّعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ عَشْرَ رَكَعَاتٍ لِأَنَّ أَصْلَ الصَّلَاةِ الَّتِي نَزَلَ فَرْضُهَا مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلًا فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ إِنَّمَا هِيَ عَشْرُ رَكَعَاتٍ فَجُمِعَتْ تِلْكَ الرَّكَعَاتُ هَاهُنَا وَإِنَّمَا جُعِلَ فِيهَا السُّجُودُ لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ صَلَاةٌ فِيهَا رُكُوعٌ إِلَّا وَفِيهَا سُجُودٌ وَلِأَنْ يَخْتِمُوا صَلَاتَهُمْ أَيْضاً بِالسُّجُودِ وَالْخُضُوعِ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ لِأَنَّ كُلَّ صَلَاةٍ نَقَصَ سُجُودُهَا مِنْ أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ لَا تَكُونُ صَلَاةً لِأَنَّ أَقَلَّ الْفَرْضِ مِنَ السُّجُودِ فِي الصَّلَاةِ لَا يَكُونُ إِلَّا أَرْبَعَ سَجَدَاتٍ وَإِنَّمَا لَمْ يُجْعَلْ بَدَلَ الرُّكُوعِ سُجُودٌ لِأَنَّ الصَّلَاةَ قَائِماً أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ قَاعِداً وَلِأَنَّ الْقَائِمَ يَرَى الْكُسُوفَ وَالْأَعْلَى وَالسَّاجِدَ لَا يَرَى وَإِنَّمَا غُيِّرَتْ عَنْ أَصْلِ الصَّلَاةِ الَّتِي افْتَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَنَّهُ تُصَلَّى لِعِلَّةِ تَغَيُّرِ أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ وَهُوَ الْكُسُوفُ فَلَمَّا تَغَيَّرَتِ الْعِلَّةُ تَغَيَّرَ الْمَعْلُولُ. من‏لا يحضره‏الفقيه ج : 1 ص : 542
    إن العلة الغائية من فرض صلاة الكسوف والخسوف لم يتطرق لها الحديث الشريف وعلتها تكمن في أن للشمس والقمر نور ظاهري للأعيان الثابتة ونور إفاضي والذي تكون إفاضته من النور الكسائي كما ورد في الحديث السابق , فالخسوف والكسوف يشمل النورين الظاهري والمعنوي , إن إحتجاب الشمس أو القمر عن نظر الإنسان يمنع من الإستفادة من النور الظاهري لهما والذي تعتمد الحياة على نورهما وتستمد النباتات الطاقة من الشمس في عملية التركيب الضوئي الضرورية لإستمرار الحياة , أما في إحتجاب النور الإفاضي ( الذي أصل مبدأه النور الكسائي ) للشمس والقمر فسببه ظهور الفساد في البر والبحر من قبل الإنسان فكان المنع من قبل الإنسان وليس من قبل النور الإفاضي فلعدم إستعداد النفوس الإنسانية لتلقي النور الإفاضي للشمس والقمر والذي مبدأه النور الكسائي يحتجب ذلك النور لأجل إنذار الناس وتحذيرهم من عاقبة الخروج عن خط السماء .وهذه الفترة من الوقت يخلو الإنسان من إفاضة هذين النورين فسن الرسول الكريم هذه الصلاة لتعويض النقص الحاصل لدى الإنسان في الإفاضة وحتى تكون هذه الصلاة صلة للإنسان مع الله تعالى في هذه الفترة التي ينذر الله تعالى فيها خلقه ويحذرهم من غضبه وسخطه

  • #2
    موضوع قيم وكلام روائي مفيد
    بارك الله فيكِ اختنا فاطمة على هذا الطرح الرائع والسديد


    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد

    تعليق

    يعمل...
    X