منقول من الموسوعة القرآنية ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني ) الجزء الثاني
الخضر (ع) يعلم اصحاب القائم كيفية السير مع قائدهم
ان لسورة الكهف علاقة بالإمام المهدي (عليه السلام) كما أشارت الروايات والأخبار وأيضاً دلت عليها الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
فقد ورد في الصلاة على محمد وآل محمد : (اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين )( ).
فانه من الواضح ان آل محمد هم الكهف ، فكما ان موقع سورة الكهف في وسط القران من حيث الترتيب كذلك مكان الإمام المهدي (عليه السلام) وسط الأئمة (عليهم السلام) الذين هم عدل القران والثقل الثاني الذي أوصى به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
فقد ورد في حديث المعراج عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عندما رأى أهل بيته قال : (في وسطهم المهدي يضيء كانه كوكب دري )( ) .
كما قد ذكر في بداية سورة الكهف : {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ان لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }( ) .
وفي ذلك إشارة إلى قيام الإمام (عليه السلام) وحربه ضد الظلم والظالمين حيث ان حربه حرب (لدنية) أي انه يمثل الله في الأرض والحرب ستكون من قبل أعداء دعوة الإمام (عليه السلام) ضد الله سبحانه وتعالى .
كما وردت الأمور اللدنية في مواقع أخرى .
فقوله تعالى : {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }( ) .
أو قوله تعالى : { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَان تَقِيّاً }( ) .
فان هناك أمور لدنية أي من الله مباشرة وبدون واسطة ، وهذه الحرب اللدنية لم تكن مع الانبياء والأوصياء وكذلك حروب النبي والإمام علي (عليه السلام) ليست حروباً لدنية .
قال تعالى : { فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }( ).
فمعنى العبودية لله سبحانه وتعالى هي المعرفة بحسب درجاتها للمولى سبحانه وتعالى فلا تكون عبادة إلا بمعرفة كما ورد في تفسير قوله تعالى :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }( ) .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (ليعرفون ) فلا يصل الانسان إلى ساحة رحمته تعالى إلا بالعبودية ولا تكون عبودية إلا بالمعرفة وهذا ما تشير إليه الآية ، والرحمة المقصودة هم محمد وآل محمد بدليل قوله تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) .
أما اسم الخضر (عليه السلام) فمأخوذ من اللون الأخضر والذي مأخوذ بدوره من نور آل محمد ومنه نور جبرائيل كذلك .
{وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } : ومعناه العلم اللدني والمقصود منه العلم من الله من دون واسطة كما يكون مع الكثير من الانبياء ، حيث ان علمهم يكون بواسطة الوحي والملائكة ، فعلم سيدنا الخضر (عليه السلام) علم لدني ، فهو يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها ، وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جل وعلا .
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى ان تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً }( ) : وهو ان نبي الله موسى (عليه السلام) طلب التعلم على يد الخضر (عليه السلام) .
ولما كان الخضر وزيراً للإمام المهدي (عليه السلام) في زمن الغيبة فان أصحاب المهدي سوف يتعلمون على يدي الخضر (عليه السلام) .
ولهم بذلك سنة من نبي الله موسى (عليه السلام) وذلك لأسباب كثيرة أهمها ان الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بتأويل القران ويتعامل بباطن الأشياء وحقائقها الملكوتية فلا بد ان يتوفر في أصحابه تلك المعرفة وهي العلم بالتأويل ومعرفة حقائق الأشياء الملكوتية ، وان كانت تلك المعرفة بدرجات متفاوتة كل حسب إستعداده واندفاعه للتعلم والتحصيل لنصرة الإمام (عليه السلام) .
ومن أهم ما يقوم به الخضر (عليه السلام) في طور التعليم والمعرفة والإعداد هو ان يعلمهم الصبر والطاعة والتسليم وعدم تكرار الخطأ ومعرفة ان أفعال الإمام كلها من الله وإلى الله .
فنبدأ بتوفيق الله تعالى بالصفة الأولى التي يجب توفرها في أصحاب الإمام (عليه السلام) :
1- الصبر :
قال تعالى حكاية عن موسى : { قَالَ سَتَجِدُنِي ان شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أمراً }( ) .
فقد قال ذلك موسى بعد ان بين له الخضر (عليه السلام) ضرورة ان يتحلى بالصبر ان أراد ان يسير معه ، وهذا مما يجب توفره في أصحاب الإمام (عليه السلام) لأجل مسيرتهم معه (عليه السلام) فالإمام سيد الخضر وان علم الخضر من علم آل محمد كالقطرة في البحر المحيط كما ورد في الأخبار، فلا بد ان توجد هذه الصفة في أصحاب الإمام (عليه السلام) لحدوث بعض الأمور عند قيام الإمام لا يمكن تحملها إلا ممن محصوا واعتادوا على الصبر .
فقد ورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (إذا ظهر القائم (عليه السلام) براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً فيقول أصحابه : انه يريد ان يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف , فيأكلون ويشربون هم ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ) ( ) .
كما هو واضح يظهر ان بعض أصحاب الإمام لا يصبرون على هذا الأمر فيظهر منهم الضجر والانزعاج ، وهذا موقف من الكثير من المواقف التي أشارت إليها الروايات التي تبين ان بعض أصحاب المهدي (عليه السلام) لا يقتنعون ببعض الأفعال التي تكون غريبة عليهم كما كانت غريبة على نبي الله موسى (عليه السلام) .
2- الطاعة :
قال تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام) في نفس الآية المتقدمة : {قَالَ سَتَجِدُنِي ان شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أمراً } .
فلا بد من توفر هذه الصفة أيضاً في أصحاب الإمام فانهم ان لم يكونوا مطيعين فان قضية الإمام سوف تتعثر لا سامح الله ولا يمكن سير خطة الإمام وتنفيذها على الشكل المطلوب .
فقد ورد في صفتهم في الرواية الشريفة عن الصادق (عليه السلام) قال في رواية طويلة : (... رهبان في الليل ليوث بالنهار هم أطوع له من الأمة لسيدها ...)( ) .
وقد ورد : ( ان راية المهدي مكتوب فيها اسمعوا وأطيعوا ) ( ).
3- التسليم والانقياد للإمام (عليه السلام) :
قال تعالى حكاية عن الخضر (عليه السلام) : {قَالَ فَان اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أحدثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }( ) .
فلا بد من ان تتوفر فيهم هذه الصفة وهي التسليم لأمر الإمام والانقياد له في كل الأحوال والظروف وعدم الاعتراض على تلك القرارات فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
( يقتل القائم حتى يبلغ السوق قال فيقول له رجل من ولد أبيه : انك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أو بماذا ...) ( ) .
والذي يظهر من هذه الرواية ان أقرب الناس من الإمام (عليه السلام) يعترض عليه فما بالك بالباقين .
4- عدم تكرار الخطأ :
لقد فارق الخضر موسى (عليه السلام) عندما خالفه لثلاث مرات قال تعالى حكاية عنه : { قال هذا فراق بيني وبينك … } .
فان الإمام لا يسمح بارتكاب الخطأ من قبل أصحابه مهما كانت درجة قربهم منه ، فهو يتركهم مرة ومرتين ولكن لا يتركهم في المرة الثالثة ، وكل ذلك بشرط ان يكون الخطأ غير متعمد وإلا فانه لا يسمح به مطلقاً إذا كان متعمداً .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهى إذ قال : أديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا يبق في الخافقين شيء إلا خافه ) ( ).
5- معرفة ان أمر الإمام من أمر الله :
فتصرفات الإمام وأفعاله لدنية من الله سبحانه وتعالى ولا يفعل ذلك عن أمره ، فأفعاله ليست من نسيج العقل ، كما هو المتعارف ، بل هي أفعال لدنية من المولى سبحانه وتعالى ، فلو علم وأيقن أصحاب الإمام من ذلك لأمكنهم تحمل أفعاله وعدم الشك به .
فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) قال : ( كاني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه واني لأعرف الكلام الذي يتكلم به ) ( ) .
وهذه هي أهم الأمور التي يجب توفرها في أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك من خلال تأويل قصة موسى والخضر(عليهما السلام) التي وردت في سورة الكهف .
الخضر (ع) يعلم اصحاب القائم كيفية السير مع قائدهم
ان لسورة الكهف علاقة بالإمام المهدي (عليه السلام) كما أشارت الروايات والأخبار وأيضاً دلت عليها الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
فقد ورد في الصلاة على محمد وآل محمد : (اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين )( ).
فانه من الواضح ان آل محمد هم الكهف ، فكما ان موقع سورة الكهف في وسط القران من حيث الترتيب كذلك مكان الإمام المهدي (عليه السلام) وسط الأئمة (عليهم السلام) الذين هم عدل القران والثقل الثاني الذي أوصى به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
فقد ورد في حديث المعراج عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عندما رأى أهل بيته قال : (في وسطهم المهدي يضيء كانه كوكب دري )( ) .
كما قد ذكر في بداية سورة الكهف : {قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ان لَهُمْ أَجْراً حَسَناً }( ) .
وفي ذلك إشارة إلى قيام الإمام (عليه السلام) وحربه ضد الظلم والظالمين حيث ان حربه حرب (لدنية) أي انه يمثل الله في الأرض والحرب ستكون من قبل أعداء دعوة الإمام (عليه السلام) ضد الله سبحانه وتعالى .
كما وردت الأمور اللدنية في مواقع أخرى .
فقوله تعالى : {وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }( ) .
أو قوله تعالى : { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَان تَقِيّاً }( ) .
فان هناك أمور لدنية أي من الله مباشرة وبدون واسطة ، وهذه الحرب اللدنية لم تكن مع الانبياء والأوصياء وكذلك حروب النبي والإمام علي (عليه السلام) ليست حروباً لدنية .
قال تعالى : { فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً }( ).
فمعنى العبودية لله سبحانه وتعالى هي المعرفة بحسب درجاتها للمولى سبحانه وتعالى فلا تكون عبادة إلا بمعرفة كما ورد في تفسير قوله تعالى :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالانسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }( ) .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (ليعرفون ) فلا يصل الانسان إلى ساحة رحمته تعالى إلا بالعبودية ولا تكون عبودية إلا بالمعرفة وهذا ما تشير إليه الآية ، والرحمة المقصودة هم محمد وآل محمد بدليل قوله تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) .
أما اسم الخضر (عليه السلام) فمأخوذ من اللون الأخضر والذي مأخوذ بدوره من نور آل محمد ومنه نور جبرائيل كذلك .
{وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } : ومعناه العلم اللدني والمقصود منه العلم من الله من دون واسطة كما يكون مع الكثير من الانبياء ، حيث ان علمهم يكون بواسطة الوحي والملائكة ، فعلم سيدنا الخضر (عليه السلام) علم لدني ، فهو يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها ، وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جل وعلا .
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى ان تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً }( ) : وهو ان نبي الله موسى (عليه السلام) طلب التعلم على يد الخضر (عليه السلام) .
ولما كان الخضر وزيراً للإمام المهدي (عليه السلام) في زمن الغيبة فان أصحاب المهدي سوف يتعلمون على يدي الخضر (عليه السلام) .
ولهم بذلك سنة من نبي الله موسى (عليه السلام) وذلك لأسباب كثيرة أهمها ان الإمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بتأويل القران ويتعامل بباطن الأشياء وحقائقها الملكوتية فلا بد ان يتوفر في أصحابه تلك المعرفة وهي العلم بالتأويل ومعرفة حقائق الأشياء الملكوتية ، وان كانت تلك المعرفة بدرجات متفاوتة كل حسب إستعداده واندفاعه للتعلم والتحصيل لنصرة الإمام (عليه السلام) .
ومن أهم ما يقوم به الخضر (عليه السلام) في طور التعليم والمعرفة والإعداد هو ان يعلمهم الصبر والطاعة والتسليم وعدم تكرار الخطأ ومعرفة ان أفعال الإمام كلها من الله وإلى الله .
فنبدأ بتوفيق الله تعالى بالصفة الأولى التي يجب توفرها في أصحاب الإمام (عليه السلام) :
1- الصبر :
قال تعالى حكاية عن موسى : { قَالَ سَتَجِدُنِي ان شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أمراً }( ) .
فقد قال ذلك موسى بعد ان بين له الخضر (عليه السلام) ضرورة ان يتحلى بالصبر ان أراد ان يسير معه ، وهذا مما يجب توفره في أصحاب الإمام (عليه السلام) لأجل مسيرتهم معه (عليه السلام) فالإمام سيد الخضر وان علم الخضر من علم آل محمد كالقطرة في البحر المحيط كما ورد في الأخبار، فلا بد ان توجد هذه الصفة في أصحاب الإمام (عليه السلام) لحدوث بعض الأمور عند قيام الإمام لا يمكن تحملها إلا ممن محصوا واعتادوا على الصبر .
فقد ورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (إذا ظهر القائم (عليه السلام) براية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً فيقول أصحابه : انه يريد ان يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف , فيأكلون ويشربون هم ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة ) ( ) .
كما هو واضح يظهر ان بعض أصحاب الإمام لا يصبرون على هذا الأمر فيظهر منهم الضجر والانزعاج ، وهذا موقف من الكثير من المواقف التي أشارت إليها الروايات التي تبين ان بعض أصحاب المهدي (عليه السلام) لا يقتنعون ببعض الأفعال التي تكون غريبة عليهم كما كانت غريبة على نبي الله موسى (عليه السلام) .
2- الطاعة :
قال تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام) في نفس الآية المتقدمة : {قَالَ سَتَجِدُنِي ان شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أمراً } .
فلا بد من توفر هذه الصفة أيضاً في أصحاب الإمام فانهم ان لم يكونوا مطيعين فان قضية الإمام سوف تتعثر لا سامح الله ولا يمكن سير خطة الإمام وتنفيذها على الشكل المطلوب .
فقد ورد في صفتهم في الرواية الشريفة عن الصادق (عليه السلام) قال في رواية طويلة : (... رهبان في الليل ليوث بالنهار هم أطوع له من الأمة لسيدها ...)( ) .
وقد ورد : ( ان راية المهدي مكتوب فيها اسمعوا وأطيعوا ) ( ).
3- التسليم والانقياد للإمام (عليه السلام) :
قال تعالى حكاية عن الخضر (عليه السلام) : {قَالَ فَان اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أحدثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً }( ) .
فلا بد من ان تتوفر فيهم هذه الصفة وهي التسليم لأمر الإمام والانقياد له في كل الأحوال والظروف وعدم الاعتراض على تلك القرارات فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
( يقتل القائم حتى يبلغ السوق قال فيقول له رجل من ولد أبيه : انك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أو بماذا ...) ( ) .
والذي يظهر من هذه الرواية ان أقرب الناس من الإمام (عليه السلام) يعترض عليه فما بالك بالباقين .
4- عدم تكرار الخطأ :
لقد فارق الخضر موسى (عليه السلام) عندما خالفه لثلاث مرات قال تعالى حكاية عنه : { قال هذا فراق بيني وبينك … } .
فان الإمام لا يسمح بارتكاب الخطأ من قبل أصحابه مهما كانت درجة قربهم منه ، فهو يتركهم مرة ومرتين ولكن لا يتركهم في المرة الثالثة ، وكل ذلك بشرط ان يكون الخطأ غير متعمد وإلا فانه لا يسمح به مطلقاً إذا كان متعمداً .
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( بينما الرجل على رأس القائم يأمر وينهى إذ قال : أديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا يبق في الخافقين شيء إلا خافه ) ( ).
5- معرفة ان أمر الإمام من أمر الله :
فتصرفات الإمام وأفعاله لدنية من الله سبحانه وتعالى ولا يفعل ذلك عن أمره ، فأفعاله ليست من نسيج العقل ، كما هو المتعارف ، بل هي أفعال لدنية من المولى سبحانه وتعالى ، فلو علم وأيقن أصحاب الإمام من ذلك لأمكنهم تحمل أفعاله وعدم الشك به .
فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) قال : ( كاني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتاباً مختوماً بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه واني لأعرف الكلام الذي يتكلم به ) ( ) .
وهذه هي أهم الأمور التي يجب توفرها في أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك من خلال تأويل قصة موسى والخضر(عليهما السلام) التي وردت في سورة الكهف .