الداء والدواء في علم الإمام الباقر
شدد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في أمر الغضب، وحذر من عواقبه. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة)(1).
وكلما زاد غضب الرجل قل عقله وساء تصرفه وضعفت حيلته وقلت هيبته بين أهله ومجتمعه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه دخل النار. قال الإمام الباقر (عليه السلام) في ذلك:
(إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار)(2).
أما الإمام الباقر فقد حذر من الغضب ووضع له علاجاً فقال (عليه السلام): (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك)(3).
فدواء الغضب الصبر والحلم، فمن صبر على ما يكره ظفر بما يهدف إليه ورجز الشيطان لا دخل له في شؤون المؤمن، فلا يصغي إليه ولا يجعل لهواجسه سبيلاً إليه. قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (إن المؤمن لينض شيطانه كما ينض أحدكم بعيره في السفر)(4).
فالمؤمن يصعب قياده على الشيطان ولا يصغي لوساوسه، اعتصاماً منه بدينه، واستلاماً عليه في ستر يقينه، فشيطانه أبداً متعب مكدود لطول منازعته القياد ومغالته الزمام (5).
فدواء الغضب الإيمان، والمؤمن صبور حليم.
الغيبة والبهتان
قال تعالى في كتابه العزيز: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)(6). فالله عز وجل يطلب إلينا البعد عن النميمة والغيبة لأن كل نمام مذموم عند ربه وفي مجتمعه. قال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم)(7).
وفرق الإمام الباقر (عليه السلام) بين الغيبة والبهتان بقوله: (من الغيبة أن تقول: في أخيك ما ستره الله عليه، فأما الأمر الظاهر منه مثل الجدة والعجلة فلا بأس أن تقوله، وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه)(8).
العجب
قال (عليه السلام): (عجباً للمختال الفخور، إنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به)(9).
ويقول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (ورجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء، وإزاره العظمة) (10).
إن العظمة والكبرياء على حقيقتها صفتان لله عز وجل وتعنيان الكرامة التي يلقيها الله سبحانه على رسله وأنبيائه والقائمين بالقسط من عباده، فيعظمون بها في العيون، وإن كانت هيئاتهم ذميمة. والكبرياء والعظمة يكسوهما الله على عباده الصالحين.
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (أعجب للمتكبر ألا يذكر أنه خرج من مخرج البول مرتين؟). فالإنسان أوله نطفة يخرج من بين الصلب والترائب، وآخره جيفة، (وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به) على حد قول الإمام الباقر (عليه السلام).
الصمت
دعا الإمام (عليه السلام) إلى عدم الخوض فيما لا يكسب فيه الإنسان فائدة أو يجني خيراً. قال (عليه السلام): (إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر، فينبغي للمؤمن أن يختم لسانه كما يختم على ذهبه وفضته، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (رحم الله مؤمناً أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه) (لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه)(11). اللسان ترجمان العقل وميزان الكلام منه يخرج الخير ومنه يخرج الشر ويعود ذلك على قدرة صاحبه في التحكم بأقواله وأفعاله فيكون لسانه رهن إرادته وتكون كلماته ملك يده. قال أحد الحكماء: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني وإن لم أتكلم بها ملكتها. وقال أحد الحكماء: ليت لي عنقاً كعنق الحمل حتى إذا تكلمت بالكلمة هضمتها قبل النطق بها.
وقال أمير المؤمنين: لسان العاقل وراء قلبه ولسان الأحمق أمام قلبه. فالعاقل يفكر مليّاً بالكلمة قبل النطق بها لأنه يعلم جيداً أنه سوف يحاسب عليها أمام الله عز وجل وأمام الناس. وهذه صفات كل مؤمن الذي يمسك لسانه عن كل شر، ويطلقه في كل خير وبذلك يسلم من الذنوب والأخطاء أو على الأقل تقل أخطاؤه وتخف ذنوبه. أما من أفلت للسان العنان وأغفل مراقبة أخطائه فإنه يقع في شرورها.
والصمت محبب في أوقات وغير محبب في أوقات أخرى، محبب عند الإصغاء وأخذ المعلومات المفيدة عن العلماء الفضلاء وكما يتعلم الإنسان فن التكلم والخطابة يتعلم أيضاً فن الإصغاء ومن أحسن الأخذ أحسن العطاء. ولا ريب أن العطاء الجيد في سبيل الله صدقة من الصدقات المباركة .
منقول
شدد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في أمر الغضب، وحذر من عواقبه. وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله، ويقذف المحصنة)(1).
وكلما زاد غضب الرجل قل عقله وساء تصرفه وضعفت حيلته وقلت هيبته بين أهله ومجتمعه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه دخل النار. قال الإمام الباقر (عليه السلام) في ذلك:
(إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار)(2).
أما الإمام الباقر فقد حذر من الغضب ووضع له علاجاً فقال (عليه السلام): (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض، فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك)(3).
فدواء الغضب الصبر والحلم، فمن صبر على ما يكره ظفر بما يهدف إليه ورجز الشيطان لا دخل له في شؤون المؤمن، فلا يصغي إليه ولا يجعل لهواجسه سبيلاً إليه. قال الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (إن المؤمن لينض شيطانه كما ينض أحدكم بعيره في السفر)(4).
فالمؤمن يصعب قياده على الشيطان ولا يصغي لوساوسه، اعتصاماً منه بدينه، واستلاماً عليه في ستر يقينه، فشيطانه أبداً متعب مكدود لطول منازعته القياد ومغالته الزمام (5).
فدواء الغضب الإيمان، والمؤمن صبور حليم.
الغيبة والبهتان
قال تعالى في كتابه العزيز: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)(6). فالله عز وجل يطلب إلينا البعد عن النميمة والغيبة لأن كل نمام مذموم عند ربه وفي مجتمعه. قال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم)(7).
وفرق الإمام الباقر (عليه السلام) بين الغيبة والبهتان بقوله: (من الغيبة أن تقول: في أخيك ما ستره الله عليه، فأما الأمر الظاهر منه مثل الجدة والعجلة فلا بأس أن تقوله، وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه)(8).
العجب
قال (عليه السلام): (عجباً للمختال الفخور، إنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به)(9).
ويقول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (ورجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء، وإزاره العظمة) (10).
إن العظمة والكبرياء على حقيقتها صفتان لله عز وجل وتعنيان الكرامة التي يلقيها الله سبحانه على رسله وأنبيائه والقائمين بالقسط من عباده، فيعظمون بها في العيون، وإن كانت هيئاتهم ذميمة. والكبرياء والعظمة يكسوهما الله على عباده الصالحين.
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (أعجب للمتكبر ألا يذكر أنه خرج من مخرج البول مرتين؟). فالإنسان أوله نطفة يخرج من بين الصلب والترائب، وآخره جيفة، (وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به) على حد قول الإمام الباقر (عليه السلام).
الصمت
دعا الإمام (عليه السلام) إلى عدم الخوض فيما لا يكسب فيه الإنسان فائدة أو يجني خيراً. قال (عليه السلام): (إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر، فينبغي للمؤمن أن يختم لسانه كما يختم على ذهبه وفضته، فإن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: (رحم الله مؤمناً أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه) (لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه)(11). اللسان ترجمان العقل وميزان الكلام منه يخرج الخير ومنه يخرج الشر ويعود ذلك على قدرة صاحبه في التحكم بأقواله وأفعاله فيكون لسانه رهن إرادته وتكون كلماته ملك يده. قال أحد الحكماء: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني وإن لم أتكلم بها ملكتها. وقال أحد الحكماء: ليت لي عنقاً كعنق الحمل حتى إذا تكلمت بالكلمة هضمتها قبل النطق بها.
وقال أمير المؤمنين: لسان العاقل وراء قلبه ولسان الأحمق أمام قلبه. فالعاقل يفكر مليّاً بالكلمة قبل النطق بها لأنه يعلم جيداً أنه سوف يحاسب عليها أمام الله عز وجل وأمام الناس. وهذه صفات كل مؤمن الذي يمسك لسانه عن كل شر، ويطلقه في كل خير وبذلك يسلم من الذنوب والأخطاء أو على الأقل تقل أخطاؤه وتخف ذنوبه. أما من أفلت للسان العنان وأغفل مراقبة أخطائه فإنه يقع في شرورها.
والصمت محبب في أوقات وغير محبب في أوقات أخرى، محبب عند الإصغاء وأخذ المعلومات المفيدة عن العلماء الفضلاء وكما يتعلم الإنسان فن التكلم والخطابة يتعلم أيضاً فن الإصغاء ومن أحسن الأخذ أحسن العطاء. ولا ريب أن العطاء الجيد في سبيل الله صدقة من الصدقات المباركة .
منقول
تعليق