إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أوباما.. والإيمان بظهور المخلّص

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوباما.. والإيمان بظهور المخلّص

    حسن كامل الفضلي / جريدة الدار الكويتية / تاريخ النشر : 10 مارس 2009

    ************ ********* ********

    تاريخ البشرية قام على مجموعة أحداث صنعتها العديد من الشخصيات التي كانت تسعى لإثبات نفسها في الوجود، فخلفت لنا وراءها كما هائلا من الوقائع التي تتفرع (عقلا) إلى فرعين لا ثالث لهما:

    الأول عاد على الإنسانية بالخير والنعيم (ولست بصدد الحديث عنه)، والآخر لم يجلب للبشرية سوى الشقاء والعناء والويل والدمار، وهو الذي يدور حوله محور حديثنا.

    فتاريخ الإنسانية منذ قتل قابيلُ أخاه هابيل {عليه السلام} وهو يحفل بوجود الكثير من حكام الجور وسلاطين الظلم وأئمة الضلال الذين أذاقوا البلاد والعباد بلاء لم يُسمع ببلاء أشد منه ولم تر البشرية نظيرا له! حتى إن الرجل لتضيق عليه الأرض الرحبة، ولا يجد منهم ملجأ يلتجئ إليه هربا من ظلمهم وجورهم!

    هذه التصرفات الإجرامية بحق الشعوب ولّدت فيهم إيمانا غيبيا يقوم على حتمية ظهور مخلّص يخلّصهم من هذا الاضطهاد، فيملأ الأرض بإذن ربه قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا وينقذ الإنسانية من وثنيتها الجديدة ويقضي على الجاهلية المعاصرة التي تاهت الأمم في سكك ضياعها ورزحت تحت غياهب ظلامها!

    والغريب في هذا الأمر، أن البعض يعتقد اعتقادا لا تشوبه شائبة الشك بوجود المنقذ العالمي وظهوره في آخر الزمان حتى وإن لم يكن هذا الإيمان وهذا المعتقد نابعا من عقيدة راسخة كتلك التي يؤمن بها المسلمون، إلا أنه وكما بيّنا أن هذا الإيمان جاء كمحصلة طبيعية لما تتعرض له الشعوب من قتل وتشريد واضطهاد، مما يؤدي إلى نفاد صبرهم وعدم تمكنهم من تحمل المزيد من الهوان، فتمتد أعناقهم شوقا إلى رؤية أمل المستضعفين الذي سيطلب بثاراتهم وينجيهم من هذه الفتن الغبراء المظلمة...

    ومن كان في قلبه شك مما أقول، فليستمع ولو لساعة واحدة إلى تلك الحلقات النقاشية التي تديرها بعض المحطات الفضائية (المرئية منها والمسموعة)، والتي تهدف إلى إبداء الآراء حول مسألة فوز باراك أوباما بكرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، وكيف سيؤثر هذا الشخص على مجريات الأمور في العالم، وما هي آمال الناس المعقودة عليه..

    لقد أبدت أغلب الأصوات (العربية) المشاركة في تلك الحلقات سعادة بالغة بشأن فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية، وجعلوا منه ذلك المخلّص الذي كانوا ينتظرونه ليخلصهم من السنوات العجاف!

    وهم بذلك يناقضون أنفسهم من حيث لم يحتسبوا! بدليل لو أنهم سمعوا عن مهدي آل محمد {عجل الله فرجه} الذي سيظهره الله في آخر الزمان كما أظهر الله {لاوى بن برخيا} أول أسباط بني إسرائيل بعد غيبته الطويلة، لنظروا إليك بنظرة استهزاء! وكأنك تحدثهم عن خرافة من خرافات السابقين أو عن أسطورة من أساطير الأولين! والرسول {صلى الله عليه وآله} يناديهم في أخراهم: كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة!

    وحتى لو سلّموا (جدلا) بظهور خليفة الله المهدي {عجل الله فرجه}، فإنهم سيؤمنون به إيمان شاك لا إيمان متيقن امتحن الله قلبه للإيمان!

    وأنه {عليه السلام} سيكون رجلا من سائر الرجال يصلحه الله في ليلة! وكأن أمر التغيير والإصلاح سهل ويسير لهذه الدرجة وبمتناول الجميع!

    وما هذا التشكيك بأمر المهدي {عجل الله فرجه} إلا لأنه من أمر الله تعالى، وما كان لله يكثر واتره ويقل ناصره، حتى كأن ناصريه كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر!

    ولو كان من عند غير الله لآمنوا به وتعلقوا بأستاره نظرا لتأثرهم بحركة التغريب وأن كل ما يأتي به الغرب فهو جميل!

    وستصحو هذه الأمم بعد غفلتها وحيرتها على صوت منادٍ يناديهم من مكان قريب...

    {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} ق42




    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    اللهم عجل لوليك الفرج واجعل فرجنا مع فرجه ياارحم الراحمين
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق

    يعمل...
    X