إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لمن يريد رؤية الإمام المهدي(مكن)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لمن يريد رؤية الإمام المهدي(مكن)

    كان أحد العلماء يتمنى رؤية الإمام المنتظر سلام الله عليه وروحي له الفداء وكان يتألم

    كثيراً لعدم تحقق هذه الأمنية فدأب على ممارسة الرياضة الروحية ، وكان من المعروف

    بين طلاب العلوم الدينية وفضلاء الروضة العلوية في النجف الأشرف أن كل من يزور

    مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متواصلة بلا انقطاع ويصلي المغرب والعشاء هناك ،

    يحظى برؤية الإمام المنتظر صلوات ربي عليه .

    فاستمرّ هذا العالم بهذه الأعمال مدة مديدة لكنه لم ينل غايته . ثم التجأ إلى العلوم

    الغريبة وأسرار الحروف والأعداد وانكبّ على ترويض نفسه إلا أنه لم يحصل على أية نتيجة .

    ولكن بما أنه كان يسهر الليالي ويتهّجد في الأسحار فقد صُقلت نفسه وصفا ضميره

    وأصبح يتمتع بشئ من النورانية وكان ينقدح أمام بصره في بعض الاحيان بريق يضئ

    له طريقه ؛ فكانت تأتيه جذبه يرى على أثرها حقائق ويسمع أصواتاً متناهية في البعد .

    وفي إحدى هذه الحالات قيل له : لن يتسنى لك رؤية إمام الزمان إلا بالسفر إلى مدينة

    كذا ومع أن السفر إلى تلك المدينة كان محفوفاً بالمصاعب ولكن هونّتها الرغبة في بلوغ

    المقصود .

    فينقل هذا الشخص قائلاً :

    وصلت بعد عدّة أيام إلى تلك المدينة واستغرقت في الرياضة الروحية مدة أربعين يوماً ،

    وفي اليوم السابع والثلاثين أو الثامن والثلاثين قيل لي : أنّ صاحب الزمان عليه السلام

    جالس الآن في دكان شيخ يبيع الأقفال في سوق الحدادين ؛ فقم الآن لرؤيته الآن .

    نهضت مسرعاً نحو دكان الحداد فرأيته بالشكل الذي أراه في عالم الخلسة ووقفت على

    بابه فإذا الإمام صاحب الزمان عليه السلام جالساً هناك يتحدث مع الشيخ بانشراح وودّ .

    فلّما سلمت عليه أجابني وأشار إليّ بلزوم الصمت والنظر فقط إذ أنهم في حالة سير معنوي .

    إنصاف الشيخ بائع الأقفال :

    وفي تلك الحالة شاهدت عجوزاً ضعيفة منحنية الظهر وهي تتوكأ على عصا بيد مرتعشة

    واقتربت من الحداد وأرته قفلاً وقالت : هل لك أن تشتري هذا القفل منّي بملغ ثلاث شاهيات

    فأنا بحاجة إلى هذا المبلغ .

    نظر الشيخ إلى القفل فرآه قفلاً سالماً لا عيب فيه . فقال لها : يا أختي هذا القفل قيمته

    ثمانية شاهيات؛ لأنه لا يحتاج إلاّ إلى مفتاح وقيمة مفتاحه أقل من ربع شاهي . ولو أنكِ

    دفعتِ لي ربع شاهي فسأصنع له مفتاحاً ويكون ثمنه حينئذ عشرة شاهيّات،

    فقالت له العجوز : لا داعي لذلك فأنا الآن بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات ولو انك تشتريه

    منّي بهذا المبلغ فسأكون لك شاكرة وأدعو لك بالتوفيق .

    فقال لها الحداد : يا أختي ، أنتِ مسلمة وأنا أيضاً مسلم فلماذا أشتري بضاعة المسلم

    بثمن بخس وأغبنه حقه ؟ فهذا القفل قيمته ثمانية شاهيات ولو أنني أردت الحصول على

    نفع فإني أشتريه منكِ بمبلغ سبعة شاهيات ! ويكون نفعي شاهياً واحداً وهو نفع معقول

    بالنسبة لي .

    ظنّت العجوز أن هذا الرجل لا يصدقها القول لأنّها عرضت هذا القفل على حدّادين قبله فلم

    يدفعوا لها أكثر من ربع شاهي ، لكنها لم تبعه ، لأنها كانت بحاجة إلى مبلغ ثلاثة شاهيات

    فدفع لها هذا الشيخ الحداد مبلغ سبعة شاهيات واشترى القفل منها .

    الإمام عليه السلام يتفقّد الحداد :

    وبعدما ذهبت العجوز قال لي مولاي صاحب الزمان عجل الله تعالى له الفرج :

    ايها السيد العزيز / هل رأيت هذه الحالة من السلوك المعنوي؟ إذا كنت على هذه

    الشاكلة فإنني سوف أزورك بنفسي ولا داعي لترويض النفس ، كن مثل هذا ولمدة أربعين

    يوماً لا أكثر ، وما جدوى اللجوء إلى الجفر أو السفرإلى هنا وهناك وانّما يكفي أن تثبت تديّنك

    وإخلاصك بالعمل لكي أكون في عونك .

    وقد وقع اختياري على هذا الشيخ من بين أهالي هذه المدينة لأنّه رجل متدين وعارف بربه .

    وقد رأيت هذا الإختبار الذي مرّ به ؛ فالحدادون حينما شاهدوا هذه العجوز في وضع اضطراري

    لم يشتروا منها القفل حتى بثلاثة شاهيات، أما هذا الرجل فقد دفع لها سبعة شاهيات .

    فلا يمر أسبوع إلاّ وأنا آتيه وأتفقده ..
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X