اللهم صل على محمد وال محمد
الحاكم المتكبر
كان يوسف بن عمر الثقفي حاكماً على العراق في عهد هشام بن عبد الملك ـ أحد خلفاء بني أمية ـ وقد كان يوسف شديد الظلم والجور، فهو الذي قتل زيد بن علي بن الحسين الذي يعتبر من كبار شهداء الإسلام. كان هذا الحاكم الجائر قصير القامة كثير التكبر والغضب، وقد عرف عنه أنه كان يقتل كل من ينعته بقصير القامة أو نحيف الجسد، ويذكر أن خياطي ملابسه كانوا يأتون بكميات كبيرة من القماش ليأخذوا مقاس الثقفي ويخيطوا أثوابه. وعندما كان يسألهم عن كفاية حجم القماش كانوا يضطرون للقول بأنه بالكاد يكفي أو أنه ناقص، لأن من يقول بأنه كثير يقطع رأسه مباشرة. كان الثقفي في بعض الأحيان يبعث بالقماش إلى الخياط فإذا أرجع الخياط مع الملابس القماش الزائد وقال إنه زيادة عن المطلوب قطع رأسه، كان الخياطون دائماً يجيبون بأن القماش قليل وأنهم سيجهدون لخياطته بشكل صحيح، وذلك الأحمق كان يفرح بذلك.
الغرق في حب النفس يحدث عقداً في نفس الإنسان. ويجب أن نحذر دائماً من الوقوع في هذا المرض والحجاب الذي لا يأمن شره أحد حتى ذوو الصلاح والتقوى. ففي أي مقام كنتم ومهما كانت عبادتكم صالحة استجيروا بربكم وانظروا إلى ما بين أيديكم، فإنه لا شيء أمام الله. إن عظمة الخالق أوسع من دائرة تفكيرنا. أين نحن من عظمة الله. بل أين نحن من عظمة الأنبياء والأولياء. وأكثر من ذلك ما هي قيمتنا مقابل عظمة الصالحين وكبار رجال التاريخ.
هؤلاء الكبار هم الذي تنازلوا عن النفس في سبيل الله، وذابوا في الأنوار والمحبة الإلهية.
ما هي قيمتنا أمام هؤلاء؟! نحن الذين غرقنا في الدنيا وفي أنانيتنا وأوهامنا. أئمتنا يستغفرون ربهم ويتوبون إليه ويتألمون من الذنوب، فأين نحن؟ وذنوب الأئمة ليس من قبيل الغيبة والكذب وغيرها... فهم معصومون، إن أقلّ غفلة هي ذنب عندهم، عليه يبكون وإلى الله يلتجأون وينيبون.
فما هي قيمتنا أمام هؤلاء؟ إننا وفي أي مستوى كنا، يجب أن لا نرى أنفسنا أكثر من تراب تحت أقدامهم
الحاكم المتكبر
كان يوسف بن عمر الثقفي حاكماً على العراق في عهد هشام بن عبد الملك ـ أحد خلفاء بني أمية ـ وقد كان يوسف شديد الظلم والجور، فهو الذي قتل زيد بن علي بن الحسين الذي يعتبر من كبار شهداء الإسلام. كان هذا الحاكم الجائر قصير القامة كثير التكبر والغضب، وقد عرف عنه أنه كان يقتل كل من ينعته بقصير القامة أو نحيف الجسد، ويذكر أن خياطي ملابسه كانوا يأتون بكميات كبيرة من القماش ليأخذوا مقاس الثقفي ويخيطوا أثوابه. وعندما كان يسألهم عن كفاية حجم القماش كانوا يضطرون للقول بأنه بالكاد يكفي أو أنه ناقص، لأن من يقول بأنه كثير يقطع رأسه مباشرة. كان الثقفي في بعض الأحيان يبعث بالقماش إلى الخياط فإذا أرجع الخياط مع الملابس القماش الزائد وقال إنه زيادة عن المطلوب قطع رأسه، كان الخياطون دائماً يجيبون بأن القماش قليل وأنهم سيجهدون لخياطته بشكل صحيح، وذلك الأحمق كان يفرح بذلك.
الغرق في حب النفس يحدث عقداً في نفس الإنسان. ويجب أن نحذر دائماً من الوقوع في هذا المرض والحجاب الذي لا يأمن شره أحد حتى ذوو الصلاح والتقوى. ففي أي مقام كنتم ومهما كانت عبادتكم صالحة استجيروا بربكم وانظروا إلى ما بين أيديكم، فإنه لا شيء أمام الله. إن عظمة الخالق أوسع من دائرة تفكيرنا. أين نحن من عظمة الله. بل أين نحن من عظمة الأنبياء والأولياء. وأكثر من ذلك ما هي قيمتنا مقابل عظمة الصالحين وكبار رجال التاريخ.
هؤلاء الكبار هم الذي تنازلوا عن النفس في سبيل الله، وذابوا في الأنوار والمحبة الإلهية.
ما هي قيمتنا أمام هؤلاء؟! نحن الذين غرقنا في الدنيا وفي أنانيتنا وأوهامنا. أئمتنا يستغفرون ربهم ويتوبون إليه ويتألمون من الذنوب، فأين نحن؟ وذنوب الأئمة ليس من قبيل الغيبة والكذب وغيرها... فهم معصومون، إن أقلّ غفلة هي ذنب عندهم، عليه يبكون وإلى الله يلتجأون وينيبون.
فما هي قيمتنا أمام هؤلاء؟ إننا وفي أي مستوى كنا، يجب أن لا نرى أنفسنا أكثر من تراب تحت أقدامهم
تعليق