علي بن ابي طالب القرآن الناطق والعدل الصادق
معنى الواحد إلى المائة
عن ابن عباس أن أخوين يهوديين سألا أميرالمؤمنين (عليه السلام) عن واحد لا ثاني له وعن ثان لا ثالث له إلى مائة متصلة نجدها في التوراة والا نجيل وهي في القرآن تتلونه فتبسّم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقال : أما الواحد : فالله ربنا الواحد القهار لا شريك له وأما الاثنان : فآدم وحواء لا نهما أول اثنين .
وأما الثلاثة : فجبرئيل و ميكائيل وإسرافيل ، لانهم رأس الملائكة على الوحي وأما الاربعة : فالتوراة و الانجيل والزبور والفرقان .
وأما الخمسة : فالصلاة أنزلها الله على نبيناوعلى امته ، ولم ينزلها على نبي كان قبله ولاعلى امة كانت قبلنا وأنتم تجدونه في التوراة وأما الستة : فخلق الله السماوات والارض في ستة أيام .
وأما السبعة فسبع سماوات طباقا .
وأماالثمانية : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وأما التسعة : فآيات موسى التسع .
وأما العشرة : فتلك عشرة كاملة .
وأما الاحد عشر : فقول يوسف (عليه السلام) لابيه : إني رأيت أحد عشر كوكبا و أماالاثنا عشر فالسنة اثناعشر شهرا وأما الثلاثة عشر : قول يوسف (عليه السلام) لابيه : والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ، فالاحد عشر إخوته ، والشمس أبوه ، والقمر امه .
وأما الاربعة عشر : فأربعة عشر قنديلا من النور معلقة بين السماء السابعة ، ولحجب تسرج بنور الله إلى يوم القيامة .
وأما الخمسة عشر : فانزلت الكتب جملة منسوخة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا بخمسة عشر ليلة مضت من شهر رمضان .
وأما الستة عشر : فستة عشر صفا من الملائكة حافين من حول العرش .
وأما السبعة عشر : فسبعة عشر اسما من أسماء الله مكتوبة بين الجنة والنار ، لولا ذلك لزفرت زفرة أحرقت من في السماوات والارض وأما الثمانية عشر : فثمانية عشر حجابا من نور معلقة بين العرش والكرسي ، لولا ذلك لذابت الصم الشوامخ ، واحترقت السماوات والارض ومابينهما من نور العرش وأما التسعة عشر : فتسعة عشر ملكا خزنة جهنم .
وأما العشرون فانزل الزبور على داود (عليه السلام) في عشرين يوما خلون من شهر رمضان وأما الاحد والعشرون فألان الله لداود فيها الحديد وأما في اثنين وعشرين : فاستوت سفينة نوح عليه السلام .
وأما ثلاثة وعشرون : ففيه ميلاد عيسى عليه السلام ، ونزول المائدة على بني إسرائيل وأما في أربع وعشرين : فرد الله على يعقوب بصره وأما خمسة وعشرون : فكلم الله موسى تكليما بوادي المقدس ، كلمه خمسة وعشرين يوما .
وأما ستة وعشرون : فمقام إبراهيم عليه السلام في النار ، وأقام فيها حيث صارت بردا وسلاما .
وأما سبعة وعشرون : فرفع الله إدريس مكانا عليا وهو ابن سبع وعشرين سنة .
وأما ثمانية وعشرون : فمكث يونس في بطن الحوت وأما الثلاثون : ( فواعدنا موسى ثلاثين ليلة ) .
وأما الاربعون : تمام ميعاده ( وأتممناها بعشر ) وأما الخمسون : خمسين ألف سنة وأما الستون : كفارة الافطار ( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ) وأما السبعون : سبعون رجلا لميقاتنا ، وأما الثمانون : فاجلدوهم ثمانين جلدة ) وأما التسعون : فتسع وتسعون نعجة وأما المائة فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .
فلما سمعا ذلك أسلما فقتل أحدهما في الجمل : والآخر في صفين .
علي (عليهِ السلام) وأصحاب الكهف
روي عن شريك بن عبدالله وهو يومئذ قاض أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث عليا (عليه السلام) وأبا بكر وعمر إلى أصحاب الكهف فقال : ائتوهم فأبلغوهم مني السلام فلما خرجوا من عنده قال أبوبكر لعلي : أتدري أين هم ؟ فقال : ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثنا إلى مكان إلا هدانا الله له ، فلما أوقفهم على باب الكهف قال : يا أبا بكر سلم فإنك أسننا ، فسلم فلم يجب ، ثم قال : يا أبا حفص سلم فإنك أسن مني ، فسلم فلم يجب ، قال : فسلم علي (عليه السلام) فردوا السلام وحيوه وأبلغهم سلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فردوا عليه ، فقال أبوبكر : سلهم مالهم سلمنا عليهم فلم يجيبوا ؟ قال : سلهم أنت ، فسألهم فلم يكلموه ، ثم سألهم عمر فلم يكلموه ، فقالا : يا أبا الحسن سلهم أنت فقال علي (عليه السلام) : إن صاحبي هذان سألاني أن أسألكم لم رددتم علي ولم تردوا عليهما ؟ قالوا : إنا لانكلم إلا نبياً أو وصي نبي.
الاحتيال على عليّ عليه السلام
عن الواقدي وإسحاق الطبري أن عمير بن وائل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على علي (عليه السلام) ثمانين مثقالا من الذهب وديعة عند محمد (صلى الله عليه وآله) وأنه هرب من مكة وأنت وكيله ، فإن طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب ، منها قلادة عشرة مثاقيل لهند ، فجاء وادعى على علي (عليه السلام) فاعتبر الودائع كلها ورأى عليها أسامي أصحابها ، ولم يكن لما ذكره عمير خبر ، فنصح له نصحا كثيرا ، فقال : إن لي من يشهد بذلك وهو أبوجهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبوسفيان وحنظلة ، فقال (عليه السلام) : مكيدة تعود إلى من دبرها ، ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ، ثم قال لعمير : يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الاوقات كان ؟ قال : ضحوة نهار فأخذها بيده ودفعها إلى عبده ، ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك قال : ما يلزمني ذلك ، ثم استدعى بأبي سفيان وسأله فقال : دفعه عند غروب الشمس وأخذها من يده وتركها في كمه ، ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك فقال : كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه ، ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك فقال : تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره وكان وقت العصر ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك فقال : كان بزوغ الشمس أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة عليها السلام .
ثم أقبل على عمير وقال له : أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك ، قال : أقول الحق ولا يفلح غادر ، وبيت الله ما كان لي عند محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وديعة ، وإنهما حملاني على ذلك ، وهذه دنانير هم وعقد هند عليها اسمها مكتوب ، ثم قال علي (عليه السلام) : ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار ، فأخذه وقال : أتعرفون هذا السيف ؟ فقالوا : هذا لحنظلة ، فقال أبوسفيان : هذا مسروق ، فقال (عليه السلام) : إن كنت صادقا في قولك فما فعل عبدك مهلع الاسود ؟ قال : مضى إلى الطائف في حاجة لنا ، فقال : هيهات أن تعود تراه ابعث إليه أحضره إن كنت صادقا ، فسكت أبوسفيان ، ثم قام في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها فاذا فيها العبد مهلع قتيل ، فأمرهم بإخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله ، فقال : إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثاه على قتلي ، فكمن لي في الطريق ووثب علي ليقتلني ، فضربت رأسه وأخذت سيفه ، فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير ، فقال عمير : أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
السلام عليك يا علي المرتضى وابن عم خير الورى
تعليق