.. وكم في الأمّة من سامريّ وعجل ..!!
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد وعجل فرج قائم ال محمد
بسم الله قاسم الجبّارين والصلاة والسلام على المصطفى وآله المنتجبين ..
وكم في الأمّة من سامري وعجل ..؟
كما هو معلوم عند ذوي الدّراية أنّ قصة السّامري لم تكن يوما محدودة بمكان أو زمان ولم تكن حالة شخصيّة .. بل واقع الحال كانت ظاهرة وحالة لكلّ زمان ومكان . وكم شهدت الساحة الإسلاميّة ومنذ وفاة الحبيب المصطفى "ص"، وعبر التّاريخ من عجول سامريّة .. ؟؟
إمّا يكون ذلك مع إنحراف أولي الأمر أو غياب الخُلّص منهم .. فكما كان الحال بغياب نبي الله موسى "ع" عند ميقات ربّه ، كانت ظاهرة السامريّ والعجل الذهبي وإنحراف القاعدة بإنحراف القيادة الجديدة .. ولم تنفع مع ذلك كلّ الجهود للقيادة النّائبة والمتمثل في وصيّ موسى هارون "ع" ، ولم ينفعهم نصحه بعد أن هددوه بالقتل ": إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني :" وبذك خشي "ع" أن يتفاقم الوضع ، أو تتشتت السّاحة من حوله .. فلم يتدخّل لحسم المسألة وهو المؤيّد بالروح القدس ": إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ..:"
وهكذا عندما تخلوا الساحة من القيادة .. يحاول السّامري أن يظهر ليصنع عجلا يخطف به العقول والأبصار بعد أن يتوفّر له سببان أساسيان :
1 – الولاء الخاطئ للقيادة الإسلاميّة :
بحيث ترى أن بني إسرائيل لم يتركوا موسى أو يتجاهلوه كشخص ، بل نسوه كرسالة .. وذلك قولهم لهارون "ع"": لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى ..:" .. ومن هنا نعلم بأن تقديرهم كان لشخص موسى "ع" لا لرسالته وخطّه . وذلك عائد لعدم الوعي لكيفيّة الإرتباط بالقيادة ، وبذلك لا تكون عندها القدرة بالتسليم للخليفة الشرعي بغياب القيادة ، ولو كان التنصيص على خلافة هارون لموسى "ع" تعيينا شخصيّا وعلى رؤوس الأشهاد ...
ومن ذلك حذّر القرآن الكريم وشجب منطق اللاوعي عند التعامل مع القيادة الإسلاميّة والإرتباط بأوامرها ونواهيها ": وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبين فلن يضرّ الله شيئا وسيجزي الله الشّاكريـــــــــــــــن :" ..
والشاكرون هنا هم الواعون والثابتون على مبدأ الرسالة وإنّ غابت القيادة تراهم ملتزمون طائعون سائرون على نهج الخليفة دون شكّ ولا ريب .. وبذلك تؤمن المسيرة ، ومهما كان غياب القيادة وقعه عظيم لن تٌلغى الرسالة المبدأ . لأنّ دور القيادة المتتابعة تمثل دور الضمانة لها .
2 – دهـــــــــاء السّامري :
إنّ السّامري وكما هو معلوم لم يكن شخصا مجهولا .. بل له مكانته بين بني إسرائيل وسمعته .. حيث إستطاع توظيف ذلك في كسب ثقة المحيطين به وإقناعهم في ما إدّعى ، مع ما يمتلكه من دهاء عظيم وأساليب تضليل ..
أضف إلى ذلك ما كان يعلمه من إحترام بني إسرائيل لموسى "ع" .. فلم يعلن أمامهم براءته من موسى ولم يحطّ من قدره ولا جلاله .. لكنه أضف على خطّ إنحرافه مسحة قدّسيّة وشرعيّة .. حتّى أقنعهم بأن العجل هو إله موسى "ع" أيضا وقد فقده وراح يطلبه في الطور .. ": فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ..:" وهذا الأسلوب الإنحرافي كان متبعا منذ وفاة المصطفى "ص" وحتّى اليوم من أصحاب النّفوس المتهاوية ومن عشّاق الفلتات وهنات .. وفي كلّ ذلك تراهم يرفعون شعار الإسلام والقرآن .. ولن يكتفوا بإبعاد القيادات الشرعيّة بذاك الأسلوب المستفز للأمّة .. بل تراهم يسعون ليجعلوا من العجل خطوة مؤدية إلى موسى "ع" : فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي ..:"
ولكن وبوجود أصحاب الوعي بين الأمّة وأصحاب البصائر النيرة .. فلن يكون لأصحاب العجول مقام ولا مكان .. ولو بعد حينها ستحطّم وتٌنسف في بحر دولة العدل الإلهي وموجها المتلاطم القادم من غدنا المشرق من وعد الله تعالى ..
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد وعجل فرج قائم ال محمد
بسم الله قاسم الجبّارين والصلاة والسلام على المصطفى وآله المنتجبين ..
وكم في الأمّة من سامري وعجل ..؟
كما هو معلوم عند ذوي الدّراية أنّ قصة السّامري لم تكن يوما محدودة بمكان أو زمان ولم تكن حالة شخصيّة .. بل واقع الحال كانت ظاهرة وحالة لكلّ زمان ومكان . وكم شهدت الساحة الإسلاميّة ومنذ وفاة الحبيب المصطفى "ص"، وعبر التّاريخ من عجول سامريّة .. ؟؟
إمّا يكون ذلك مع إنحراف أولي الأمر أو غياب الخُلّص منهم .. فكما كان الحال بغياب نبي الله موسى "ع" عند ميقات ربّه ، كانت ظاهرة السامريّ والعجل الذهبي وإنحراف القاعدة بإنحراف القيادة الجديدة .. ولم تنفع مع ذلك كلّ الجهود للقيادة النّائبة والمتمثل في وصيّ موسى هارون "ع" ، ولم ينفعهم نصحه بعد أن هددوه بالقتل ": إن القوم إستضعفوني وكادوا يقتلونني :" وبذك خشي "ع" أن يتفاقم الوضع ، أو تتشتت السّاحة من حوله .. فلم يتدخّل لحسم المسألة وهو المؤيّد بالروح القدس ": إنّي خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ..:"
وهكذا عندما تخلوا الساحة من القيادة .. يحاول السّامري أن يظهر ليصنع عجلا يخطف به العقول والأبصار بعد أن يتوفّر له سببان أساسيان :
1 – الولاء الخاطئ للقيادة الإسلاميّة :
بحيث ترى أن بني إسرائيل لم يتركوا موسى أو يتجاهلوه كشخص ، بل نسوه كرسالة .. وذلك قولهم لهارون "ع"": لن نبرح عليه عاكفين حتّى يرجع إلينا موسى ..:" .. ومن هنا نعلم بأن تقديرهم كان لشخص موسى "ع" لا لرسالته وخطّه . وذلك عائد لعدم الوعي لكيفيّة الإرتباط بالقيادة ، وبذلك لا تكون عندها القدرة بالتسليم للخليفة الشرعي بغياب القيادة ، ولو كان التنصيص على خلافة هارون لموسى "ع" تعيينا شخصيّا وعلى رؤوس الأشهاد ...
ومن ذلك حذّر القرآن الكريم وشجب منطق اللاوعي عند التعامل مع القيادة الإسلاميّة والإرتباط بأوامرها ونواهيها ": وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبين فلن يضرّ الله شيئا وسيجزي الله الشّاكريـــــــــــــــن :" ..
والشاكرون هنا هم الواعون والثابتون على مبدأ الرسالة وإنّ غابت القيادة تراهم ملتزمون طائعون سائرون على نهج الخليفة دون شكّ ولا ريب .. وبذلك تؤمن المسيرة ، ومهما كان غياب القيادة وقعه عظيم لن تٌلغى الرسالة المبدأ . لأنّ دور القيادة المتتابعة تمثل دور الضمانة لها .
2 – دهـــــــــاء السّامري :
إنّ السّامري وكما هو معلوم لم يكن شخصا مجهولا .. بل له مكانته بين بني إسرائيل وسمعته .. حيث إستطاع توظيف ذلك في كسب ثقة المحيطين به وإقناعهم في ما إدّعى ، مع ما يمتلكه من دهاء عظيم وأساليب تضليل ..
أضف إلى ذلك ما كان يعلمه من إحترام بني إسرائيل لموسى "ع" .. فلم يعلن أمامهم براءته من موسى ولم يحطّ من قدره ولا جلاله .. لكنه أضف على خطّ إنحرافه مسحة قدّسيّة وشرعيّة .. حتّى أقنعهم بأن العجل هو إله موسى "ع" أيضا وقد فقده وراح يطلبه في الطور .. ": فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ..:" وهذا الأسلوب الإنحرافي كان متبعا منذ وفاة المصطفى "ص" وحتّى اليوم من أصحاب النّفوس المتهاوية ومن عشّاق الفلتات وهنات .. وفي كلّ ذلك تراهم يرفعون شعار الإسلام والقرآن .. ولن يكتفوا بإبعاد القيادات الشرعيّة بذاك الأسلوب المستفز للأمّة .. بل تراهم يسعون ليجعلوا من العجل خطوة مؤدية إلى موسى "ع" : فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سوّلت لي نفسي ..:"
ولكن وبوجود أصحاب الوعي بين الأمّة وأصحاب البصائر النيرة .. فلن يكون لأصحاب العجول مقام ولا مكان .. ولو بعد حينها ستحطّم وتٌنسف في بحر دولة العدل الإلهي وموجها المتلاطم القادم من غدنا المشرق من وعد الله تعالى ..
تعليق