الإمام المهدي والشيخ الصدوق
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الصدوق قدس سره في أول كتابه كمال الدين وتمام النعمة قال: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي: إني لما قضيت وطري من زيارة علي ابن موسى الرضا عليه السلام رجعت إلى نيشابور وأقمت بها، فوجدت كثر المختلفين من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقاييس، فجعلت ابذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والائمه عليهم السلام، حتى ورد الينا من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلده قم طالما تمنيت لقاء ه، واشتقت إلى مشاهدته لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته، وهو الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن.
فلما أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ الذي هو من أهل هذا البيت الرفيع، شكرت الله تعالى ذكره عل ما يسر لي من لقائه، وكرمني به من اخائه، وحباني به من وده وصفائه.
فبينما هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين كلاما في القائم عليه السلام قد حيره وشككه في أمره، لطول غيبته وانقطاع أخباره، فذكرت له فصولا في إثبات كونه عليه السلام، ورويت له إخبارا في غيبته عن النبي والائمه عليهم السلام، سكنت اليها نفسه، وزال بها عن قلبه ما كان عليه من الشك والارتياب والشبهة، وتلقي ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع والطاعة والقبول والتسليم، وسألني أن أصنف له في هذا المعني كتابا، فأجبته إلى ملتمسه، ووعدته جمع ما ابتغي، اذا سهل الله تعالى لي العود إلى مستقري ووطني بالري.
فبينما انا ذات ليله أفكر فيما خلفت ورائي من أهل وولد وإخوان ونعمه، إذ غلبني النوم فرايت كاني أطوف حول بيت الله الحرام، وأنا في الشوط السابع عند الحجر الأسود استلمه واقبله وأقول: امانتي وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة. فأرى مولانا القائم صاحب الزمان عليه السلام واقفا بباب الكعبة فأدنو منه علي شغل قلب وتقسم فكر، فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرسه في وجهي، فسلمت عليه فرد علي السلام.
ثم قال لي: لم لا تصنف كتابا في الغيبة حتى تكفي ما قد أهمك؟
فقلت له: يا ابن رسول الله قد صنفت في الغيبة أشياء.
فقال عليه السلام: ليس علي ذلك السبيل، آمرك أن تصنف الآن كتابا في الغيبة واذكر فيه غيبات الانبياء عليهم السلام.
ثم مضي عليه السلام، فانتبهت فزعا إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى إلى وقت طلوع الفجر، فلما أصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي الله وحجته، مستعينا بالله ومتوكلا عليه ومستغفرا من التقصير وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الصدوق قدس سره في أول كتابه كمال الدين وتمام النعمة قال: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي: إني لما قضيت وطري من زيارة علي ابن موسى الرضا عليه السلام رجعت إلى نيشابور وأقمت بها، فوجدت كثر المختلفين من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة، وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقاييس، فجعلت ابذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والائمه عليهم السلام، حتى ورد الينا من بخارا شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلده قم طالما تمنيت لقاء ه، واشتقت إلى مشاهدته لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته، وهو الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن.
فلما أظفرني الله تعالى ذكره بهذا الشيخ الذي هو من أهل هذا البيت الرفيع، شكرت الله تعالى ذكره عل ما يسر لي من لقائه، وكرمني به من اخائه، وحباني به من وده وصفائه.
فبينما هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة والمنطقيين كلاما في القائم عليه السلام قد حيره وشككه في أمره، لطول غيبته وانقطاع أخباره، فذكرت له فصولا في إثبات كونه عليه السلام، ورويت له إخبارا في غيبته عن النبي والائمه عليهم السلام، سكنت اليها نفسه، وزال بها عن قلبه ما كان عليه من الشك والارتياب والشبهة، وتلقي ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع والطاعة والقبول والتسليم، وسألني أن أصنف له في هذا المعني كتابا، فأجبته إلى ملتمسه، ووعدته جمع ما ابتغي، اذا سهل الله تعالى لي العود إلى مستقري ووطني بالري.
فبينما انا ذات ليله أفكر فيما خلفت ورائي من أهل وولد وإخوان ونعمه، إذ غلبني النوم فرايت كاني أطوف حول بيت الله الحرام، وأنا في الشوط السابع عند الحجر الأسود استلمه واقبله وأقول: امانتي وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة. فأرى مولانا القائم صاحب الزمان عليه السلام واقفا بباب الكعبة فأدنو منه علي شغل قلب وتقسم فكر، فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرسه في وجهي، فسلمت عليه فرد علي السلام.
ثم قال لي: لم لا تصنف كتابا في الغيبة حتى تكفي ما قد أهمك؟
فقلت له: يا ابن رسول الله قد صنفت في الغيبة أشياء.
فقال عليه السلام: ليس علي ذلك السبيل، آمرك أن تصنف الآن كتابا في الغيبة واذكر فيه غيبات الانبياء عليهم السلام.
ثم مضي عليه السلام، فانتبهت فزعا إلى الدعاء والبكاء والبث والشكوى إلى وقت طلوع الفجر، فلما أصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي الله وحجته، مستعينا بالله ومتوكلا عليه ومستغفرا من التقصير وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب
تعليق