الستر والحجاب جاء في الرواية الواردة عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) : ( ان في صاحب هذا الامر سنناً من الانبياء سنة من موسى بن عمران ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) فأما سنته من موسى فخائف يترقب ، واما سنته من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى ، واما سنته من يوسف فالستر ، جعل الله بينه وبن الخلق حجاباً يرونه ولا يعرفونه واما من نبينا محمد (ص) فيهتدي بهداه ويسير بسيرته ) اثبات الهداة ج3 ص474 - وقد اوردنا اشكالاً او قل تساؤلاً على هذه الرواية الشريفة في موضوع اشكالات وروايات فيما يخص قوله عليه السلام (( جعل الله بينه وبين الخلق حجاباً يرون ولا يعرفونه )) وقلنا لو كانت هذه الرواية تتحدث عن الامام المهدي (ع) لكان هناك تناقضاً في كلام الائمة عليهم السلام حيث ذكرت لنا الكثير من الروايات ان الامام المهدي (ع) لا يرى شخصه كالرواية التي كرناها هناك التي رواها السيد عبد العظيم الحسني عن علي بن محمد (ع) في حديث انه عرض اعتقاده عليه واقراره بالائمة (ع) الى ان قال : ثم انت يا مولاي فقال (ع) : ومن بعدي ابني الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده قال فقلت : وكيف ذلك يا مولاي ؟ قال لأنه لا يرى شخصه ) اثبات الهداة ج3 ص479 - فمن هذه الرواية يظهر لنا واضحاً ان الامام المهدي (ع) لا يرى شخصه واما بالنسبة للرواية الاولى يظهر لنا ان صاحب هذا الامر ير ولكن الناس لا تعرف انه صاحب هذا الامر ، والذي اريد قوله انه لو حملت كلتا الروايتين على الامام المهدي (ع) لكان هناك تناقضاً واضحاً والواقع انه لا يوجد تناقض في الروايات لأن الرواية الاولى تتحدث عن شخص اخر غير الامام المهدي (ع) بينما تتحدث الرواية الثانية كما هو واضح عن الامام المهدي (ع) . وهناك الكثير من الروايات التي تؤكد ان الامام المهدي (ع) لا يرى شخصه فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن عبيد بن زرارة قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : ( تفقد الناس امامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه ) اثبات الهداة ج3 ص485 - عن علي بن الحسين بن علي بن فضال عن الريان بن الصلت قال سمعته يقول : سئل الرا عليه السلام عن القائم عليه السلام : ( فقال : لا يرى جسمه ولا يسمى اسمه ) اثبات الهداة ج3 ص477 - وعن ابي عبد الله (ع) قال : ( للقائم غيبتان ، يشهد في احداهما المواسم ، يرى الناس ولا يرونه ) الكافي ج9 ص339 - فمن هذه الرويات يظهر لنا واضحاً ان الامام المهدي (ع) لا ير جسمه وبهذا يتبين لنا جلياًوبما لا يقبل الشك ان الرواية التي تقدم ذكرها والمروية عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) : ( ان في صاحب هذا الامر سنناً من الانبياء - الى ان قال - جعل الله بينه وبين الخلق حجاباً يرونه ولا يعرفونه .....) اثباة الهداة ج3 ص474 - والتي يظهر منها ان صاحب هذا الامر تراه الناس ولكنهم لا يعرفونه تتحدث كما ذكرنا سابقاً عن شخص اخر غير الامام المهدي (ع) هو صاحب هذا الامر السيد اليماني كما اثبتنا ذلك في موضوع صاحب هذا الامر والواقع ان هناك بعض الروايات التي يعتقد البعض انها تتحدث عن الامام المهدي (ع) ولكنها تتحدث عن الممهدين له بل بالاحرى انها تتحدث عن وزيره وصاحب دعوته وامره السيد اليماني ولكن قلة التدبر في كلام اهل البيت عليهم السلام من جهة وعدم الاهتمام بأمر الامام المهدي (ع) والروايات الخاصة به ( عليه السلام ) من جهة اخرى بالاضافة الى عدم العلم بكلامهم صلوات الله وسلامه عليهم فان كلامهم كما جاء في الروايات كالقران له ظاهر وباطن ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فلا بد لنا اذن ان تحيط معرفة بأحاديث وروايات ائمتنا عليهم السلام والا فأن كلامهم سوف يضيع كما ضاع الكثير من علومهم التي لم يفهمها الناس فلم يستطيعوا حملها لجهلهم بها .
ومن هذه الروايات الرواية الواردة عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) التي جاء فها : ( لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ، ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) بحار الانوار ج52 ص157 - فأنها لا تقصد الامام المهدي (ع) فأن الذي يظهر من الرواية الشريفة ان هناك ثلاثين شخصاً يكونوا مع صاحب هذا الامر في غيبته يأنس بهم في وحشته وقد اوردنا عدة روايات تذكر لنا ان الامام المهدي (ع) في غيبته لا يرى شخصه فهو يرى الناس ولكن الناس لا تراه وبناء على ذلك فأما ات تحملالرواية على ان الثلاثين شخصاً الذين يأنس بهم الامام (ع) في غيبته ان يكونلهم نفس الخاصية التي لديه (ع) أي انهم يرون الناس والناس لا تراهم وهذا مما لم يقم عليه دليل في الشريعة بينما ورد في الدليل في الشريعة ان لسيدنا الخضر ( عليه السلام ) يرى الناس والناس لا ترى شخصه ففي الرواية الشريفة الواردة عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت ابا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول ان الخضر (ع) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه الى ان قال : وسؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته ) . اثبات الهداة ج3 ص480 - فمنهذه الرواي يتبين لنا انالله عز وجل قد جعل هذه الخاصية في الخضر (ع) كما جعلها في المهدي (ع) كما انه يظهر لنا ايضاً ان الامام المهدي (ع) يأنس بوحشته مع الخضر (ع) وليس غيره ، وبذلم يتبين لنا عدم امكان حمل الرواية على هذا المعنى . اذن فلا بد من حمل الرواية على شخص اخر غير الامام المهدي (ع) وهو الذي يلقب بصاحب هذا الامر.
ومن هذه الروايات الرواية الواردة عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) التي جاء فها : ( لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة ، ولابد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) بحار الانوار ج52 ص157 - فأنها لا تقصد الامام المهدي (ع) فأن الذي يظهر من الرواية الشريفة ان هناك ثلاثين شخصاً يكونوا مع صاحب هذا الامر في غيبته يأنس بهم في وحشته وقد اوردنا عدة روايات تذكر لنا ان الامام المهدي (ع) في غيبته لا يرى شخصه فهو يرى الناس ولكن الناس لا تراه وبناء على ذلك فأما ات تحملالرواية على ان الثلاثين شخصاً الذين يأنس بهم الامام (ع) في غيبته ان يكونلهم نفس الخاصية التي لديه (ع) أي انهم يرون الناس والناس لا تراهم وهذا مما لم يقم عليه دليل في الشريعة بينما ورد في الدليل في الشريعة ان لسيدنا الخضر ( عليه السلام ) يرى الناس والناس لا ترى شخصه ففي الرواية الشريفة الواردة عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت ابا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول ان الخضر (ع) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وانه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه الى ان قال : وسؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته ) . اثبات الهداة ج3 ص480 - فمنهذه الرواي يتبين لنا انالله عز وجل قد جعل هذه الخاصية في الخضر (ع) كما جعلها في المهدي (ع) كما انه يظهر لنا ايضاً ان الامام المهدي (ع) يأنس بوحشته مع الخضر (ع) وليس غيره ، وبذلم يتبين لنا عدم امكان حمل الرواية على هذا المعنى . اذن فلا بد من حمل الرواية على شخص اخر غير الامام المهدي (ع) وهو الذي يلقب بصاحب هذا الامر.
تعليق