أما بالنسبة للمنكرين والمشكّكين فلم نقف على أحد من الماضين ممّن أنكر أحاديث المهدي (عج) أو تردّد فيها سوى رجلين:
1 - أبو محمد بن الوليد البغدادي، كما نقل عنه ابن تيميّة في كتابه [منهاج السنّة]. وذكر أنه قد اعتمد في ذلك على حديث: لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم. ثم قال: وليس مما يعتمد عليه لضعفه.
2 - عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرّخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس بتضعيفه لأحاديث المهدي، ويبدو للمتأمّل في كلامه في [المقدمة] التهافت والتناقض، حيث يعترف أولاً بظهور المهدي (عج) وأنه لابدّ منه. قال ما لفظه: اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار أنه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين، ويظهر العدل، ويتّبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمّى بالمهدي. ويكون خروج الدجّال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتمّ بالمهدي في صلاته.... إلخ.
ثم ذكر ثانياً ما يفيد تردّده في أمر المهدي (عج) وكأنه نسي ما شهد به أولاً من أن الاعتقاد بخروج المهدي (عج) هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممرّ الأعصار.
وهل هذا إلاّ الشذوذ في الرأي واللامبالاة في القول، بعد العلم بأن المسلمين كافة على ممرّ العصور على خلافه؟ وهل يمكن دعوى اتّفاق الجميع على الخطأ وأن المصيب هو ابن خلدون فحسب؟! وخاصة بعد أن لم يكن الأمر اجتهادياً، وإنما هو أمر غيبي - كما أسلفناه - لا يسوّغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب أو سنّة، وقد ذكرنا بعض الأحاديث، ومن ادّعى التواتر فيها.
1 - أبو محمد بن الوليد البغدادي، كما نقل عنه ابن تيميّة في كتابه [منهاج السنّة]. وذكر أنه قد اعتمد في ذلك على حديث: لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم. ثم قال: وليس مما يعتمد عليه لضعفه.
2 - عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرّخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس بتضعيفه لأحاديث المهدي، ويبدو للمتأمّل في كلامه في [المقدمة] التهافت والتناقض، حيث يعترف أولاً بظهور المهدي (عج) وأنه لابدّ منه. قال ما لفظه: اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار أنه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين، ويظهر العدل، ويتّبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمّى بالمهدي. ويكون خروج الدجّال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتمّ بالمهدي في صلاته.... إلخ.
ثم ذكر ثانياً ما يفيد تردّده في أمر المهدي (عج) وكأنه نسي ما شهد به أولاً من أن الاعتقاد بخروج المهدي (عج) هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممرّ الأعصار.
وهل هذا إلاّ الشذوذ في الرأي واللامبالاة في القول، بعد العلم بأن المسلمين كافة على ممرّ العصور على خلافه؟ وهل يمكن دعوى اتّفاق الجميع على الخطأ وأن المصيب هو ابن خلدون فحسب؟! وخاصة بعد أن لم يكن الأمر اجتهادياً، وإنما هو أمر غيبي - كما أسلفناه - لا يسوّغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب أو سنّة، وقد ذكرنا بعض الأحاديث، ومن ادّعى التواتر فيها.
تعليق