[php][/php]ورد في خطب امير المؤنين عليه السلام في كتاب نهج البلاغة الكثير من الخطب التي توجه المؤمنين على إعلامهم بما يكون بعده من أمر الاَئمّة وتعليمهم ما ينبغي أن يفعل الناس معهم، ويمنّيهم بظهور إمام من آل محمّد عقيب آخر، ووعدهم بتكامل صنايع اللّه فيهم بما يأملونه من ظهور إمام منتظر ... إشارة إلى منّة اللّه عليهم بظهور الاِمام المنتظر وإصلاح أحوالهم بوجوده نذكر منها
«الحمْدُ للّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوِّلٍ، والآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ، وَبِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ، وَبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللّهُ شَهادَةً يُوافِقُ فِيهَا السِّـرُّ الاِعْلاَنَ، والْقَلْبُ اللِّسَانَ.
أَيُّهَا النَّاسُ، لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقي، وَلاَ يَسْتَهوِيَنِّكُمْ عِصْيَانِـي، وَلاَ تَتَرامَوْا بِالاَبْصَـارِ عِنْدَمَا تَسْمَعُونَهُ مِنَّي، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّ الَّذِي أُنْبِئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الاَُمِّيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، مَا كَذَبَ المُبلِّغُ، وَلاَ جَهِلَ السَّامِعُ، لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى ضِلِّيلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ، وَفَحَصَ بِرايَاتِهِ في ضَوَاحِي كُوفَانَ، فَإِذا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ، وَثَقُلَتْ في الاَرْضِ وَطْأَتُهُ، عَضَّتِ الفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيابِها، وَمَاجَتْ الحَرْبُ بِأَمْواجِهَا، وَبَدا مِنَ الاَيَّامِ كُلُوحُهَا، وَمِنَ اللَّيالي كُدُوحُهَا، فَإِذَا أَيْنَعَ زَرْعُهُ، وَقَامَ عَلَـى يَنْعِهِ، وَهَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ، وَبَرَقَتْ بَوَارِقُهُ، عُقِدَتْ رَايَاتُ الفِتَنِ المُعْضِلَةِ، وَأقْبَلْنَ كَاللَّيلِ المُظْلِمِ، والبَحْرِ المُلْتَطِمِ، هَذَا، وَكَمْ يَخْرِقُ الكُوفَةَ مِنْ قاصِفٍ وَيَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ! وَعَنْ قَلِيلٍ تَلتَفُّ القُرُونُ بِالقُرُونِ، وَيُحْصَدُ القَائِمُ، وَيُحْطَمُ المَحْصُودُ» (1).
2ـ «الحَمْدُ للّهِ الناشِرِ في الخَلْقِ فَضلَهُ، والباسِطِ (فيها) بِالجُودِ يَدَهُ، نَحْمَدُهُ في
جميع أُمورِه، وَنَسْتَعِينُهُ على رِعايَةِ حُقُوقِهِ، وَنَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ غيرُهُ، وأنَّ محمَّداً عبْدُهُ ورَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً وبِذِكْرِهِ نَاطِقاً، فَأَدّى أَمِيناً وَمَضى رَشِيداً، وَخَلَّفَ فينا رَايَةَ الحَقِّ مَنْ تَقَدَّمَها مَرَقَ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْها زَهَقَ وَمَنْ لَزِمَها لَحِقَ، دَليلُها مَكيثُ الكَلامِ بَطِيءُ القيامِ سَـريعٌ إِذا قَامَ، فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ، وَأَشْـرتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ جاءَهُ المَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ، فَلَبِثْتُمْ بَعْْدَهُ ما شَاءَ اللّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اللّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ نَشْـرَكُمْ، فَلا تَطْمَعُوا في غَيْـرِ مُقْبِلٍ ولا تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ، فَإِنَّ المُدْبِرَ عَسَـى أنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قائِمَتَيْهِ وَتَثْبُتَ الاَُخْرى، فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً.
ألا إنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَـاءِ إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأنَّكُمْ قَدْ تَكامَلَتْ مِنَ اللّهِ فِيكُمُ الصَّنائِعُ، وَأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأمَلُونَ» (2)
_______________________
(1) شرح ابن أبي الحديد: 7|96 ـ 100، نهج البلاغة: 146ـ 147، خطبة (101)، شرح ابن ميثم: 3|9 و 12.
(2) البحار: 51|120، منهاج البراعة: 7|156، شرح ابن ميثم: 3|6 خطبة (97)،
__________________
لحكمة ( 209 ) وَ قَالَ ع : لَتَعْطِفَنَّ اَلدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ اَلضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا وَ تَلاَ عَقِيبَ ذَلِكَ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ اَلْوارِثِينَ 28 : 5 2 .
أقول : روى المصنّف في ( خصائصه ) عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : لتعطفنّ الدّنيا . . . 3 و روى الكراجكي في ( كنزه ) عن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليّا عليه السّلام يقول في هذه الآية : و نريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض . . . 4 :
« لتعطفنّ هذه الدّنيا على أهل البيت كما تعطف الضّروس على ولدها » 5 .
« لتعطفنّ الدّنيا بعد شماسها » في ( الصحاح ) : شمس الفرس شموسا و شماسا ، أي : منع ظهره 6 .
« عطف الضّروس على ولدها » في ( الصحاح ) : ناقة ضروس : سيّئة الخلق تعضّ حالبها . و منه قولهم : هي بجنّ ضراسها . أي : بحدثان نتاجها ، و إذا كانت كذلك حامت عن ولدها ، قال بشر :
-----------
( 1 ) رواه الكشي في معرفة الرجال ( اختياره ) : 50 ، و احتجاج الطبرسي في الاحتجاج : 297 ، و النقل بتصرف في اللفظ ،
و الآية 30 من سورة التوبة .
-----------
( 2 ) القصص : 5 .
-----------
( 3 ) خصائص الأئمة للشريف الرضي : 40 .
-----------
( 4 ) القصص : 5 .
-----------
( 5 ) رواه شرف الدين في كنز جامع الفوائد عنه البحار 24 : 170 ح 5 ، و لم يخرجه الكراجكي في كنزه بل الظاهر أنّ الشارح توهّم أنّ رمز « كنز » في البحار يشير إلى كنز الكراجكي .
|
«الحمْدُ للّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوِّلٍ، والآخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ، وَبِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا أَوَّلَ لَهُ، وَبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لا آخِرَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللّهُ شَهادَةً يُوافِقُ فِيهَا السِّـرُّ الاِعْلاَنَ، والْقَلْبُ اللِّسَانَ.
أَيُّهَا النَّاسُ، لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقي، وَلاَ يَسْتَهوِيَنِّكُمْ عِصْيَانِـي، وَلاَ تَتَرامَوْا بِالاَبْصَـارِ عِنْدَمَا تَسْمَعُونَهُ مِنَّي، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّ الَّذِي أُنْبِئُكُمْ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الاَُمِّيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، مَا كَذَبَ المُبلِّغُ، وَلاَ جَهِلَ السَّامِعُ، لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلى ضِلِّيلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ، وَفَحَصَ بِرايَاتِهِ في ضَوَاحِي كُوفَانَ، فَإِذا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ شَكِيمَتُهُ، وَثَقُلَتْ في الاَرْضِ وَطْأَتُهُ، عَضَّتِ الفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْيابِها، وَمَاجَتْ الحَرْبُ بِأَمْواجِهَا، وَبَدا مِنَ الاَيَّامِ كُلُوحُهَا، وَمِنَ اللَّيالي كُدُوحُهَا، فَإِذَا أَيْنَعَ زَرْعُهُ، وَقَامَ عَلَـى يَنْعِهِ، وَهَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ، وَبَرَقَتْ بَوَارِقُهُ، عُقِدَتْ رَايَاتُ الفِتَنِ المُعْضِلَةِ، وَأقْبَلْنَ كَاللَّيلِ المُظْلِمِ، والبَحْرِ المُلْتَطِمِ، هَذَا، وَكَمْ يَخْرِقُ الكُوفَةَ مِنْ قاصِفٍ وَيَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ عَاصِفٍ! وَعَنْ قَلِيلٍ تَلتَفُّ القُرُونُ بِالقُرُونِ، وَيُحْصَدُ القَائِمُ، وَيُحْطَمُ المَحْصُودُ» (1).
2ـ «الحَمْدُ للّهِ الناشِرِ في الخَلْقِ فَضلَهُ، والباسِطِ (فيها) بِالجُودِ يَدَهُ، نَحْمَدُهُ في
جميع أُمورِه، وَنَسْتَعِينُهُ على رِعايَةِ حُقُوقِهِ، وَنَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ غيرُهُ، وأنَّ محمَّداً عبْدُهُ ورَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِأَمْرِهِ صَادِعاً وبِذِكْرِهِ نَاطِقاً، فَأَدّى أَمِيناً وَمَضى رَشِيداً، وَخَلَّفَ فينا رَايَةَ الحَقِّ مَنْ تَقَدَّمَها مَرَقَ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْها زَهَقَ وَمَنْ لَزِمَها لَحِقَ، دَليلُها مَكيثُ الكَلامِ بَطِيءُ القيامِ سَـريعٌ إِذا قَامَ، فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ، وَأَشْـرتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ جاءَهُ المَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ، فَلَبِثْتُمْ بَعْْدَهُ ما شَاءَ اللّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اللّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ نَشْـرَكُمْ، فَلا تَطْمَعُوا في غَيْـرِ مُقْبِلٍ ولا تَيْأَسُوا مِنْ مُدْبِرٍ، فَإِنَّ المُدْبِرَ عَسَـى أنْ تَزِلَّ بِهِ إِحْدَى قائِمَتَيْهِ وَتَثْبُتَ الاَُخْرى، فَتَرْجِعَا حَتَّى تَثْبُتَا جَمِيعاً.
ألا إنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَـاءِ إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأنَّكُمْ قَدْ تَكامَلَتْ مِنَ اللّهِ فِيكُمُ الصَّنائِعُ، وَأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأمَلُونَ» (2)
_______________________
(1) شرح ابن أبي الحديد: 7|96 ـ 100، نهج البلاغة: 146ـ 147، خطبة (101)، شرح ابن ميثم: 3|9 و 12.
(2) البحار: 51|120، منهاج البراعة: 7|156، شرح ابن ميثم: 3|6 خطبة (97)،
__________________
لحكمة ( 209 ) وَ قَالَ ع : لَتَعْطِفَنَّ اَلدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ اَلضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا وَ تَلاَ عَقِيبَ ذَلِكَ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ اَلْوارِثِينَ 28 : 5 2 .
أقول : روى المصنّف في ( خصائصه ) عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : لتعطفنّ الدّنيا . . . 3 و روى الكراجكي في ( كنزه ) عن ربيعة بن ناجد قال : سمعت عليّا عليه السّلام يقول في هذه الآية : و نريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض . . . 4 :
« لتعطفنّ هذه الدّنيا على أهل البيت كما تعطف الضّروس على ولدها » 5 .
« لتعطفنّ الدّنيا بعد شماسها » في ( الصحاح ) : شمس الفرس شموسا و شماسا ، أي : منع ظهره 6 .
« عطف الضّروس على ولدها » في ( الصحاح ) : ناقة ضروس : سيّئة الخلق تعضّ حالبها . و منه قولهم : هي بجنّ ضراسها . أي : بحدثان نتاجها ، و إذا كانت كذلك حامت عن ولدها ، قال بشر :
-----------
( 1 ) رواه الكشي في معرفة الرجال ( اختياره ) : 50 ، و احتجاج الطبرسي في الاحتجاج : 297 ، و النقل بتصرف في اللفظ ،
و الآية 30 من سورة التوبة .
-----------
( 2 ) القصص : 5 .
-----------
( 3 ) خصائص الأئمة للشريف الرضي : 40 .
-----------
( 4 ) القصص : 5 .
-----------
( 5 ) رواه شرف الدين في كنز جامع الفوائد عنه البحار 24 : 170 ح 5 ، و لم يخرجه الكراجكي في كنزه بل الظاهر أنّ الشارح توهّم أنّ رمز « كنز » في البحار يشير إلى كنز الكراجكي .
|
تعليق