الوكلاء أو السفراء
ما ذكره الصدوق في إكمال الدين مروياً عن أبي علي الاسدي عن ابيه عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عدداً من الوكلاء حيث قال : في بغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار ومن الكوفة العاصمي ومن أهل الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن أهل قم احمد بن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن أهل الري الشامي والاسدي ومن أهل أذربيجان القاسم بن العلا ومن نيشابور محمد بن شاذان ألنعيمي وقد فصلهم السيد الصدر (قدس سره )بموسوعته كما يلي :-
العمري : هو الشيخ عثمان بن سعيد السفير الأول عن الامام المهدي (عليه السلام ) .
الشيخ محمد بن عثمان العمري وهو السفير الثاني
حاجز بن يزيد الملقب بالوشا وقد روي فيه الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن حميد ، قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئاً ثم صرت إلى العسكر ـ يعني سامراء ـ فخرج اليّ : ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ، ترد ما معك الى حاجز بن يزيد .
وروي الكليني بسنده عن محمد بن الحسن الكاتب المحروزي انه قال : وجهت الى حاجز الوشا مائتي دينار وكتبت الى الغريم بذلك فخرج الوصول ، وذكر انه كان قبلي الف دينار واني وجهت اليه مائتي دينار ، وقال ان أردت ان تعامل احد فعليك بأبي الحسن الاسدي بالري ، فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه ـ بعد يومين أو ثلاثة ... الخ الحديث وهذا الحديث يدلنا على عدة أمور: -
الأول :انه كانت العادة إن يوصل الناس جملة من الأمور التي للإمام (عليه السلام ) إلى حاجز الوشاة ومن هنا وجه إليه المروري مائتي دينار .
الثاني : إن الوشا ذو طرق مضبوط مضمون الى الهدى عليه السلام بحيث يخرج به الوصول .
الثالث : الدلالة على وكالة حاجز بقرينة التحويل على ابي الحسن الاسدي بعد موته ولا شك ان الاسدي هذا كان من الوكلاء على ما سنذكر بعد قليل .
البلالي وهو ابو طاهر محمد بن علي بن بلال وقد عرفنا ان بن طاووس عده من السفراء المعروفين في الغيبة الصغرى الذين لا يختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (عليه السلام ) فيهم وعبر عنه الامام المهدي (عليه السلام ) في بعض توقيعاته ( بأنه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ) . وذكره الصدوق في قائمة الوكلاء كما سمعنا وروي فيه احاديث عرفناها فيما سبق مما يدل على انه وكيلاً صالحاً في مبدأ امره ثم انحرف وفسد حاله بعد ذلك (حسب رأي السيد الصدر ).
محمد بن يحيى العطار وابنه محمد بن احمد بن يحيى
العاصمي من الوكلاء ايضاً بأعتبار النص الذي ذكرناه عن الصدوق وهذا اللقب اسم لشخصين احدهما : عيسى بن جعفر بن عاصم وقد دعا له ابو
الحسن الامام الهادي ( عليه السلام )،
وثانيهما :أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ابو عبد الله يقال له العاصمي كان ثقة في الحديث سالماً خيرا أصله كوفي وسكن بغداد ، روى عن الشيوخ الكوفيون له كتب منها كتاب النجوم وكتاب مواليد الائمة واعمارهم وكلاهما لم يوسم بالوكالةاوالسفارة ولم يعلم معاصرته للغيبة الصغرى فتبقى رواية الصدوق وحدها دالة على ذلك
محمد بن إبراهيم بن مهزيار : عده بن طاووس من السفراء والابواب المعروفين الذي لا يختلف الامامية القائلون بأمامة الحسن بن علي فيهم ، وروى الشيخ في الغيبة بسنده الى الشيخ الكليني مرفوعاً الى محمد بن ابراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي ابي محمد ـالحسن العسكري عليه السلام ـ وكان اجتمع عند ابي مال جليل فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعاً له فوعك وعكً شديداً فقال يا بني ردني ردني فهو الموت وأتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق واكتري داراً على الشط ولا أخبر أحداً فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد (عليه السلام )أنفذته وإلا تصدقت به فقدمت الى العراق واكتريت داراً على الشط وبقيت أياماً فإذا انا برسول معه رقعة فيها :- يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا حتى قص عليّ جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمت المال الى الرسول وبقيت اياماً لا يرفع لي رأس فأعتمت فخرج الي : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
فنرى ان محمد بن ابراهيم هذا قد شك في بعد وفاة الامام العسكري (عليه السلام ) لبعد المزار وغموض الحال فيمن يكون اماماً بعده فكان بينه وبين تسليم المال الى المصدر الوثيق تلك العلامة التي كان كل إمام يعطيها عند مقابلته الاولى كما عرفنا في شأن الامامين العسكريين (عليهما السلام ) وهي ذكر الامام لأوصاف المال تفصيلاً قبل ان يطلع عليه حساً وقد سمعنا كيف ان الوفود التي تحمل المال تجعل هذه العلامة محكاً في أثبات الامامة فلا يسلموه الا لمن اعطى هذه الأوصاف وقد قام الإمام المهد ي(عليه السلام ) بذلك أمام وفد القميين الذي عرفناه . وكرر الآن عن طريق رسوله ليزول الشك عن بن مهزيار ويطمئن الى تسليم المال الى ركن وثيق وقد قدِم من الأهواز إلى العراق لأجل ذلك وسلم المال بحقه وخرج إليه من قبل الإمام المهدي (عليه السلام ) : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
وهذا النص ظاهر بتعينه للوكالة كما كان أبوه وكيلاً وكان ينوي انه لم يجد العلامة المعينة المتفق عليها أن يتصدق بالمال وهذا هو الأنسب بحال هذا الرجل الجليل. دونما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد من قوله : فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام أبي محمد أنفذته ولا أنفقته في ملاذي وشهواتي ولا مارواه الطبرسي من قوله : ولا قصفت به فأنه مناف لجلالة قدره وتنصيبه وكيلاً بعد ابيه كما دل عليه نفس الحديث الذي روياه فإن مَن له نية القصف والملذات لا يكون أهلا لهذه الوكالة الكبرى البتة .
أحمد بن إسحاق بعد سعد بن مالك بن الاحوص الأشعري .
أبو علي ألقمي وكان وافد القميين ، روى عن ابي جعفر الثاني – يعني الإمام الجواد عليه السلام – وأبي الحسن –الهادي عليه السلام –وكان من خاصة أبي محمد – العسكري عليه السلام – له كتب منها كتاب علل الصلاة ، كبير .ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالث (عليه السلام )، عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من قبل الأصل .
قال: منهم أحمد بن إسحاق وجماعة، خرج التوقيع في مدحهم.وروى بسنده عن أبي محمد الرازي قال : كنت واحمد بن أبي عبد الله بالعسكر – يعني سامراء – فورد علينا من قِبل الرجل – يعني الإمام المهدي عليه السلام – فقال : حمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد اله مداني واحد بن حمزة بن اليسع ثقات ، وكان احمد بن إسحاق هذا من الخاصة الذين عرض الإمام العسكري (عليه السلام) عليهم ولده المهدي (عليه السلام ) وأعطاه الأطروحة الكاملة لفكرة الغيبة مع البرهنة على إمكانها والتنظير بحال الأنبياء السابقين ، كما سمعنا فيما سبق وكان قد بشره الإمام العسكري (عليه السلام ) بولادة المهدي (عليه السلام ) إذ أرسل إليه توقيعاً بالخط الذي ترد به التوقيعات يقول فيه : ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً ،فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والمولى لولايته ،أحببنا إعلامك ليسرك الله به مثل ما سرنا به والسلام .
وكل ذلك يدل على انه من خاصة الخاصة الموثقين عند الأئمة المعصومين (عليهم السلام ) ، والإخبار في ذلك كثيرة لا حاجة الى استقصائها في هذا المجال ، وأما تاريخ ميلاده ووفاته فلا يكاد يكون معروفاً إلا بمقدار معرفة تواريخ الأئمة (عليهم السلام ) الذي كان معاصراً لهم ، وأما وكالته في عهد الغيبة الصغرى فهي تثبت برواية الصدوق التي أسلفناها .
محمد بن صالح : بن محمد الهمداني ، الدهقان ، من أصحاب العسكري (عليه السلام ) وكيل الناحية ، يدل على ذلك ما ذكره الامام المهدي (عليه السلام ) نفسه في توقيع له لإسحاق بن أسماعيل يقول فيه : (فإذا وردت بغداد فأقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ).ولعله هو المقصود من قول المهدي (عليه السلام ) في بعض بياناته : ( ولقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته ، فأبدل الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل فعالجه الله بالنقمة ولم يمهله .
الشامي : غير معروف النسب كان من أهل الري وكان من وكلاء القائم .
الاسدي : محمد بن جعفر بن محمد بن عون ، الاسدي الرازي كان من احد الأبواب يكنى أبا الحسين له كتاب الرد على أهل الاستطالة .
الكوفي : يقال له محمد بن أبي عبد الله ، كان ثقة صحيح الحديث ، إلا انه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه ،روى عنه احمد بن محمد بن عيسى ومات ليلة الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة أثني عشرة وثلاث مائة . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل منهم : أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله . وروي عن صالح بن أبي صالح ، قال : سألني بعض الناس سنة تسعين ومائتين قبض شيء فامتنعت من ذلك ، وكتبت – يعني الى المهدي (عليه السلام ) –أستطلع الرأي ،فأتاني الجواب : بالرأي محمد بن جعفر العربي ، فليدفع أليه فأنه من ثقاتنا .
وقد سمعنا إن الامام المهدي (عليه السلام ) ، نصب الاسدي هذا وكيلاً بعد موت حاجز الوشا .
وروى أيضاً عن ابي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال : عزمت على الحج وتأهبت فورد عليّ – يعني من المهدي عليه السلام -: ( نحن لذلك كارهون ) فضاق صدري وأغتممت وكتبت : أنا مقيم بالسمع والطاعة .
غير أني بتخلفي عن الحج ، فوقع : لا يضيقن صدرك فأنك تحجين قابل ، فلما كان من قابل إستاذنت فورد الجواب – يعني بالاذن بالسفر – فكتبت : أني عادلت محمد بن العباس وان واثق بديانته وصيانته . فورد الجواب : الاسدي نعم العديل ،فإن قدم فلا تختر عليه . قال فقدم الاسدي فعادلته، ومات الاسدي على ظاهر العدالة ، لم يتغير ولم يطعن فيه في شهر ربيع الاخرة سنةأثنتي عشر وثلاثمائة .
روي عن محمد بن شاذان النيشابوري قال : أجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهماً ، فلم أحب ان ينقص هذا المقدار ، فوزنت من عندي عشرين درهماً ودفعتها للاسدي ولم أكتب بخبر نقصانها واني أتممتها بمالي – فورد الجواب – أي من الناحية –قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون .
القاسم بن العلا : من أهل أذربيجان ، قال بن طاووس : أنه من وكلاء الناحية يكنى بأبي محمد ، روي عنه انه قال : ولد لي عدة بنين فكنت اكتب – يعني إلى الناحية – وأسال الدعاء لهم ، فلا يكتب إلي بشيء من أمرهم ، فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسين ابني كتبت أسال الدعاء ، وأحببت وبقي والحمد لله .
وقد اشرنا إلى هذه الرواية في مناسبة سابقة ، عمر مائة وسبع عشر سنة منه ثمانون صحيح العينين لقي الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام ) ، وأصيب بالعمى بعد الثمانون وكان مقيماً بمدينة ألران من ارض أذربيجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان إليه في زمان أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده في زمان أبي القاسم بن روح قدس الله روحهما .
يتبع رجاء
ما ذكره الصدوق في إكمال الدين مروياً عن أبي علي الاسدي عن ابيه عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عدداً من الوكلاء حيث قال : في بغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار ومن الكوفة العاصمي ومن أهل الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن أهل قم احمد بن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن أهل الري الشامي والاسدي ومن أهل أذربيجان القاسم بن العلا ومن نيشابور محمد بن شاذان ألنعيمي وقد فصلهم السيد الصدر (قدس سره )بموسوعته كما يلي :-
العمري : هو الشيخ عثمان بن سعيد السفير الأول عن الامام المهدي (عليه السلام ) .
الشيخ محمد بن عثمان العمري وهو السفير الثاني
حاجز بن يزيد الملقب بالوشا وقد روي فيه الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن حميد ، قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئاً ثم صرت إلى العسكر ـ يعني سامراء ـ فخرج اليّ : ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ، ترد ما معك الى حاجز بن يزيد .
وروي الكليني بسنده عن محمد بن الحسن الكاتب المحروزي انه قال : وجهت الى حاجز الوشا مائتي دينار وكتبت الى الغريم بذلك فخرج الوصول ، وذكر انه كان قبلي الف دينار واني وجهت اليه مائتي دينار ، وقال ان أردت ان تعامل احد فعليك بأبي الحسن الاسدي بالري ، فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه ـ بعد يومين أو ثلاثة ... الخ الحديث وهذا الحديث يدلنا على عدة أمور: -
الأول :انه كانت العادة إن يوصل الناس جملة من الأمور التي للإمام (عليه السلام ) إلى حاجز الوشاة ومن هنا وجه إليه المروري مائتي دينار .
الثاني : إن الوشا ذو طرق مضبوط مضمون الى الهدى عليه السلام بحيث يخرج به الوصول .
الثالث : الدلالة على وكالة حاجز بقرينة التحويل على ابي الحسن الاسدي بعد موته ولا شك ان الاسدي هذا كان من الوكلاء على ما سنذكر بعد قليل .
البلالي وهو ابو طاهر محمد بن علي بن بلال وقد عرفنا ان بن طاووس عده من السفراء المعروفين في الغيبة الصغرى الذين لا يختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (عليه السلام ) فيهم وعبر عنه الامام المهدي (عليه السلام ) في بعض توقيعاته ( بأنه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ) . وذكره الصدوق في قائمة الوكلاء كما سمعنا وروي فيه احاديث عرفناها فيما سبق مما يدل على انه وكيلاً صالحاً في مبدأ امره ثم انحرف وفسد حاله بعد ذلك (حسب رأي السيد الصدر ).
محمد بن يحيى العطار وابنه محمد بن احمد بن يحيى
العاصمي من الوكلاء ايضاً بأعتبار النص الذي ذكرناه عن الصدوق وهذا اللقب اسم لشخصين احدهما : عيسى بن جعفر بن عاصم وقد دعا له ابو
الحسن الامام الهادي ( عليه السلام )،
وثانيهما :أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ابو عبد الله يقال له العاصمي كان ثقة في الحديث سالماً خيرا أصله كوفي وسكن بغداد ، روى عن الشيوخ الكوفيون له كتب منها كتاب النجوم وكتاب مواليد الائمة واعمارهم وكلاهما لم يوسم بالوكالةاوالسفارة ولم يعلم معاصرته للغيبة الصغرى فتبقى رواية الصدوق وحدها دالة على ذلك
محمد بن إبراهيم بن مهزيار : عده بن طاووس من السفراء والابواب المعروفين الذي لا يختلف الامامية القائلون بأمامة الحسن بن علي فيهم ، وروى الشيخ في الغيبة بسنده الى الشيخ الكليني مرفوعاً الى محمد بن ابراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي ابي محمد ـالحسن العسكري عليه السلام ـ وكان اجتمع عند ابي مال جليل فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعاً له فوعك وعكً شديداً فقال يا بني ردني ردني فهو الموت وأتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق واكتري داراً على الشط ولا أخبر أحداً فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد (عليه السلام )أنفذته وإلا تصدقت به فقدمت الى العراق واكتريت داراً على الشط وبقيت أياماً فإذا انا برسول معه رقعة فيها :- يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا حتى قص عليّ جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمت المال الى الرسول وبقيت اياماً لا يرفع لي رأس فأعتمت فخرج الي : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
فنرى ان محمد بن ابراهيم هذا قد شك في بعد وفاة الامام العسكري (عليه السلام ) لبعد المزار وغموض الحال فيمن يكون اماماً بعده فكان بينه وبين تسليم المال الى المصدر الوثيق تلك العلامة التي كان كل إمام يعطيها عند مقابلته الاولى كما عرفنا في شأن الامامين العسكريين (عليهما السلام ) وهي ذكر الامام لأوصاف المال تفصيلاً قبل ان يطلع عليه حساً وقد سمعنا كيف ان الوفود التي تحمل المال تجعل هذه العلامة محكاً في أثبات الامامة فلا يسلموه الا لمن اعطى هذه الأوصاف وقد قام الإمام المهد ي(عليه السلام ) بذلك أمام وفد القميين الذي عرفناه . وكرر الآن عن طريق رسوله ليزول الشك عن بن مهزيار ويطمئن الى تسليم المال الى ركن وثيق وقد قدِم من الأهواز إلى العراق لأجل ذلك وسلم المال بحقه وخرج إليه من قبل الإمام المهدي (عليه السلام ) : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
وهذا النص ظاهر بتعينه للوكالة كما كان أبوه وكيلاً وكان ينوي انه لم يجد العلامة المعينة المتفق عليها أن يتصدق بالمال وهذا هو الأنسب بحال هذا الرجل الجليل. دونما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد من قوله : فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام أبي محمد أنفذته ولا أنفقته في ملاذي وشهواتي ولا مارواه الطبرسي من قوله : ولا قصفت به فأنه مناف لجلالة قدره وتنصيبه وكيلاً بعد ابيه كما دل عليه نفس الحديث الذي روياه فإن مَن له نية القصف والملذات لا يكون أهلا لهذه الوكالة الكبرى البتة .
أحمد بن إسحاق بعد سعد بن مالك بن الاحوص الأشعري .
أبو علي ألقمي وكان وافد القميين ، روى عن ابي جعفر الثاني – يعني الإمام الجواد عليه السلام – وأبي الحسن –الهادي عليه السلام –وكان من خاصة أبي محمد – العسكري عليه السلام – له كتب منها كتاب علل الصلاة ، كبير .ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالث (عليه السلام )، عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من قبل الأصل .
قال: منهم أحمد بن إسحاق وجماعة، خرج التوقيع في مدحهم.وروى بسنده عن أبي محمد الرازي قال : كنت واحمد بن أبي عبد الله بالعسكر – يعني سامراء – فورد علينا من قِبل الرجل – يعني الإمام المهدي عليه السلام – فقال : حمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد اله مداني واحد بن حمزة بن اليسع ثقات ، وكان احمد بن إسحاق هذا من الخاصة الذين عرض الإمام العسكري (عليه السلام) عليهم ولده المهدي (عليه السلام ) وأعطاه الأطروحة الكاملة لفكرة الغيبة مع البرهنة على إمكانها والتنظير بحال الأنبياء السابقين ، كما سمعنا فيما سبق وكان قد بشره الإمام العسكري (عليه السلام ) بولادة المهدي (عليه السلام ) إذ أرسل إليه توقيعاً بالخط الذي ترد به التوقيعات يقول فيه : ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً ،فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والمولى لولايته ،أحببنا إعلامك ليسرك الله به مثل ما سرنا به والسلام .
وكل ذلك يدل على انه من خاصة الخاصة الموثقين عند الأئمة المعصومين (عليهم السلام ) ، والإخبار في ذلك كثيرة لا حاجة الى استقصائها في هذا المجال ، وأما تاريخ ميلاده ووفاته فلا يكاد يكون معروفاً إلا بمقدار معرفة تواريخ الأئمة (عليهم السلام ) الذي كان معاصراً لهم ، وأما وكالته في عهد الغيبة الصغرى فهي تثبت برواية الصدوق التي أسلفناها .
محمد بن صالح : بن محمد الهمداني ، الدهقان ، من أصحاب العسكري (عليه السلام ) وكيل الناحية ، يدل على ذلك ما ذكره الامام المهدي (عليه السلام ) نفسه في توقيع له لإسحاق بن أسماعيل يقول فيه : (فإذا وردت بغداد فأقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ).ولعله هو المقصود من قول المهدي (عليه السلام ) في بعض بياناته : ( ولقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته ، فأبدل الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل فعالجه الله بالنقمة ولم يمهله .
الشامي : غير معروف النسب كان من أهل الري وكان من وكلاء القائم .
الاسدي : محمد بن جعفر بن محمد بن عون ، الاسدي الرازي كان من احد الأبواب يكنى أبا الحسين له كتاب الرد على أهل الاستطالة .
الكوفي : يقال له محمد بن أبي عبد الله ، كان ثقة صحيح الحديث ، إلا انه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه ،روى عنه احمد بن محمد بن عيسى ومات ليلة الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة أثني عشرة وثلاث مائة . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل منهم : أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله . وروي عن صالح بن أبي صالح ، قال : سألني بعض الناس سنة تسعين ومائتين قبض شيء فامتنعت من ذلك ، وكتبت – يعني الى المهدي (عليه السلام ) –أستطلع الرأي ،فأتاني الجواب : بالرأي محمد بن جعفر العربي ، فليدفع أليه فأنه من ثقاتنا .
وقد سمعنا إن الامام المهدي (عليه السلام ) ، نصب الاسدي هذا وكيلاً بعد موت حاجز الوشا .
وروى أيضاً عن ابي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال : عزمت على الحج وتأهبت فورد عليّ – يعني من المهدي عليه السلام -: ( نحن لذلك كارهون ) فضاق صدري وأغتممت وكتبت : أنا مقيم بالسمع والطاعة .
غير أني بتخلفي عن الحج ، فوقع : لا يضيقن صدرك فأنك تحجين قابل ، فلما كان من قابل إستاذنت فورد الجواب – يعني بالاذن بالسفر – فكتبت : أني عادلت محمد بن العباس وان واثق بديانته وصيانته . فورد الجواب : الاسدي نعم العديل ،فإن قدم فلا تختر عليه . قال فقدم الاسدي فعادلته، ومات الاسدي على ظاهر العدالة ، لم يتغير ولم يطعن فيه في شهر ربيع الاخرة سنةأثنتي عشر وثلاثمائة .
روي عن محمد بن شاذان النيشابوري قال : أجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهماً ، فلم أحب ان ينقص هذا المقدار ، فوزنت من عندي عشرين درهماً ودفعتها للاسدي ولم أكتب بخبر نقصانها واني أتممتها بمالي – فورد الجواب – أي من الناحية –قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون .
القاسم بن العلا : من أهل أذربيجان ، قال بن طاووس : أنه من وكلاء الناحية يكنى بأبي محمد ، روي عنه انه قال : ولد لي عدة بنين فكنت اكتب – يعني إلى الناحية – وأسال الدعاء لهم ، فلا يكتب إلي بشيء من أمرهم ، فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسين ابني كتبت أسال الدعاء ، وأحببت وبقي والحمد لله .
وقد اشرنا إلى هذه الرواية في مناسبة سابقة ، عمر مائة وسبع عشر سنة منه ثمانون صحيح العينين لقي الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام ) ، وأصيب بالعمى بعد الثمانون وكان مقيماً بمدينة ألران من ارض أذربيجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان إليه في زمان أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده في زمان أبي القاسم بن روح قدس الله روحهما .
يتبع رجاء
تعليق