إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوكلاء او السفراء للامام المهدي (ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوكلاء او السفراء للامام المهدي (ع)

    الوكلاء أو السفراء


    ما ذكره الصدوق في إكمال الدين مروياً عن أبي علي الاسدي عن ابيه عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عدداً من الوكلاء حيث قال : في بغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار ومن الكوفة العاصمي ومن أهل الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن أهل قم احمد بن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن أهل الري الشامي والاسدي ومن أهل أذربيجان القاسم بن العلا ومن نيشابور محمد بن شاذان ألنعيمي وقد فصلهم السيد الصدر (قدس سره )بموسوعته كما يلي :-
    العمري : هو الشيخ عثمان بن سعيد السفير الأول عن الامام المهدي (عليه السلام ) .
    الشيخ محمد بن عثمان العمري وهو السفير الثاني
    حاجز بن يزيد الملقب بالوشا وقد روي فيه الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن حميد ، قال شككت في أمر حاجز فجمعت شيئاً ثم صرت إلى العسكر ـ يعني سامراء ـ فخرج اليّ : ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ، ترد ما معك الى حاجز بن يزيد .
    وروي الكليني بسنده عن محمد بن الحسن الكاتب المحروزي انه قال : وجهت الى حاجز الوشا مائتي دينار وكتبت الى الغريم بذلك فخرج الوصول ، وذكر انه كان قبلي الف دينار واني وجهت اليه مائتي دينار ، وقال ان أردت ان تعامل احد فعليك بأبي الحسن الاسدي بالري ، فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه ـ بعد يومين أو ثلاثة ... الخ الحديث وهذا الحديث يدلنا على عدة أمور: -
    الأول :انه كانت العادة إن يوصل الناس جملة من الأمور التي للإمام (عليه السلام ) إلى حاجز الوشاة ومن هنا وجه إليه المروري مائتي دينار .
    الثاني : إن الوشا ذو طرق مضبوط مضمون الى الهدى عليه السلام بحيث يخرج به الوصول .
    الثالث : الدلالة على وكالة حاجز بقرينة التحويل على ابي الحسن الاسدي بعد موته ولا شك ان الاسدي هذا كان من الوكلاء على ما سنذكر بعد قليل .

    البلالي وهو ابو طاهر محمد بن علي بن بلال وقد عرفنا ان بن طاووس عده من السفراء المعروفين في الغيبة الصغرى الذين لا يختلف الامامية القائلون بإمامة الحسن بن علي (عليه السلام ) فيهم وعبر عنه الامام المهدي (عليه السلام ) في بعض توقيعاته ( بأنه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ) . وذكره الصدوق في قائمة الوكلاء كما سمعنا وروي فيه احاديث عرفناها فيما سبق مما يدل على انه وكيلاً صالحاً في مبدأ امره ثم انحرف وفسد حاله بعد ذلك (حسب رأي السيد الصدر ).

    محمد بن يحيى العطار وابنه محمد بن احمد بن يحيى
    العاصمي من الوكلاء ايضاً بأعتبار النص الذي ذكرناه عن الصدوق وهذا اللقب اسم لشخصين احدهما : عيسى بن جعفر بن عاصم وقد دعا له ابو
    الحسن الامام الهادي ( عليه السلام )،
    وثانيهما :أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ابو عبد الله يقال له العاصمي كان ثقة في الحديث سالماً خيرا أصله كوفي وسكن بغداد ، روى عن الشيوخ الكوفيون له كتب منها كتاب النجوم وكتاب مواليد الائمة واعمارهم وكلاهما لم يوسم بالوكالةاوالسفارة ولم يعلم معاصرته للغيبة الصغرى فتبقى رواية الصدوق وحدها دالة على ذلك
    محمد بن إبراهيم بن مهزيار : عده بن طاووس من السفراء والابواب المعروفين الذي لا يختلف الامامية القائلون بأمامة الحسن بن علي فيهم ، وروى الشيخ في الغيبة بسنده الى الشيخ الكليني مرفوعاً الى محمد بن ابراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي ابي محمد ـالحسن العسكري عليه السلام ـ وكان اجتمع عند ابي مال جليل فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعاً له فوعك وعكً شديداً فقال يا بني ردني ردني فهو الموت وأتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصي بشي غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق واكتري داراً على الشط ولا أخبر أحداً فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد (عليه السلام )أنفذته وإلا تصدقت به فقدمت الى العراق واكتريت داراً على الشط وبقيت أياماً فإذا انا برسول معه رقعة فيها :- يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا حتى قص عليّ جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمت المال الى الرسول وبقيت اياماً لا يرفع لي رأس فأعتمت فخرج الي : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
    فنرى ان محمد بن ابراهيم هذا قد شك في بعد وفاة الامام العسكري (عليه السلام ) لبعد المزار وغموض الحال فيمن يكون اماماً بعده فكان بينه وبين تسليم المال الى المصدر الوثيق تلك العلامة التي كان كل إمام يعطيها عند مقابلته الاولى كما عرفنا في شأن الامامين العسكريين (عليهما السلام ) وهي ذكر الامام لأوصاف المال تفصيلاً قبل ان يطلع عليه حساً وقد سمعنا كيف ان الوفود التي تحمل المال تجعل هذه العلامة محكاً في أثبات الامامة فلا يسلموه الا لمن اعطى هذه الأوصاف وقد قام الإمام المهد ي(عليه السلام ) بذلك أمام وفد القميين الذي عرفناه . وكرر الآن عن طريق رسوله ليزول الشك عن بن مهزيار ويطمئن الى تسليم المال الى ركن وثيق وقد قدِم من الأهواز إلى العراق لأجل ذلك وسلم المال بحقه وخرج إليه من قبل الإمام المهدي (عليه السلام ) : قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله .
    وهذا النص ظاهر بتعينه للوكالة كما كان أبوه وكيلاً وكان ينوي انه لم يجد العلامة المعينة المتفق عليها أن يتصدق بالمال وهذا هو الأنسب بحال هذا الرجل الجليل. دونما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد من قوله : فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيام أبي محمد أنفذته ولا أنفقته في ملاذي وشهواتي ولا مارواه الطبرسي من قوله : ولا قصفت به فأنه مناف لجلالة قدره وتنصيبه وكيلاً بعد ابيه كما دل عليه نفس الحديث الذي روياه فإن مَن له نية القصف والملذات لا يكون أهلا لهذه الوكالة الكبرى البتة .
    أحمد بن إسحاق بعد سعد بن مالك بن الاحوص الأشعري .
    أبو علي ألقمي وكان وافد القميين ، روى عن ابي جعفر الثاني – يعني الإمام الجواد عليه السلام – وأبي الحسن –الهادي عليه السلام –وكان من خاصة أبي محمد – العسكري عليه السلام – له كتب منها كتاب علل الصلاة ، كبير .ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالث (عليه السلام )، عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من قبل الأصل .
    قال: منهم أحمد بن إسحاق وجماعة، خرج التوقيع في مدحهم.وروى بسنده عن أبي محمد الرازي قال : كنت واحمد بن أبي عبد الله بالعسكر – يعني سامراء – فورد علينا من قِبل الرجل – يعني الإمام المهدي عليه السلام – فقال : حمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد اله مداني واحد بن حمزة بن اليسع ثقات ، وكان احمد بن إسحاق هذا من الخاصة الذين عرض الإمام العسكري (عليه السلام) عليهم ولده المهدي (عليه السلام ) وأعطاه الأطروحة الكاملة لفكرة الغيبة مع البرهنة على إمكانها والتنظير بحال الأنبياء السابقين ، كما سمعنا فيما سبق وكان قد بشره الإمام العسكري (عليه السلام ) بولادة المهدي (عليه السلام ) إذ أرسل إليه توقيعاً بالخط الذي ترد به التوقيعات يقول فيه : ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً وعن جميع الناس مكتوماً ،فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والمولى لولايته ،أحببنا إعلامك ليسرك الله به مثل ما سرنا به والسلام .
    وكل ذلك يدل على انه من خاصة الخاصة الموثقين عند الأئمة المعصومين (عليهم السلام ) ، والإخبار في ذلك كثيرة لا حاجة الى استقصائها في هذا المجال ، وأما تاريخ ميلاده ووفاته فلا يكاد يكون معروفاً إلا بمقدار معرفة تواريخ الأئمة (عليهم السلام ) الذي كان معاصراً لهم ، وأما وكالته في عهد الغيبة الصغرى فهي تثبت برواية الصدوق التي أسلفناها .
    محمد بن صالح : بن محمد الهمداني ، الدهقان ، من أصحاب العسكري (عليه السلام ) وكيل الناحية ، يدل على ذلك ما ذكره الامام المهدي (عليه السلام ) نفسه في توقيع له لإسحاق بن أسماعيل يقول فيه : (فإذا وردت بغداد فأقرأه على الدهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ).ولعله هو المقصود من قول المهدي (عليه السلام ) في بعض بياناته : ( ولقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته ، فأبدل الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل فعالجه الله بالنقمة ولم يمهله .
    الشامي : غير معروف النسب كان من أهل الري وكان من وكلاء القائم .
    الاسدي : محمد بن جعفر بن محمد بن عون ، الاسدي الرازي كان من احد الأبواب يكنى أبا الحسين له كتاب الرد على أهل الاستطالة .
    الكوفي : يقال له محمد بن أبي عبد الله ، كان ثقة صحيح الحديث ، إلا انه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه ،روى عنه احمد بن محمد بن عيسى ومات ليلة الخميس لعشر خلون من جمادي الأولى سنة أثني عشرة وثلاث مائة . قال الشيخ في الغيبة : وكان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل منهم : أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله . وروي عن صالح بن أبي صالح ، قال : سألني بعض الناس سنة تسعين ومائتين قبض شيء فامتنعت من ذلك ، وكتبت – يعني الى المهدي (عليه السلام ) –أستطلع الرأي ،فأتاني الجواب : بالرأي محمد بن جعفر العربي ، فليدفع أليه فأنه من ثقاتنا .
    وقد سمعنا إن الامام المهدي (عليه السلام ) ، نصب الاسدي هذا وكيلاً بعد موت حاجز الوشا .
    وروى أيضاً عن ابي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال : عزمت على الحج وتأهبت فورد عليّ – يعني من المهدي عليه السلام -: ( نحن لذلك كارهون ) فضاق صدري وأغتممت وكتبت : أنا مقيم بالسمع والطاعة .
    غير أني بتخلفي عن الحج ، فوقع : لا يضيقن صدرك فأنك تحجين قابل ، فلما كان من قابل إستاذنت فورد الجواب – يعني بالاذن بالسفر – فكتبت : أني عادلت محمد بن العباس وان واثق بديانته وصيانته . فورد الجواب : الاسدي نعم العديل ،فإن قدم فلا تختر عليه . قال فقدم الاسدي فعادلته، ومات الاسدي على ظاهر العدالة ، لم يتغير ولم يطعن فيه في شهر ربيع الاخرة سنةأثنتي عشر وثلاثمائة .
    روي عن محمد بن شاذان النيشابوري قال : أجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهماً ، فلم أحب ان ينقص هذا المقدار ، فوزنت من عندي عشرين درهماً ودفعتها للاسدي ولم أكتب بخبر نقصانها واني أتممتها بمالي – فورد الجواب – أي من الناحية –قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون .
    القاسم بن العلا : من أهل أذربيجان ، قال بن طاووس : أنه من وكلاء الناحية يكنى بأبي محمد ، روي عنه انه قال : ولد لي عدة بنين فكنت اكتب – يعني إلى الناحية – وأسال الدعاء لهم ، فلا يكتب إلي بشيء من أمرهم ، فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسين ابني كتبت أسال الدعاء ، وأحببت وبقي والحمد لله .
    وقد اشرنا إلى هذه الرواية في مناسبة سابقة ، عمر مائة وسبع عشر سنة منه ثمانون صحيح العينين لقي الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام ) ، وأصيب بالعمى بعد الثمانون وكان مقيماً بمدينة ألران من ارض أذربيجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان إليه في زمان أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده في زمان أبي القاسم بن روح قدس الله روحهما .
    يتبع رجاء

  • #2
    تكملة الموضوع
    وقد روي الشيخ في الغيبة والراوندي في الخرائج حديثاً مطولاً يحتوي على عدد من التفاصيل منها : ان الامام المهدي ( عليه السلام ) زوده قبل موته بسبعة ثياب للتكفين ، وأخبره انه يموت بعد أربعين يوماً ، فمات في الموعد المعين . ومنها ان ابنه كان شارباً للخمر ، فتاب عنه في ايام ابيه الاخيرة وكان فيما أوصى به : يا بني إن أهلت لهذا الامر ، يعني الوكالة فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيذة ، وسائرها ملك مولاي وإن لم تؤهل له فأطلب خيرك من حيث يتقبل الله ، وقبِلَ الحسن وصيته على ذلك .
    وقد خرج الى القاسم بن العلا توقيعان من لعن بعض المنحرفين كأحمد بن هلال ، محمد بن شاذان : بن نعيم النعيمي النيشابوري . عده ابن طاووس من وكلاء الناحية ، وممن وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه (عليه السلام ) ، وقد اخرج الصدوق في إكمال الدين عنه حديثاً مطولا حول الاجتماع بالمهدي (عليه السلام ) إلا ان الظاهر ، على تشويش في عبارة الحديث إن الذي اجتمع به عليه السلام ليس هو محمد بن شاذان بل غانم ابو سعيد الهندي الذي كان جديد الاسلام وباحثاً عن الحق .
    وفي توقيع صادر عن الإمام المهدي (عليه السلام ) : ( وأما محمد بن شاذان بن نعيم فأنه رجل من شيعتنا أهل البيت ) .
    فهولاء اثني عشر من السفراء والوكلاء عن الامام المهدي (عليه السلام ) عدهم الصدوق في روايته ونضيف الى ذلك جماعة هم :
    أبراهيم بن مهزيار : ابو أسحاق الاهوازي والد محمد بن ابراهيم بن مهزيار وقد سمعنا قول المهدي (عليه السلام ) في توقيعه لمحمد بن ابراهيم : ( قد أقمناك مقام أبيك فأحمد الله ) وهو دال على إن أباه كان وكيلاً للناحية أيضاً . روي عن ولده محمد بن ابراهيم انه قال : أن أبي لما حضرته الوفاة دفع اليّ مالاً وأعطاني علامة ، ولم يعلم بتلك العلامة أحد الا الله عز وجل ، وقال مَن أتاك بهذه العلامة فإدفع اليه المال ، قال : فخرجت الى بغداد ونزلت في خان فلما كان في اليوم الثاني أذ جاء شيخ ودق الباب ، فقلت للغلام : أنظر مَن هذا ؟ فقال : شيخ بالباب ، قلت : أدخل ، فدخل وجلس . فقال : أنا العمري ، هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العالمة . قال : فدفعت أليه المال .
    فوجود أموال الامام عند ابراهيم بن مهزيار ومعرفته بالعالمة السرية التي لا يعلم بها الا الشيخ العمري السفير عن الامام المهدي ( عليه السلام ) بتعليم منه (عليه السلام ) يدل على ان ابراهيم كان وكيلاً عن الناحية المقدسة . وقد عده ابن طاووس من سفراء الصاحب والابواب المعروفين الذين لا يختلف الاثنا عشرية فيهم . له كتاب البشارات .
    محمد بن حفص : بن عمرو ابو جعفر ،أبوه يدعي العمري والجمال وكان وكيلاً لأبي محمد العسكري (عليه السلام) ، وكان وكيل الناحية وكان الامر يدور عليه مما يدل على انه كان له نشاط متزايد بهذا الامر .
    الحسين بن علي بن سفيان : بن خالد بن سفيان ،أبو عبد الله البزوفري شيخ جليل من اصحابنا له كتب . روى الشيخ في الغيبة عن بعض العلويين قال : كنت بمدينة قم فجرى بين اخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده فأنفذوا الى الشيخ – صانه الله وكنت حاضراً عنده –فدفع أليه الكتاب فلم يقرأه ، وأمره ان يذهب الى ابي عبد الله البزوفري – اعزه الله – ليجيب عن الكتاب فصار اليه وانا حاضر، فقال ابو عبد الله : الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا ، فقل له فليجعل اسمه محمد اً . فرجع الرسول الى البلد وعرفهم ووضح عندهم القول وولد الولد وسمي محمد اً وهو يدل بوضوح على استسقاء هذه المعلومات من الامام المهدي (عليه السلام ) ، فيدل على انه كان وكيلاً في الجملة . ومن هنا قال المجلسي في البحار تعليقاً على هذا الخبر (يظهر منه ان البزوفري كان من السفراء).
    الحسين بن روح : بن أبي بحر النوبختي وهو السفير الثالث للامام المهدي (عليه السلام ) ، إلا انه أبان سفارته سلفه الشيخ محمد بن عثمان العمري كان وكيلاً له ينظر في املاكه ، ويلقي بأسراره لرؤساء الشيعة وكان خصيصاً به فحصل في انفس الشيعة محصلاً جليلاً لمعرفتهم بإختصاص بأبي جعفر وتوثيقه عندهم ، ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا المر فمهدت له الحال في طول حياة ابي جعفر الى ان انتهت الوصية بالنص عليه فلم يختلف في أمره ولم يشك فيه احد واصبح العمري قبل موته بسنتين أو ثلاث يحول عليه أموال الامام (عليه السلام ) لكي يعود بالرأي العام ويهيء الجو بالرجوع اليه حين تؤول السفارة اليه كما سبق ان عرفناه .
    أبراهيم ابن محمد الهمداني وكيل الناحية كان معاصراً للامام الجواد (عليه السلام ) وقد كتب له بخطه :وعجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته ، وابشرك بنصر الله عاجلاً وبالأجر آجلاً، وأكثر من حمد الله .
    وروي عنه انه قال : وكتب اليّ :وقد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ...وقد كتبت الى النضر ، أمرته ان ينتهي عنك وعن التعرض لك ولخلافك ، وأعلمته موضعك ، وكتبت الى أيوب أمرته بذلك أيضاً ، وكتبت الى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير الى أمرك ، وأن لا وكيل لي سواك .
    أحمد بن اليسع بن عبد الله القمي وقد ورد توثيقه عن الامام المهدي (عليه السلام ) وهو يدل في الجملة على توكيله والاذن برجوع الناس اليه.
    أيوب بن نوح : بن دراج النخعي ، ابو الحسين كان وكيلاً لابي الحسن الهادي (عليه السلام ) وأبي محمد العسكري (عليه السلام ) . روي الشيخ عن عمر بن سعيد المدائني قال : كنت عند أبي الحسن العسكري (عليه السلام ) بصرياً ،أذ دخل أيوب بن نوح ووقف قدامه ،فأمره بشيء ثم إنصرف وألتفت ألي أبو الحسن (عليه السلام ) وقال : يا عمر إن أحببت ان تنظر الى رجل من أهل الجنة ، فأنظر الى هذا ، أذن فهو جليل المقام مقرب للأئمة (عليهم السلام )ووكيل للأمام الهادي (عليه السلام ) واكمل وكالته عن الامام المهدي (عليه السلام ) فلا يدل عليه الا توثيقه الذي ورد في التوقيع الصادر عنه (عليه السلام )، وهو يدل كما قلنا على توكيله في الجملة والأذن برجوع الناس أليه .
    فهؤلاء طائفة ممن أضطلعوا بمهمة الوكالة عن الامام المهدي (عليه السلام ) في غيبته الصغرى .
    وقد أتضح من ذلك ان فكرة الوكالة وتعدد الوكلاء كانت نافذة المفعول منذ السنوات الاولى للغيبة الصغرى ومنذ أوائل وجود السفارة فقد سمعنا فيما سبق انه بلغ خبر الوكلاء الى عبد الله بن سليمان الوزير فحاول القبض عليهم بحيلة معينة فكان تخطيط الامام المهدي (عليه السلام ) حائلاً له بلوغ غرضه ونجاح خطته ، فإذا علمنا ان عبد الله بن سليمان هذاهو عبيد الله بن سليمان بن وهب الذي وزر للمعتضد أول خلافته وليس في فترة الغيبة الصغرى وزير يكون ابن سليمان قد تولى وزارته في نفس العام لا محالة وهو يصادف الاعوام الاولى لتولي الشيخ محمد بن عثمان العمري السفير الثاني لمهام سفارته ،وظاهر الخبر الذي سمعناه والذي رواه الطبرسي كون نظام الوكلاء لم يكن جديداً حادثاً في ذلك العام وإنما كان التفات السلطات اليه جديدا

    تعليق


    • #3
      نص ما جاء في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم (ع)ص[443]
      - حدثنا محمدبن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوعلي الاسدي، عن أبيه، عن محمدبن أبي عبدالله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهي إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام ورآه من الوكلاء ببغداد: العمري وابنه، حاجز، والبلالي، والعطار.
      ومن الكوفة: العاصمي.
      ومن أهل الاهواز: محمدبن إبراهيم بن مهزيار.
      ومن أهل قم: أحمدبن إسحاق.
      ومن أهل همدان: محمدبن صالح.
      ومن أهل الري: البسامي، والاسدي - يعني نفسه - ومن أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء.
      ومن أهل نيسابور: محمدبن شاذان ومن غير الوكلاء من أهل بغداد: أبوالقاسم بن أبي حليس، وأبوعبدالله الكندي، وأبوعبدالله الجنيدي، وهارون القزاز، والنيلي، وأبوالقاسم بن - دبيس، وأبوعبدالله بن فروخ، ومسرور الطباخ مولي أبي الحسن عليه السلام، وأحمد ومحمد إبنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نيبخت وصاحب النواء، وصاحب الصرة المختومة.
      ومن همدان: محمدبن كشمرد، وجعفربن حمدان، ومحمدبن هارون بن عمران.
      ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمدبن اخية وأبو الحسن.
      ومن إصفهان ابن باذشالة
      ومن الصيمرة: زيدان،
      ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمدبن محمد، و علي بن محمد بن إسحاق، وأبوه، والحسن بن يعقوب.
      ومن أهل الري، القاسم بن - موسى وابنه، وأبومحمد بن هارون.
      وصاحب الحصاة، وعلي بن محمد، ومحمدبن محمد الكليني، وأبوجعفر الرفاء.
      ومن قزوين: مرداس، وعلي بن أحمد ومن فاقتر رجلان.
      ومن شهر زور: ابن الخال.
      ومن فارس: المحروج ومن مرو: صاحب الالف دينار، وصاحب المال والرقعة البيضاء، وأبوثابت.
      ومن نيسابور: محمدبن شعيب ابن صالح.
      ومن اليمن الفضل بن يزيد، والحسن ابنه، والجعفري، وابن الاعجمي والشمشاطي.
      ومن مصر: صاحب المولودين، وصاحب المال بمكة وأبور جاء.
      ومن نصيبين: أبومحمدبن الوجناء
      ومن الاهواز الحصيني

      تعليق


      • #4
        [size="5"]




        نص ما ورد في موسوعة السيد محمد صادق الصدر ج1 ص 610 حول وكلاء الامام المهدي (ع)


        ونحن ذاكرون فيما يلي أسماء من وردنا في التاريخ وكالته في زمن الغيبة الصغرى ،وما نذكره ليس على وجه الحصر إذ لعل عدداً من الوكلاء لم يرد اسمه في التاريخ ،بعد ملاحظة سعة المناطق التي كانوا فيها من البلاد الإسلامية ،وطول المدة التي تناوبوا فيها على احتلال مركز الوكالة خلال سبعين عاماً مدة هذه الفترة ، مما يؤدي إلى اختفاء عدد من الأسماء ، وخاصة في ظروف التكتم والحذر.
        ولعل أحسن نص جامع لأسماء عدد من الوكلاء ،ما ذكره الصدوق في إكمال الدين مروياً عن أبي علي الأسدي عن أبيه عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه ورواه ، من الوكلاء: ببغداد العمري وابنه وحاجز البلالي والعطار ،ومن الكوفة العاصمي ومن أهل الأهواز محمد بن ابراهيم بن مهزيار . ومن أهل قم أحمد بن اسحاق

        ومن اهل همدان محمد بن صالح ومن أهل الري: الشامي، والأسدي - يعني نفسه - .ومن أهل أذربيجان القاسم بن العلا .ومن نيشابور محمد بن شاذان النعيمي .إلى آخر الحديث.
        ونحن نذكرهم فيما يلي على نفس الترتيب الذي ذكره الصدوق .
        ثم نذكر ما وجدناه من أسماء الأشخاص الآخرين الذي نورد النص بوكالتهم في بعض النصوص التاريخية:
        العمري: هو الشيخ عثمان بن سعيد السفير الأول، عن الإمام المهدي عليه السلام .وإنما سمي وكيلاً حاجز بن يزيد ...الملقب بالوشا. روى فيه الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن عبد الحميد ، قال شككت في امر حاجز. فجمعت شيئاً ثم صرت إلى العسكر - يعني سامراء - فخرج إلي : ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا بأمرنا ، ترد ما معك إلى حاجز بن يزيد.
        وروى الكليني بسنده عن محمد بن الحسن الكاتب المحروزي أنه قال :
        وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم بذلك فخرج الوصول، وذكر أنه كان قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه مائتي دينار. وقال :إن اردت أن تعامل أحداً فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري .فورد الخبر بوفاة حاجز - رضي الله عنه- بعد يومين او ثلاثة ..الخ الحديث(1).
        وهذا الحديث يدلنا على عدة أمور :
        الأول: أنه كانت بالعادة أن يوصل الناس جملة من الأموال التي للإمام (ع) إلى حاجز الوشا .ومن هنا وجه إليه المروزي مائتي دينار .
        الثاني : أن الوشا ذو طريق مضبوط مضمون إلى المهدي عليه السلام بحيث يخرج به الوصول.
        الثالث: الدلالة على وكالة حاجز بقرينة التحويل على ابي الحسن الأسدي بعد موته، ولا شك أن الأسدي هذا كان من الوكلاء على ما سنذكر بعد قليل.
        ولم يعلم من أمر حاجز أكثر من ذلك ، فقد أهمل التاريخ تاريخ ولادته ووفاته ومقدار ثقافته وعلاقاته، ونحو ذلك من خصائصه ، ولله في خلقه شؤون.
        البلالي: هو أبو طاهر محمد بن علي بن بلال ، الذي ترجمناه في من ادعى السفارة زوراً، وقد عرفنا أن لبن طاووس عدّة من السفراء المعروفين في الغيبة الصغرى الذين لا يختلف الإمامية القائلون بإمامة الحسن بن علي عليه السلام فيهم وعبر عنه المهدي (ع) في بعض توقيعاته: بانه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه،وذكره الصدوق إلا أن الشيخ في الغيبة ذكره في المذمومين، وروى فيه أحاديث عرفناها فيما سبق .مما يدل على أنه كان وكيلاً صالحاً في مبدأ أمره ثم انحرف وفسد حاله بعد ذلك.
        العطار: ذكره الصدوق في النص السابق من الوكلاء ، ولكننا لم نستطع ان نميز شخصيته لوجود عدد ممن لقب بهذا اللقب، لم يذكر في التاريخ عن أي منهم كونه موسوماً بالسفارة أو الوكالة ، سواء كان معاصراً للزمن الذي نبحث عنه أو لم يكن.
        وهم: محمد بن يحيى العطار وابنه أحمد بن محمد بن يحيى. ويحيى بن المثنى العطار ،والحسن بن زياد العطار. وابراهيم بن خالد العطار وعلي بن عبد الله أبو الحسن العطار ومحمد بن عبد الحميد العطار ومحمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار وداود بن يزيد العطار وغيرهم.
        فغاية ما يثبت من هذه العبارة : أن شخصاً بهذا اللقب كان وكيلاً للناحية في الغيبة الصغرى ،لعله أحد هؤلاء الأشخاص ولعله شخص آخر
        العاصمي: من الوكلاء أيضاً ، باعتبار النص الذي ذكرناه عن الصدوق .وهذا اللقب اسم لشخصين :
        أحدهما : عيسى بن جعفر بن عاصم . وقد دعا له أبو الحسن الإمام الهادي عليه السلام.
        ثانيهما: أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة ، أبو عبد الله ، يقال له: العاصمي. كان ثقة في الحديث سالماً خيراً . أصله كوفي وسكن بغداد .
        روى عن الشيوخ الكوفيين .له كتب منها: كتاب النجوم وكتاب مواليد الأئمة وأعمارهم.
        وكلاهما لم يوسم بالوكالة او السفارة. ولم يعلم معاصرته للغيبة الصغرى ، فتبقى رواية الصدوق وحدها دالة على ذلك.
        محمد بن ابراهيم بن مهزيار: عده ابن طاووس من السفراء والابواب المعروفين الذين لا يختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي فيهم.

        اقول: يريد بالسفير هنا معناه الاعم وهو كل من له ارتباط بالمهدي ولو بالواسطة، وليس المراد كونه سفيراً مباشراً لضرورة انحصار السفراء بالاربعة.
        وروى الشيخ بالغيبة بسنده الى الشيخ الكليني. مرفوعاً الى محمد بن ابراهيم بن مهزيار. قال شككت عند مضي ابي محمد - الحسن العسكري - وكان اجتمع عند ابي مال جليل ، فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعاً له فوعك وعكاً شديداً.فقال: يا بني ردني ردني فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصى إليّ ومات .
        فقلت في لم يكن أبي ليوصي بشيء غير صحيح .أحمل هذا المال إلى العراق واكتري داراً على الشط لا أخبر احداً ، فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد (ع) أنفذته ، وإلا تصدقت به.
        فقدمت العراق واكتريت داراً على الشط ،وبقيت أياماً ، فإذا أنا برسول معه رقعة فيها :يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي، مما لم أحط به علماً. فسلمت المال إلى االرسول، وبقيت أياماً لا يرفع لي رأس ، فاغتممت ، فخرج إليّ : قد أقمناك مقام أبين فاحمد الله.
        فنرى أن محمد بن ابراهيم هذا، قد شك بعد وفاة الإمام العسكري عليه السلام، لبعد لمزار وغموض الحال، فيمن يكون إماماً بعده.
        فكان بينه وبين تسليم المال إلى المصدر الوثيق : تلك العلامة التي كان الإمام يعطيها عند مقابلته الأولى ،كما عرفنا في شأن الإمامين العسكريين (ع) .وهي ذكر الإمام لاوصاف المال تفصيلاً قبل أن يطلع عليه حساً .وقد سمعنا كيف ان الوفود التي تحمل المال تجعل هذه العلامة محكاً في إثبات الإمامة، فلا يسلموه إلا لمن أعطى هذه الأوصاف.
        وقد قام الإمام المهدي بذلك أمام وفد القميين الذي عرفناه ،وكرر الآن إعطاء هذه العلامة عن طريق رسوله ليزول الشك عن ابن مهزيار ويطمئن الى تسليم المال الى ركن وثيق .
        وقد قدم من الاهواز الى العراق لاجل ذلك. وسلم المال بحقه . وخرج إليه من قبل الامام المهدي : قد اقمناك مقام ابيك فاحمد الله ،وهذا النص ظاهر بتعيينه للوكالة ،كما كان ابوه وكيلاً.
        وكان ينوي انه ان لم يجد العلامة المتفق عليها، أن يتصدق بالمال. وهذا هو الأنسب بحال هذا الرجل الجليل .دون ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد من قوله: فإن وضح لي بشيء كوضوحه في أيام أبي محمد (ع) أنفذته وإلا أنفقته في ملاذي وشهواتي ولا ما رواه الطبرسي في قوله: وإلا قصفت به فإنه مناف لجلالة قدره ولتنصيبه وكيلاً بعد أبيه ،كما دل عليه نفس الحديث الذي روياه ،فإن من له نية القصف والملذات لا يكون أهلاً لهذه الوكالة الكبرى البتة.
        أحمد بن اسحق : بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري .أبو علي القمي .وكان وافد القميين ،وروى عن أبي جعفر الثاني - يعني الإمام الجواد - وابي الحسن- الهادي - وكان من خاصة ابي محمد - العسكري عليه السلام له كتب منها : كتاب علل الصلاة ،كبير ومسائل الرجال لابي الحسن الثالث عاش بعد وفاة محمد عليه السلام.

        قال الشيخ في الغيبة: وكان في زمان السفراء المحمودين اقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات ،من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل .
        قال منهم: أحمد بن اسحاق وجماعة ، خرج التوقيع في مدحهم .
        وروى بسنده عن أبي محمد الرازي قال: كنت وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر - يعني سامراء- فورد علينا من قبل الرجل - يعني المهدي - فقال : أحمد بن اسحاق الأشعري وابراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات وكان أحمد بن اسحق هذا ، من الخاصة الذين عرض الإمام العسكري عليهم ولده المهدي ،وأعطاه الأطروحة الكاملة لفكرة الغيبة مع البقال الشيخ في الغيبة :وكان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل .
        منهم :أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رحمه الله .
        وروى عن صالح بن ابي صالح. قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شيء فامتنعت من ذلك ، وكتبت - يعني لى المهدي- استطلع الرأي .فأتاني الجواب: بالري محمد بن جعفر العربي ، فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا.
        وقد سبق أن سمعنا الإمام المهدي عليه السلام ، نصب الأسدي هذا وكيلاً بعد موت حاجز الوشا.
        يتبع رجاء

        تعليق


        • #5
          تكملة الموضوع
          وروى أيضاً عن أبي جعفر محمد بن علي نوبخت ، قال:
          عزمت على الحج وتأهبت فورد عليّ - يعني من المهدي (ع)- : نحن لذلك كارهون .فضاق صدري واغتممت وكتبت : أنا مقيم بالسمع والطاعة. غير أني مغتم بتخلفي عن الحج. فوقع : لا يضيقن صدرك فإنك تحج من قابل .
          فلما كان من قابل استأذنت . فورد الجواب - يعني الإذن بالسفر ـ .
          فكتبت :إني عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته .
          فورد الجواب : الأسدي نعم العديل ، فإن قدم فلا تختر عليه .قال: فقدم الأسدي فعادلته. ومات الاسدي على ظاهر العدالة ، لم يتغير ولم يطعن فيه ..في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشر وثلاثمئة . أقول :وهذا أنسب بحاله مما نقلناه عن النجاشي من مونه كأن يقول بالجبر والتشبيه .
          رهنة على إمكانها والتنظير بحال الأنبياء السابقين. كما سمعنا فيما سبق. القاسم بن العلا : من أهل أذربيجان .قال ابن طاووس :إنه من وكلاء الناحية يكنى بأبي محمد وقد خرج الى القاسم بن العلا ، توقيعان من لعن بعض المنحرفين كاحمد بن هلال.
          محمد بن شاذان: بن نعيم النعيمي النيشابوري .عده ابن طاووس من وكلاء الناحية ، وممن وقف على معجزات صاحب الزمان ورآه عليه السلام
          وقد أخرج الصدوق في إكمال الدين عنه حديثاً مطولاً حول الإجتماع بالمهدي(ع). إلا أن الظاهر، على تشويش في عبارة الحديث أن الذي اجتمع به عليه السلام ليس هو محمد بن شاذان بل غانم أبو سعيد الهندي الذي كان جديد الإسلام وباحثاً عن الحق.
          وفي توقيع صادر عن الإمام المهدي (ع) :وإما محمد بن شاذان بن نعيم و فإنه رجل من شيعتنا أهل البيت.
          فهؤلاء اثني عشر من السفراء والوكلاء عن الإمام المهدي عليه السلام ، عدهم الصدوق في روايته

          ونضيف إلى ذلك جماعة .هم ابراهيم بن مهزيار أبو اسحق الأهوازي .والد محمد بن ابراهيم بن مهزيار .وقد سمعنا قول المهدي(ع) في توقيعه لمحمد بن ابراهيم : قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله ،هو دال على ان اباه كان وكيلاً للناحية أيضاً.
          روى عن ولده محمد بن ابراهيم أنه قال :أن أبي لما حضرته الوفاة دفع إلي مالاً وأعطاني علامة، ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلا ألله عزوجل .وقال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال .
          قال: فخرجت إلى بغداد ونزلت في خان .فلما كان في اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودق الباب ، فقلت للغلام :انظر من هذا؟ فقال: شيخ بالباب ، فقلت: ادخل. فدخل وجلس. فقال: أنا العمري .هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة . قال فدفعت إليه بالمال.
          فوجود أموال الإمام عند ابراهيم بن مهزيار ومعرفته بالعلامة السرية التي لا يعلم بها إلا الشيخ العمري السفير عن المهدي (ع) بتعليم منه عليه السلام . يدل على ان ابراهيم هذا كان وكيلاً عن الناحية المقدسة .
          وقد عده ابن طاووس من سفراء الصاحب والأبواب المعروفين الذين لا يختلف الأثنا عشرية فيهم .له كتاب البشارات
          محمد بن حفص : بن عمرو ،أبو جعفر .أبوه يدعى بالعمري والجمال ، وكان وكيلاً لأبي محمد العسكري عليه السلام . وكان وكيل الناحية ،وكان الأمر يدور عليه .مما يدل على انه كان له نشاط متزايد بهذا الأمر.
          الحسين بن علي بن سفيان : بن خالد بن سفيان . أبو عبد الله البزوفري .
          شيخ جليل من أصحابنا. له كتب. روى الشيخ في الغيبة عن بعض العلويين سماه .قال: كنت بمدينة قم فجرى بين اخواننا كلام أمر رجل لأنكر ولده ، فأنفذوا إلى الشيخ- صانه الله - وكنت حاضراً عنده - أيده الله- فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه ، وأمره أن يذهب إلى أبي عبد الله البزوفري -أعزه الله- ليجيب عن الكتاب.
          فصار إليه ، وأنا حاضر. فقال أبو عبد الله: الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا ، فقل له فليجعل اسمه محمداً .
          فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم .ووضح عندهم القول . وولد الولد وسمي محمداً وقد نقلنا مضمون هذا الخبر فيما سبق. وهو يدل بوضوح استقاء هذه المعلومات من الإمام المهدي ولو بالواسطة .فيدل انه كان وكيلاً بالجملة .ومن هنا قال المجلسي في البحار تعليقاً على هذا الخبر : يظهر منه ان البزوفري كان من السفراء .ولم ينقل ، ويمكن أن يكون وصل ذلك إليه بتوسط السفراء أو بدون توسطهم

          الحسين بن روح : بن أبي بحر النوبختي .وهو السفير الثالث للإمام المهدي عليه السلام . إلا أنه إبان سفارة سلفه الشيخ محمد بن عثمان العمري ،كان وكيلاً له ينظر في أملاكه ،ويلقي بأسراره لرؤساء الشيعة .وكان خصيصاً به ، فحصل في أنفس الشيعة محصلاً جليلاً لمعرفتهم باختصاصه بأبي جعفر وتوثيقه عندهم ،ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الأمر .فمهدت له الحال في طول حياة أبي جعفر إلى ان انتهت الوصية بالنص عليه .فلم يختلف في امره ،ولم يشك فيه أحد.
          وأصبح العمري قبل موته بسنتين أو ثلاثة يحول عليه أموال الإمام عليه السلام ، لكي يعود الرأي العام ويهيء الجو بالرجوع إليه حين تؤول السفارة إليه ،كما سبق أن عرفنا ومن هنا أمكن أن يعد الشيخ ابن روح في السفارة تارة ،وفي لوكلاء أخرى رضي الله عنه وارضاه.
          ابراهيم بن محمد الهمداني :وكيل الناحية .كان حج أربعين حجة.
          كان معاصراً للإمام الجواد عليه السلام ،وقد كتب له بخطه: وعجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤونته ، وأبشرك بنصر الله عاجلاً وبالأجر آجلاً . وأكثر من حمد الله.
          وروى انه قال: وكتب إليّ: وقد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ... وقد كتبت إلى النضر، أمرته أن ينتهي عنك وعن التعرض لك ولخلافك ، وأعلمته موضعك عندي .وكتبت إلى أيوب أمرته بذلك أيضاً .وكتبت إلى مواليّ . بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك .وان لا وكيل لي سواك وهذا الخطاب إليه من الإمام عليه السلام يدل على جلالة قدره ونفوذ حكمه ، ووكالته .إلا أن الإمام الذي صدر عنه هذا الخطاب غير مذكور ،ولعل ظاهر السياق من عبارة المصدر كونه الإمام الجواد عليه السلام لا الحجة المهدي عليه السلام.
          نعم ورد توثيقه من الإمام المهدي مبتدءاً بذلك من دون سبق سؤال. والمراد بذلك توكيله وإرجاع الناس إليه لا محالة ، وهو إذ ذاك من شيوخ الطائفة ومبرزيها الذين لهم قدم في مدحا الأئمة السابقين لهم.
          أحمد بن اليسع : بن عبدالله القمي .روى أبوه عن الرضا عليه السلام ثقة ثقة ،له كتاب نوادر.
          وقد ورد توثيقه عن الإمام المهدي عليه السلام وهو يدل في الجملة على توكيله والإذن برجوع الناس إليه ،كما أسلفنا.
          أيوب بن نوح : بن دراج النخعي ،أبو الحسن ،كان وكيلاً لأبي الحسن الهادي - وأبي محمد - العسكري عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً .وكان شديد الورع كثير العبادة ، ثقة في رواياته انظر رجال الكشي ص467 والغيبة ص258
          وأبوه نوح بن دراج كان قاضياً بالكوفة ، وكان صحيح الإعتقاد .له كتاب نوادر. وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث - الهادي - عليه السلام
          روى الشيخ عن عمر بن سعيد المدائني ، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام بصرياً ،إذ دخل لأيوب بن نوح ووقف قدامه ، فأمره بشيء ثم انصرف ،والتفت إليّ ابو الحسن عليه السلام .
          وقال : يا عمر إن احببت ان تنظر الى رجل من اهل الجنة ، فانظر الى هذا.
          اذن فهو جليل المقام مقرب للائمة عليهم السلام ، ووكيل للامام الهادي عليه السلام .واما وكالته عن الامام المهدي ،فلا يدل عليه الا توثيقه الذي ورد في التوقيع الصادر عنه عليه السلام،وهو كما قلنا يدل في الجملة على توكيله والاذن برجوع الناس اليه .
          فهؤلاء طائفة ممن اضطلعوا بمهمة الوكالة عن الإمام المهدي (ع) في غيبته الصغرى ، لتكميل وتوسيع عمل السفراء الأربعة في مختلف البلدان الإسلامية .

          وقد اتضح من ذلك ان الوكيل لا يكون عاملاً بين يدي السفير ولا يحق له قبض الاموال ولا اخراج التوقيعات، الا باذن الامام المهدي نفسه. وليس للسفير ان يستقل عنه في الايكال الى أي شخص كان.
          [/size]

          تعليق


          • #6
            نص بعض ما جاء في كتاب الغيبة للطوسي ص 424

            وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل . منهم أبوالحسين محمد بن جعفر الاسدي رحمه الله .
            أخبرنا أبوالحسين بن أبي جيد القمي ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح قال : سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شي ء ، فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأي ، فأتاني الجواب " : بالري محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فإنه من ثقاتنا ،

            وروى محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن يوسف الشاشي قال : قال لي محمد بن الحسن الكاتب المروزي : وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم بذلك فخرج الوصول ، وذكر : أنه كان له قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه مائتي دينار ، وقال : إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الاسدي بالري . فورد الخبر بوفاة حاجز رضي الله عنه بعد يومين أو ثلاثة ، فأعلمته بموته ، فاغتم . فقلت له لاتغتم فإن لك في التوقيع إليك دلالتين ، إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار ، والثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز وبهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال : عزمت على الحج وتأهبت فورد علي نحن لذلك كارهون " فضاق صدري واغتممت وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج ، فوقع " لايضيقن صدرك ، فإنك تحج من قابل . " فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب ، فكتبت إني عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته فورد الجواب " : الاسدي نعم العديل فإن قدم فلاتختر عليه " قال : فقدم الاسدي فعادلته .
            محمد بن يعقوب عن علي بن محمد ، عن محمد بن شاذان النيشابوري قال : اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن ينقص هذا المقدار ، فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى
            الاسدي ، ولم أكتب بخبر نقصانها وأني أتممتها من مالي ، فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون ومات الاسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة . ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم

            غيبة الطوسي ص 282
            -أخبرنا جماعة، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: شككت عند مضي أبي محمد عليه السلام، وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة، وخرجت معه مشيعا له، فوعك وعكا شديدا. فقال: يا بني ردني(ردني) فهو الموت، واتق الله في هذا المال، وأوصى إلي ومات.
            فقلت في نفسي: لم يكن أبي ليوصي بشئ غير صحيح، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط، ولا أخبر أحدا، فإن وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمد عليه السلام أنفذته وإلا تصدقت به.
            فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما، فإذا أنا برسول معه رقعة فيها: يا محمد معك كذا(وكذا) في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما، فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع بي رأس، فاغتممت.فخرج إلي: قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله.

            تعليق


            • #7
              هناك سؤال على مر الزمن يدور في الاذهان وهو هل ان باب السفارة للامام المهدي عليه السلام في زمن الغيبة الصغرى اغلق بوفاة السفير الرابع علي ابن محمد السمري فأن قلنا ان باب السفارة قد اغلق بوفاة السفير الرابع علي ابن محمد السمري فما معنى التوقيعات التي خرجت على يد الشيخ المفيد علما ان وفاة السمري كان عام 329هجرية بينما كانت تواقيع الامام المهدي عليه السلام التي خرجت على يد الشيخ المفيد عام 410 هجرية والتوقيع الثاني عام 412 هجرية أي بعد 81 سنة من غلق باب السفارة كما يقولون فهل يعتبر الشيخ المفيد من السفراء ام لا يعتبر فأن قلنا لا يعتبرمن السفراء (والعياذ بالله ) فقد خالفنا امام العصر والزمان والعياذ بالله فقد اشار عليه السلام برسالته للشيخ المفيد (وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك ) و (نطقك عنا بالصدق) وبهذه الحالة يثبت انه سفير ووكيل للامام المهدي عليه السلام وبهذه الحالة اثبتنا بالدليل ان السفراء ليس اربعة بل اكثر من ذلك واليك نص التواقيع التي خرجت على يد الشيخ المفيد فقد جاء في
              بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 174 - 178
              7 - الإحتجاج : ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ، ذكر موصله أنه تحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته : للأخ السديد ، والولي الرشيد ، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد . بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد ، سلام عليك أيها المولى المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين ، فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين ونعلمك أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق ، أنه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك ، أعزهم الله بطاعته ، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته . فقف أمدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ، على ما نذكره ، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله ، نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ، فإنا يحيط علمنا بأنبائكم ، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم ، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم ، مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جل جلاله ، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم ، يهلك فيها من حم أجله ، ويحمى عليه من أدرك أمله ، وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا ، والله متم نوره ولو كره المشركون . اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية ، يحششها عصب أموية تهول بها فرقة مهدية أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفية ، وسلك في الطعن منها السبل الرضية ، إذا حل جمادى الأولى من سنتكم هذه ، فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون من الذي يليه ، ستظهر لكم من السماء آية جلية ومن الأرض مثلها بالسوية ، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق ، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق ، يضيق بسوء فعالهم على أهله ‹ صفحة 176 › الأرزاق . ثم تتفرج الغمة من بعده ، ببوار طاغوت من الأشرار ، يسر بهلاكه المتقون الأخيار ، ويتفق لمريدي الحج من الآفاق ، ما يأملونه على توفير غلبة منهم واتفاق ، ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق ، شأن يظهر على نظام واتساق . فيعمل كل امرئ منكم ما يقرب به من محبتنا وليتجنب ما يدنيه من كراهيتنا ، وسخطنا ، فان امرءا يبغته فجأة حين لا تنفعه توبة ، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ، والله يلهمك الرشد ، ويلطف لكم بالتوفيق برحمته . نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام : هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي ، والمخلص في ودنا الصفي ، والناصر لنا الوفي ، حرسك الله بعينه التي لا تنام ، فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا ، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه ، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إنشاء الله ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .


              8 - الإحتجاج : ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخته : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله . بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك أيها الناصر للحق الداعي إلى كلمة الصدق ، فانا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو ، إلهنا وإله آبائنا الأولين ونسأله الصلاة على نبينا وسيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين . وبعد : فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه وحرسك من كيد أعدائه ، وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا ، ينصب في شمراخ ‹ صفحة 177 › من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل ألجأ إليه السباريت من الإيمان ، ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحصح من غير بعد من الدهر ، ولا تطاول من الزمان ، ويأتيك نبأ منا بما يتجدد لنا من حال ، فتعرف بذلك ما تعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال والله موفقك لذلك برحمته . فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام أن تقابل بذلك ، ففيه تبسل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين وتبتهج لدمارها المؤمنون ، ويحزن لذلك المجرمون . وآية حركتنا من هذه اللوثة ( 1 ) حادثة بالحرم المعظم ، من رجس منافق مذمم ، مستحل للدم المحرم ، يعمد بكيده أهل الايمان ، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان ، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء ، فليطمئن بذلك من أولياءنا القلوب وليثقوا بالكفاية منه ، وإن راعتهم بهم الخطوب ، والعاقبة لجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ، ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب . ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين ، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين ، أنه من اتقى ربه من إخوانك في الدين وخرج عليه بما هو مستحقه ( 2 ) كان آمنا من الفتنة المظلة ( 3 ) ، ومحنها المظلمة المضلة ، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته ، على من أمره بصلته ، فإنه يكون خاسرا بذلك لأولاه وآخرته ، ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته ، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم ، السعادة بمشاهدتنا ، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ، ولا نؤثره منهم ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ‹ صفحة 178 › وصلواته على سيدنا البشير النذير ، محمد وآله الطاهرين وسلم . وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة . نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها ، هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي باملائنا وخط ثقتنا فأخفه عن كل أحد ، واطوه واجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ، شملهم الله ببركتنا [ ودعائنا ] إن شاء الله ، والحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وآله الطاهرين

              تعليق

              يعمل...
              X