إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدم تصريح الحكومات التي حكمت المسلمين بعدائها لأهل البيت وخاصة عداء العباسيين للأمام المهدي (عليه السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدم تصريح الحكومات التي حكمت المسلمين بعدائها لأهل البيت وخاصة عداء العباسيين للأمام المهدي (عليه السلام)

    تعاهدت الحكومات التي حكمت المسلمين منذ تولي اول خليفة للحكم وحتى عهد المعتضد العباسي على المحافظة لعدائها لأهل البيت بالباطن ومناصرتها لهم بالظاهر .
    وقد جعلت من أهل البيت (عليهم السلام) محط أنظارها لتراقبهم ..فكانت تضع الجواسيس بالقرب منهم لتكون على علم بتحركاتهم وبأنصارهم .
    لهذا كان أول عمل يتولاه الخليفة المنصب هو جعل ألأمام المعصوم نصب عينيه .حتى لو كلف ألأمر نقله من المدينة ليعيش معه في قصره كما حدث مع الأمام الجواد (عليه السلام).
    هذه لمحات سريعة مما كان يجري على ألأئمة (عليهم السلام) من قبل السلطات الحاكمة .
    وماأريده في هذا البحث هو تسليط الضوء على بعض محاولات المعتضد العباسي للنيل من ألأمام المهدي (عليه السلام)لكن دون أن يكشف عنها .
    لقد كان القبض عليه أحد أهداف الدولة العباسية الكبرى .من حيث انها تعلم مافي كيانها من ضعف وانحراف وتسيب .وتعلم أن المهدي (عليه السلام)هو المذخور لرفع الظلم والجور عن بني البشر إذن فهو يناقض بأساس وجوده وعمق هدفه ,كيان هذه الدولة من الصميم ويشكل ضدها الخطر الأصيل .
    ولم تكن الدولة لتعلم أنه سيتأخر ظهوره ,ماحصل له من التأخر بعد ذلك .فإن من مميزات ظهور الأمام المهدي (عليه السلام)كونه محتمل الظهور في كل وقت لكي يخافه كل ظالم ويخشاه كل منحرف .وقدكان الخلفاء عالمين بوجوده وهدفه ولاأقل من إحتمالهم لذلك ,وهو يكفي لتصديهم الى تحصين دولتهم ضد خطره وتجريد الحملات للقبض عليه .
    وقد جردت السلطة ثلاث حملات للقبض عليه إحداها قام بها المعتمد في الفترة القليلة المتأخرة عن وفاة ألأمام العسكري (عليه السلام)وألأخريان قام بهما المعتضد الذي تولى الحكم بعده .وأما الخلفاء المتأخرون فلم ينقل عنهم ذلك ولعلهم كانوا قد أيسوا من ذلك يأسا تاما .
    لقد كان التجسس المستمر والتلفت الدائم من قبل السلطات كان قائما على قدم وساق ومستمرا خلال الزمان وكان يجابه ,كما عرفنا ,بأساليب السرية والكتمان المضاعفة التي كان يقوم بها السفيران الأولان في هذه الفترة الصعبة من الغيبة الصغرى بما في ذلك تحريم التصريح بأسمه والدلالة على مكانه إلا لمن إمتحن الله قلبه للأيمان .وفي خلال هذه ألأعوام التسعة عشر يكون التجسس قدأنتج شيئا مهما بالنسبة إلى الدولة :وهو ثبوت فكرة السفارة لديها ,وان هناك من يدعي السفارة عن ألأمام المهدي (عليه السلام).ويقبض المال بالوكالة عنه .إذن فهو موجود ليس هذا فقط بل يحاول قيادة قواعده الشعبية وقبض الأموال منهم ومن ثم كانت من أعظم مهام المعتضد عند توليه الخلافة أن يجدد الحملات لمحاولة القبض على المهدي (عليه السلام).ومن ثم يبادر فيبعث على ثلاث نفر فيهم أمرهم رشيق صاحب المادراي ويأمرهم أن يخرجوا إلى سامراء مخففين لايكون معهم قليل ولا كثير إلا أن يركب كل واحد منهم فرسا ويجنب معه آخر .ووصف لهم محلة ودارا ,وقال:إذا أتيتموها تجدون عند الباب خادما أسودا ,فأكبسوا الدار ومن رأيتم فأتوني برأسه !.
    أنظر لمقدار ماأتت به أخبار التجسس .انه يعلم بدار المهدي (عليه السلام)وهي دار أبيه .إنها دار معروفة في سامراء لها تاريخ مجيد وليس في هذا ما يلفت النظر ولكنه يعلم بالعبد الجالس على باب الدار إذ لم تكن الحالة في حياة الأمام العسكري (عليه السلام)بهذا الشكل بالتعيين .كما أنه يعلم بوجود شخص آخر غير هذا العبد في داخل الدار وهو ألأمام المهدي (عليه السلام)لا محالة وعلى ألأقل يعلم انها دار سكناه وإن كان يحتمل عدم وجوده فيها ساعة الكبس ولكن لاأقل من إحتمال وجوده والكبس دائما مغامرة ومقامرة .وهو لايحاول أن يرى المهدي (عليه السلام)أو أن يكلمه وإنما يأمربقتله رأسا وحمل رأسه اليه وبذلك يتحقق الهدف الأعلى لكيان الدولة الزائف .وهو لايعين له شخصا أو إسما معينا بل يغمض من هذه الناحية انه يريد أن يبقى هذا ألأمر خفيا على هؤلاء القائمين بالحملة ولايهمه بعد ذلك أن يقتلوا شخصا غير المهدي ويأتوه برأسه فحسبه أنه قام بالمحاولة على أي حال .لقد كان للمعتضد من هذا ألأغماض أهدافا :
    أولا :عدم إثارة مسألة المهدي (عليه السلام)إمام هؤلاء الجلاوزة وعدم تنبيههم إلى ذلك مهما أمكن .لكي لايكون ذلك رأس الخيط بالنسبة اليهم أو إلى أحدهم للبحث عن الحق في خط ألأمام المهدي (عليه السىلام)أو الميل أليه
    الثاني :عدم كشف مهمتهم الحقيقية أمامهم محافظة على سمعته وسمعة الدولة فأنهم إن عرفوا ان المعتضد يكلفهم القبض على المهدي (عليه السلام)أمكن تسريب الخبر الى المجتمع فيترتب على ذلك مالايحمد عقباه للمعتضد .
    الثالث :عدم كشف مهمتهم الحقيقية أمامهم للمحافظة على سرية المطلب حتى عن خاصة الدولة وجهاز استخباراتها فإن الأمر أهم من أن يعرفه الناس وقد كان أشخاص الخلفاء وحدهم يعرفون ذلك في الغالب وقد عرفنا وجه مصلحتهم في الحرص على سرية المطلب وإيهامه .وبدأت الحملة كما أمر المعتضد وتوجه الثلاثة إلى سامراء وبحثوا عن الدار فوجدوها كما وصفها لهم المعتضد ورأوا في الدهليز خادما أسودا وفي يده تكة ينسجها فسألوه عن الدار ومن فيها فقال :صاحبها .قال رشيق :فوالله ماالتفت الينا وقل إكتراثه بنا .ثم انهم استمروا على مهمتهم فكبسوا الدار وجاسوا خلالها فوجدوا غرفة سرية وعليها ستر جميل جديد قال رشيق:مانظرت إلى أنبل منه كأن ألأيدي رفعت عنه للتو .ولم يكن في الدار أحد فرفعوا الستار فرأوا بيتا كبيرا كأنه بحر فيه ماء وفي أقصى البيت حصير يبدو كأنه على الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي وبقي مشتغلا بصلاته متوجها الى ربه لم يلتفت اليهم كأنه لم يرهم ولم يسمعهم .فسبق أحد الرجلين اللذين كانا مع رشيق ليتخطى البيت فغرق في الماء ومازال يضطرب حتى انقذوه واخرجوه وغشي عليه وبقي ساعة ثم هم الرجل الاخر ان يتخطى البيت فغرق في الماء ايضا فاصابه ما اصاب صاحبه .فبقي رشيق وهو قائد الحملة مبهوتا واجما وأيس من نيل الغرض واراد أن يلطف من خاطرهذا المصلي ويزيل ماقد يكون قد علق بذهنه من هذه الحملة فتوجه اليه قائلا :المعذرة الى الله واليك فوالله ماعلمت كيف الخبر ولا الى من أجيء.وانا تائب الى الله قال رشيق:فوالله ما التفت الى شيء مما قلنا وما انتقل عما كان فيه فهالنا ذلك وانصرفنا عنه .انظر كيف انتصر المهدي (عليه السلام)على هؤلاء الجلاوزة المنحرفين وكيف استطاع ان يؤثر على اعصابهم هذا التأثير الرهيب .فقد كان بامكانه ان يختفي من الدار ولكنه دبر الامر بحيث يتحدى السلطة ويقيم عليهم الحجة في اثبات حقه .فقد ملأ المكان بالماء بشكل طبيعي او أعجازي وبقي آمنا لايلتفت الى هذه الحملة وقد كان يعلم مسبقا انهم لايحملون السهام ليقذفوه بها وهو يصلي وانما يحملون السيف ليقطعوا رأسه وهو لايمكن ان يعمل مع هذه التدابير .على اننا يمكن ان نتصور ان المهدي ( عليه السلام)قد هيأ لنفسه مكانا من ألأرض ليضع عليه الحصير ليصلي عليه في آخر الماء .وحين آيس رشيق من بلوغ غرضه اضطر الى الأنصياع للتحدي وقبول هزيمته فهو لم يواجه مثل هذا التحدي من قبل أي شخص حاول القبض عليه .إذن فلصاحب هذا البيت شأن غير اعتيادي شأن أعلى من القوى الأعتيادية التي يعرفها رشيق والمعتضد حين اخفى عنه امر صاحب البيت أوقعه في هذا الهول والتحدي .لهذا ينبغي التملص وألقاء المسؤلية على المعتضد والأعتذار من صاحب البيت ,إنه قبل لحظات كان يريد قتله والآن يعتذر منه إذن ليس هناك أي قيمة لأعتذاره .
    توجهوا الى المعتضد يحملون خبر هزيمتهم الرهيب وكان بانتظارهم وقد امر الحرس ان يدخلوا عليه في اي وقت .فمهمتهم لاتحتمل التاخير .ودخل عليه الوفد يحمل هوله بين جنبيه وصب امامه الحكاية كما وقعت فقال : ويحكم لقيكم احد قبلي وجرى منكم الى احد سبب او قول فقالوا : لا فقال :انا نفي من جدي اي ليس من بني العباس وحلف أشد الأيمان له انه أن بلغه أنهم اخبروا بهذا الخبر ليضربن أعناقهم .قال رشيق :فما جسرنا أن نتحدث به إلا بعد موته .لقد كان المعتضد يعلم أن من بعثهم اليه ليقتلوه ,من السمو والعمق بحيث لايكون مثل ماحدث غريبا منه .وقد سبقت من أسلافه أمور كثيرة من هذا القبيل .انه يعرف ذلك جيد ولكنه يخاف منه على قواعده الشعبية وأساس ملكه لذا لاينبغي ان يعلم الناس ماحدث لرشيق مع ألأمام (عليه السلام) من معرفته بالحق فينصاعون الى أهل ألبيت .ولم تكن هذه الحملة الوحيدة فقد تلتها حملة اكبر فبائت بالفشل كسابقتها .حين بعثوا عسكرا كثيرا فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة قران فاجتمعوا على بابه وحفظوه حتى لايصعد ولايخرج ,وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلهم فخرج ألأمام من باب السرداب ومر عليهم فلما غاب ,قال ألأمير:انزلوا اليه فقال الجند:اليس هو مر عليك فقال:ما رأيت قال:ولم تركتموه قالوا حسبنا أنك تراه .لقد استغل ألأمام المهدي (عليه السلام)أروع لحظة وهي لحظة غفلة القائد حين انشغل بانتظار المدد وقد استغلها ألأمام بكل دقة وضبط اضافة للعناية ألألهية ,
    لقد كان الجنود ينتظرون أوامر قائدهم للقبض عليه فهم لايتصرفون دون أمر منه ,وهو كان قد انشغل بانتظار المدد .هكذا تظافرت هذه الأمور الصغيرة لكي ينفذ المخطط ألألهي العظيم لأنقاذ مستقبل البشرية بالمهدي (عليه السلام)من الظلم والجور الى القسط والعدل
    أين الطالب بدم المقتول بكربلاء

  • #2

    تعليق

    يعمل...
    X