أول من أقام مجلس حسيني في بريطانيا ( قصه جميله
________________________________________
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها
وبنيها بعدد ما أحاط به علمك واحصاه كتابك
أول من أقام مجلس حسيني في بريطانيا
قبل نحو خمسة وأربعين عاما؛ شد الكولونيل البريطاني (لبنس هوبت) رحاله متوجها وفرقته العسكرية إلى العراق - الذي كان آنئذ تحت الانتداب الإنجليزي - للقيام بمهامه التي أوكلت إليه. لكن (هوبت) لم يكن يخطر بباله أثناء رحلته تلك أنها ستغير مجرى حياته كليا، وأنه على موعد لركوب سفينة النجاة!
وفي ليلة مهيبة جللها الحزن والسواد؛ وقف على مقربة مما يريد فهمه واستيعابه، فشاهد الآلاف المؤلفة من كل حدب وصوب، تنتحب وتندب وتلطم وتشج رؤوسها وتضرب أجسادها وهي تتوجه في مواكب منظومة منتظمة إلى حيث شُيِّدت قبة ذهبية على ضريح بات محورا تجتمع حوله الخلائق بشتى أصنافها.
لم يدرِ (هوبت) لماذا لم يستطع كبح جماح نفسه عندما رأى تلك المناظر فدمعت عيناه لا إراديا، بيد أنه أحس بأن ثمة أمرا فطريا يحرّك كل هذه الجماهير، ذلك الأمر الذي لم يستطع هو بنفسه مقاومته حينما تقاطر الدمع من عينيه
وكانت الخطوة الأولى! عندما سأل أحدَ من كان هناك عن الذي يجري، فأجابه قائلا:
(إنه الحسين
وهكذا استطلع (هوبت) الأمر وبحث فيه، ليجد نفسه غارقا في عشق الحسين عليه الصلاة والسلام. وبعدما علم بقصة ثورته العظيمة، وبالمُثُل والمبادئ، والقيم والسجايا، التي استشهد صلوات الله عليه من أجلها، لم يجد (هوبت) مفرا من أن يعتنق عقيدة الإسلام قائلا: (أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن عليا ولي الله).
وبهذا أصبح اسمه (عبد الله هوبت) بدلا من (لبنس هوبت) ليصوغ بذلك حياة جديدة لنفسه، فهو كأنما قد وُلِد من جديد في عالم جديد مفعم بروح الإيمان وعبق الولاية.
وبينما كان (عبد الله) يستعد - للمرة الأولى - لدخول حرم الحسين عليه الصلاة والسلام، استعادت ذاكرته وقائع ما جرى في ذلك المكان قبل ما ينيف على 1300 عام، فانتابته مشاعر لا يمكن وصفها. لقد تملكته العبرة، وفي كل خطوة كان يخطوها كان قلبه يزداد خفقانا، ودموعه تسيل على خديه. وعندما اخترق تلك الجموع، ووصل إلى ذلك الضريح المقدس، التصق به بما يشبه الالتحام، حيث كان يشعر وكأن الإمام قد استقبله بذراعيه، فأ رتمى بين يديه!
في تلك الأثناء؛ حيث كان يقبّل الضريح مناجيا باكيا.. عاهد (عبد الله) إمامه صلوات الله عليه بأن يبقى على ولائه له مدى الحياة، وأن يبذل كل ما يستطيع بذله من أجل أن يعرف الناس قضيته ومظلوميته ورسالته.
وظلَّ الرجل وفيا لعهده. فحينما عاد إلى لندن في عام 1962 للميلاد، جمع معارفه وأصدقاءه وكل من استطاع جمعه، وشرع بقراءة مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام. وسرعان ما انتشر حديثه بين الناس وذاع صيته، فبدؤوا يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم.
وبذلك حاز الكولونيل (عبد الله (لبنس) هوبت) شرف كونه أول من أقام مجلسا حسينيا في العاصمة البريطانية. فرحمة الله تعالى ورضوانه عليه. وهنيئا له خدمته للحسين التي جزائها الجنه
________________________________________
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها
وبنيها بعدد ما أحاط به علمك واحصاه كتابك
أول من أقام مجلس حسيني في بريطانيا
قبل نحو خمسة وأربعين عاما؛ شد الكولونيل البريطاني (لبنس هوبت) رحاله متوجها وفرقته العسكرية إلى العراق - الذي كان آنئذ تحت الانتداب الإنجليزي - للقيام بمهامه التي أوكلت إليه. لكن (هوبت) لم يكن يخطر بباله أثناء رحلته تلك أنها ستغير مجرى حياته كليا، وأنه على موعد لركوب سفينة النجاة!
وفي ليلة مهيبة جللها الحزن والسواد؛ وقف على مقربة مما يريد فهمه واستيعابه، فشاهد الآلاف المؤلفة من كل حدب وصوب، تنتحب وتندب وتلطم وتشج رؤوسها وتضرب أجسادها وهي تتوجه في مواكب منظومة منتظمة إلى حيث شُيِّدت قبة ذهبية على ضريح بات محورا تجتمع حوله الخلائق بشتى أصنافها.
لم يدرِ (هوبت) لماذا لم يستطع كبح جماح نفسه عندما رأى تلك المناظر فدمعت عيناه لا إراديا، بيد أنه أحس بأن ثمة أمرا فطريا يحرّك كل هذه الجماهير، ذلك الأمر الذي لم يستطع هو بنفسه مقاومته حينما تقاطر الدمع من عينيه
وكانت الخطوة الأولى! عندما سأل أحدَ من كان هناك عن الذي يجري، فأجابه قائلا:
(إنه الحسين
وهكذا استطلع (هوبت) الأمر وبحث فيه، ليجد نفسه غارقا في عشق الحسين عليه الصلاة والسلام. وبعدما علم بقصة ثورته العظيمة، وبالمُثُل والمبادئ، والقيم والسجايا، التي استشهد صلوات الله عليه من أجلها، لم يجد (هوبت) مفرا من أن يعتنق عقيدة الإسلام قائلا: (أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن عليا ولي الله).
وبهذا أصبح اسمه (عبد الله هوبت) بدلا من (لبنس هوبت) ليصوغ بذلك حياة جديدة لنفسه، فهو كأنما قد وُلِد من جديد في عالم جديد مفعم بروح الإيمان وعبق الولاية.
وبينما كان (عبد الله) يستعد - للمرة الأولى - لدخول حرم الحسين عليه الصلاة والسلام، استعادت ذاكرته وقائع ما جرى في ذلك المكان قبل ما ينيف على 1300 عام، فانتابته مشاعر لا يمكن وصفها. لقد تملكته العبرة، وفي كل خطوة كان يخطوها كان قلبه يزداد خفقانا، ودموعه تسيل على خديه. وعندما اخترق تلك الجموع، ووصل إلى ذلك الضريح المقدس، التصق به بما يشبه الالتحام، حيث كان يشعر وكأن الإمام قد استقبله بذراعيه، فأ رتمى بين يديه!
في تلك الأثناء؛ حيث كان يقبّل الضريح مناجيا باكيا.. عاهد (عبد الله) إمامه صلوات الله عليه بأن يبقى على ولائه له مدى الحياة، وأن يبذل كل ما يستطيع بذله من أجل أن يعرف الناس قضيته ومظلوميته ورسالته.
وظلَّ الرجل وفيا لعهده. فحينما عاد إلى لندن في عام 1962 للميلاد، جمع معارفه وأصدقاءه وكل من استطاع جمعه، وشرع بقراءة مقتل الحسين عليه الصلاة والسلام. وسرعان ما انتشر حديثه بين الناس وذاع صيته، فبدؤوا يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم.
وبذلك حاز الكولونيل (عبد الله (لبنس) هوبت) شرف كونه أول من أقام مجلسا حسينيا في العاصمة البريطانية. فرحمة الله تعالى ورضوانه عليه. وهنيئا له خدمته للحسين التي جزائها الجنه
تعليق