جنة الارض لأصحاب القائم(عج)
قال تعالى :{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } * { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }الزمر73-76
لقد تردد المفسرين والباحثين الاسلاميين في الفصل في معنى قوله تعالى:{وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ } ، وذلك لكون المسلم به عند المسلمين عامة هو وراثة المؤمنين للجنة في عالم الىخرة اي بعد نهاية الدنيا، ولكن هذه الآية تأتي بسياق مختلف عن غيرها من آيات القرآن الحاكية عن الجنة وارتباطها بعالم ومنازل الآخرة،فحين نتصفح اكثر تفاسير المسلمين من الفريقين نجد اتفاقهم على ذات المعنى اي الذهاب الى القول بتفسير الآية السابقة من سورة الزمر على الجنة في الآخرة دون الدنيا، وعلى سبيل المثال اذكر على عجالة بعض التفاسير منها:
* { وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } أنزلنا أرض الجنة { نَتَبَوَّأُ } ننزل { مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ } نشتهي -الفيروز آبادي/تفسير القرآن-
*{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } ، أي: أرض الجنة. وهو قوله عزّ وجلّ:
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ }-البغوي/معالم التزيل.
*{ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ } أرض الدنيا، أو أرض الجنة عند الأكثرين سماها ميراثاً لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث،-ابن عبد سلام/تفسير القرآن-
*أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأورثنا الأرض } قال: أرض الجنة.
وأخرج هناد عن أبي العالية رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } قال: انتهت مشيئتهم إلى ما أعطوا.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض الجنة قال: " هي بيضاء نقية ". -السيوطي/الدر المنثور-
اما عن تفاسير الشيعة فنذكر منها:
*{ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض } يعنون ارض الجنة. وقيل: ورثوها عن أهل النار، وقيل: لما صارت الجنة عاقبة أمرهم كما يصير الميراث، عبر عن ذلك بأنه اورثهم وقوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } معناه نتخذ متبوّءا أي مأوى حيث نشاء،-الطوسي /التبيان الجامع-
*{ الحمد لله الذي صدقنا وعده } الذي وعدناه على ألسنة الرسل { وأورثنا الأرض } أي أرض الجنة لما صارت الجنة عاقبة أمرهم عبَّر عن ذلك بلفظ الميراث والإيراث. وقيل: لأنهم ورثوها عن أهل النار { نتبوء من الجنة } أي نتَّخذ من الجنة مبوأً ومأوى { حيث نشاء } وهذا إشارة إلى كثرة قصورهم ومنازلهم وسعة نعمتهم { فنعم أجر العاملين } أي فنعم ثواب المحسنين الجنة والنعيم فيها.-الطبرسي/مجمع البيان_
*وقوله: { وأورثنا الأرض } المراد بالأرض - على ما قالوا - أرض الجنة وهي التي عليها الاستقرار فيها ..وقيل: المراد بالأرض هي أرض الدنيا وهو سخيف إلا أن يوجه بأن الجنة هي عقبى هذه الدار قال تعالى:
{ أُولئك لهم عقبى الدار }-الطباطبائي/الميزان-
ونلاحظ من التفاسير اعلاه بأن اصحابها اتفقوا تقريبا" مع عامة المسلمين على مر العصور التي مضت على القول بان المراد من (الارض) المذكورة في الآية هو ارض الجنة، بما في ذلك السيد الطباطبائي والذي يصف متميزا" عن غيره بوصف القائلين بكون المراد من الارض ارض الدنيا بال(سخف!!) ، والآن دعونا نقف قليلا" عند هذه الآية وقفة جادة محاولين تفسيرها على اساس ادلة قرآنية وروائية صحيحة بعيدا" عن الرأي والاستحسان.
لقد تردد المفسرين والباحثين الاسلاميين في الفصل في معنى قوله تعالى:{وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ } ، وذلك لكون المسلم به عند المسلمين عامة هو وراثة المؤمنين للجنة في عالم الىخرة اي بعد نهاية الدنيا، ولكن هذه الآية تأتي بسياق مختلف عن غيرها من آيات القرآن الحاكية عن الجنة وارتباطها بعالم ومنازل الآخرة،فحين نتصفح اكثر تفاسير المسلمين من الفريقين نجد اتفاقهم على ذات المعنى اي الذهاب الى القول بتفسير الآية السابقة من سورة الزمر على الجنة في الآخرة دون الدنيا، وعلى سبيل المثال اذكر على عجالة بعض التفاسير منها:
* { وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } أنزلنا أرض الجنة { نَتَبَوَّأُ } ننزل { مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ } نشتهي -الفيروز آبادي/تفسير القرآن-
*{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } ، أي: أرض الجنة. وهو قوله عزّ وجلّ:
{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ }-البغوي/معالم التزيل.
*{ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ } أرض الدنيا، أو أرض الجنة عند الأكثرين سماها ميراثاً لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث،-ابن عبد سلام/تفسير القرآن-
*أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأورثنا الأرض } قال: أرض الجنة.
وأخرج هناد عن أبي العالية رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } قال: انتهت مشيئتهم إلى ما أعطوا.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض الجنة قال: " هي بيضاء نقية ". -السيوطي/الدر المنثور-
اما عن تفاسير الشيعة فنذكر منها:
*{ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض } يعنون ارض الجنة. وقيل: ورثوها عن أهل النار، وقيل: لما صارت الجنة عاقبة أمرهم كما يصير الميراث، عبر عن ذلك بأنه اورثهم وقوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } معناه نتخذ متبوّءا أي مأوى حيث نشاء،-الطوسي /التبيان الجامع-
*{ الحمد لله الذي صدقنا وعده } الذي وعدناه على ألسنة الرسل { وأورثنا الأرض } أي أرض الجنة لما صارت الجنة عاقبة أمرهم عبَّر عن ذلك بلفظ الميراث والإيراث. وقيل: لأنهم ورثوها عن أهل النار { نتبوء من الجنة } أي نتَّخذ من الجنة مبوأً ومأوى { حيث نشاء } وهذا إشارة إلى كثرة قصورهم ومنازلهم وسعة نعمتهم { فنعم أجر العاملين } أي فنعم ثواب المحسنين الجنة والنعيم فيها.-الطبرسي/مجمع البيان_
*وقوله: { وأورثنا الأرض } المراد بالأرض - على ما قالوا - أرض الجنة وهي التي عليها الاستقرار فيها ..وقيل: المراد بالأرض هي أرض الدنيا وهو سخيف إلا أن يوجه بأن الجنة هي عقبى هذه الدار قال تعالى:
{ أُولئك لهم عقبى الدار }-الطباطبائي/الميزان-
ونلاحظ من التفاسير اعلاه بأن اصحابها اتفقوا تقريبا" مع عامة المسلمين على مر العصور التي مضت على القول بان المراد من (الارض) المذكورة في الآية هو ارض الجنة، بما في ذلك السيد الطباطبائي والذي يصف متميزا" عن غيره بوصف القائلين بكون المراد من الارض ارض الدنيا بال(سخف!!) ، والآن دعونا نقف قليلا" عند هذه الآية وقفة جادة محاولين تفسيرها على اساس ادلة قرآنية وروائية صحيحة بعيدا" عن الرأي والاستحسان.
ذكر الله تعالى موضوع وراثة الارض في عدة مواضع منها:
-القصص(آية5):{ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين }
-الاعراف(137):{واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
-الاعراف(100){اولم يهد للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاء اصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون}
-الانبياء(105):{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون}
-الاعراف(128):{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}.
ويتضح من الآيات اعلاه ان الله قد قرن في مواضيع عديدة وراثة الارض بالمؤمنين وعاقبتهم، ولكنه في مواضع اخرى قد قرن موضوع الوراثة بالجنة واهلها منها نذكر:
-المؤمنون(23):{الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}
-مريم(19):{تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}
-المؤمنون(23):{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
-الاعراف(7):{ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون}
-الشعراء(26):{واجعلني من ورثة جنة النعيم }
-الزخرف(43):{وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون }
ومن الملاحظ ان الآية 74سورة الزمر-موضوع بحثنا - هي الآية التي جمعت بين وراثة الجنة والارض في قرينة واحدة،وعليه لا يمكن معاملتها كسائر الآيات من ناحية التفسير واعتبارها حالها كحال سواها من الآيات التي تتحدث عن وراثة المؤمنين للجنة، لذا نجد انه من الغريب قول المفسرين ان مشهد الثواب والعقاب في سورة الزمر هو مشهد اخروي وليس دنيوي مع وجود الآيات القرآنية التي تتحدث عن تبدل وتغير كبير لا بد ان يجري في الدنيا على الارضين والسماوات منها قوله تعالى: سورةابراهيم(48):{يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}، وبالنظر الى سياق الكلام في بداية الحديث عن الجنة والنار نجد قوله تعالى{واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون}، حيث ورد في تفسيرها:وفي ارشاد المفيد عنه الصادق عليه السلام قال (اذا قام قائمنا اشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة)، المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: { وأشرقت الأرض بنور ربها } قال رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإِمام، وبذلك يتضح ان زمان وراثة المؤمنين للجنة تكون بعد عصر قيام القائم(عج) وبالتالي يكون المقصود من وراثة الارض وتبوا الجنة هو وراثة الارض التي سوف تستبدل وتكون جنة في عصر القائم وهذا ما ذهبت اليه الروايات
-القصص(آية5):{ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين }
-الاعراف(137):{واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
-الاعراف(100){اولم يهد للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاء اصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون}
-الانبياء(105):{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون}
-الاعراف(128):{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}.
ويتضح من الآيات اعلاه ان الله قد قرن في مواضيع عديدة وراثة الارض بالمؤمنين وعاقبتهم، ولكنه في مواضع اخرى قد قرن موضوع الوراثة بالجنة واهلها منها نذكر:
-المؤمنون(23):{الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}
-مريم(19):{تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}
-المؤمنون(23):{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
-الاعراف(7):{ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون}
-الشعراء(26):{واجعلني من ورثة جنة النعيم }
-الزخرف(43):{وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون }
ومن الملاحظ ان الآية 74سورة الزمر-موضوع بحثنا - هي الآية التي جمعت بين وراثة الجنة والارض في قرينة واحدة،وعليه لا يمكن معاملتها كسائر الآيات من ناحية التفسير واعتبارها حالها كحال سواها من الآيات التي تتحدث عن وراثة المؤمنين للجنة، لذا نجد انه من الغريب قول المفسرين ان مشهد الثواب والعقاب في سورة الزمر هو مشهد اخروي وليس دنيوي مع وجود الآيات القرآنية التي تتحدث عن تبدل وتغير كبير لا بد ان يجري في الدنيا على الارضين والسماوات منها قوله تعالى: سورةابراهيم(48):{يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}، وبالنظر الى سياق الكلام في بداية الحديث عن الجنة والنار نجد قوله تعالى{واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون}، حيث ورد في تفسيرها:وفي ارشاد المفيد عنه الصادق عليه السلام قال (اذا قام قائمنا اشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة)، المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: { وأشرقت الأرض بنور ربها } قال رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإِمام، وبذلك يتضح ان زمان وراثة المؤمنين للجنة تكون بعد عصر قيام القائم(عج) وبالتالي يكون المقصود من وراثة الارض وتبوا الجنة هو وراثة الارض التي سوف تستبدل وتكون جنة في عصر القائم وهذا ما ذهبت اليه الروايات
تعليق