إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جنة الارض لاصحاب القائم(عج)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جنة الارض لاصحاب القائم(عج)

    جنة الارض لأصحاب القائم(عج)


    قال تعالى :{وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } * { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }الزمر73-76
    لقد تردد المفسرين والباحثين الاسلاميين في الفصل في معنى قوله تعالى:{وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ } ، وذلك لكون المسلم به عند المسلمين عامة هو وراثة المؤمنين للجنة في عالم الىخرة اي بعد نهاية الدنيا، ولكن هذه الآية تأتي بسياق مختلف عن غيرها من آيات القرآن الحاكية عن الجنة وارتباطها بعالم ومنازل الآخرة،فحين نتصفح اكثر تفاسير المسلمين من الفريقين نجد اتفاقهم على ذات المعنى اي الذهاب الى القول بتفسير الآية السابقة من سورة الزمر على الجنة في الآخرة دون الدنيا، وعلى سبيل المثال اذكر على عجالة بعض التفاسير منها:
    * { وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } أنزلنا أرض الجنة { نَتَبَوَّأُ } ننزل { مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ } نشتهي -الفيروز آبادي/تفسير القرآن-
    *{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } ، أي: أرض الجنة. وهو قوله عزّ وجلّ:
    { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ }-البغوي/معالم التزيل.
    *{ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ } أرض الدنيا، أو أرض الجنة عند الأكثرين سماها ميراثاً لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث،-ابن عبد سلام/تفسير القرآن-
    *أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وأورثنا الأرض } قال: أرض الجنة.
    وأخرج هناد عن أبي العالية رضي الله عنه مثله.
    وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } قال: انتهت مشيئتهم إلى ما أعطوا.
    وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أرض الجنة قال: " هي بيضاء نقية ". -السيوطي/الدر المنثور-
    اما عن تفاسير الشيعة فنذكر منها:
    *{ الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض } يعنون ارض الجنة. وقيل: ورثوها عن أهل النار، وقيل: لما صارت الجنة عاقبة أمرهم كما يصير الميراث، عبر عن ذلك بأنه اورثهم وقوله { نتبوأ من الجنة حيث نشاء } معناه نتخذ متبوّءا أي مأوى حيث نشاء،-الطوسي /التبيان الجامع-
    *{ الحمد لله الذي صدقنا وعده } الذي وعدناه على ألسنة الرسل { وأورثنا الأرض } أي أرض الجنة لما صارت الجنة عاقبة أمرهم عبَّر عن ذلك بلفظ الميراث والإيراث. وقيل: لأنهم ورثوها عن أهل النار { نتبوء من الجنة } أي نتَّخذ من الجنة مبوأً ومأوى { حيث نشاء } وهذا إشارة إلى كثرة قصورهم ومنازلهم وسعة نعمتهم { فنعم أجر العاملين } أي فنعم ثواب المحسنين الجنة والنعيم فيها.-الطبرسي/مجمع البيان_
    *وقوله: { وأورثنا الأرض } المراد بالأرض - على ما قالوا - أرض الجنة وهي التي عليها الاستقرار فيها ..وقيل: المراد بالأرض هي أرض الدنيا وهو سخيف إلا أن يوجه بأن الجنة هي عقبى هذه الدار قال تعالى:
    { أُولئك لهم عقبى الدار }-الطباطبائي/الميزان-
    ونلاحظ من التفاسير اعلاه بأن اصحابها اتفقوا تقريبا" مع عامة المسلمين على مر العصور التي مضت على القول بان المراد من (الارض) المذكورة في الآية هو ارض الجنة، بما في ذلك السيد الطباطبائي والذي يصف متميزا" عن غيره بوصف القائلين بكون المراد من الارض ارض الدنيا بال(سخف!!) ، والآن دعونا نقف قليلا" عند هذه الآية وقفة جادة محاولين تفسيرها على اساس ادلة قرآنية وروائية صحيحة بعيدا" عن الرأي والاستحسان.



    ذكر الله تعالى موضوع وراثة الارض في عدة مواضع منها:
    -القصص(آية5):{ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين }
    -الاعراف(137):{واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
    -الاعراف(100){اولم يهد للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاء اصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون}
    -الانبياء(105):{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون}
    -الاعراف(128):{قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين}.
    ويتضح من الآيات اعلاه ان الله قد قرن في مواضيع عديدة وراثة الارض بالمؤمنين وعاقبتهم، ولكنه في مواضع اخرى قد قرن موضوع الوراثة بالجنة واهلها منها نذكر:
    -المؤمنون(23):{الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}
    -مريم(19):{تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا}
    -المؤمنون(23):{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ،الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
    -الاعراف(7):{ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون}
    -الشعراء(26):{واجعلني من ورثة جنة النعيم }
    -الزخرف(43):{وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون }
    ومن الملاحظ ان الآية 74سورة الزمر-موضوع بحثنا - هي الآية التي جمعت بين وراثة الجنة والارض في قرينة واحدة،وعليه لا يمكن معاملتها كسائر الآيات من ناحية التفسير واعتبارها حالها كحال سواها من الآيات التي تتحدث عن وراثة المؤمنين للجنة، لذا نجد انه من الغريب قول المفسرين ان مشهد الثواب والعقاب في سورة الزمر هو مشهد اخروي وليس دنيوي مع وجود الآيات القرآنية التي تتحدث عن تبدل وتغير كبير لا بد ان يجري في الدنيا على الارضين والسماوات منها قوله تعالى: سورةابراهيم(48):{يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}، وبالنظر الى سياق الكلام في بداية الحديث عن الجنة والنار نجد قوله تعالى{واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون}، حيث ورد في تفسيرها:وفي ارشاد المفيد عنه الصادق عليه السلام قال (اذا قام قائمنا اشرقت الأرض بنور ربّها واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر وذهبت الظلمة)، المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: { وأشرقت الأرض بنور ربها } قال رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الإِمام، وبذلك يتضح ان زمان وراثة المؤمنين للجنة تكون بعد عصر قيام القائم(عج) وبالتالي يكون المقصود من وراثة الارض وتبوا الجنة هو وراثة الارض التي سوف تستبدل وتكون جنة في عصر القائم وهذا ما ذهبت اليه الروايات
    مبارك انت ايها الرب

  • #2
    احسنت اخي صبيح الوجه وبارك الله فيك وجعلكم الله وايانا ممن يتبوأ جنات النعيم
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق


    • #3
      تكملة..

      جنة القائم(عج)
      *قال الإمام الرضا إذا قام قائمنا بامر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين ، والجلوس معهم في مجالسهم ، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم بعض الملائكة أن يحمله ، فيحمله الملك حتى يأتي القائم فيقضي حاجته ، ثم يرده ، ومن المؤمنين من يسير في السحاب ومنهم من يسير مع الملائكة مشياً ومنهم من يسبق الملائكة ، من يتحاكم الملائكة اليه ، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة ، ومنهم من يُصَيِّرَهُ القائم قاضياً بين مائة ألف من الملائكة)
      *قال الإمام جعفر الصادق : « إن المؤمن في زمن الإمام المهدي وهو في المشرق ليرى أخاه الذي في المغرب ، وكذا في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق ».
      *وروى ايضاً بانه إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه ويشويه ، ويأكل لحمه ، ولا يكسر عظمه ، ثم يقول له احي بإذن الله فيحيى ، ويطير ، وكذا الظباء من الصحاري ، ويكون ضوء البلاد ونورها ولا يحتاجون إلى شمس ولا قمر ، ولا يكون على وجه الأرض مؤذٍ ، ولا شر ولا سم ، ولا فساد لأن الدعوة سماويه ليست أرضية ، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة ، ولا شيء من الفساد.
      *وروى ايضاً بأن الذئب سيرعى مع الغنم وكأنه كلبها..إنها حالة من الانسجام المطلق بين بني البشر ، وبين الكائنات المسخرة لهم .
      اضافة الى روايات واحاديث عديدة تصف زمان القائم(عج) وبانه خير زمان تتبدل فيه الاحوال تبدل كبير كما عبر عنها القرآن بانه تبدل للارض وكيف لا؟ ..واذا موازين الحياة التي قامت على اساسها البشرية طوال آلاف السنين خلت حتى قيامه ، قد تغيرت ايما تغير!، وليس القرآن وحده يذكر ذلك بل حتى الكتاب المقدس يذكر ذلك انظر:
      *سفر اشعياءفيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقها.)اشع:11:6
      *اشعياءالذئب والحمل يرعيان معا والاسد يأكل التبن كالبقر.اما الحية فالتراب طعامها.لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي قال الرب)اشعي:25:65
      *رؤيا يوحناثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة لان السماء الاولى والارض الاولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد.)رؤ:1:21
      وكل تلك النصوص تبين حقيقة مآل الامور حين يظهر المنقذ العالمي والمخلص الألهي الموعود، وهذه ان دل على شيء فانه يدل على ان الارض الجديدة التي يتحدث عنها القرآن والكتب السماوية انما هي جنة المؤمنين على الارض ، ورب قائل يقول:ما حقيقة الجنن الأخروية التي كثيرا" ما تحدث عنها القرآن والاحاديث الشريفة والتي تذكر انه ستكون هنالك انهار من عسل وقصور من ذهب وفضة وحور عين وغرف ومنازل و..و..وغيرها؟؟..والحقيقة ان الجواب يكون: لا يمكن ان نلغي اعتقاد وجود جنة اخروية كما عبر عنها رسول الله(ص) :ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر ببال بشر!)، فالكثير من آيات القرآن تتحدث عنها وعن منازلها، فمسألة جنة الآخرة او الفردوس هي مسالة مسلم بها وقضية لا تحتاج الى اثبات فضلا" عن ان يشوبها شك.. ولكننا بصدد اثبات وجود جنة دنيوية غفل عنها اكثر الناس وخصوصا" اولئك المشككين بظهور الحجة بن الحسن(روحي فداه) ، وحتى غير المشككين بظهوره لا يعتقد ولا يتصور وجود مثل هكذا جنة مع العلم بوجود ذكر صريح لجنة الارض في غير موضع من كتاب الله وخصوصا" سورة الزمرالتي مر الحديث عنها.

      جنة شداد بن عاد


      بل ان بعض الاخبار المروية تذكر وجود جنة مادية تسبق الجنة الاخروية والمعدة من قبل الله للمؤمنين في آخر الزمان وخصوصا" اصحاب القائم(عج) والتي هي مدينة عاد الاولى التي اهلكها الله والتي بناها شداد بن عاد بعد ان سمع باوصاف جنة الآخرة فاراد ان يصنع نظيرتها على الارض ولكن العمر لم يمهله ان يدخلها بعد ان اتم بناءها،وهي الآن ما زالت الشغل الشاغل لكثير من الباحثين في علم الآثار وحتى من غير المسلمين ، فلقد روي عن عبد الله بن قلابة وردت في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للابشيهي، أنه خرج في طلب إبل له شردت , فبينما هو في صحارى بلاد اليمن و أرض سبأ , إذ وقع على مدينة عظيمة بوسطها حصن عظيم و حوله قصور شاهقة في الجو , فلمّا دنا منها ظن أن بها سكانا أو أناسا يسألهم عن إبله , فإذا هي قفر ليس بها أنيس ولا جليس , قال: فنزلت عن ناقتي و علقتها ثم استللت سيفي و دخلت المدينة و دنوت من الحصن , فإذا ببابين عظيمين لم ير مثلهما في الدنيا في العظم و الارتفاع , وفيهما نجوم مرصعة من ياقوت أبيض وأصفر يضيء بهما ما بين الحصن و المدينة , فلما رأيت ذلك تعجبت منه و تعاظمني الأمر , فدخلت الحصن و أنا مرعوب ذاهب اللب , وإذا الحصن كمدينة في السعة و به قصور شاهقة و كل قصر منها معقود على عمد من زبرجد و ياقوت , و فوق كل قصر منها غرف و فوق الغرف غرف أيضا , و كلها مبنية بالذهب و الفضة مرصعة باليواقيت الملونة و الزبرجد و اللؤلؤ , و مصاريع تلك القصور كمصاريع الحصن في الحسن والترصيع . و قد فرشت أراضيها باللؤلؤ الكبار و بنادق المسك و العنبر و الزعفران , فلما عاينت ما عاينت من ذلك , و لم أر مخلوقات كدت أن أصعق , فنظرت من أعالي الغرف فإذا بأشجار على حافات أنهار تخرق أزقتها و شوارعها , منها ما أثمرت و منها ما لم تثمر و حافات الأنهار مبنية بلبن من فضة و ذهب , فقلت لا شك أن هذه الجنة الموعود بها في الآخرة , فحملت من تلك البنادق و اللؤلؤ ما أمكن , و عدت إلى بلادي و أعلمت الناس بذلك .

      فبلغ الخبر معاوية بن أبي سفيان و كان يومئذ هو المتسلط بالحكم , فكتب إلى عامله بصنعاء أن يجهزني إليه فوفدت عليه , فاستخبرني عما سمع من أمري و, فأخبرته فأنكر معاوية أخباري , فدفعت له من ذلك اللؤلؤ و قد اصفر و تغير , و كذلك بنادق العنبر و الزعفران و المسك , فتحتها فإذا فيها بعض رائحته , فبعث معاوية إلى كعب الأحبار , فلما حضر قال له: يا كعب إني دعوتك لأمر أنا من تحقيقه على قلق و رجوت أن يكون علمه عندك , فقال : و ما هو الأمر ؟ قال معاوية: هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية على ذهب و فضة عمدها من زبرجد وياقوت و حصباؤها لؤلؤ وبنادق مسك و عنبر و زعفران ؟ قال : نعم , هي إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد , بناها شداد بن عاد الأكبر.

      قال معاوية: حدثنا من حديثها , قال كعب: إن عادا الأول كان له ولدان شديد وشداد , فلما هلك ملكا بعده البلاد , و لم يبق أحد من ملوك الأرض إلا دخل في طاعتهما , فمات شديد بن عاد , فملك شداد الملك بعده على الانفراد , و كان مولعا بقراءة الكتب القديمة و كلما مر به ذكر الجنة وما فيها من القصور و الأشجار و الثمار , وغيرهما مما في الجنة , و دعته نفسه أن يبني مثلها في الدنيا عتوّا على الله عز و جل فأصر على ابتنائها , فوضع مائة ملك , و تحت يد كل ملك ألف قهرمان (أمين الملك و وكيله الخاص) ثم قال انطلقوا إلى أطيب فلاة في الأرض و أوسعوها فابنوا لي مدينة من ذهب و فضة و زبرجد و ياقوت و لؤلؤ و اجعلوا تحت عقود تلك المدينة أعمدة من زبرجد و أعاليها قصورا و فوق القصور غرفا مبنية من الذهب و الفضة , و اغرسوا تحت تلك القصور في أزقتها و شوارعها أصناف الأشجار المختلفة و الثمار و أجروا تحتها الأنهار في قنوات من الذهب و الفضة و النضار , فإني أسمع في الكتب القديمة و الأسفار صفة الجنة في الآخرة و العقبى , و أنا أحب أن أجعل لي مثلها في الدنيا .

      فقالوا بأجمعهم : كيف نقدر على ما وصفت , و كيف لنا بالزبرجد و الياقوت الذي ذكرت , فقال لهم : ألستم تعلمون أن ملك الدنيا كلها لي وبيدي , و كل من فيها طوع أمري , قالوا: نعم نعلم ذلك , قال: فانطلقوا إلى معادن الزبرجد و الياقوت و اللؤلؤ و الفضة و الذهب , فاستخرجوها و احتفروا ما بها و لا تبقوا مجهودا في ذلك , و مع ذلك فخذوا ما في أيدي العالم من أصناف ذلك , ولا تبقوا و لا تذروا و احذروا و انذروا .

      و كتب كتبه إلى كل ملك في الدنيا و جهاتها و أقطارها يأمرهم فيها أن يجمعوا ما في بلادهم من أصناف ما ذكر , و أن يحتفروا معادنها و يستخرجوها من التراب و الصخور و المعادن و الأحجار و قعور البحار , فجمعوا ذلك في عشر سنين , وكان عدد الملوك المبتلين بجمع ذلك ثلاثمائة وستين ملكا , وخرج المهندسون و الفعلة و الحكماء و الصناع من سائر البلاد و البقاع و البراري , و تبددوا في البراري و القفار و الجهات و الأقطار حتى وقفوا على صحراء عظيمة فيحاء نقية خالية من الآكام و الجبال و الأودية و التلال , و بها عيون مطردة و أنهار متجعدة , فقالوا: هذه صفة الأرض التي أمرنا بها و نبذنا إليها , فاختطوا بفنائها بقدر ما أمرهم به شداد ملك الأرض , و أجروا فيها قنوات الأنهار ووضعوا الأسس والمقدار و أرسلت إليهم ملوك الأقطار بالجواهر و الأحجار و اللؤلؤ الكبار و العقيان النضار على الجمال في البراري و القفار و في البحر حمّلوا بها السفن الكبار و وصل إليها من تلك الأصناف ما لا يوصف و لا يعد و لا يحصى و لا يكيّف .

      فأقاموا في عمل ذلك ثلاثمائة سنة جدا من غير تعطيل أبدا , و كان شداد قد عمر في العمر تسعمائة سنة , فلما فرغوا من عمل ذلك أتوه و أخبروه بالإتمام , فقال لهم شداد انطلقوا و اجعلوا عليها حصنا منيعا شاهقا رفيعا و اجعلوا حول الحصن قصورا , عند كل قصر ألف غلام , ليكون في كل قصر منها وزيرا من وزرائي , فمضوا و فعلوا ذلك في عشر سنين ثم حضروا بين يدي شداد و أخبروه بحصول القصد و المراد , فأمر وزراءه و هم ألف وزير و أمر خاصته و من يثق بهم من الجنود و غيرهم أن يستعدوا للرحلة و يتهيئوا للنقلة إلى إرم ذات العماد تحت ركاب ملك الدنيا شداد , وأمر من أراد من نسائه و حرمه و جواريه و خدمه أن يأخذوا في الجهاد , فأقاموا في أخذ الأهبة لذلك عشرين سنة.

      ثم سار شداد بمن معه من الأحشاد مسرورا ببلوغ المراد , حتى إذا بقي بينه و بين إرم ذات العماد مرحلة واحدة , أرسل الله عليه و على من معه من الأمة الكافرة الجاحدة صيحة من سماء قدرته , فأهلكتهم جميعا بسوط عظمته و سطوته , و لم يدخل شداد و من معه من الأمة الكافرة إليها و لا رأوها و لا أشرفوا عليها , و محا الله آثار طرقها و محجّتها , فهي مكانها حتى الساعة على هيئتها .
      ان تلك القصة العجيبة عن مدينة ((ارم ذات العماد)) قد كان الشغل الشاغل لعشرات الباحثين العالميين حتى من غير المسلمين ،
      مبارك انت ايها الرب

      تعليق


      • #4
        تكملة..
        وانقل لكم اخوتي موضوع منقول من احد المنتديات حول ابحاث التنقيب حول مدينة (ارم ذات العماد)، وتلك البحاث ان دلت فانما تدل على ترجيح احتمال وجود تلك المدينة فعلا" ولكن ايا" من الباحثين على مر العصور لم يستطع الفصل في قضيتها، وليس ذلك الا دليل على ادخار تلك المدينة وجناتها العجيبة لأصحاب القائم (عج)فلن يدخلها احد حتى ظهور ولي الله الاعظم(ارواحنا فداه):-


        الكشف الحديث عن إرم ذات العماد

        *‏ في سنة‏1984‏ م زود احد مكوكات الفضاء بجهاز رادار له القدرة
        على اختراق التربة الجافة الى عمق عدة أمتار يعرف باسم جهاز رادار
        اختراق سطح الأرضGroundPenetratingRadarOrGPR
        فكشف عن العديد من المجاري المائية الجافة مدفونة تحت رمال الصحراوي

        وبمجرد نشر نتائج تحليل الصور المأخوذة بواسطة هذا الجهاز تقدم احد
        هواة دراسة الآثار الأمريكان واسمه نيكولاس كلاب‏ NicholssClapp‏
        إلى مؤسسة بحوث الفضاء الأمريكية المعروفة باسم ناسا‏(NASA)‏
        بطلب للصور التي أخذت بتلك الواسطة لجنوب الجزيرة العربية‏,‏
        وبدراستها اتضح وجود آثار مدقات للطرق القديمة المؤدية الى عدد من
        أبنية مدفونة تحت الرمال السافية التي تملأ حوض الربع الخالي‏,‏
        وعدد من أودية الأنهار القديمة والبحيرات الجافة التي يزيد قطر بعضها
        عن عدة كيلو مترات‏.‏


        وقد احتار الدارسون في معرفة حقيقة تلك الآثار‏,‏ فلجأوا الى الكتابات
        القديمة الموجودة في إحدى المكتبات المتخصصة في ولاية كاليفورنيا
        وتعرف باسم مكتبة هنتنجتون‏ HuntingtonLibrary,وإلى عدد
        من المتخصصين في تاريخ شبه الجزيرة العربية القديمة وفي مقدمتهم
        الأمريكي جوريس زارينز‏JurisZarins‏ ،والبريطاني رانولف فينيس ‏RanulphFiennes

        وبعد دراسة مستفيضة أجمعوا على أنها هي آثار عاصمة ملك عاد
        التي ذكر القرآن الكريم اسمها‏(‏ ارم‏)‏ كما جاء في سورة الفجر‏,‏ والتي
        قدر عمرها بالفترة من‏3000‏ ق‏.‏م‏.‏ الى ان نزل بها عقاب ربها فطمرتها
        عاصفة رملية غير عادية‏.‏

        وعلي الفور قام معمل الدفع النفاث بكاليفورنيا‏(‏ معهد كاليفورنيا للتقنية‏)‏
        ‏(TheJetPropulsionLaboratories,
        CaliforniaInstituteofTechnology,J.P.L)‏
        بإعداد تقرير مطول يضم نتائج الدراسة‏,‏ ويدعو رجال الأعمال
        والحكومات العربية الى التبرع بسخاء للكشف عن تلك الآثار التي
        تملأ فراغاً في تاريخ البشرية‏,‏ وكان عنوان التقرير هو‏:‏
        ((البعثة عبر الجزيرة)) ‏TheTrans-ArabiaExpedition‏

        وقد ذكر التقرير ان اثنين من العلماء القدامي قد سبق لهما زيارة
        مملكة عاد في أواخر حكمها‏, وكانت المنطقة لاتزال عامرة بحضارة
        زاهرة‏,‏ والأنهار فيها متدفقة بالماء‏,‏ والبحيرات زاخرة بالحياة‏,‏
        والأرض مكسوة بالخضرة‏,‏ وقوم عاد مستكبرون في الأرض‏,‏
        ويشكلون الحضارة السائدة فيها‏,‏ وذلك قبل ان يهلكهم الله‏ مباشرة‏,‏
        وكان احد هؤلاء هو بليني الكبير من علماء الحضارة الرومانية
        ‏(‏ والذي عاش في الفترة من‏23‏ م الي‏79‏ م‏),‏ والآخر كان هو الفلكي
        والجغرافي بطليموس الاسكندري الذي كان أمينا لمكتبة الاسكندرية‏.‏

        وعاش في الفترة من‏100‏ م الي‏170‏ م تقريبا‏),‏ وقام برسم خريطة
        للمنطقة بأنهارها المتدفقة‏,‏ وطرقاتها المتشعبة والتي تلتقي حول
        منطقة واسعة سماها باسم‏(‏ سوق عمان‏).‏


        ووصف بليني الكبير حضارة عاد الأولى بأنها لم يكن يدانيها في
        زمانها حضارة أخرى علي وجه الأرض‏,‏ وذلك في ثرائها‏,‏ ووفرة
        خيراتها‏,‏ وقوتها‏,‏ حيث كانت على مفترق طرق التجارة بين كل من
        الصين والهند من جهة وبلاد الشام وأوروبا من جهة أخرى,‏
        والتي كانت تصدر اليها البخور والعطور والأخشاب‏,‏ والفواكه المجففة‏,‏
        والذهب‏,‏ والحرير وغيرها‏.‏

        وقد علق بعض المأرخين على كتابات كل من بليني الكبير وبطليموس
        الاسكندري بأنها ضرب من الخرافات والأساطير‏,‏ كما يتشكك فيها بعض
        مدعي العلم في زماننا ممن لم يستطيعوا تصور الربع الخالي‏,‏ وهو من
        أكثر أجزاء الأرض قحولة وجفافا اليوم‏,‏ مليئا في يوم من الأيام بالأنهار
        والبحيرات والعمران‏,‏ ولكن صور المكوك الفضائي جاءت مطابقة لخريطة
        بطليموس الاسكندري‏,‏ ومؤكدة ماقد كتبه من قبل كل منه ومن بليني الكبير
        كما جاء في تقرير معهد الدفع النفاث‏.‏

        في يوليو سنة‏1990‏ م تشكل فريق من البحاث في وكالة الفضاء الأمريكية‏ (NASA)‏

        برئاسة‏ (CharlesElachi)‏
        ومن معهد الدفع النفاث‏ (J.P.L)‏
        برئاسة‏ (RonaldBlom)‏
        للبحث عن‏(‏ إرم ذات العماد‏)‏ تحت رعاية وتشجيع عدد من الأسماء البارزة منها‏:
        (ArmandHammar,SirRanulphFiennes,GeorgeHedges)‏
        ولكن البحث تأجل بسبب حرب الخليج‏.‏

        بعد الكشف عن إرم

        ‏*‏ في يناير سنة‏1991‏ م بدأت عمليات الكشف عن الاثار في المنطقة
        التي حددتها الصور الفضائية واسمها الحالي الشصر واستمر إلى
        مطلع سنة‏1998‏ م وأعلن خلال ذلك عن اكتشاف قلعة ثمانية الأضلاع
        سميكة الجدران بأبراج في زواياها مقامة على أعمدة ضخمة يصل
        إرتفاعها إلى‏9‏ أمتار وقطرها إلى‏3‏ أمتار ربما تكون هي التي وصفها
        القرآن الكريم‏.‏

        ‏*‏ في‏1992/2/17‏ م نشر في مجلة تايم‏ (Time)
        الأمريكية مقال بعنوان
        ‏(Arabia‏ ص‏sLostSandCastleByRichardOstling)‏
        ذكر فيه الكشف عن إرم‏.‏

        ‏*‏ بتاريخ‏1992/4/10‏ م كتب مقالا بعنوان اكتشاف مدينة إرم ذات
        العماد نشر بجريدة الأهرام القاهرية لخص فيه ما توصل إليه ذلك
        الكشف حتى تاريخه‏.

        ‏*‏ في سنة‏1993‏ م نشر بيل هاريس كتابه المعنون
        ‏(BillHarris:LostCivilizations)‏

        ‏*‏ بتاريخ‏1998/4/23‏ م نشر
        ‏(NicholasClapp)
        كتابه المعنون
        TheRoadtoUbar:‏

        ‏*‏ بتاريخ‏1999/6/14‏ م نشر بيكو إير
        ‏(PicoIyer)
        كتابه المعنون
        ‏(FallingoffTheMap:SomeLonelyPlacesinTheWorld)‏

        وتوالت الكتب والنشرات والمواقع على شبكة المعلومات الدولية
        الأنترنت منذ ذلك التاريخ‏ وكل ما نشر يؤكد صدق ماجاء بالقرآن
        الكريم عن قوم عاد ومدينتهم إرم ذات العماد بأنهم :

        ‏(1)‏ كانوا في نعمة من الله عظيمة ولكنهم بطروها ولم يشكروها
        ووصف بليني الكبير لتلك الحضارة بأنها لم يكن يدانيها في زمانها
        حضارة أخرى كأنه ترجمة لمنطوق الآية الكريمة‏
        (‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏).‏

        ‏(2)‏ أن هذه الحضارة قد طمرتها عاصفة رملية غير عادية
        وهو ماسبق القرآن الكريم بالإشارة إليه‏.‏

        (3)‏ أن هناك محاولات مستميتة من اليهود لتزييف تاريخ تلك
        المنطقة ونسبة كل حضارة تكتشف فيها إلى تاريخهم المزيف ‏,‏
        ولذلك كان هذا التكتم الشديد على نتائج الكشف حتى يفاجئوا العالم
        بما قد زيفوه ‏,‏ ومن ذلك محاولة تغيير اسم‏(‏ إرم‏)‏ إلي اسم عبري هو
        أوبار (Ubar).‏


        ‏هذه قصة‏(‏ إرم ذات العماد‏)‏ مدينة قوم عاد‏,‏ التي جاءت الكشوف
        الأثرية الحديثة بإثبات ماذكر عنها في القرآن الكريم‏.‏

        ويبقى ماجاء في القرآن الكريم من ذكر لقوم عاد ولمدينتهم‏
        (‏ إرم ذات العماد‏),‏ ولما أصابها وأصابهم من دمار بعاصفة رملية
        غير عادية صورة من صور الإعجاز التاريخي في كتاب الله تشهد له
        بصفائه الرباني‏,‏ وإشراقاته النورانية‏,‏ وبأنه لا يأتيه الباطل من بين
        يديه ولا من خلفه‏ .

        ‏فالحمد لله على نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله على نعمة الإسلام‏,‏
        اللهم ارزقنا رؤيا وجه قائم آل محمد(ع) وارزقنا وجميع المنتظرين طلعته البهية علينا ودخول جنته ونعيمه .
        التعديل الأخير تم بواسطة صبيح الوجه; الساعة 02-04-10, 06:52 PM.
        مبارك انت ايها الرب

        تعليق

        يعمل...
        X