إن الغاية والهدف من بعثة الأنبياء هو لتحقيق وتطبيق قانون العدل الإلهي على الأرض ، أي إيجاد حكومة عادلة تعمل على نشر القسط والعدل على الأرض وإيجاد مجتمع يعمل بالقسط ، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا عليهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) لذا توالت الرسالات السماوية منذ ان بعث الله تعالى أبينا آدم عليه السلام حتى بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة الخاتمة ، ثم جعل سبحانه وتعالى الإمامة امتدادا للنبوة ليحفظ فيها تلك الرسالة حتى قيام الساعة ، فالأئمة عليهم السلام هم القادة وحاملي الرسالة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنهم قادرين على قيادة الناس دينيا وسياسيا ، وقادرين على السير بالبشرية نحو الكمال والرقي لتحقيق ذلك الأمل المنشود والغاية السامية التي من اجلها بعث الله الأنبياء والرسل ، فاجتهد الرسول صلى الله عليه وآله بالإشارة إليهم والتأكيد على إتباعهم وموالاتهم لأنهم سفينة النجاة كما وصفهم قائلا : (ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) ، ولكي لا تخلو الأرض من حجة لله على الناس لذلك جعل سبحانه لكل زمان إماما إما ظاهرا مشهور أو غائبا مستور ، وحديث الرسول صلى الله عليه وآله ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )هو خير دليل على أن لكل زمان إمام واجب على الناس معرفته وإطاعته ، وإمام زماننا هو الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام الذي بشر به النبي في كثير من أحاديثه الشريفة (لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، الإرشاد للشيخ المفيد 373 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي ، وكنيته ككنيتي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، فذلك هو المهدي ، ( تذكرة الخواص 204 ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ، إكمال الدين 1 / 256 ) ، عن أبي سعيد ألخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم ، كفاية الأثر) ، وهناك الكثير الكثير من الأحاديث التي بشرت بالمهدي المنتظر عليه السلام ، وهذا ما جاء في عقيدتنا وآمنا به وصدقناه ولا مجال للشك فيه أو إنكاره وإن حاول البعض من المغرضين والحاقدين من إثارة الشبهات ضد هذا الإمام الهمام لتشويش أذهان الناس وصرفهم عن قضيته المقدسة ، فمنهم من ينكر وجوده على الرغم من كثرة أحاديث الرسول التي تبشر به ، ومنهم من ينكر ولادته ويعتقد انه سيولد في آخر الزمان ومنهم من يدعي انه هو الإمام المهدي أو انه يسكت على ادعاء من ينسبون له هذا الشرف العظيم دون أن يستنكر ذلك أو يعمل على فضح هؤلاء المدعون ، فيكون سكوته هو علامة على رضاه بدعواهم ، والواجب علينا كموالين هو أن ننتفض لإمامنا ومنقذنا بكشف زيف هذه الإدعاءات الباطلة ومحاربتها بكل الوسائل لكي لا ينخدع البسطاء من الناس بأفكار هذه الزمرة الضالة المضلة ويبتعدوا عن جادة الحق بتأثير الطرق الملتوية التي يتبعها هؤلاء في خداع الناس ، كما يجب علينا توعية المجتمع من خلال نشر الفكر المهدوي الصحيح الذي يحصنهم من الوقوع في الشبهات .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
عقيدتنا بالمهدي المنتظرعليه السلام
تقليص
X
تعليق