بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يرضى وسلام على النبي المصطفى وأخيه المرتضى وآله.
قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1).
أيها الأخوة كلامنا ـ الليلة ـ حول واقعة الغدير، تلك الواقعة التي أكمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، يوم تتويج الإمام المرتضى (عليه السلام) بتاج الخلافة العظمى والإمامة الكبرى.
وحيث إن الإمامة ـ عندنا ـ تالية للنبوة من حيث كونها وظيفة إلهية ومنصب رباني ليس لأحد حق الانتخاب أو الرد فيها، كما قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة)(2)
قال الله تبارك وتعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)( من خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله المختصة به، لا شك أن في الناس من تشمله العناية الإلهية ويساعده التوفيق أو الحظ فتتوفر فيه النعم والمواهب والفضائل فيمتاز عن غيره وتتكون له شخصية بارزة في النفوس يذكر ويشكر عليها.
وفي الوقت نفسه نجد أفراداً حرموا من تلك المواهب لعدم استعدادهم أو عدم توفر الظروف المساعدة لهم، فلا تكون لهم في المجتمع أي وزن وقيمة وكرامة، وهذه الطبقة المسكينة تتكون عندهم عقدة الحقارة النفسية فيحسبون أنفسهم منبوذين لفقدانها المزايا والفضائل، ويشتد شعورهم بالحقارة النفسية فتهون عليهم أنفسهم، وإرضاء لغرائزهم المتكونة من تلك العقدة، يحاولون سلب الخصائص الموجودة عن المنعمين بها، أو انتقاصهم والمس بكرامتهم والتشنيع عليهم إجابة للحسد الذي يحز في صدورهم ولا شك أن عدد الفاقدين للفضائل أكثر من الواجدين لها، وعلى هذا نرى أصحاب النعم والمواهب محسودين وكلما ازدادوا فضيلة ازداد عدد حسادهم!! ولا يقف أمام الحسد شيء إلا الإيمان بالله والرضى بالتقدير أو السعي والاهتمام في تحصيل تلك المزايا والفضائل الموجودة في المحسود فتحصل المشاركة معه ويزول الاختصاص عنه.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بينه (عليهم السلام) هم المحسودون في كل زمان ومكان للسبب المتقدم ذكره، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(1) لا شك أن العلم فضيلة وكمال، ويعترف البشر بشرفه، ويفضل العالم على الجاهل بالفطرة لا بالتقليد، وعلى هذا الأساس ونحن لا نستطيع أن نعرف علم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومدى إيمانه بالله تعالى، لأن الرسول (صلّى الله عليه وآله) قال ـ في حديث صحيح ـ : يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت، ولا يعرفني إلا الله وأنت، ولا يعرفك إلا الله وأنا.
ولا نستطيع أن نحدد علم الإمام ونحيط به، لأنه من علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلم رسول الله من الله تعالى، وليس عن طريق الاكتساب والتحصيل بل بالإفاضة من عند الله تعالى، ونجد في القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات البينات التي تصرح بأن علوم الأنبياء من عند الله تعالى عن طريق الإفاضة والإلقاء في القلب، ومعلوم: أن هذا النوع من العلم لا يشوبه شيء، ولا مجال للباطل إليه، بل هو الحق الصحيح الصدق المطابق
الحمد لله كما يرضى وسلام على النبي المصطفى وأخيه المرتضى وآله.
قال الله تبارك وتعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1).
أيها الأخوة كلامنا ـ الليلة ـ حول واقعة الغدير، تلك الواقعة التي أكمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، يوم تتويج الإمام المرتضى (عليه السلام) بتاج الخلافة العظمى والإمامة الكبرى.
وحيث إن الإمامة ـ عندنا ـ تالية للنبوة من حيث كونها وظيفة إلهية ومنصب رباني ليس لأحد حق الانتخاب أو الرد فيها، كما قال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة)(2)
قال الله تبارك وتعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)( من خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله المختصة به، لا شك أن في الناس من تشمله العناية الإلهية ويساعده التوفيق أو الحظ فتتوفر فيه النعم والمواهب والفضائل فيمتاز عن غيره وتتكون له شخصية بارزة في النفوس يذكر ويشكر عليها.
وفي الوقت نفسه نجد أفراداً حرموا من تلك المواهب لعدم استعدادهم أو عدم توفر الظروف المساعدة لهم، فلا تكون لهم في المجتمع أي وزن وقيمة وكرامة، وهذه الطبقة المسكينة تتكون عندهم عقدة الحقارة النفسية فيحسبون أنفسهم منبوذين لفقدانها المزايا والفضائل، ويشتد شعورهم بالحقارة النفسية فتهون عليهم أنفسهم، وإرضاء لغرائزهم المتكونة من تلك العقدة، يحاولون سلب الخصائص الموجودة عن المنعمين بها، أو انتقاصهم والمس بكرامتهم والتشنيع عليهم إجابة للحسد الذي يحز في صدورهم ولا شك أن عدد الفاقدين للفضائل أكثر من الواجدين لها، وعلى هذا نرى أصحاب النعم والمواهب محسودين وكلما ازدادوا فضيلة ازداد عدد حسادهم!! ولا يقف أمام الحسد شيء إلا الإيمان بالله والرضى بالتقدير أو السعي والاهتمام في تحصيل تلك المزايا والفضائل الموجودة في المحسود فتحصل المشاركة معه ويزول الاختصاص عنه.
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بينه (عليهم السلام) هم المحسودون في كل زمان ومكان للسبب المتقدم ذكره، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(1) لا شك أن العلم فضيلة وكمال، ويعترف البشر بشرفه، ويفضل العالم على الجاهل بالفطرة لا بالتقليد، وعلى هذا الأساس ونحن لا نستطيع أن نعرف علم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومدى إيمانه بالله تعالى، لأن الرسول (صلّى الله عليه وآله) قال ـ في حديث صحيح ـ : يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت، ولا يعرفني إلا الله وأنت، ولا يعرفك إلا الله وأنا.
ولا نستطيع أن نحدد علم الإمام ونحيط به، لأنه من علم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلم رسول الله من الله تعالى، وليس عن طريق الاكتساب والتحصيل بل بالإفاضة من عند الله تعالى، ونجد في القرآن الكريم طائفة كبيرة من الآيات البينات التي تصرح بأن علوم الأنبياء من عند الله تعالى عن طريق الإفاضة والإلقاء في القلب، ومعلوم: أن هذا النوع من العلم لا يشوبه شيء، ولا مجال للباطل إليه، بل هو الحق الصحيح الصدق المطابق